ابو مناف البصري
المالكي
| .. ذاكرة الضوء المعطر .. |
تدفَّقْتَ في الأيامِ ضوءًا مُعطَّرا
و صوتُكَ أمنٌ يملأُ الرُّوحَ كوثرا
نَذرتَ إلى ربِّ العُلا خيرَ مهجةٍ
بِعشقٍ سَمَتْ في الدَّهرِ نذرًا محرَّرا
ففجَّرَت التاريخَ طُرَّا بِلحظةٍ
صَعدتَ بها شوقًا لِتستنطِقَ الثَّرى
قَلَبْتَ على الآهاتِ و القصفِ و العِدى
مُعادلةَ النَّصرِ الذي منكَ أَسفرا
و كوَّنتَ بِالبَذْلِ الندِيِّ المَسارَ في
بقايا زمانٍ صار بِالحُزنِ أحمرا
فإنْ حَفنةُ الحَمقى عموديَّةً أتتْ
بكفَّيكَ حتمًا سوف تَحبُو على الثَّرى
لأنَّ رُؤَى الموعودِ في قلبِكَ ازدهَتْ
سَكبْتَ الأنا في لُجَّةِ الرَّوْعِ مَعْبَرا
رَفعْتَ على وجهِ الجهالاتِ إصبعًا
بِصَولاتِها تُردِي الكِيانَ المُزوَّرا
صعدتَ بِنَفْسٍ مِلؤها دهشةُ الرِّضا
و بسمةُ ثغرِ الضوءِ تنسابُ أنهُرا
تَمَوْسقَتِ الراءُ البهيَّةُ فانبَرى
صداها فُراتًا شيَّدَ الحرفَ مِنبَرا
عمامتُكَ السوداءُ محضُ انبلاجةٍ
و كان اتِّساعُ الحُبِّ فيها تبَلْوَرا
عَباءَتُكَ المَلأى بِدفءٍ ترقرقَتْ
لِتَنْسُجَ تِبرًا في الحَكايا تَفَجَّرا
و قد هَنْدَسَتْ رُوحَ النَّقاءِ إذ ارْتَقَتْ
تَباشِيرُ نصرٍ باتَ فينا مُؤزَّرا
و قامت بِشفَّافِيَّةٍ عذبةٍ الرُّؤى
فتسقي عُطاشى الأرضِ عِطرًا و كوثَرا
تكلَّمَتِ الأشياءُ فانسابَ صوتُها
تُنادي أبا هادي فقدناكَ جَوهرا
تركتَ اشتياقًا يُحرِقُ الروحَ مِن جوًى
و يُوقِظُ في الأحداقِ دمعًا مُكسَّرا
و ذِكراكَ حجٌّ لِلقُلوبِ فأنتَ في
قُلوبِ الوَرى أمسيتَ بيتًا و مَشعرا
رحيلُكَ ما أقساهُ لٰكِنْ سَناكَ لا
أُفولَ لهُ بل كالثريَّا تَجَوْهَرا
تدفَّقْتَ في الأيامِ ضوءًا مُعطَّرا
و صوتُكَ أمنٌ يملأُ الرُّوحَ كوثرا
نَذرتَ إلى ربِّ العُلا خيرَ مهجةٍ
بِعشقٍ سَمَتْ في الدَّهرِ نذرًا محرَّرا
ففجَّرَت التاريخَ طُرَّا بِلحظةٍ
صَعدتَ بها شوقًا لِتستنطِقَ الثَّرى
قَلَبْتَ على الآهاتِ و القصفِ و العِدى
مُعادلةَ النَّصرِ الذي منكَ أَسفرا
و كوَّنتَ بِالبَذْلِ الندِيِّ المَسارَ في
بقايا زمانٍ صار بِالحُزنِ أحمرا
فإنْ حَفنةُ الحَمقى عموديَّةً أتتْ
بكفَّيكَ حتمًا سوف تَحبُو على الثَّرى
لأنَّ رُؤَى الموعودِ في قلبِكَ ازدهَتْ
سَكبْتَ الأنا في لُجَّةِ الرَّوْعِ مَعْبَرا
رَفعْتَ على وجهِ الجهالاتِ إصبعًا
بِصَولاتِها تُردِي الكِيانَ المُزوَّرا
صعدتَ بِنَفْسٍ مِلؤها دهشةُ الرِّضا
و بسمةُ ثغرِ الضوءِ تنسابُ أنهُرا
تَمَوْسقَتِ الراءُ البهيَّةُ فانبَرى
صداها فُراتًا شيَّدَ الحرفَ مِنبَرا
عمامتُكَ السوداءُ محضُ انبلاجةٍ
و كان اتِّساعُ الحُبِّ فيها تبَلْوَرا
عَباءَتُكَ المَلأى بِدفءٍ ترقرقَتْ
لِتَنْسُجَ تِبرًا في الحَكايا تَفَجَّرا
و قد هَنْدَسَتْ رُوحَ النَّقاءِ إذ ارْتَقَتْ
تَباشِيرُ نصرٍ باتَ فينا مُؤزَّرا
و قامت بِشفَّافِيَّةٍ عذبةٍ الرُّؤى
فتسقي عُطاشى الأرضِ عِطرًا و كوثَرا
تكلَّمَتِ الأشياءُ فانسابَ صوتُها
تُنادي أبا هادي فقدناكَ جَوهرا
تركتَ اشتياقًا يُحرِقُ الروحَ مِن جوًى
و يُوقِظُ في الأحداقِ دمعًا مُكسَّرا
و ذِكراكَ حجٌّ لِلقُلوبِ فأنتَ في
قُلوبِ الوَرى أمسيتَ بيتًا و مَشعرا
رحيلُكَ ما أقساهُ لٰكِنْ سَناكَ لا
أُفولَ لهُ بل كالثريَّا تَجَوْهَرا