أميــــر الحـــــرف
أقبية الغياب ..
رسالة متأخرة
,,,,,,,,,,,,
[FONT="]الوقت يمر بطيئاً نظر الى ساعته وهو ينفث مابداخله من دخان سيكارته[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وراح ينظر من جديد لوجوه المسافرين لعلها بينهم[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]فيتخلص من معاناة الانتظار ويطفيء لوعة شوقه الذي امتد على مساحة السنين الخمسة الماضية [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]حين استقبلها في نفس المطار وهي عائدة من الغربة[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] لكن الامر هذه المرة مختلفاً تزوجت منذ عشر سنين وسافرت مع زوجها لاوربا حيث يقيم[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]بعد خمس سنين أتت ومعها طفله صغيرة.. وخمس سنين اخرى مضت وها هي قد تظهر في أية لحظه[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]ولكن هذه المرة بطفلة قد كبرت و ذكرى زوج فقدته بحادث مروع[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]ورغم مرور عامين على الحادثه الا ان الشعور بالغربة وخسارتها شريك الحياة حطما الكثير منها[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]ومن جديد أحس بانه كان غارقاً بالتفكير بذكريات الاعوام الماضية[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]تحركت قدماه نحو الامام واستجاب جسده بسرعة حين لاحت بين المسافرين[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]اسرع اليها التقفها من بين الحقائب ...ابنتي الحبيبة [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]ضمها بقوة وكأنه يريد اقتلاع حدود جسده لتقترب منه اكثر[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]تشابكت مشاعرهما.. بينما كانت يديه تتحسس اجزاءها وكأنه يريد ان يتفحص قطعة كبده الثمينة[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]مثل أول يوم ولدت فيه حيث كانت أهم حدث سعيد في رحلة زواجه[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]قال ومشاعر الفرح والحنين تتصارع على وجه[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] الحمد لله على سلامتك غاليتي كم افتقدتك[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]اجابته وهي وقدغطت سعادتها ارهاق السفر[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] انا بخير ابي شكراً لك المهم انك قربي الان[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وسرعان ما القت بنفسها في أحضان أمها واخوتها وهي تخشى أن ترى في وجوههم نظرة الشفقه على حالها[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]هكذا هي قوية دائماً يخفي وجهها القمحي الصبوح أحزانها فتبدو متماسكة.....[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]أيام مضت شعرت بها بدفء الاسرة واحتفاء الاقارب.. [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]كان عليها هذه المرة أن تقرر ما إذا كانت ستعود بعد انقضاء الاجازة لاوربا[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]هناك حيث امضت السنين العشرة وحيث عملها وحياتها[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]او ان تمزق تلك الصفحة وتقيم في بلدها وبين أسرتها الكبيرة رغم ماتركته الحرب من جراح على وجه وطنها الناصع[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]شغلتها المقارنه كثيراً اوربا ما لها وما عليها وبلدها الذي لازال متعباً [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]هناك المستقبل والغربة,, وهنا الأسرة والأمان[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]استغرقت في ذلك التفكير وهي تتجول في شوارع مدينتها الجميلة بصحبة والدها الذي كان منشغلاً بشراء بعض ما يحتاجه المنزل[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]حين سمعت ذلك الصوت المرتبك قليلاً من خلفها .......[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]مساء الخير[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]التفتت بسرعة قبل ان ترد[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] مساء الخير أهلاً لكن وجهها تغير قليلاً [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وهي تستدعي ذكريات سنين طويلة بلحظة واحدة[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] تلك اللحظات الخجوله والنظرات المتردده [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]لكنها كانت تعلم انه احبها بصدق دون ان يفصح[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]فقط نظراته هي ما تذكره من تلك الايام التي سبقت زواجها [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]حب لم يستطع ان يرى النور ابداً[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]قاطع تفكيرها وهو يقول [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]حمداً لله على سلامتك كم انا آسف لما حدث لك[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]اجابت وهي تتلفت بخجل واضح آهآآآ شكراً لك كيف حالك طمني عنك[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]بخير لقد اكملت دراستي في السنين الماضية ثم تزوجت بعد ان سافرتِ مع زوجك لاوربا[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]ويبدو ان القدر قد كتب لنا مصيراً متشابهاً فقد توفيت زوجتي اثناء ولادتها[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وها انا التقيك من جديد بعد سنين طويلة وأنتِ لم تتغيري كثيراً لازال وجهك يحمل نفس التوهج الذي كان يشدني في الماضي [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]قاطعته وقد زاد ارتباكها[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] آهاا انا اسفة لما حدث لك.. لكن علي ان اذهب والدي هناك ينتظرني[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]كالغريق الذي يريد أن يتمسك بأي شيء قال أرجوكِ أمنحيني بعض الوقت قد يبدو لك إنني أستعجل الأمور[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]لكنني احاول أن اكمل الآن ما بدأته منذ سنين طويلة [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]على الارجح كنت خائفاً حينها
[/FONT]
[FONT="]او كمن يتطلع للحصول على لوحة يحبها لكنها باهظة الثمن[/FONT][FONT="][/FONT]
[/FONT]
[FONT="]او كمن يتطلع للحصول على لوحة يحبها لكنها باهظة الثمن[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]اكتفيت أن أنظر لكِ خجلاًَ ملهوفاً وبعد رحيلك انقطع ذلك النداء القادم من دواخلي [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وهو نفسه الذي يحدث لي الآن وانا اقف قربك[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]سيدتي .. لقلوبنا رغبات قد لايفهما الآخرون لكنك الأنسانة الوحيده التي ترفض مغادرتي[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وأنا هنا اريد أن اثبت لنفسي إنني قادر على استبدال نظراتي الخائفة بكلمات كانت مقيدة ذات يوم تلك التي لطالما تمنيت البوح بها لقلبك الطاهر[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]نظرت لوالدها الذي لازال منشغلاً ثم اطلقت حسرة خافته وهي تفرك أ[/FONT]
[FONT="]صابع يدها الرقيقه قائلة[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]صابع يدها الرقيقه قائلة[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]هل جربت أن تحلم يوماً انك تسقط من مرتفع شاهق وتريد أن تستيقظ قبل إرتطامك[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]لاترد أعرف جوابك !!![/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]هذا هو مايحدث لي الان بالتحديد[/FONT]
[FONT="] غير أنني لم أستيقظ حتى الآن[/FONT]
[FONT="] تزوجت أول رجل تقدم لي وجدته مناسباً فحسب..[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] غير أنني لم أستيقظ حتى الآن[/FONT]
[FONT="] تزوجت أول رجل تقدم لي وجدته مناسباً فحسب..[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]لم يتيح لي القدر ملامسة الحب وكل ما أعرفه عن العشق هو نظرات بريئة لامست قلب فتاة تطوقها قيود القيم والفضيلة[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وطبعا لم تكن نظراتك كافية لنجتمع تحت سقف واحد.. وها أنت تأتي من جديد لتنفخ على رماد دواخلي لعلك تجد جمراً[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]قال لها مقاطعاً[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] فقط أتسائل إن كان هناك ثمة فرصة وبودي أن اقول لابد للحياة أن تستمر[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]ابتسمت ونظرة حزن تطفو على وجهها [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] لاادري ما أقول الان آسفة الى اللقاء[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]سارت نحو والدها الذي لم تجده في مكانه أحست بحرج كبير وهي تراه من بعيد يقول لها كنت أبحث عنك حبيبتي[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]بدت كثيرة الشرود في تلك الليلة والليالي التي تلتها[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]تصارع ذلك النداء المتردد في أعماقها [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]جزئها الانثوي كان يقلب ذكرياتها كفتاة ..لكن يداها مازالت تدمن طقوس الامومة وهي تصنع ظفيرة لأبنتها[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]ثم ما تلبث ان تغلق تلك الصفحات القديمة لتقول لنفسها ماهذا الهراء!!![/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]حتى ليلتها الأخيرة قبل السفر كانت لاتزال تمارس لعبة تمزيق مايستحضره قلبها من ذكريات....[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]حين سمعت صوت والدها يقول[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] اذاً سترحلين غداً من جديد[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] نعم أبتي ها قد مضت الايام مسرعة لكنني أحببت أن أسألك [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]تفضلي حبيبتي مابك أخبريني[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]لوكان عليك أن تختار بين سعادتك و بين سعادة إبنتك فماذا ستختار[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]نظر اليها بحزن إستنشق سيكارته وكأنه يبحث عن جواب حكيم قبل أن يقول
[/FONT]
[FONT="]نعم حبيبتي لوكان علي أن أختار لاخترت سعادتك دون تردد[/FONT][FONT="][/FONT]
[/FONT]
[FONT="]نعم حبيبتي لوكان علي أن أختار لاخترت سعادتك دون تردد[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]أطرقت بحزن آهاا هذا ما كنت ابحث عنه أعتقد إنني كنت على حق[/FONT]
[FONT="][/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="][/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]في المطار ذرفت الكثير من دموعها وودعت الجميع بوجهها الذي لازال يحتفظ ببهاءه رغم الحزن[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]بينما دس أبوها شيئاً ما بحقيبة يدها وهي تراقب ذلك [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]جلست على كرسيها بالطائرة وهي تحاول التأكد من ربط الاحزمة[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]اقلعت الطائرة ومعا حملت أحزانها لكنها اسرعت لتفتح حقيبة يدها أخرجت ظرفاً أبيض فتحته القت نظراتها على تلك الكلمات[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] إبنتي الحبيبة كم تمنيت أن تفهمي جوابي على سؤالك يوم امس[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]لكنك فهمت ظاهر الكلمات فقط ولانني أب لايمكن أن أدعك تمضين في هذا الفهم القاسي[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]لقد سألتيني ماذا تختارسعادتك أم سعادة إبنتك!!![/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وقد أجبتك... سعادة أبنتي[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] نعم قصدت سعادتك أنتِ وسعادتك التي تمنيتها [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]هي قرب تلك النظرات الخجولة لعلك ظننتي إنني كنت مشغولاً ولم الحظ ذلك الحوار الخجول[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]أبداً إبنتي الغالية أردت منحك فرصة العودة للحياة واستعادة حبك البريء[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] ليرى النورمن جديد فانا حبيبتي بالتالي أب يراك حتى هذه اللحظة طفلته الصغيرة[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وها أنا اسألك أن تفكري من جديد وأعيد نفس السؤال الذي تلاقفته اسماعي عن بعد هل هناك ثمة فرصة ؟؟؟[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]محبتي لك لاتوصف أبداً لكنني استطيع ان اقول إنها بقدر قلقي عليك......[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]أحبك غاليتي[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]إنهارت دموعها وقد أعادتها تلك الكلمات للمربع الاول[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]ادارت وجهها نحو شباك الطائرة محاولة إخفاء دموعها[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]نادتها إبنتها ببراءة الطفولة ماما ما بك لماذا تبكين لماذا تنظرين للشباك هل نسيت شيئاً هناك تبكين عليه[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]احتظنتها بقوة وهي تقول نعم حبيبتي نسيت عمري هناك ولكن كل هذا لايهم[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]فقد وجدتك أنتِ[/FONT]
بقلمي حصرياً للفخامة
أميــر الحـــرف
[FONT="][/FONT][FONT="][/FONT]
أميــر الحـــرف
[FONT="][/FONT][FONT="][/FONT]