عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,740
- مستوى التفاعل
- 2,748
- النقاط
- 113
ذاكرة المدينة - محلة السيمر .. البوابة الشرقية للبصرة القديمة
الصورة المدرجة ، والتي تمثل كراجا لعربات الخيل سببت لي قدرا كبيرا من الحيرة في امر تحديد موقعها . الى ان توصلت ، من واقع ما كان مكتوبا على الصورة الى ان ذلك الكراج كان في منطقة ( السيمر ) المجاورة لبلدية البصرة فيما بعد :
من أشعل النار في مخازنها ؟! محلة السيمر .. البوابة الشرقية للبصرة القديمة
مستلات
* / كانت محلة السيمر من المحلات الكبيرة في البصرة في العهد العثماني, تحتوي على مخازن كثيرة وخانات للتجار/
** / لا توجد اشارات او تفسيرات حول السبب الذي اطاح بالمحلة وقزم دورها التجاري والحياتي بعد ان كانت مجموعة من المباني التجارية والسرايات /
بدأت صلتي بمنطقة السيمر يوم اتخذنا ، الرحل حسين عبد اللطيف ، انا ، عبد الحسين الغراوي واسماء قليلة اخرى من المقهى مكانا للقآتنا المتعددة . ولكو ن ارائك المقهى كانت اعلى من مستوى الشارع ، اتيح للراحل تتبع حركة المارة من جهة المحكمة القديمة ومن الجهة الاقرب . ذلك الوسط المكاني لا شك انه انجب ديوان الراحل البكر ( على الطرقات ارقب المارة ) .
وقد سبق ترددي على المكان انني كنت عام 1967 ازور زميلة من زميلات الكلية في بيتها القريب ،من اجل اعطائها بعض المعلومات ذات الصلة بالمواد الدراسية . من الطبيعي ان معرفة الصديق الراحل بالمكان كانت نابعة من انه عاش في الجوار بدء من جسر العبيد وسواها وهي الأماكن التي اجاد الراحل الشاعر مهدي محمد علي في التحدث عنها في كتابه السيري الفريد ( البصرة جنة البستان ) .
سوق السيمرالكبير
أما ( سيمر ) التاريخ والجذور فاعترف انني بقيت اعرف عنها اقل مما يجب ـ قياسها بتاريخها المنصرم ـ لولا السطور التي ادرجها المؤرخ الراحل عبد القادر باش اعيان في كتابه الموسوم (موسوعة تاريخ البصرة ) حيث تطرق على الصفحة المرقمة 338 الى محلة السيمر قائلا : " محلة السيمر وجسر الملح: هاتان المحلتان متصلتان مع بعضهما وجعلتا فيما بعد محلة واحدة لمختار واحد .وكانت محلة السيمر من المحلات الكبيرة في البصرة في العهد العثماني, تحتوي على مخازن كثيرة وخانات للتجار وفيها تسكن جالية إيرانية كبيرة معظمهم من تجار الجملة ومنهم أصحاب مخازن وحوانيت, وعندما شيد سراي الحكومة العثمانية على جهة جنوبي نهر العشار في القرن الماضي صار فيها سوق كبير ملاصق إلى سراي الحكومة من جهته الجنوبية وممتد معه ثم اخذ بالامتداد إلى بداية طريق العشار وكان من أعظم أسواق البصرة والعشار خصوصاً عندما كان سيل السفن الكبيرة متيسرا في نهر العشار وصالحا لنقل البضائع من البواخر الراسية في شط العرب.
اندثار دورها التجاري
وفي سنة 1322- 1904م شبّ حريق هائل في السوق المذكور وقضى على أموال الناس وإصابتهم أضرار جسيمة لا حد لها ولم يكن في ذلك الوقت آلات للإطفاء مما زاد الطين بلّة وذهب بسببه ضحايا من الأرواح والأموال. أما دار الحكومة والسجن المركزي فلم يصبها من الحريق شيء. ولم يحدث في الحريق أعظم واخطر من ذلك الحريق. وبعد الحرب العالمية الأولى أخذت تتلاشى قيمة السيمر التجارية على الرغم ما حصل فيه من تعمير لان معظم المحلات التجارية أخذت تنتقل إلى العشار الذي اخذ نجمه بالصعود نظراً لتحول البنوك والمصارف والمخازن التجارية إليه وافتتاح المحلات التجارية الأجنبية وبقيت فيه حوانيت صغيرة تحتوي على حاجيات ضرورية وبقالية ثم أخذت تنشأ على أنقاض الحوانيت دور سكنية ومحلات تصليح السيارات. والذي زاد من تدهور المكان انتقال الدار المصرفية منها وجعلها في العشار. و بعد ان أزيلت دار البصرة والعشار على أنقاضها شيدت دائرتان الأولى لرئاسة البلدية والثانية لمديرية الأوقاف وشيد أمامها على ضفة العشار الشمالي بناية عائدة الى المحاكم المدنية والى جنبها مدرسة ثانوية للبنات ثم اخذ البناء ينتشر بتلك الضفة. "
ترى من اشعل النار في مخازن تلك المحلة المطلة على نهر العشار القادم من شط العرب ؟ لا توجد اشارات او تفسيرات حول السبب الذي اطاح بالمحلة وقزم دورها التجاري والحياتي بعد ان كانت مجموعة من المباني التجارية والسرايات والمجمعات تطل على صفحة النهر المتوغل باتجاه محلة السيف التي ستندثر هي ايضا في قادم السنين !
وعودا لكراج العربات الظاهر في احدى الصورتين اكتشفنا مع البحث والتتبع ان تلك العربات كانت جزء من نشاط المواصلات على طريق الساحل القادم من مدخل نهر العشار ، مثلما كان يوجد موقف آخر للعربات يتوسط ساحة عمارة النقيب بالقرب من مبنى البريد العثماني والذي كانت عرباته تقوم بنقل الرسائل الى شركات البصرة القديمة ومحلاتها التجارية مثلما كانت تقل الركاب الذاهبين غربا او القادمين من جهة البصرة القديمة .وسنخصص مساحة للتحدث عن واحد من اهم شوارع ذلك الزمان الا وهو ( طريق الساحل Strand Road ) العتيد القادم من جهة تمثال السياب والمتلاشي امام مبنى المحكمة القديمة .
الصور :* جانب من محلة السيمر ** كراج السيمر بين البصرة والعشار
من أشعل النار في مخازنها ؟! محلة السيمر .. البوابة الشرقية للبصرة القديمة
مستلات
* / كانت محلة السيمر من المحلات الكبيرة في البصرة في العهد العثماني, تحتوي على مخازن كثيرة وخانات للتجار/
** / لا توجد اشارات او تفسيرات حول السبب الذي اطاح بالمحلة وقزم دورها التجاري والحياتي بعد ان كانت مجموعة من المباني التجارية والسرايات /
بدأت صلتي بمنطقة السيمر يوم اتخذنا ، الرحل حسين عبد اللطيف ، انا ، عبد الحسين الغراوي واسماء قليلة اخرى من المقهى مكانا للقآتنا المتعددة . ولكو ن ارائك المقهى كانت اعلى من مستوى الشارع ، اتيح للراحل تتبع حركة المارة من جهة المحكمة القديمة ومن الجهة الاقرب . ذلك الوسط المكاني لا شك انه انجب ديوان الراحل البكر ( على الطرقات ارقب المارة ) .
وقد سبق ترددي على المكان انني كنت عام 1967 ازور زميلة من زميلات الكلية في بيتها القريب ،من اجل اعطائها بعض المعلومات ذات الصلة بالمواد الدراسية . من الطبيعي ان معرفة الصديق الراحل بالمكان كانت نابعة من انه عاش في الجوار بدء من جسر العبيد وسواها وهي الأماكن التي اجاد الراحل الشاعر مهدي محمد علي في التحدث عنها في كتابه السيري الفريد ( البصرة جنة البستان ) .
سوق السيمرالكبير
أما ( سيمر ) التاريخ والجذور فاعترف انني بقيت اعرف عنها اقل مما يجب ـ قياسها بتاريخها المنصرم ـ لولا السطور التي ادرجها المؤرخ الراحل عبد القادر باش اعيان في كتابه الموسوم (موسوعة تاريخ البصرة ) حيث تطرق على الصفحة المرقمة 338 الى محلة السيمر قائلا : " محلة السيمر وجسر الملح: هاتان المحلتان متصلتان مع بعضهما وجعلتا فيما بعد محلة واحدة لمختار واحد .وكانت محلة السيمر من المحلات الكبيرة في البصرة في العهد العثماني, تحتوي على مخازن كثيرة وخانات للتجار وفيها تسكن جالية إيرانية كبيرة معظمهم من تجار الجملة ومنهم أصحاب مخازن وحوانيت, وعندما شيد سراي الحكومة العثمانية على جهة جنوبي نهر العشار في القرن الماضي صار فيها سوق كبير ملاصق إلى سراي الحكومة من جهته الجنوبية وممتد معه ثم اخذ بالامتداد إلى بداية طريق العشار وكان من أعظم أسواق البصرة والعشار خصوصاً عندما كان سيل السفن الكبيرة متيسرا في نهر العشار وصالحا لنقل البضائع من البواخر الراسية في شط العرب.
اندثار دورها التجاري
وفي سنة 1322- 1904م شبّ حريق هائل في السوق المذكور وقضى على أموال الناس وإصابتهم أضرار جسيمة لا حد لها ولم يكن في ذلك الوقت آلات للإطفاء مما زاد الطين بلّة وذهب بسببه ضحايا من الأرواح والأموال. أما دار الحكومة والسجن المركزي فلم يصبها من الحريق شيء. ولم يحدث في الحريق أعظم واخطر من ذلك الحريق. وبعد الحرب العالمية الأولى أخذت تتلاشى قيمة السيمر التجارية على الرغم ما حصل فيه من تعمير لان معظم المحلات التجارية أخذت تنتقل إلى العشار الذي اخذ نجمه بالصعود نظراً لتحول البنوك والمصارف والمخازن التجارية إليه وافتتاح المحلات التجارية الأجنبية وبقيت فيه حوانيت صغيرة تحتوي على حاجيات ضرورية وبقالية ثم أخذت تنشأ على أنقاض الحوانيت دور سكنية ومحلات تصليح السيارات. والذي زاد من تدهور المكان انتقال الدار المصرفية منها وجعلها في العشار. و بعد ان أزيلت دار البصرة والعشار على أنقاضها شيدت دائرتان الأولى لرئاسة البلدية والثانية لمديرية الأوقاف وشيد أمامها على ضفة العشار الشمالي بناية عائدة الى المحاكم المدنية والى جنبها مدرسة ثانوية للبنات ثم اخذ البناء ينتشر بتلك الضفة. "
ترى من اشعل النار في مخازن تلك المحلة المطلة على نهر العشار القادم من شط العرب ؟ لا توجد اشارات او تفسيرات حول السبب الذي اطاح بالمحلة وقزم دورها التجاري والحياتي بعد ان كانت مجموعة من المباني التجارية والسرايات والمجمعات تطل على صفحة النهر المتوغل باتجاه محلة السيف التي ستندثر هي ايضا في قادم السنين !
وعودا لكراج العربات الظاهر في احدى الصورتين اكتشفنا مع البحث والتتبع ان تلك العربات كانت جزء من نشاط المواصلات على طريق الساحل القادم من مدخل نهر العشار ، مثلما كان يوجد موقف آخر للعربات يتوسط ساحة عمارة النقيب بالقرب من مبنى البريد العثماني والذي كانت عرباته تقوم بنقل الرسائل الى شركات البصرة القديمة ومحلاتها التجارية مثلما كانت تقل الركاب الذاهبين غربا او القادمين من جهة البصرة القديمة .وسنخصص مساحة للتحدث عن واحد من اهم شوارع ذلك الزمان الا وهو ( طريق الساحل Strand Road ) العتيد القادم من جهة تمثال السياب والمتلاشي امام مبنى المحكمة القديمة .
الصور :* جانب من محلة السيمر ** كراج السيمر بين البصرة والعشار