أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

خطـــبـــة الــجـــمــعــه

إنضم
7 مايو 2014
المشاركات
489
مستوى التفاعل
7
النقاط
18
العمر
29
الإقامة
آلٱنٌــبّـآآر ♥_^> <^_♥ ٱلرمٱدُيّ♥
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع واضح لحظراتكم وهو كالاتي..

يتفضل كل جمعه عضو او مشرف او اداري بكتابة موضوع لخطبة الجمعه

اي موضوع تختاروا يفيد الكل

وانشالله الكل يواظب على كتابة خطبة كل جمعه بالاتفاق مع مشرف المنتدى او القسم

اسمحولي انزل اول خطبه لحظراتكم
 
إنضم
7 مايو 2014
المشاركات
489
مستوى التفاعل
7
النقاط
18
العمر
29
الإقامة
آلٱنٌــبّـآآر ♥_^> <^_♥ ٱلرمٱدُيّ♥
رد: خطـــبـــة الــجـــمــعــه

الإِيمَانُ بِالْغَيْبِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ حَمْداً كثيراً طَيباً مُبَاركاً فيهِ كَمَا يُحِبُّ ويَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سيدَنَا مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ، وصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وخَلِيلُهُ، فاللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ وبَارِكْ عَلَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أجمعينَ، وعلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بإِحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ.
أَمَّا بعدُ: فأُوصِيكُمْ عِبادَ اللهِ ونَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تعالَى، قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
أيهَا المؤمنونَ: أَبْدَعَ اللهُ تعالَى الكَوْنَ وجَعَلَهُ مُتَّسِعَ الأرجاءِ، وبَثَّ فيهِ مِنَ العَوَالِمِ مَا ليسِ لهُ انتهاءٌ، وأحاطَ عِلْمُهُ بِكُلِّ الكائناتِ والأشياءِ، فلاَ يَغِيبُ عَنْهُ مِثقالُ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ، ولاَ يَطَّلِعُ أحَدٌ علَى غَيْبِهِ إلاَّ بِمَا شاءَ، قالَ جَلَّ وعَلاَ ( قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ)() ، وقال تبارك وتعالى (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ )().
وإنَّ الإيمانَ بالغيبِ أَصْلٌ مِنْ أُصولِ الدِّينِ، وسِمَةٌ مِنْ سِمَاتِ الْمُتَّقِينَ، قالَ اللهُ تعالَى: (ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) وقَدْ أوْحَى اللهُ سبحانَهُ فِي القرآنِ الكريمِ إلَى نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم بأنباءٍ غَيْبِيَّةٍ مَا كانَ يَعلَمُهَا هُوَ ولاَ قَوْمُهُ مِنْ قَبْلُ، لِيَشُدَّ مِنْ أَزْرِهِ، ويُقَوِّيَ حُجَّتَهُ، ويَزيدَ فِي صبْرِهِ، قالَ تباركَ وتعالَى: ( تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ)
وقَصَّ القرآنُ الكريمُ علَى النبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنباءَ المُرْسَلِينَ، تَثْبيتاً لَهُ وعِظةً للمؤمنينَ، قالَ تعالَى ( وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ * وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ * وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )().
كمَا ذَكَرَ القرآنُ الكريمُ بعضَ مَا سيقَعُ مِنْ غَيْبِيَّاتٍ، كمَشَاهِدَ مِنْ يومِ القيامةِ ومَا فيهِ مِنْ أهوالٍ وكُرباتٍ، قالَ عَزَّ وَجَلَّ: ( فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ* يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ* وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ* لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) لِيَستَعِدَّ المؤمنُ لِلِقَاءِ الآخرةِ بأَحْسَنِ الأعمالِ، وشَريفِ الْخِصالِ، فقَدْ كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُوَجِّهُ أصحابَهُ رضي الله عنهم لِذلِكَ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» قَالَ: حُبَّ اللهِ وَرَسُولِهِ، قَالَ: «أنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ».
عبادَ اللهِ: والإيمانُ بالغَيْبِ يُوَرِّثُ فِي قَلْبِ المؤمنِ خَشْيةَ اللهِ تعالَى فِي سِرِّهِ وعلانيتِهِ، فيُحافظُ علَى الطاعاتِ والعباداتِ، ويَحْرِصُ علَى تزكيةِ النفْسِ وإخلاصِ النيَّاتِ، قالَ سبحانَهُ: ( إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ المَصِيرُ)() فمَنْ خَشِيَ ربَّهُ بِالْغَيْبِ، وآمَنَ بِمَا أخبَرَ بهِ مِنْ جَنَّةٍ ونارٍ، ونَعِيمٍ وجَحِيمٍ، وثَوابٍ وعِقابٍ؛ استقامَتْ جَوَارِحُهُ، وحَسُنَتْ سَرِيرَتُهُ، وأنابَ قَلْبُهُ، وصَفَتْ نِيَّتُهُ، وكانَتْ فِي الجِنانِ منزلتُهُ، قالَ اللهُ تعالَى: ( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ* هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ* مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ).
وإنَّ العبدَ الذِي تَرَسَّخَ الإيمانُ فِي قَلْبِهِ يُوقِنُ بأنَّ مَا قدَّرَهُ اللهُ سُبحانَهُ لَهُ مِنْ خيْرٍ أَوْ شَرٍّ غَيْبٌ لاَ يَعلَمُهُ إلاَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وهوَ خيرٌ لهُ فِي كُلِّ حالٍ، فقَدْ يكونُ الخيرُ فيمَا يَكْرَهُ الإنسانُ، وقَدْ يكونُ الشَّرُّ فيمَا يُحِبُّهُ، قالَ اللهُ سُبحانَهُ: ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).
فيَا مَنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ، لاَ تَغْفَلَنَّ عَنْ شُكْرِ رَبِّكَ، فقَدْ يأتِيكَ الغَيْبُ بالمَزِيدِ مِنَ النِّعَمِ والعطاءِ، ويَا مَنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، اصبِرْ ومَا صبْرُكَ إلاَّ باللهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« عَجَباً لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ ».
فَارْضَ يَا عَبْدَ اللهِ بِمَا قَدَّرَهُ اللهُ تعالَى واختارَهُ لَكَ فِي عِلْمِ الغَيْبِ، فإنَّ الخيرَ فيمَا اختارَهُ اللهُ، قالَ تعالَى: ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ* لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ).
اللهُمَّ اجعَلْنَا بالغَيْبِ مُؤمنينَ، وللصلاةِ مُقيمينَ، ومِمَّا رَزَقْتَنَا مُنفقِينَ، وأَذِقْنَا حلاوةَ الإيمانِ حتَّى لاَ نُحِبَّ تأخيرَ مَا قَدَّمْتَ، ولاَ تعجيلَ مَا أخَّرْتَ، ووَفِّقْنَا لطاعتِكَ وطاعةِ نبيِّكَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وطاعةِ مَنْ أمَرْتَنَا بطاعتِهِ عملاً بقولِكَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ) . بارَكَ اللهُ لِي ولكُمْ فِي القرآنِ العظيمِ ونفعَنِي وإياكُمْ بِمَا فيهِ مِنَ الآياتِ والذِّكْرِ الحَكِيمِ وبِسُنَّةِ نبيهِ الكريمِ صلى الله عليه وسلم أقولُ قولِي هذَا وأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولكُمْ، فاستغفِرُوهُ إنَّهُ هوَ الغفورُ الرحيمُ.​
 

شمس

🌹شمس الفخامه🌹
إنضم
14 مايو 2014
المشاركات
16,188
مستوى التفاعل
2,330
النقاط
113
الإقامة
العراق بغداد
رد: خطـــبـــة الــجـــمــعــه

تسلم الايادي
مع دي
 

لارا

Well-Known Member
إنضم
27 مايو 2014
المشاركات
376
مستوى التفاعل
41
النقاط
28
الإقامة
غير محدد
رد: خطـــبـــة الــجـــمــعــه


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





الحمد لله رب العالمين، خلقنا في أحسن تقويم، وصورنا في أجمل صورة، وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، نحمده سبحانه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أمرنا بطيب الكلام، وحفظ الجوارح واللسان، ووعدنا على ذلك بالجنان، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى، قال الله عز وجل:( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)

أيها المسلمون: لقد أكرم الله تعالى الإنسان بالقرآن، وامتن عليه بنعمة الإفصاح والبيان، قال تعالى:( الرحمن* علم القرآن* خلق الإنسان* علمه البيان) وأنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم أحسن الحديث، قال سبحانه:( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء) فقد وصف الله سبحانه كتابه بأحسن الحديث؛ لما للحديث الطيب من أثر في ترقيق القلوب، وتهذيب النفوس، ومن صلحت سريرته طاب لسانه بحسن القول وجميل الحديث، وهدي إلى الطريق المستقيم، قال تعالى:( وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد)

والقول الطيب السديد سبب لصلاح الأعمال ومغفرة الذنوب، قال الله تعالى:(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا* يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) قال المفسرون: والقول السديد هو الذي يوافق ظاهره باطنه. وما أريد به وجه الله دون غيره، والصلح بين المتشاجرين.

وقد أوصى الله تعالى عباده بحسن القول، فقال تبارك اسمه:( وقولوا للناس حسنا) بل أمرهم أن يتخيروا من ألفاظهم ما هو أجمل وأتم، فقال عز وجل:( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن) فالكلام الجميل وسيلة من وسائل جمع القلوب ودفع الضغائن، قال تعالى:( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)
وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم دلالة القول وأثره في الناس فقال صلى الله عليه وسلم :« من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت».
عباد الله: إن المجالس مدارس، والرجال إنما يوزنون بما يصدر عنهم من كلام، ولقد وجهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حسن الكلام وجميل العبارة في التخاطب مع الناس، ومن اللطف في الحديث مع الناس الاقتصاد في القول، ويتأكد ذلك في حضرة الكبار وأهل الوقار ولمن هو أعلى مقاما، وأرفع قدرا، وأغزر علما، وأكبر سنا، وأعظم فضلا، فمن اقتصد في كلامه وأعرض عن اللغو فاز بالفلاح، قال تعالى:( قد أفلح المؤمنون* الذين هم في صلاتهم خاشعون* والذين هم عن اللغو معرضون) فطول الكلام مظنة للعثرات، والوقوع في الزلات، ومن غفل عن ذكر الله في كلامه زهد الناس فيه، وأعرضوا عن حديثه، فخير الكلام ما قل ودل، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي».
أيها المسلمون: مجالس العقلاء لا يتكلم فيها بالتناجي، ولا يستخدم الهاتف والناس في إصغاء، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خاطبه شخص أقبل عليه بوجهه حتى لكأنه لا يريد غيره. وقد جاءه الوليد بن المغيرة يريد مجادلته، فسمع له، فلما انتهى من كلامه قال له صلى الله عليه وسلم في أدب جم:" أفرغت يا أبا الوليد؟ فكناه احتراما، وانتظره حتى فرغ تماما من كلامه، وهذا يعلمنا أن الحديث والحوار يكون مناوبة لا مناهبة.
ولقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن التمهل في الكلام والتأني في الحديث من فنون الخطاب وحسن الدراية حتى يفهم المستمع المراد من الحديث، ويعقل مقصوده ومغزاه، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم. وقالت: إن النبى صلى الله عليه وسلم كان يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه. وقالت أيضا: كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاما فصلا يفهمه كل من سمعه.
وإنه لمن حسن عقل المتحدث اختيار ما يناسب الناس من أحاديث تنفعهم ولا تضرهم، واجتناب ما يدخل الريبة إلى نفوسهم، والجاهل من استفز الناس بكلام لا يعقلون معانيه، ولا يعرفون مغازيه، قال على رضي الله عنه: حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله.
عباد الله: قال الله تعالى:( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما) وقال سبحانه:( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) والمسلم الحق من صان لسانه من العبث ووقى الناس من أذاه، وتجنب الخوض في أحاديث لا يعلمها، أو لا يتأكد من صحتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع». والكلام عبادة: فهو إما لك أو عليك، قال الله تعالى:( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره* ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« الكلمة الطيبة صدقة».
بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الكلمة الطيبة وقاية من النار فقال:« اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة».
ومن أراد السلامة اختار من طيب القول ما يرجو النجاة فيه، فيخاطب والديه بأعذب الكلمات، ويختار لهم أجمل الصفات، قال تعالى:( وقل لهما قولا كريما) وكان سيدنا إبراهيم عليه السلام يخاطب أباه مع صدوده فيقول له مترفقا:( يا أبت)
وعلى الأزواج إتقان الأحاديث التي تنمي وشائج المحبة والمودة بينهما، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي زوجاته بما يحببن سماعه فيقول لعائشة رضي الله عنها :« يا عائش».
اللهم وفقنا دوما للعمل بما تحبه وترضاه، ووفقنا لطاعتك، وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته, عملا بقولك:(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
م.ن

 

احمد _الربيعي

Well-Known Member
إنضم
26 أبريل 2014
المشاركات
776
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
رد: خطـــبـــة الــجـــمــعــه

السلام عليكم نونة موضوع جميل ومفيد وروعة
موضوع يجب ان يكون متجدد وان شاء الله يثبت للفائدة
وياريت تكون فيه استضافات دورية يعني يختار صاحب
الموضوع عضوين او ثلاثة ينزبون بنفس الموضوع
خطب الجمعة ويتم مناقشتها من جميع الاعضاء
تحياتي للجميع
جمعة مباركة طيبة عليكم وع ذويكم اجمعين
 

رومانسي بس منسي

Well-Known Member
إنضم
4 أغسطس 2012
المشاركات
28,518
مستوى التفاعل
285
النقاط
83
الإقامة
العراق البصره
رد: خطـــبـــة الــجـــمــعــه

طــــرح رائــــــع

شكرا لمجهودك المميز

عـــــاشت الايــــــــادي

مودتي لك مع محبتي

 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )