قالوا: إنه لما نصر الله — تعالى — رسوله وردَّ عنه الأحزاب وفتح عليه قُريظة والنَّضير، ظنَّ أزواجه ﷺ أنه اختصَّ بنفائس اليهود وذخائرهم؛ وكنَّ تسع نسوة: عائشة، وحفصة، وأم حبيبة، وسودة، وأم سلمة، وصفية، وميمونة، وزينب، وجويرية؛ فقعدن حوله وقلن: يا رسول الله، بنات كسرى وقيصر في الحلي والحلل، والإماء والخول، ونحن ما تراه من الفاقة والضيق … وآلمنَ قلبه بمطالبتهن له بتوسعة الحال، وأن يعاملهنَّ بما تُعامِل به الملوك وأبناء الدنيا أزواجهم؛ فأمره الله — تعالى — أن يتلو عليهن ما نزل في أمرهن من تخييرهن في فراقه، وذلك قوله — تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا.٣
قالوا: وبدأ ﷺ بعائشة — وهي أحبُّهن إليه — فقال لها: «إني ذاكرٌ لك أمرًا ما أحب أن تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك.» قالت: ما هو؟ فتلا عليها الآية. قالت: أفيك أستأمر أبويَّ؟ بل أختار الله — تعالى — ورسوله.
ثم تتابعنَ كلُّهن على ذلك، فسمَّاهنَّ الله «أمهات المؤمنين»؛ تعظيمًا لحقهن، وتأكيدًا لحرمتهن، وتفضيلًا لهن على سائر النساء.
مصطفى صادق الرافعي
كتاب وحي القلم
قالوا: وبدأ ﷺ بعائشة — وهي أحبُّهن إليه — فقال لها: «إني ذاكرٌ لك أمرًا ما أحب أن تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك.» قالت: ما هو؟ فتلا عليها الآية. قالت: أفيك أستأمر أبويَّ؟ بل أختار الله — تعالى — ورسوله.
ثم تتابعنَ كلُّهن على ذلك، فسمَّاهنَّ الله «أمهات المؤمنين»؛ تعظيمًا لحقهن، وتأكيدًا لحرمتهن، وتفضيلًا لهن على سائر النساء.
مصطفى صادق الرافعي
كتاب وحي القلم
التعديل الأخير: