راجع نفسك يمكن فيك خلل ♨
قال تعالى { كَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا۟ یَكۡسِبُونَ }[سُورَةُ المُطَفِّفِينَ: ١٤]
رُوي عن رسول (الله صلى الله عليه وآله): تذاكروا وتلاقوا وتحدثوا فإن الحديث جلاء للقلوب، إن القلوب لترين كما يرين السيف جلاؤها الحديث.
المصدر:
الكافي ج١.
تذكر عليك ان تسئل نفسك دائماً هل يُوجد في نفسيتي خلل ؟!
شعور يجب ان ينتبه منه من يشعر به وعليه ان يُراجع نفسه إذا شعر به, ﻷنه مؤشر على خلل في هذا الشخص وقد يكون بجوانب مُختلفة.
شعور النفور من الإهتمام بالدين وقراءة الكُتب والتعاليم والروايات والسيرة والعقائد وحتى القرآن والتدبر فيه والإطلاع على التفاسير. لا تقول هذا امر طبيعي وعادي وتُبرر لنفسك هذه المشاعر.
ﻷن الدين امر ضروري في الحياة وهو الطريق للحياة الآخرة وبه نكسب الجنان وبه نسير على الطريق المُستقيم. عليك ان تفكر ليش تحس ان الدين ثقيل على قلبك ولا تتحمل تقرا وتطلع وتناقش ؟! عليك ان تسئل نفسك ليش تنفر من الدين وتعاليمه ؟! عليك ان تسئل نفسك ليش صارت فيك حساسية حين ترى اي امر ديني وتنتقد ان هذا المقال طويل, وتنتقد من يُرسل كُتب او روابط كُتب, ومن يُرسل محاضرات وبحوث ؟!
فالكثير ينتقد هذه الأمور بالخصوص ويطلب الإختصار فيها حتى انهم يطلبون اختصار اي شي ديني في اقل من سطر ومقطع فيديو في دقيقة او دقيقتين.
فبالنسبة لتداول هذه الأمور في وسائل التواصل الإجتماعي, نجد بأن هُناك الكثير من الرسائل في مُختلف المواضيع.
ولكن هُناك فئات تُركز نقدها على كل امر يُوجد فيه نفس ديني في اي جانب كان وتنتقده, بالرُغم من ان المُرسل لم يُجبر احد على قراءة ما يرسل من مقالات او بحوث او كُتب او مقاطع فيديو او روابط محاضرات. فلقد ارسلها لمن يرغب القراءة والإطلاع, فلماذا تشعر بحساسية تجاه هذه الأمور وتنتقدها دون غيرها ؟! ولماذا لا تستخسر وقتك على التسلية والترفيه ومُتابعة الأفلام والمسلسلات والمسرحيات وقراءة اخبار الرياضة والمشاهير او الروايات السطحية وغيرها من وسائل تسلية, ولكنك تستخسر وقتك وتراه ثمين حين يتعلق الأمر بالدين وتعاليمه ؟! عليك ان تسئل نفسك لماذا هذا الخلل في نفسك تجاه الدين ؟! لماذا اصبح قلبك قاسي في التعلق بالدين ؟! وهذا امر مُهم يجب عليك ان لا تستهين به وان تُفكر فيه بجدية وحرص. حتى في مجال البحث في الدين والأمور والعلوم الدينية, تجد الكثير ييأس بسرعة او لا يُريد ان يبحث ولا ان يُتعب نفسه عدة دقائق. ولكن في مجال آخر في البحث مثل شخصيات مشهورة او مشاهير رياضة او مشاهير الفن او حدث في الرياضة والفن ووسائل التواصل الإجتماعي. تجد الكثير يطق صدره ويقول انا ببحث لك عن تاريخه وكل التفاصيل واطلعها لكم.
ويبحث ويبحث لساعات طويلة ويجمع روابط ومقاطع وتاريخ وامور نادرة والمعلومات الإجتماعية وصور وتواريخ واحداث وقد يستغرق ايام لذلك. فلم يشعروا بالتعب او الملل او الثقل على النفس. فهل هذا امر طبيعي هذ الإختلاف ؟! لا تتصوره امر طبيعي فعليك ان تُراجع نفسك, فمن يكن هذا الشعور في نفسه عليه ان يُصلح هذا الخلل.
من الأسباب التي قد تجعل الإنسان يبتعد.
الإستهتار في العبادة وعدم الإلتزام.ولا تقول ان اقوم بتأدية العبادات ولكن انظر لطريقتك, فتوجد فئات تُؤدي العبادات بلا اهتمام وبشكل خاطئ ولا يُكلف نفسه لمراجعة عبادته وصحتها.
لقمة الحرام والشبهة ومصدر الرزق.فلا تقول انا اشتغل واحصل فلوس ولكن انظر لتعاملك, فإذا كُنت مُحتكر او كذاب ونصاب وغشاش ومُخادع واستغلالي ولا تكترث إلا بالربح بغض النظر عن الطريقة, فانظر للقمتك.
ظُلم الناس والتعدي عليهم.
التمادي في غيبة وسب وبهتان الآخرين وتشويه سمعتهم.
التكبر والغرور وعدم التواضع.
البُعد عن الله وعن الطُرق المُقربة منه وعدم قصد بيت الله الحرام والزيارة.
عدم التوبة والإستغفار وعدم مُراجعة النفس على ما قمت بها من اخطاء. وغيرها من اسباب. على كل فرد مراجعة نفسه لكي يُصحح مابها من خلل ومشاكل وقسوة قلب تجاه الدين. قال تعالى (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)[سورة الزمر 17 - 18]
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد
