سُـوْࢪ مـن وࢪد
ناعمـة ڪأنها غيـمة ☁
- إنضم
- 20 أكتوبر 2017
- المشاركات
- 149,783
- مستوى التفاعل
- 15,021
- النقاط
- 113
نزول القرآن الكريم شهر رمضان شهرٌ مبارك أنزل الله فيه القرآن على سيدنا محمد، وإذا أردنا أن نتحدث عن وقت نزوله بتحديدٍ أكثر فهو أُنزل في ليلة القدر، هذه الليلة المباركة من الشهر الفضيل ليكون داعمًا ومؤازرًا للنبي في دعوته، ولينظم للمؤمنين حياتهم، وليكون حجةً عليهم أمام الله يوم القيامة. ليلة القدر هي ليلة من ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، وتكون تحديدًا في الليالي الفردية منه، وبالنسبة للعلماء في غالب الروايات تُحدد في ليلة السابع والعشرين من الشهر، لكن لأن عملية تحري الهلال قد يحدث فيها بعض الالتباس لتحديد بداية الشهر ونهايته فيكون تحريها في العشر الأواخر من خلال بعض العلامات التي تميزها عن الليالي الأخرى. ومن خيرية هذه الليلة ومكانتها عند الله أنه أفرد لذكرها سورةً كاملةً من سور القرآن الكريم باسم ليلة القدر، وهذا إذا ما دل على شيء فإنما يدل على رسالة من الله إلى المؤمنين بأهمية هذه الليلة وتميزها عن باقي ليالي السنة. خصائص ليلة القدر العبادة وأعمال الخير فيها تكون بأجر مضاعف، فهذه الليلة بمثابة ألف شهر. البركة تعم الأرض في هذه الليلة وينتشر الخير في كل مكان، إذ إن جبريل عليه السلام يتنزل في هذه الليلة المباركة ومعه الملائكة بإذنٍ من الله سبحانه وتعالى. السلام يعم أرجاء الأرض، منذ بداية الليلة وحتى طلوع الفجر فتكثر أعمال البر والإحسان وتقل النزاعات والحروب، كما أن الحيوانات المؤذية والمزعجة لا يُسمع لها صوت، ويقال إنه في ليلة القدر لا تُسمع أصوات الكلاب أبدًا. الإخلاص في العمل وفي التقرب إلى الله في هذه الليلة جزاؤه مغفرة واسعة لكل ما تقدم من ذنب المؤمن وما تأخر. الأعمال المستحبة في ليلة القدر قيام الليل، فقيام الليل من الأعمال التي تُقرب الإنسان من ربه وتُطهر قلبه من كل ما علق به من مشاعر سلبية وأفكار سيئة خلال النهار، وهي أيضًا من أوجه المفاضلة بين المؤمن والمنافق، فالمنافق لا يُكبِّد نفسه عناء الاستقياظ ليلًا من أجل الصلاة، لأنه يعلم أن لا أحد يراه، أما المؤمن فيستغل هذا الوقت تحديدًا للسبب نفسه، فهو يريد أن يكون مع الله وحده ليُخرج كل ما في قلبه ويدعو بكل ما يريد ويبكي ويبتهل، وإن كان قيام الليل في الأيام العادية مباركًا فهو في ليلة القدر بجزاء قيام ألف شهر، وفي كل شهر ثلاثون ليلةً. الإكثار من قراءة القرآن، والمعروف أن المؤمن في شهر رمضان يواظب على قراءة وِرد محدد في كل يوم، ويمكن زيادة الورد عن المعتاد في هذه الليلة فهي ليلة مباركة والأجر فيها مضاعف. الإكثار من التسبيح والأذكار والاستغفار لكل ما سبق من الذنوب وعقد النية على ترك المعاصي وتجديد العهد مع الله بالرجوع إلى الطريق السليم الذي يرضيه. تذكر الأموات والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة. الصدقة على المحتاجين، علاوةً على أن العمل في هذه الليلة يكون بأجر مضاعف، فليلة القدر أيضًا تأتي في آخر شهر رمضان وقبل العيد، أي إن التصدق على الفقير سيمكنه من التجهيز للعيد والفرح كباقي الناس وبالتالي الأجر الكبير والعظيم في الدنيا والآخرة. تحري ليلة القدر من الملاحظ وجود الكثير من اللبس في تحري ليلة القدر، ومع أن الله كان قادرًا على تحديدها بتاريخ معين، إلا أن الحكمة تكمن في إبقاء موعدها مجهولًا بالنسبة للمؤمنين، فعندما يتوقعون أنها إما في ليلة 21 أو ليلة 23 أو 27 أو أي من الليالي الفردية في العشر الآواخر، ستكون احتمالية إقامتها أكثر من مرة واردةً جدًا حرصًا على عدم تضييع أجرها. علامات ليلة القدر توجد مجموعة من العلامات التي تدل على ليلة القدر وتميزها عن غيرها من الليالي، ومن أهم هذه العلامات ما يأتي[١]: تكون ليلة القدر في ليلة فردية من ليالي شهر رمضان تحديدًا خلال الليالي العشر الأواخر منه. يكون خلال ليلة القدر الطقس دافئًا ومعتدلًا إذ لا يكون حارًّا جدًّا ولا باردًا جدًّا. تشرق الشمس في اليوم الذي يليها دون شعاع مميز إذ تكون باردةً وبيضاء. تُعدّ ليلةً صافيةً لا تكون فيها رياح ولا أمطار ولا سحب ولا تظهر فيها نجوم. تنتشر السكينة والطمأنينة في قلوب المسلمين وتنزل فيها الملائكة عليهم، إذ يشعر المسلم أثناء قيام هذه الليلة بالانشراح في صدره والطمأنينة في قلبه، كما يشعر بالقرب الكبير من ربه. تتميز ليلة القدر بقوة الإضاءة والنور الظاهرة فيها خصوصًا في بعض الأماكن البعيدة عن الأنوار[٢]. قد تظهر هذه الليلة في منام البعض، كما حدث مع بعض الصحابة، إذ جعلهم الله سبحانه وتعالى يرون الليلة في منامهم[٢]. توجد علامات أخرى تدل على ليلة القدر، ومنها ما يأتي[٣]: تتنزل الملائكة بكثرة في هذه الليلة المباركة ومن ضمنهم جبريل عليه السلام، إذ يكون عدد الملائكة كبيرًا جدًّا، أكثر من عدد حبات الحصى الموجودة على الأرض، إذ يشاهدون المصلين الذين يحيون ليلة القدر في المساجد، كما أنّ الناس لا يمكنهم ملاحظة ذلك. بسبب كثرة العبادة وطاعة الله سبحانه وتعالى في هذه الليلة المباركة؛ فإنّها ليلة خالية من الشرور والمشكلات، وتنتشر فيها الألفة والمحبة. في سائر الأيام يخرج الشيطان مع الشمس، إذ تكون الشمس بين قرنيه في الصباح، لكن في ليلة القدر لا يخرج الشيطان مع الشمس. معظم العلامات لا يستطيع الناس ملاحظتها إلا بعد انقضاء ليلة القدر، لهذا فهنيئًا لمن قامها بالعبادة والطاعة والقرب من الله عز وجل. سبب تسمية ليلة القدر ظهرت العديد من الأقاويل المتعلقة بسبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم، ومن أهم الأسباب المذكورة ما يأتي[٤]: سُمّيت بذلك لأنّ الله سبحانه وتعالى قدّر فيها أرزاق الناس وكل ما هو مكتوب لهم في ذلك العام. يُعتقد بأنّ السبب الآخر لتسميتها من عظيم قدر هذه الليلة المباركة وعظم شأنها ومكانتها في الإسلام. سُمّيت بذلك بسبب القدر العظيم للعمل الصالح خلال هذه الليلة العظيمة والتي ليس كمثلها ليلة طوال ليالي السنة كاملةً. قدّر الله سبحانه وتعالى في هذه الليلة أن ينزل القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. تُعدّ ليلة القدر هي ليلة الحكم والفصل. كيف تُحين ليلة القدر؟ يمكنكِ إحياء ليلة القدر ليكون لكِ الأجر والثواب ولتنالي كافة فضائل الليلة من خلال قيامكِ بما يأتي[٥]: كوني حريصةً على إتمام كافة الفروض المفروضة عليكِ من صيام وصلاة على أكمل وجه وأتم صورة. اقضي وقتًا طويلًا في قراءة القرآن الكريم والتدبر فيه وفهم معانيه ومقاصده، وأكثري من ذكر الله سبحانه وتعالى وتسبيحه واستغفاره. أكثري من الدعاء واطلبي من الله سبحانه وتعالى العفو والمغفرة وكل ما تحتاجه نفسكِ، فالدعاء في هذه الليلة المباركة مستجاب بإذن الله سبحانه وتعالى. اعتكفي في المساجد للطاعة والعبادة، ويمكنكِ الاعتكاف في منزلكِ خلال العشر الأواخر من رمضان حتى تستطيعي إدراك ليلة القدر. أحيي ليلة القدر من خلال قيام هذه الليلة بالصلاة وقراءة القرآن والدعاء فإنّ قيام هذه الليلة بنية طيبة وبإيمان كبير، يُسبب