برنارد
العالم محضر الله لا تعص الله في محضره
إِلَهِي وَ كَمْ مِنْ بَاغٍ بَغَانِي بِمَكَائِدِهِ ، وَ نَصَبَ لِي أَشْرَاكَ مَصَائِدِهِ ، وَ وَكَّلَ بِي تَفَقُّدَ رِعَايَتِهِ وَ أَضْبَأَ إِلَيَّ إِضْبَاءَ السَّبُعِ لِطَرِيدَتِهِ ، انْتِظَاراً لِانْتِهَازِ فُرْصَتِهِ ، وَ هُوَ يُظْهِرُ لِي بَشَاشَةَ الْمَلَقِ وَ يَبْسُطُ لِي وَجْهاً غَيْرَ طَلْقٍ ، فَلَمَّا رَأَيْتَ دَغَلَ سَرِيرَتِهِ وَ قُبْحَ مَا انْطَوَى عَلَيْهِ لِشَرِيكِهِ فِي مِلَّتِهِ ، وَ أَصْبَحَ مُجْلِباً لِي فِي بَغْيِهِ أَرْكَسْتَهُ لِأُمِّ رَأْسِهِ وَ أَبَنْتَ بُنْيَانَهُ مِنْ أَسَاسِهِ ، فَصَرَعْتَهُ فِي زُبْيَتِهِ وَ رَدَّيْتَهُ فِي مَهْوَى حُفْرَتِهِ ، وَ جَعَلْتَ خَدَّهُ طَبَقاً لِتُرَابِ رِجْلِهِ ، وَ شَغَلْتَهُ فِي بَدَنِهِ وَ رِزْقِهِ ، وَ رَمْيَتَهُ بِحَجَرِهِ وَ خَنَقْتَهُ بِوَتَرِهِ ، وَ ذَكَّيْتَهُ بِمَشَاقِصِهِ ، وَ كَبَبْتَهُ لِمَنْخِرِهِ ، وَ رَدَدْتَ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ ، وَ رَبَقْتَهُ بِنَدَامَتِهِ ، وَ فَتَنْتَهُ بِحَسْرَتِهِ ، فَاسْتَخْذَأَ وَ تَضَاءَلَ بَعْدَ نَخْوَتِهِ ، وَ انْقَمَعَ بَعْدَ اسْتِطَالَتِهِ ذَلِيلًا مَأْسُوراً فِي رِبْقِ حَبَائِلِهِ الَّتِي كَانَ يُؤَمِّلُ أَنْ يَرَانِي فِيهَا يَوْمَ سَطْوَتِهِ ، وَ قَدْ كِدْتُ يَا رَبِّ لَوْ لَا رَحْمَتُكَ أَنْ يَحِلَّ بِي مَا حَلَّ بِسَاحَتِهِ ، فَلَكَ الْحَمْدُ يَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا يُغْلَبُ ، وَ ذِي أَنَاةٍ لَا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ اجْعَلْنِي لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ .