أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

رسول الله والسيدة خديجة السيرة والمسيرة

ذوآتا أفنان

Well-Known Member
إنضم
21 يوليو 2013
المشاركات
1,378
مستوى التفاعل
21
النقاط
38
الإقامة
فَيّ رِضُى رُبِيِ
وفقنا الله واياكم لخدمة الدين والحق
رسول الله والسيدة خديجة السيرة والمسيرة
التصفح في حياة العظماء الذين رسموا في صفحات الايام بلوحة فنية إنسانية بما تحملها هذه الكلمة هي عاكسة عما تحملها في خفايا الأيام والتي تبحث بصدق وأمانه ما حملته وكتبته تلك المواقف في صفحات حياتهم لتكون معجزة ربانية لا تخلوا من المد الغيبي.
فقد اتصفت حياة النبي صلى الله علية واله وسلم بوفرة المواقف وتلاطم أمواج التغيير على بعديها المادي والمعنوي من حيث التأثير في البيئة التي نشأ فيها لتعكس تحولها الى اشعاع مد بنوره على أرجاء المعمورة لينفذ ذلك الشعاع الى أعماق الملايين من بني البشر ، الرسول ألأكرم محمد صلى الله عليه واله والسيدة خديجة رضوان الهل تعالى عليها ، سيرة عطرة ومواقف تدل على عمق الارتباط الروحي بين رجل وحيد يتيم لا سند له ولا عون وبين امرأة تجمع كل مواصفات المرأة لتكون مرمى لتطلعات الرجال .
الإسلام في ذلك الوقت بدء بالأنتشار التدريجي ليكون السابقون اليه هم في رأس الهرم وقمته سواء على نحو التقييم أو على مستوى البذل والعطاء والجهاد ليكون هو المعيار الحقيقي في التقييم والمفاضلة لتكون السيدة رضوان الله عليها المرأة الأولى على هرم المفاضلة والتقييم والتي كانت أول المؤمنات برسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
السيدة خديجة رضوان الله عليها كانت أول المؤمنات والمخلصات والمدافعات والباذلات والمؤيدات للنهج الرسالى وأنها من المؤسسات الاوائل ، قال صلى الله عليه وآله وسلم

: «آمنت بي إذ كفر الناس، وصدّقتني إذ كذّبني الناس».(1)

فقد جاء في السير أن عمه سيدنا أبو طالب رضوان الله تعالى عليه قد أقترح عليه أن يعمل في التجارة بدلاً من الرعي والتي امضى فيها شطراً طويلاً قبل بعثته صلى الله عليه واله ليجوب الصحارى وحيداً يتفكر في خلق الله لتمنحه وحدة الصحراء ووحشتها سلاحاً يتسلح بها على الصبر والاذى الذي سوف يلاقيه من المجتمع كذلك ابتعاده عن العادات والتقاليد المزرية التي كان يتحلى بها المجتمع المكي في ذلك الوقت ولتكون الوحدة والصحاري تشغله عن نسيان حالات الالم الذي يعانية المجتمع من تلك الافعال القبيحة . فكان عمه رضوان الله عليه قد اشار عليه في العمل في تجارة السيدة خديجة رضوان الله عليها والتي كانت تعمل في التجارة فكان عملها يدر عليها الكثير من المال وحيث ان الكثير من شباب مكة عملوا في ادارة تجارتها فقال له صلى الله عليه واله وسلم : (( يابن أخي، هذه خديجة بنت خويلد قد انتفع بمالها أكثر الناس، وهي تبحث عن رجل أمين،فلو جئتها فعرضتَ نفسك عليها لاَسرعتْ إليك،وفضّلتك على غيرك، لما يبلغها عنك من طهارتك) فكانت هذه الاشارة مؤيده ومسدده من الله سبحانه وتخفي بين طياتها ابعاد غيبة الاهية كذلك تعكس في كلماتها علو الحب والمحبة التي يكنها له عمه رضوان الله عليه وإحساسه بهمه وضيقه لتكون كلماته كلمات الحب والحنان والعطف والشفقه والخوف والإحساس بالمسؤولية الابويه من أبي طالب رضوان الله عليه ، الاّ أن رأي النبي صلى الله عليه واله كان هي الباعثةُ اليه وهي التي تطلب منه العمل وهذا ناتج من سمو طبعه وعزة نفسه فردّ على عمه قائلاً : (فلعلّها أن ترسل إليّ في ذلك ) وحصل على ما أراده صلى الله عليه واله وبعثت اليه (إنّي دعاني إلى البعثة إليك ما بلغني من صدق حديثك وعظم أمانتك وكرم أخلاقك،وأنا أعطيك ضعف ما أعطي رجلاً من قومك، وأبعث معك غلامين يأتمران بأمرك في السفر) (2) .
وأبرم الأتفاق بمباركة ألاهية وتسديد غيبي ليمن الهن سبحانه وتعالى على هذه الاموال بالخير والبركة وهذه التجارة بعنوان المضاربة لا الأجارة حسب ما أفادت الروايات الشريفة (3) ، وكانت سفرته الى الشام وعمره خمسة وعشرون سنة ، وقيل الى سوق تهامه (4). وقد رجع ومعه الخير الكثير ، وحين وصولهم الى مكة حدّث ميسرة غلام السيد خديجة رضوان الله عليها عما حصل لهم في الطريق وفي معاملاته مع التجار فأستبشرت به السيدة رضوان الله عليها ، ثم أن ميسرة أخبرها بكلما حدث تفصيلاً منذ خروجهم ودخولهم الى البلاد وما جرى بينه صلى الله عليه واله وسلم وبين أحد التجار الذي جادله بالبيع طالباً منه أن يحلف باللات والعزى ، فرد عليه صلى الله عليه وآله وسلم ما حلفت بهما قط وأني لأمر فاعرض عنهما ، كما أخبرها بما حدث حينما استراح صلى الله عليه واله وسلم تحت ظل الشجرة عندما كانوا في بصرى ، فشاهد راهب : فقال ما نزل تحت هذه الشجرة قط الا نبي ، ولما سأل عن أسمه من ميسرة فقال : هو نبي وهو آخر الأنبياء ، أنه هو هو ومنزل الأنجيل ، وقد قرأت بشائر كثيرة .
ففي خضم العمل وحمل الامانة ومتاعب المجتمع والاحتكاك به من خلال تمشية امور التجار قرر صلى الله عليه واله ان يتخذ شريكا لدربه وحياته ومستقبل الامانة والرسالة ليختار شريكة حياته ، فمع وجود شباب في قريش من أصحاب النفوذ والأموال والوجاهة أمثال : أبي سفيان وأبي جهل ، وعقبة بن أبي معيط الذين تقدموا لخطبة السيدة خديجة رضوان الله عليها ورفضتهم ، فكانت السيدة رضوان الله عليها من خيرة نساء قريش شرفاً وعزاً وامتازت بقوة ورجاحة العقل والفهم ، وعندما يشار اليها في المحافل ينادونها بسيدة قريش ، وسمّيت بالطاهرة أيام الجاهلية .
يروى أنه عندما تم الزواج وذهبت معه الى البيت : قالت له : الى بيتك ، فبيتي بيتك وأنا جاريتك (6)
ويؤكد المؤرخون أنها هي التي أقترحت على النبي صلى الله عليه واله على لسان نفيسة بنت علّية الذي ذهبت اليه صلى الله عليه واله وبلغته رسالة السيدة رضوان الله عليها والذي تقبل عرضها ، وجاء وقت الخطبة وكان أول المتكلمين عمه سيدنا أبو طالب رضوان الله عليه إذ ألقى خطبة ذكر فيها عظمة منزلة النبي الكريم صلى الله عليه وآله وشرفه وفضله وقال ايضا :وله في خديجة رغبة ولها فيه رغبة، والصداق ما سألتم عاجله وآجله من مالي، ومحمّد من قد عرفتم قرابتَه ، ثمّ خطب السيدة خديجة رضوان الله عليها للنبي صلى الله عليه واله من والدها خويلد، الذي خيّرها.
بعدها استأذنت السيدة خديجة رضوان الله عليها عمّها «عمرو بن أسد» كبير قومه، فأعلنت موافقتها ثم قام عمّها فخطب في الحاضرين خطبة بليغة ختمها بقوله: زوّجناها ورضينا به(7).
بعد ذلك أعلنها على الملأ بكل صراحة: من ذا الذي في الناس مثل محمد(8.
وقال والد السيدة رضوان الله عليها خويلد في مراسيم الخطبة: يا معشر العرب، لم تظلّ السماء ولم تقلّ الأرض رجلاً أفضل من محمد، فاشهدوا أنّي أنكحته ابنتي وأنّي لأفخر بهذا الارتباط المقدّس9).9
ثم اجرى عقد النكاح ومهّرها النبي صلى الله عليه واله وسلم ب400 دينار وقيل اصدقها عشرين بكرة (10) وكان لها من العمر اربعون عاما اذ انها ولدت قبل عام الفيل بخمسة عشر عام ،
(2) بحار الانوار :16|22.
(3) شرح نهج البلاغة: 14|59.
(4) بحار الانوار: ج16 ص9- كشف الغمه ج2 ص135 .
(5) بحارالاَنوار: 16|4.
(6) بحارالاَنوار: 16|4.
(7) بحار الانوار: ج16ص59
(8) مناقب الال لابن شهر اشوب ج1ص41
(9) وفاة الزهراء لعبد الرزاق المقرم ص7
(10) السيرة الحلبية:1|139
 

F I R A S

ADMIN
إنضم
16 مايو 2012
المشاركات
7,383
مستوى التفاعل
6,075
النقاط
113
العمر
35
رد: رسول الله والسيدة خديجة السيرة والمسيرة

اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى اله و صحبه وسلم
بارك الله فيكِ اختي الغآليه
جزيل الشكر لكِ
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )