أميــــر الحـــــرف
أقبية الغياب ..
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-image:url('https://www.f-iraq.com/vb/backgrounds/2.gif');background-color:crimson;border:10px double darkred;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
قبالة الشاطيء...
في يوم خريفي هادي
جلست على تلك المصطبة الخشبية ,, في زاوية أعد فيها القدر كل شيء
لتكون مساحة استدعاء الذكريات
ملامح المكان تشبه الى حد كبير رقتها
وتحاكي ترانيم الحزن التي تطل من خلف جمال عينيها
هناك فقط تستطيع أن تحلم كيفما شاءت ,, بذلك الفارس الذي طال انتظاره
أين هو ..؟
ومتى قد يأتي ؟؟
ليفكك أسرار شوقها ووحدتها التي تعالى صوتها بعد خمس وعشرين ربيعاً
أصابعها كانت تحفر بضع حروف على المقعد الخشبي
ربما قلبها هو من كتب عبارة (حزن الياسمين)
وكأنها تصرخ بوجه كل الخطوط الحمراء هذا (عيب ) وذاك ممنوع
لكن دواخلها قد بلغت سن الرشد الآن
وأين قد يجدها ذلك الفارس وهي تختبيء خلف خجلها
الذي يحاول أن يلغي بتسلط أحلامها كأي فتاة أخرى
من مكتبه الذي يطلُّ على الشاطيء .. كان يتأملها
إنها هي مرة أخرى
كل يوم في نفس المكان تجلس لوقت طويل لا تنتظر أحداً
ولا أحد ينتظرهاً .. وكأنها تلتقي ذاتها هناك
وجد نفسه قد أدمن مراقبتها
ربما هي الحدث الأكثر تشويقاً في يومه
ثم تحول فضوله الى رغبة عارمة ليعرف سر تلك الفتاة
بالأمس مر من أمامها كانت فاتنة بذلك الوجه المستدير البريء
جدائل شعرها المتموجة المرسلة الى الخلف أوجدت في اعماقه
الف سبب لمحاولة التقرب منها من جديد
ربما ستخاف وتهرب وتنقطع عن المجيء
لكنه اقترب منها ثم بادرها
مساء الخير
تطلعت صوبه بفزع وكأنه ضبطها متلبسة بجرم التأمل وحدها !
خرقت قوانين حيائها حين سمحت لعينيها أن تلاقي عينيه
وقد تشابكت مشاعر الخوف والخجل وتلك النشوة التي تحدث في مكان ما في الروح لتطفو على الجلد قشعريرة وتحول القلب الى مساحة استيقاظ الأحلام
أ .. لكِ هذا القلم آنستي ..؟
بالامس وجدته هنا .. فظننت انه لكِ
يبدو لي من النوع الثمين
لابد إنه هدية ..
تفضلي خذيه
مد يده بالقلم مبتسماً
مدت يدها بارتياب تأملت القلم ثم أعادته
أشكرك لكنه ليس قلمي ..
دون استئذان
جلس بجانبها وكأنه وجد بداية جيدة
حسناً تفضلي خذيه
فقد لاحظتك تكتبين أحياناً ,, ومادام صاحبه لم يسأل عنه
اذاً تستحقيه
إبتسمت مترددة أرادت أن تحسم الأمر ..
أنت أولى به .. فأنت من وجده
أنا أحب القراءة فحسب ولا أكتب
وبهدوء لم يخلو من الجرأة وضع القلم بحقيبتها
تطلعت بوجهه وقد صبغت حمرة الخجل خديها
آها شكراً لك .. وابتعدت قليلاً وكأنها تذكرت للتو
إنه شخص غريب .. ولماذا تجيبه على أسئلته
ثم عفواً هل كنت تراقبني هل تسكن قريباً من هنا ؟؟
نعم
ربما لأن نافذة مكتبي تطل على الشاطي
وتصادف إني لمحتك هنا دون قصد مرات عدة
صمتت رغم شعورها بالارتياح وهي تحاول أن تهرب من الحوار الذي تشعب دون قصد منها
نهضت بسرعة أرجوك خذ القلم لقد تأخرت مع السلامة
وركضت مبتعدة دون أن تلتفت له
ماكان من داعي لتقولي له مع السلامة
أنبت نفسها
ربما كانت فكرة جيدة للاقتراب منها هكذا شعر لحظتها
تلك الليلة لم تفارقها إبتسامة ماكرة وعيناها يتلألأ فيهما بريق الفرح والحيرة
لقد أخرج القلم من جيبه ربما أراد حجة للحديث معي
بضع مرات أعادت شريط ذلك الحوار القصير المنعش وهي تلف أطراف خصلة من شعرها على محيط سبابتها
وإحساس بنكهة جديدة لم تألفها تسرب إليها وهي تشعر
إنها تنام على غيمة
المقعد الخشبي ظل خالياً في اليوم التالي
ويومان آخران مضيا غطت أوراق الخريف الصفراء ماكُتب على تلك المصطبة
خطواتها هذه المرة أكثر إرتباكاً وهي تقترب من الشاطيء
فقط بنظرة صغيرة حاولت أن تلمح النافذة الزجاجية في الطابق الثاني
لم تكن تريده ان يضبطها تفتش عنه
أزاحت أوراق الأشجار المتراكمة على المقعد الخشبي
إنضغط قلبها وهي ترى عبارة أخرى محفورة قرب عبارتها
((طال انتظاري للياسمين))
وبسرعة إستعادة تلك اللحظات
ارتباكه ,, وسامته ,, كلماته
هل عليها أن تبقى أو ترحل
ماذا تريد هي ؟؟
تمنت لو إن القدر يصنع شيئاً في تلك اللحظات
لكنه لم يفعل
مر الوقت سريعاً لم يظهر ذلك المتطفل الذي القى الحصى في نهرها الساكن
فاحدث تلك الضجة الرقيقة
أصابعها مرت مراراً فوق حروفه على المقعد الخشبي
بضع خطوات إبتعدت عن المكان
توقفت مترددة
جالت بنظرها في المكان لم يكن من أحد هناك
اقتربت من مقعدها كتبت شيئاً وغادرت بسرعة
...........
لم يمر احداً قرب المقعد الخشبي
لبضعة أيام
لازالت النافذة الزجاجية مسدلة الستائر
والاوراق الصفراء تغطي تحتها طفولة حب محفورة بخجل
..........
بدا وجهها أكثر اشراقاً ونبضاتها أكثر سرعة حين أزاحت الغطاء الخريفي عن كراس الرسائل الخشبي علها تجد رداً منه
لكن رسالتها الأخيرة ظلت وحيدة .. كوحدتها هي
أحست إنه لم يمر من هنا
كلمتان وحرف واحد فقط كل ما استطاعت حينها أن تضعه جواباً لذلك المتطفل الذي مر كالحلم
((كنت هنا...أ))
لم تستطع أن تكملها ( أ نتظرك)
شعور الاحباط والندم بدأ يحتل دواخلها
ربما تسرعت قليلاً ,, ربما هو لم يكن يقصد شيئاً
ماهذا ماذا افعل بنفسي ؟
تباً له لن أهتم لأمره بعد الان
فتحت حقيبتها تبحث عن قلم لتمحو تلك الحروف لتلغي ذلك الوهم
أ .. لكِ هذا القلم آنستي .؟
الصوت القادم من الخلف كان هذه المرة بنكهة أخرى
التفتت وقد تبددت تلك الثورة العارمة بداخلها
وعاد ذلك الشيء الذي بدأ ينمو وينمو في ارجاء قلبها
ومن جديد تلاقت عيونهما
ملامح وجهها تمردت هذه المرة عليها
إبتسامتها المشرقة كانت ردها الأول
لازال يمد يده التي تحمل ذلك القلم ولازالت هي متجمدة الأطراف
لكنها أخيراً أجابت كلا سيدي
إنه لك ولا أظنك تحتاجه للحديث معي
اطرق بخجل وتلعثم قليلاً
نعم آنستي إنه لي
عادت لها تلك الابتسامة الماكرة وهي تهمس لنفسها
كنت أعرف ذلك
لكنه استطرد
لم يكن باليد حيلة لأتقرب منك
لطالما تمنيت أن يحدث ما يحصل الان
كنت مريضاً في الأيام الماضية نسيت كل شيء
لكن الشيء الوحيد الذي لازمني قرب سرير المرض
هو أنتِ
اطرقت بخجل في لحظة كانت دواخلها تذوب سريعاً
استغل تلك اللحظة أزاح تلك الأوراق الخريفية الصفراء عن رسالتها العالقة استجمع جرأته وأكمل رسالتها الأخيرة
((كنت هنا .. أ.. حبك))
بقلمي
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

قبالة الشاطيء...
في يوم خريفي هادي
جلست على تلك المصطبة الخشبية ,, في زاوية أعد فيها القدر كل شيء
لتكون مساحة استدعاء الذكريات
ملامح المكان تشبه الى حد كبير رقتها
وتحاكي ترانيم الحزن التي تطل من خلف جمال عينيها
هناك فقط تستطيع أن تحلم كيفما شاءت ,, بذلك الفارس الذي طال انتظاره
أين هو ..؟
ومتى قد يأتي ؟؟
ليفكك أسرار شوقها ووحدتها التي تعالى صوتها بعد خمس وعشرين ربيعاً
أصابعها كانت تحفر بضع حروف على المقعد الخشبي
ربما قلبها هو من كتب عبارة (حزن الياسمين)
وكأنها تصرخ بوجه كل الخطوط الحمراء هذا (عيب ) وذاك ممنوع
لكن دواخلها قد بلغت سن الرشد الآن
وأين قد يجدها ذلك الفارس وهي تختبيء خلف خجلها
الذي يحاول أن يلغي بتسلط أحلامها كأي فتاة أخرى
من مكتبه الذي يطلُّ على الشاطيء .. كان يتأملها
إنها هي مرة أخرى
كل يوم في نفس المكان تجلس لوقت طويل لا تنتظر أحداً
ولا أحد ينتظرهاً .. وكأنها تلتقي ذاتها هناك
وجد نفسه قد أدمن مراقبتها
ربما هي الحدث الأكثر تشويقاً في يومه
ثم تحول فضوله الى رغبة عارمة ليعرف سر تلك الفتاة
بالأمس مر من أمامها كانت فاتنة بذلك الوجه المستدير البريء
جدائل شعرها المتموجة المرسلة الى الخلف أوجدت في اعماقه
الف سبب لمحاولة التقرب منها من جديد
ربما ستخاف وتهرب وتنقطع عن المجيء
لكنه اقترب منها ثم بادرها
مساء الخير
تطلعت صوبه بفزع وكأنه ضبطها متلبسة بجرم التأمل وحدها !
خرقت قوانين حيائها حين سمحت لعينيها أن تلاقي عينيه
وقد تشابكت مشاعر الخوف والخجل وتلك النشوة التي تحدث في مكان ما في الروح لتطفو على الجلد قشعريرة وتحول القلب الى مساحة استيقاظ الأحلام
أ .. لكِ هذا القلم آنستي ..؟
بالامس وجدته هنا .. فظننت انه لكِ
يبدو لي من النوع الثمين
لابد إنه هدية ..
تفضلي خذيه
مد يده بالقلم مبتسماً
مدت يدها بارتياب تأملت القلم ثم أعادته
أشكرك لكنه ليس قلمي ..
دون استئذان
جلس بجانبها وكأنه وجد بداية جيدة
حسناً تفضلي خذيه
فقد لاحظتك تكتبين أحياناً ,, ومادام صاحبه لم يسأل عنه
اذاً تستحقيه
إبتسمت مترددة أرادت أن تحسم الأمر ..
أنت أولى به .. فأنت من وجده
أنا أحب القراءة فحسب ولا أكتب
وبهدوء لم يخلو من الجرأة وضع القلم بحقيبتها
تطلعت بوجهه وقد صبغت حمرة الخجل خديها
آها شكراً لك .. وابتعدت قليلاً وكأنها تذكرت للتو
إنه شخص غريب .. ولماذا تجيبه على أسئلته
ثم عفواً هل كنت تراقبني هل تسكن قريباً من هنا ؟؟
نعم
ربما لأن نافذة مكتبي تطل على الشاطي
وتصادف إني لمحتك هنا دون قصد مرات عدة
صمتت رغم شعورها بالارتياح وهي تحاول أن تهرب من الحوار الذي تشعب دون قصد منها
نهضت بسرعة أرجوك خذ القلم لقد تأخرت مع السلامة
وركضت مبتعدة دون أن تلتفت له
ماكان من داعي لتقولي له مع السلامة
أنبت نفسها
ربما كانت فكرة جيدة للاقتراب منها هكذا شعر لحظتها
تلك الليلة لم تفارقها إبتسامة ماكرة وعيناها يتلألأ فيهما بريق الفرح والحيرة
لقد أخرج القلم من جيبه ربما أراد حجة للحديث معي
بضع مرات أعادت شريط ذلك الحوار القصير المنعش وهي تلف أطراف خصلة من شعرها على محيط سبابتها
وإحساس بنكهة جديدة لم تألفها تسرب إليها وهي تشعر
إنها تنام على غيمة
المقعد الخشبي ظل خالياً في اليوم التالي
ويومان آخران مضيا غطت أوراق الخريف الصفراء ماكُتب على تلك المصطبة
خطواتها هذه المرة أكثر إرتباكاً وهي تقترب من الشاطيء
فقط بنظرة صغيرة حاولت أن تلمح النافذة الزجاجية في الطابق الثاني
لم تكن تريده ان يضبطها تفتش عنه
أزاحت أوراق الأشجار المتراكمة على المقعد الخشبي
إنضغط قلبها وهي ترى عبارة أخرى محفورة قرب عبارتها
((طال انتظاري للياسمين))
وبسرعة إستعادة تلك اللحظات
ارتباكه ,, وسامته ,, كلماته
هل عليها أن تبقى أو ترحل
ماذا تريد هي ؟؟
تمنت لو إن القدر يصنع شيئاً في تلك اللحظات
لكنه لم يفعل
مر الوقت سريعاً لم يظهر ذلك المتطفل الذي القى الحصى في نهرها الساكن
فاحدث تلك الضجة الرقيقة
أصابعها مرت مراراً فوق حروفه على المقعد الخشبي
بضع خطوات إبتعدت عن المكان
توقفت مترددة
جالت بنظرها في المكان لم يكن من أحد هناك
اقتربت من مقعدها كتبت شيئاً وغادرت بسرعة
...........
لم يمر احداً قرب المقعد الخشبي
لبضعة أيام
لازالت النافذة الزجاجية مسدلة الستائر
والاوراق الصفراء تغطي تحتها طفولة حب محفورة بخجل
..........
بدا وجهها أكثر اشراقاً ونبضاتها أكثر سرعة حين أزاحت الغطاء الخريفي عن كراس الرسائل الخشبي علها تجد رداً منه
لكن رسالتها الأخيرة ظلت وحيدة .. كوحدتها هي
أحست إنه لم يمر من هنا
كلمتان وحرف واحد فقط كل ما استطاعت حينها أن تضعه جواباً لذلك المتطفل الذي مر كالحلم
((كنت هنا...أ))
لم تستطع أن تكملها ( أ نتظرك)
شعور الاحباط والندم بدأ يحتل دواخلها
ربما تسرعت قليلاً ,, ربما هو لم يكن يقصد شيئاً
ماهذا ماذا افعل بنفسي ؟
تباً له لن أهتم لأمره بعد الان
فتحت حقيبتها تبحث عن قلم لتمحو تلك الحروف لتلغي ذلك الوهم
أ .. لكِ هذا القلم آنستي .؟
الصوت القادم من الخلف كان هذه المرة بنكهة أخرى
التفتت وقد تبددت تلك الثورة العارمة بداخلها
وعاد ذلك الشيء الذي بدأ ينمو وينمو في ارجاء قلبها
ومن جديد تلاقت عيونهما
ملامح وجهها تمردت هذه المرة عليها
إبتسامتها المشرقة كانت ردها الأول
لازال يمد يده التي تحمل ذلك القلم ولازالت هي متجمدة الأطراف
لكنها أخيراً أجابت كلا سيدي
إنه لك ولا أظنك تحتاجه للحديث معي
اطرق بخجل وتلعثم قليلاً
نعم آنستي إنه لي
عادت لها تلك الابتسامة الماكرة وهي تهمس لنفسها
كنت أعرف ذلك
لكنه استطرد
لم يكن باليد حيلة لأتقرب منك
لطالما تمنيت أن يحدث ما يحصل الان
كنت مريضاً في الأيام الماضية نسيت كل شيء
لكن الشيء الوحيد الذي لازمني قرب سرير المرض
هو أنتِ
اطرقت بخجل في لحظة كانت دواخلها تذوب سريعاً
استغل تلك اللحظة أزاح تلك الأوراق الخريفية الصفراء عن رسالتها العالقة استجمع جرأته وأكمل رسالتها الأخيرة
((كنت هنا .. أ.. حبك))
بقلمي