زُمُــــرُّدة
مُذهِلة
ظهرت في الفترة الأخيرة أخبار قد تزعج هؤلاء الذين يرون أنه من الصحي تناول كأس واحد من الخمر يوميا بعد إشارة دراسة حديثة إلى أنه لا وجود للكحول الآمن الذي يمكن تناوله كشراب.
وأُجريت الدراسة على مستوى دولي واسع النطاق ونشرتها مجلة لانسيت العلمية المتخصصة لتؤكد أنه لا يوجد بين أنواع الكحول أو المشروبات الكحولية ما هو آمن للاستهلاك الآدمي.
وبينما يعترف الباحثون المعدون لهذه الدراسة أن تناول كأس واحد من المشروبات الكحولية يوميا يساعد على التقليل من فرص الإصابة بأمراض القلب، أكدت الدراسة أن هناك مخاطر صحية تتمثل في الإصابة بالسرطان جراء تناول المشروبات الكحولية، وهي المخاطر التي يفوق ضررها ما يمكن أن يتأتى من وقاية من أمراض القلب.
وقال معد الدراسة إن النتائج التي توصل إليها البحث غير مسبوقة، وهي أهم ما توصل إليه العلماء حتى الآن نظرا للمجموعة الكبيرة من العوامل التي تغطيها الدراسة.
إلى أي مدى تصل خطورة التناول المعتدل للخمور؟
تناولت الدراسة، التي تحمل عنوان "العبء الدولي للمرض"، مستويات استهلاك الكحوليات والأثر الصحي المترتب على استخدامها في 195 دولة، من بينها بريطانيا، في الفترة من 1990 إلى 2006.
وعقد الباحثون مقارنة بين من يتناولون كأسا واحدا يوميا من المشروبات الكحولية ومن لا يتناولونها على الإطلاق في الفئات العمرية من 15 إلى 95 سنة.
وكشفت المقارنة عن أن 914 من كل مئة ألف ممن لا يتناولون الكحوليات قد تتطور لديهم الإصابة بالأمراض الناتجة عن تناول الكحول مثل السرطان بينما ارتفع هذا العدد بواقع أربعة أشخاص لدى من يتناولون كأس واحدا من هذه المشروبات يوميا، ما يشير إلى ارتفاع خطر الإصابة بحوالي 0.5%.
وأشارت النتائج إلى أن من يتناولون كأسين من الخمور يوميا ترتفع درجة الإصابة بأمراض ذات صلة بتناول الكحول مثل السرطان بحوالي 63 شخصا مقارنة بمن لا يتناولون الخمور على الإطلاق لتكون نسبة الإصابة 977 شخصا من كل مئة ألف شخص، ما يشير إلى ارتفاع درجة خطورة الإصابة الأمراض الناتجة عن الشراب بحوالي 0.7% لدى من يتناولون كأسين يوميا من هذه المشروبات
أما من يتناولون خمسة كؤوس من الخمر يوميا، فترتفع درجة الإصابة لديهم بحوالي 37.00% ليرتفع العدد بحوالي 338 شخصا ويصل إلى 1252 شخصا من كل مئة ألف شخص.
وقالت سونيا ساكسينا، إحدى الباحثات المشاركات في إعداد هذه الدراسة والأستاذة الجامعية في الطب في الكلية الملكية بلندن التي تمارس مهنة الطب، إن "كأسا واحدا يوميا يمثل زيادة محدودة في خطر الإصابة بالأمراض، لكن عند وضع عدد سكان بريطانيا في الصورة، يكون العدد أكبر بكثير. وبالطبع أغلب الناس لا يشربون كأسا واحدا في اليوم."
وقال ماكس غريسوالد، رئيس الفريق البحثي المعد للدراسة والأستاذ الأكاديمي في معهد قياس وتقييم الصحة التابع لجامعة واشنطن، إن "دراسات سابقة كشفت عن الأثر الوقائي للكحول بشروط محددة، لكننا اكتشفنا الأضرار الصحية التي قد تنشأ عن الشرب وما يصاحبها من مخاطر ذات صلة بتناول أي كمية من الشراب الكحولي."
وأضاف أن "التلازم بين استهلاك الكحول وخطر الإصابة بالسرطان، والجروح، والأمراض المعدية تفوق الأثر الوقائي للشراب الذي أشارت بعض الدراسات إلى أنه يقي أمراض القلب، وهو ما أشرنا إليه في دراستنا."
وتابع: "رغم أن المخاطر الصحية المترتبة على تناول المشروبات الكحولية تبدو ضئيلة عند تناول كأس واحد يوميا، تزداد هذه المخاطر مع ازدياد الكمية التي يتناولها الأشخاص."
وخفضت الحكومة البريطانية مستويات استهلاك المشروبات الكحولية التي توصي الرجال والنساء بتناولها إلى ما لا يتجاوز 14 وحدة أسبوعيا، وذلك وفقا للتوصيات الصادرة في 2016، وهو ما يساوي ستة كؤوس من الجعة متوسطة القوة أو سبعة كؤوس من الخمور.
وقالت دايم سالي دايفيز، كبيرة المسؤولين الطبيين في بريطانيا، إن أي قدر من المشروبات الكحولية قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
قالت سونيا ساكسينا إن هذه الدراسة هي الأهم على الإطلاق بين الدراسات التي أُجريت في هذا الموضوع لأنها عملت على تغطية عدد كبير من العوامل مثل مبيعات الكحوليات، والبيانات التي حصلنا عليها من مستهلكي الكحول عن الكميات التي يستهلكونها، وبيانات الحالة الاجتماعية، وبيانات السياحة علاوة على مستويات التجارة غير الشرعية في الكحوليات وتصنيع الجعة في المنازل."
وأظهرت الدراسة أن المرأة البريطانية تتناول متوسط ثلاثة كؤوس يوميا، ما يضعها في المركز الثامن على مستوى العالم بين أكبر المستهلكين للمشروبات الكحولية على مستوى العالم.
على النقيض من ذلك، يقع الرجل البريطاني في المركز 62 بين أكثر مستهلكي المشروبات الكحولية على مستوى العالم، مع ذلك يصل متوسط استهلاكه لثلاثة كؤوس يوميا، وذلك لأن مستويات تناول الشراب يرتفع معدله بين الرجال مقارنة بالنساء. فالرجل في رومانيا، على سبيل المثال، يتناول متوسط ثمانية كؤوس يوميا.
وعلى مستوى العالم، يتناول واحد من كل ثلاثة أشخاص المشروبات الكحولية، وهي الظاهرة التي ترتبط بحوالي 10 في المئة من حالات الوفاة في المرحلة العمرية من 15 إلى 49 سنة.
وقالت سونيا إن "أغلبنا في بريطانيا يتناول مشروبات كحولية بكميات تتجاوز الحدود الآمنة، وهو ما تؤكده هذه الدراسة. وتحتاج التوصيات التي نتجت عن هذه الدراسة إلى التطبيق، وعلى الحكومة أن تعيد النظر في سياستها. فإذا كنت تريد أن تشرب الكحوليات، فعليك أن تعلم نفسك المزيد عن مخاطر الشراب وأن تحصل على معلومات عن المخاطر المترتبة على ذلك."
لكن دايفيد سبيغلهالتر، الأستاذ المتخصص بمركز وينتون للفهم العام للمخاطر التابع لجامعة كمبريدج، حذر من أن نتائج الدراسة لا تزال تحتاج إلى المزيد من البحث.
وقال: "عند الأخذ في الاعتبار المتعة التي ينطوي عليها التناول المعتدل للشراب، أعتقد أن الزعم بأنه لا يوجد حدود آمنة لتناول الشراب أمرا لا يستحق الجدل."
وأضاف أنه "لا حدود آمنة للقيادة، لكن الحكومة لا تنصح الناس بتجنب القيادة."
وتابع: "ودعونا نفكر قليلا في الأمر، ليس هناك حدود آمنة للعيش، لكن لا أحد ينصح بالإحجام عن الحياة."
-----------------------------------------------------
وأُجريت الدراسة على مستوى دولي واسع النطاق ونشرتها مجلة لانسيت العلمية المتخصصة لتؤكد أنه لا يوجد بين أنواع الكحول أو المشروبات الكحولية ما هو آمن للاستهلاك الآدمي.
وبينما يعترف الباحثون المعدون لهذه الدراسة أن تناول كأس واحد من المشروبات الكحولية يوميا يساعد على التقليل من فرص الإصابة بأمراض القلب، أكدت الدراسة أن هناك مخاطر صحية تتمثل في الإصابة بالسرطان جراء تناول المشروبات الكحولية، وهي المخاطر التي يفوق ضررها ما يمكن أن يتأتى من وقاية من أمراض القلب.
وقال معد الدراسة إن النتائج التي توصل إليها البحث غير مسبوقة، وهي أهم ما توصل إليه العلماء حتى الآن نظرا للمجموعة الكبيرة من العوامل التي تغطيها الدراسة.
إلى أي مدى تصل خطورة التناول المعتدل للخمور؟
تناولت الدراسة، التي تحمل عنوان "العبء الدولي للمرض"، مستويات استهلاك الكحوليات والأثر الصحي المترتب على استخدامها في 195 دولة، من بينها بريطانيا، في الفترة من 1990 إلى 2006.
وعقد الباحثون مقارنة بين من يتناولون كأسا واحدا يوميا من المشروبات الكحولية ومن لا يتناولونها على الإطلاق في الفئات العمرية من 15 إلى 95 سنة.
وكشفت المقارنة عن أن 914 من كل مئة ألف ممن لا يتناولون الكحوليات قد تتطور لديهم الإصابة بالأمراض الناتجة عن تناول الكحول مثل السرطان بينما ارتفع هذا العدد بواقع أربعة أشخاص لدى من يتناولون كأس واحدا من هذه المشروبات يوميا، ما يشير إلى ارتفاع خطر الإصابة بحوالي 0.5%.
وأشارت النتائج إلى أن من يتناولون كأسين من الخمور يوميا ترتفع درجة الإصابة بأمراض ذات صلة بتناول الكحول مثل السرطان بحوالي 63 شخصا مقارنة بمن لا يتناولون الخمور على الإطلاق لتكون نسبة الإصابة 977 شخصا من كل مئة ألف شخص، ما يشير إلى ارتفاع درجة خطورة الإصابة الأمراض الناتجة عن الشراب بحوالي 0.7% لدى من يتناولون كأسين يوميا من هذه المشروبات
أما من يتناولون خمسة كؤوس من الخمر يوميا، فترتفع درجة الإصابة لديهم بحوالي 37.00% ليرتفع العدد بحوالي 338 شخصا ويصل إلى 1252 شخصا من كل مئة ألف شخص.
وقالت سونيا ساكسينا، إحدى الباحثات المشاركات في إعداد هذه الدراسة والأستاذة الجامعية في الطب في الكلية الملكية بلندن التي تمارس مهنة الطب، إن "كأسا واحدا يوميا يمثل زيادة محدودة في خطر الإصابة بالأمراض، لكن عند وضع عدد سكان بريطانيا في الصورة، يكون العدد أكبر بكثير. وبالطبع أغلب الناس لا يشربون كأسا واحدا في اليوم."
وقال ماكس غريسوالد، رئيس الفريق البحثي المعد للدراسة والأستاذ الأكاديمي في معهد قياس وتقييم الصحة التابع لجامعة واشنطن، إن "دراسات سابقة كشفت عن الأثر الوقائي للكحول بشروط محددة، لكننا اكتشفنا الأضرار الصحية التي قد تنشأ عن الشرب وما يصاحبها من مخاطر ذات صلة بتناول أي كمية من الشراب الكحولي."
وأضاف أن "التلازم بين استهلاك الكحول وخطر الإصابة بالسرطان، والجروح، والأمراض المعدية تفوق الأثر الوقائي للشراب الذي أشارت بعض الدراسات إلى أنه يقي أمراض القلب، وهو ما أشرنا إليه في دراستنا."
وتابع: "رغم أن المخاطر الصحية المترتبة على تناول المشروبات الكحولية تبدو ضئيلة عند تناول كأس واحد يوميا، تزداد هذه المخاطر مع ازدياد الكمية التي يتناولها الأشخاص."
وخفضت الحكومة البريطانية مستويات استهلاك المشروبات الكحولية التي توصي الرجال والنساء بتناولها إلى ما لا يتجاوز 14 وحدة أسبوعيا، وذلك وفقا للتوصيات الصادرة في 2016، وهو ما يساوي ستة كؤوس من الجعة متوسطة القوة أو سبعة كؤوس من الخمور.
وقالت دايم سالي دايفيز، كبيرة المسؤولين الطبيين في بريطانيا، إن أي قدر من المشروبات الكحولية قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
قالت سونيا ساكسينا إن هذه الدراسة هي الأهم على الإطلاق بين الدراسات التي أُجريت في هذا الموضوع لأنها عملت على تغطية عدد كبير من العوامل مثل مبيعات الكحوليات، والبيانات التي حصلنا عليها من مستهلكي الكحول عن الكميات التي يستهلكونها، وبيانات الحالة الاجتماعية، وبيانات السياحة علاوة على مستويات التجارة غير الشرعية في الكحوليات وتصنيع الجعة في المنازل."
وأظهرت الدراسة أن المرأة البريطانية تتناول متوسط ثلاثة كؤوس يوميا، ما يضعها في المركز الثامن على مستوى العالم بين أكبر المستهلكين للمشروبات الكحولية على مستوى العالم.
على النقيض من ذلك، يقع الرجل البريطاني في المركز 62 بين أكثر مستهلكي المشروبات الكحولية على مستوى العالم، مع ذلك يصل متوسط استهلاكه لثلاثة كؤوس يوميا، وذلك لأن مستويات تناول الشراب يرتفع معدله بين الرجال مقارنة بالنساء. فالرجل في رومانيا، على سبيل المثال، يتناول متوسط ثمانية كؤوس يوميا.
وعلى مستوى العالم، يتناول واحد من كل ثلاثة أشخاص المشروبات الكحولية، وهي الظاهرة التي ترتبط بحوالي 10 في المئة من حالات الوفاة في المرحلة العمرية من 15 إلى 49 سنة.
وقالت سونيا إن "أغلبنا في بريطانيا يتناول مشروبات كحولية بكميات تتجاوز الحدود الآمنة، وهو ما تؤكده هذه الدراسة. وتحتاج التوصيات التي نتجت عن هذه الدراسة إلى التطبيق، وعلى الحكومة أن تعيد النظر في سياستها. فإذا كنت تريد أن تشرب الكحوليات، فعليك أن تعلم نفسك المزيد عن مخاطر الشراب وأن تحصل على معلومات عن المخاطر المترتبة على ذلك."
لكن دايفيد سبيغلهالتر، الأستاذ المتخصص بمركز وينتون للفهم العام للمخاطر التابع لجامعة كمبريدج، حذر من أن نتائج الدراسة لا تزال تحتاج إلى المزيد من البحث.
وقال: "عند الأخذ في الاعتبار المتعة التي ينطوي عليها التناول المعتدل للشراب، أعتقد أن الزعم بأنه لا يوجد حدود آمنة لتناول الشراب أمرا لا يستحق الجدل."
وأضاف أنه "لا حدود آمنة للقيادة، لكن الحكومة لا تنصح الناس بتجنب القيادة."
وتابع: "ودعونا نفكر قليلا في الأمر، ليس هناك حدود آمنة للعيش، لكن لا أحد ينصح بالإحجام عن الحياة."
-----------------------------------------------------