العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ
ما لها هذه الربيعاتِ تأتي مسرعةً
والشوق مثلُ قصص الاطفالِ
مرةً يُنسى
واخرى يعلق بالافهام
دنوتُ اخبرها عن الامسِ
وكيف كان الحلم حينها
قالت كيف لعينك أن تنام
قلتٌ أغفو داخلي دون إغماضةٍ
وخيالاتِ يتراقصن فوق جفوني
مثل أعراس البدو الرُحلِ
إن غاص بها لحظةً
غاصت به الرحلاتِ أعوام
أعيدُ إليها الذكرياتِ
كيف كنا نهمسُ
وكيف الورد يغفو بين نهديها
وكيف تطوقنا النشوةِ بكل الاثام
أي الهي كيف الصمتُ..؟
وبين نتوأتِ جسدها البلوري
لحن متصوفاً زاهدٍ عابدٍ
يُقضى الليل قيام
أرسلتُ زهرة الزنبق البري
وغسلت وجهي بماء الحلمِ
وتعطرتُ بكل ذكرياتها والاوهام
لم تعد كالامس جمرةً
من أطفئ جذوتها..؟
كنا نسابق كل العشاق
او نوازي كل الاحلام
حيت تأتي الرعشةُ تباعاً
تفيض اللذةِ وتتمايلُ
والخصرُ كالحروب القديمةِ
موقداً بالجمر والرصاص
وسرةً جنبك الله سُحرها
ككأسٍ مُلئت بالخمرِ
تُسكرُ العيون
والصبح فيها ينام
والخدرُ يصلُ مجرات النهرِ
تسحب غطائها الوثيرُ بالرغبةِ
حين يكون النهرُ قد نسى الجزرِ
والمدُ لغتهُ ..
وأغانيه رعشةً لا تود الفطام
حين يكتظُ الزبد الليلي في حجرها
والدفء يعيدُ كل الربيعات
أتركُ بين نهديها قبلةً
أعيد البدء معها قبل الختام..
26/02/2016
العــ عقيل ــراقي