جاء الإسلام لبناء الإنسان ليحوذ خيري الدنيا والآخرة، وشغل بناء الإنسان صحيًا حيزًا كبيرًا من اهتمام الشريعة الغراء، فكثيرًا ما أوصى الرسول الكريم بنصائح في طريقة تناول الطعام والشراب، وإطلاق اللحى، حيث رُوي عن نَافع، عن ابن عمر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (احْفُوا الشَّوَارِبَ وَأَطْلِقُوا اللِّحَى ).
وبعد أكثر من 1430 عامًا، تثبت دراسة طبية بريطانية حديثة النقاب عن الفوائد الطبية لإطلاق اللحى وتأثيره الإيجابي على صحة الإنسان خاصة فيما يتعلق بتأخير عوامل الشيخوخة والحماية من السرطان.
وكشفت الدراسة التي أجراها باحثون بجامعة "كوينزلاند الجنوبية" أن اللحية تقدم حماية كبيرة ضد أضرار أشعة الشمس وارتباطها بسرطان الجلد، ووجدوا أن أجزاء الوجه التي تغطيها اللحية كانت أقل تعرضًا للأشعة فوق البنفسجية الضارة، مقارنة مع المناطق الخالية من الشعر بالوجه بمقدار الثلث.
واستخدم الباحثون تقنيات قياس الجرعات، التي تقيس كمية الأشعة أو الإشعاع الممتصة، وأظهرت النتائج أن اللحى تقدم ما يترواح بين 90 و95% من الحماية ضد الشمس، اعتمادًا على طول الشعر.
ومن جانبه، أوضح د. نيك لوى، أخصائي بشركة لمستحضرات العناية بالجلد: أن اللحية تعمل على إبطاء عملية التقدم في السن وظهور علامات الشيخوخة، وتعمل على إبقاء المياه على سطح الجلد وتركه في حالة رطبة عن طريق حمايته من الرياح التي تعمل على جفافه.
وقالت الباحثة كارول ووكر "إن اللحى تساعد على محاربة السعال، وإن الشعر الكثيف الذي ينمو تحت الذقن والرقبة يعمل على رفع درجة حرارة الرقبة ويساعد في الوقاية من نزلات البرد، وإن الشعر بمثابة عازل يبقي الإنسان دافئا، حيث إن اللحى الكاملة التي تبعد الهواء البارد وترفع درجة حرارة الرقبة ستكون ذات فائدة إضافية عند الطقس البارد".