ظل آليآسمين
Well-Known Member
- إنضم
- 9 نوفمبر 2012
- المشاركات
- 2,626
- مستوى التفاعل
- 10
- النقاط
- 38
بسم الله الرحمن الرحيم
رفــــــــــاق الهجرة النبوية
إنَّ الهجرة من مكة إلى المدينة تعدُّ من الأحداث الفاصلة في تاريخ الدَّعوة الإسلاميَّة،
فهِي نهايةٌ لعهْد تعرَّض فيه المسلِمون الأوَّلون لألْوان الاضطِهاد والأذى،
فما ضعفوا وما استكانوا، وبدايةٌ لعهْد جديد نصَرَ الله -جلَّ جلالُه- فيه
الإسلامَ على أعدائِه نصرًا عزيزًا مؤزَّرًا،
حيث خاضت القلَّة المؤمنة حروبًا عديدة ضدَّ الكثْرة المشْرِكة،
فما أجْدت كثْرة المشْركين وما حالت قلَّة المؤمنين بيْنهم وبين الظُّهور على
أعدائِهم؛ لتُصْبِح كلِمة الله -تَبارك وتعالى- هي العُلْيا،
وكلمة الَّذين كفروا السُّفْلى.
فهِي نهايةٌ لعهْد تعرَّض فيه المسلِمون الأوَّلون لألْوان الاضطِهاد والأذى،
فما ضعفوا وما استكانوا، وبدايةٌ لعهْد جديد نصَرَ الله -جلَّ جلالُه- فيه
الإسلامَ على أعدائِه نصرًا عزيزًا مؤزَّرًا،
حيث خاضت القلَّة المؤمنة حروبًا عديدة ضدَّ الكثْرة المشْرِكة،
فما أجْدت كثْرة المشْركين وما حالت قلَّة المؤمنين بيْنهم وبين الظُّهور على
أعدائِهم؛ لتُصْبِح كلِمة الله -تَبارك وتعالى- هي العُلْيا،
وكلمة الَّذين كفروا السُّفْلى.
اختيار الرسول لأبي بكر الصديق:
اختار المصطفى صلى الله عليه وسلم لمُرافقته في رحلتِه الكبرى أبا بكْرٍ الصدّيق
-رضِي الله عنْه- دون سائِر أصحابِه، فكان اختيارًا موفَّقًا؛
لأنَّ أبا بكر -رضي الله عنه- أصْلح الصَّحابة للقيام
بهذا الاختِيار النَّبوي الكريم.
-رضِي الله عنْه- دون سائِر أصحابِه، فكان اختيارًا موفَّقًا؛
لأنَّ أبا بكر -رضي الله عنه- أصْلح الصَّحابة للقيام
بهذا الاختِيار النَّبوي الكريم.
أبْلغ الرَّسول صلى الله عليه وسلم أمْر الهجرة إلى أبي بكر -رضِي الله عنْه-
تلميحًا لا تصريحًا، فلمَّا أذن لأصحابه أن يُهاجروا من مكَّة إلى المدينة
طلب أبو بكر -رضِي الله عنْه- منه أن يَأْذن له في الهجرة،
فأمْهله صلى الله عليه وسلم قائِلاً:
"لا تعجلْ يا أبا بكر؛ لعلَّ الله يجعل لك صاحبًا".
تلميحًا لا تصريحًا، فلمَّا أذن لأصحابه أن يُهاجروا من مكَّة إلى المدينة
طلب أبو بكر -رضِي الله عنْه- منه أن يَأْذن له في الهجرة،
فأمْهله صلى الله عليه وسلم قائِلاً:
"لا تعجلْ يا أبا بكر؛ لعلَّ الله يجعل لك صاحبًا".
وفهِم الصدِّيق -رضِي الله عنه- من هذه الجُملة أنَّه قد يصاحب الرَّسول صلى
الله عليه وسلم في هجرته، فاستعدَّ وجهَّز راحلتَين تنقلانِه هو والرَّسول
صلى الله عليه وسلم إلى المدينة،
فلمَّا أذن الله تعالى للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بالهجرة وأخبر أبا بكر -رضي الله عنه–
بذلك، فاضت دموعُ الصدِّيق من فرط السُّرور، وأخذ يقول:
"الصحبةَ يا رسول الله، الصحبةَ يا رسول الله".
فقال صلى الله عليه وسلم: "الصُّحبة يا أبا بكر".
فبكى أبو بكر من شدَّة الفرح، وخرجا سرًّا في ظلام الليل إلى غار ثور.
الله عليه وسلم في هجرته، فاستعدَّ وجهَّز راحلتَين تنقلانِه هو والرَّسول
صلى الله عليه وسلم إلى المدينة،
فلمَّا أذن الله تعالى للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بالهجرة وأخبر أبا بكر -رضي الله عنه–
بذلك، فاضت دموعُ الصدِّيق من فرط السُّرور، وأخذ يقول:
"الصحبةَ يا رسول الله، الصحبةَ يا رسول الله".
فقال صلى الله عليه وسلم: "الصُّحبة يا أبا بكر".
فبكى أبو بكر من شدَّة الفرح، وخرجا سرًّا في ظلام الليل إلى غار ثور.
ولقد جدَّ الكفَّار في البحث عن محمَّد صلى الله عليه وسلم وصاحِبه -رضي الله عنه-
إلى أن وقفوا على باب الغار، فقلق أبو بكر خوفًا على حياة الرَّسول الكريم صلى
الله عليه وسلم وقال له: "لو أنَّ أحدَهم نظر إلى قدميْه لأبصرنا".
فقال النَّبيُّ العظيم محمَّد صلى الله عليه وسلم:
"يا أبا بكْرٍ، لا تحزَنْ إنَّ الله معنا يا أبا بكر،
ما ظنُّك باثنين الله ثالثهما".
إلى أن وقفوا على باب الغار، فقلق أبو بكر خوفًا على حياة الرَّسول الكريم صلى
الله عليه وسلم وقال له: "لو أنَّ أحدَهم نظر إلى قدميْه لأبصرنا".
فقال النَّبيُّ العظيم محمَّد صلى الله عليه وسلم:
"يا أبا بكْرٍ، لا تحزَنْ إنَّ الله معنا يا أبا بكر،
ما ظنُّك باثنين الله ثالثهما".
فهدأتْ نفس أبي بكر -رضي الله عنه- وعادتْ إلى قلبه الطُّمَأنينة،
وقال الله جلَّ ثناؤه:
{إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ
إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ
تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا
وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
[التوبة: 40].
وقال الله جلَّ ثناؤه:
{إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ
إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ
تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا
وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
[التوبة: 40].
اختيار الرسول لعلي بن أبي طالب:
كانت المؤامرة الَّتي دبَّرها الكفَّار أن تقوم مَجموعة من قريْش تتألَّف من كلِّ
عشيرة فيها، بِحيث تنتدب عنها شابًّا فتيًّا،
ويعمد هؤلاء إلى محمَّد صلى الله عليه وسلم فيضرِبونه ضربة رجُل واحد،
وبذلك يتوزَّع دمه في جميع العشائر، فلا يقدِر بنو عبد مناف على حرْبِهم.
فلمَّا كانت اللَّيلة الَّتي عزموا فيها على تنفيذ المؤامرة، تربَّصوا قرب داره،
منتظرين الفُرْصة الملائمة لاغتياله.
عشيرة فيها، بِحيث تنتدب عنها شابًّا فتيًّا،
ويعمد هؤلاء إلى محمَّد صلى الله عليه وسلم فيضرِبونه ضربة رجُل واحد،
وبذلك يتوزَّع دمه في جميع العشائر، فلا يقدِر بنو عبد مناف على حرْبِهم.
فلمَّا كانت اللَّيلة الَّتي عزموا فيها على تنفيذ المؤامرة، تربَّصوا قرب داره،
منتظرين الفُرْصة الملائمة لاغتياله.
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أن ينام
على فراشه قائلاً:
"نم على فراشي وتسجَّ ببردي هذه الحضرمي الأخضر،
فنم فيه، فإنَّه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم".
على فراشه قائلاً:
"نم على فراشي وتسجَّ ببردي هذه الحضرمي الأخضر،
فنم فيه، فإنَّه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم".
ودعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم اللهَ -عزَّ وجلَّ- أن يعمي أبصارهم،
فخرج صلى الله عليه وسلم وقد غشيهم النوم، فوضع على رءوسِهم التراب؛
{وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ}
[يس: 9].
فخرج صلى الله عليه وسلم وقد غشيهم النوم، فوضع على رءوسِهم التراب؛
{وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ}
[يس: 9].
قال المرحوم عباس العقَّاد في تحليل شخصية الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-:
"آداب الفروسية هي مفتاح هذه الشخصيَّة النبيلة، كانت القوَّة طبعًا في علي
فطر عليه، وأدبًا من آداب الأسرة الهاشمية نشأ فيه،
وعادة من عادات الفروسيَّة العمليَّة التي يتعوَّدها كل فارس شجاع".
"آداب الفروسية هي مفتاح هذه الشخصيَّة النبيلة، كانت القوَّة طبعًا في علي
فطر عليه، وأدبًا من آداب الأسرة الهاشمية نشأ فيه،
وعادة من عادات الفروسيَّة العمليَّة التي يتعوَّدها كل فارس شجاع".
عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما :
وكان دوْرُه هو استطلاعَ أخبار قريْش بمكَّة، والوقوف على ردِّ الفِعْل الَّذي
أحدثه خروجُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم سرًّا، وما عسى أن يدبِّرَه زعماؤها
لوقْف مسيرته؛ وبذلك يكون المصطفى صلى الله عليه وسلم
وأبو بكر -رضي الله عنه- على بيِّنة ممَّا يُحاك خلْفَه من مؤامرات،
فيستطيع أن يتَّقيها، ويبلغ مأمنه في طَيْبة (المدينة).
لوقْف مسيرته؛ وبذلك يكون المصطفى صلى الله عليه وسلم
وأبو بكر -رضي الله عنه- على بيِّنة ممَّا يُحاك خلْفَه من مؤامرات،
فيستطيع أن يتَّقيها، ويبلغ مأمنه في طَيْبة (المدينة).
أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما:
وكان دوْرها -رضي الله عنها- في الهجرة أن تأتِي النبيَّ صلى الله عليه وسلم
وصاحبَه -رضي الله عنه- بالماء والزَّاد وهُما في الغار، وظلَّت -رضي الله عنْها-
على ذلك ثلاث ليال مُتعاقبة، تقتحِم الصَّحراء الموحِشة في رهبة الظَّلام،
وهي صغيرة، ولا تبالي العيون والأرصاد التي تبعثها قريْش في الطَّريق
من مكَّة إلى المدينة؛ لتظفر بمحمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم.
وصاحبَه -رضي الله عنه- بالماء والزَّاد وهُما في الغار، وظلَّت -رضي الله عنْها-
على ذلك ثلاث ليال مُتعاقبة، تقتحِم الصَّحراء الموحِشة في رهبة الظَّلام،
وهي صغيرة، ولا تبالي العيون والأرصاد التي تبعثها قريْش في الطَّريق
من مكَّة إلى المدينة؛ لتظفر بمحمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم.
ولمَّا همَّ الصَّاحبان بالرَّحيل إلى المدينة جاءتْهما أسماء -رضِي الله عنها-
بِما يَحتاجان إليه في رحلتهما من زاد وماء، وهمَّت بتعليقه في رحل البعير،
فلم تجِد رباطًا، فحلَّت نطاقها وشقَّته نصفين، ربطت بأحَدِهما الزَّاد،
وانتطقت بالآخَر، فقال لها المصْطفى صلى الله عليه وسلم:
"أنتِ ونِطاقاك في الجنَّة". وسمِّيت بعد ذلك
بـ"ذات النطاقين".
بِما يَحتاجان إليه في رحلتهما من زاد وماء، وهمَّت بتعليقه في رحل البعير،
فلم تجِد رباطًا، فحلَّت نطاقها وشقَّته نصفين، ربطت بأحَدِهما الزَّاد،
وانتطقت بالآخَر، فقال لها المصْطفى صلى الله عليه وسلم:
"أنتِ ونِطاقاك في الجنَّة". وسمِّيت بعد ذلك
بـ"ذات النطاقين".
عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما :
ولقد شاركت أسماءَ دوْرَها الخالد في الهجرة أختُها عائشة -رضي الله عنها-
كما ترْوي معْظم كتب السيرة، وكانت لا تزال طِفلة دون العاشرة، فخاضت بذلك
تَجربة أكبرَ من سنِّها الصَّغيرة، ممَّا أكْسبها نضوجًا فكريًّا ونفسيًّا مبكِّرًا،
أتاح لها القيام بأدْوار كُبرى في مستقبل حياتها.
ولقد كان اقتِحام ابنتَي الصِّديق -رضي الله عنْهما- ظلمات البيداء حاملتَين
لأبيهِما وصاحبِه رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجتَهما من الماء والطَّعام،
غير مباليتين بما قد يُصيبهما من أذى - بلاءً أي بلاء،
وجهادًا أجلَّ جهاد.
عامر بن فهيرة رضي الله عنه:
وكانت مهمَّته في الهجرة مهمَّة مزْدوجة، أن يرعى غنَمَ أبي بكر -رضي الله عنه-
نهارًا، فإذا أمسى قصد إلى الغار، واحتلب للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وصاحبه
-رضي الله عنه- وأن يتبع بالغنم مسار عبد الله بن أبي بكر بعد عوْدته
من غار ثور إلى مكَّة، فيعفِّي على ما تركتْه أقدامه من
آثار في رمال الصَّحراء.. قوَّة إيمان وصدق عقيدة.
نهارًا، فإذا أمسى قصد إلى الغار، واحتلب للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وصاحبه
-رضي الله عنه- وأن يتبع بالغنم مسار عبد الله بن أبي بكر بعد عوْدته
من غار ثور إلى مكَّة، فيعفِّي على ما تركتْه أقدامه من
آثار في رمال الصَّحراء.. قوَّة إيمان وصدق عقيدة.
مصعب بن عمير أول سفير فى الاسلام :
مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة القرشي،
كنيته أبو عبد الله، وُلد في الجاهلية، كان شابًّا جميلاً عطرًا، حسن الكسوة،
وكان أبواه ينعمانه.
أسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم، وكتم إسلامه؛
خوفًا من أمّه،
وكان يختلف إلى رسول الله سرًّا، فبصر به عثمان بن طلحة العبدري،
فأعلم أهله، فأخذوه وحبسوه، فلم يزل محبوسًا إلى أن هاجر إلى الحبشة،
رجع مع من هاجر إلى مكة ثانية، والتقى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كان مصعب بن عمير أوّل من هاجر إلى المدينة، وذلك أنَّ الأنصار كتبوا
إلى رسول الله أن ابعث لنا رجلاً يفقهنا في الدين ويقرئنا القرآن، فبعثه إليهم,
حينما قدم المدينة نزل على أسعد بن زرارة،
وكان يأتي الأنصار في دُورهم أو قبائلهم فيدعوهم إلى الإسلام.
أسلم على يده أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ، وبعث إليه عمرو بن الجموح
بعد أن قدم المدينة ليسأله عن أمر الدين الجديد، فأجابه مصعب،
وأسمعه صدر سورة يوسف، فأسلم على يده.
خرج من المدينة مع السبعين الذين وافوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في
العقبة الثانية، وأقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة
بقية ذي الحجّة ومحرّم وصفر.
كنيته أبو عبد الله، وُلد في الجاهلية، كان شابًّا جميلاً عطرًا، حسن الكسوة،
وكان أبواه ينعمانه.
أسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم، وكتم إسلامه؛
خوفًا من أمّه،
وكان يختلف إلى رسول الله سرًّا، فبصر به عثمان بن طلحة العبدري،
فأعلم أهله، فأخذوه وحبسوه، فلم يزل محبوسًا إلى أن هاجر إلى الحبشة،
رجع مع من هاجر إلى مكة ثانية، والتقى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كان مصعب بن عمير أوّل من هاجر إلى المدينة، وذلك أنَّ الأنصار كتبوا
إلى رسول الله أن ابعث لنا رجلاً يفقهنا في الدين ويقرئنا القرآن، فبعثه إليهم,
حينما قدم المدينة نزل على أسعد بن زرارة،
وكان يأتي الأنصار في دُورهم أو قبائلهم فيدعوهم إلى الإسلام.
أسلم على يده أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ، وبعث إليه عمرو بن الجموح
بعد أن قدم المدينة ليسأله عن أمر الدين الجديد، فأجابه مصعب،
وأسمعه صدر سورة يوسف، فأسلم على يده.
خرج من المدينة مع السبعين الذين وافوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في
العقبة الثانية، وأقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة
بقية ذي الحجّة ومحرّم وصفر.
شهد بدرًا وأحدًا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وكان لواء الرسول
صلى الله عليه وسلم معه, استُشهد في معركة أحد سنة 3هـ،
قتله ابن قثمة الليثي. قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:
"ما رأيت بمكة أحسن لمة، ولا أنعم نعمة، من مصعب بن عمير".
صلى الله عليه وسلم معه, استُشهد في معركة أحد سنة 3هـ،
قتله ابن قثمة الليثي. قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:
"ما رأيت بمكة أحسن لمة، ولا أنعم نعمة، من مصعب بن عمير".
دليل الهجرة عبد الله بن أريقط :
إنَّ اختيار النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم والصدِّيق -رضي الله عنه- لعبد الله بن
أريقط الديْلمي (وهو رجُل من كفَّار قريش)؛ ليكون دليلَهما في الطَّريق إلى
طَيبة (المدينة) - ليدلُّ على حسن الاختِيار؛
لأنَّ ابنَ أُريقط قد سلك بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم وصاحبِه -رضي الله عنه-
طريقَ الساحل، الأمر الَّذي لم يرِدْ على خاطر قريش؛
إذْ لم يكن طريقًا مألوفًا في ذلك الحين.
أريقط الديْلمي (وهو رجُل من كفَّار قريش)؛ ليكون دليلَهما في الطَّريق إلى
طَيبة (المدينة) - ليدلُّ على حسن الاختِيار؛
لأنَّ ابنَ أُريقط قد سلك بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم وصاحبِه -رضي الله عنه-
طريقَ الساحل، الأمر الَّذي لم يرِدْ على خاطر قريش؛
إذْ لم يكن طريقًا مألوفًا في ذلك الحين.
وثمَّة شرطان أساسيَّان للاستعانة بخبيرٍ من غير الملَّة:
أوَّلُهما: أن يكون موثوقًا به.
والثَّاني: أن يكون اختيارُه حتميًّا؛ بمعنى:
ألا يوجد من أهل الملَّة مثيل له.
وقد توافر هذان الشَّرطان في عبد الله بن أريقط؛ إذ يقول كُتَّاب السير:
إنَّه كان كافرًا لكنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وصاحبَه -رضي الله عنه- وثِقا به،
وكان دليلاً بالطُّرُق. وجاء في الحديث الصحيح: إنَّه كان هاديًا خرّيتًا؛
أي: حاذقًا، يعرف مضايق الطُّرق؛
لذلك دفَع الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم وصاحبُه -رضي الله عنه-
راحلتيْهما إليه،
واستأْجراه ليدلَّهما إلى طيبة (المدينة).
والثَّاني: أن يكون اختيارُه حتميًّا؛ بمعنى:
ألا يوجد من أهل الملَّة مثيل له.
وقد توافر هذان الشَّرطان في عبد الله بن أريقط؛ إذ يقول كُتَّاب السير:
إنَّه كان كافرًا لكنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وصاحبَه -رضي الله عنه- وثِقا به،
وكان دليلاً بالطُّرُق. وجاء في الحديث الصحيح: إنَّه كان هاديًا خرّيتًا؛
أي: حاذقًا، يعرف مضايق الطُّرق؛
لذلك دفَع الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم وصاحبُه -رضي الله عنه-
راحلتيْهما إليه،
واستأْجراه ليدلَّهما إلى طيبة (المدينة).