ابو مناف البصري
المالكي
رمضانيّات (8) :
لن أخوض مع الخائضين، ولن أحضر مجالس البطّالين
[ إلهي.. مالي كُلَّما قُلْتُ قَدْ صَلَحَتْ سَريرَتي، وَقَرُبَ مِنْ مَجالِسِ التَّوّابينَ مَجْلِسي
عَرَضَتْ لي بَلِيَّةٌ اَزالَتْ قَدَمي، وَحالَتْ بَيْني وَبَيْنَ خِدْمَتِكَ سَيِّدي...
لَعَلَّكَ رَاَيْتَني غَيْرَ شاكِر لِنَعْمائِكَ فَحَرَمْتَني، اَوْ لَعَلَّكَ فَقَدْتَني مِنْ مَجالِسِ الْعُلَماءِ فَخَذَلْتَني، اَوْ لَعَلَّكَ رَاَيْتَني فِى الْغافِلينَ فَمِنْ رَحْمَتِكَ آيَسْتَني، اَوْ لَعَلَّكَ رَاَيْتَني آلفَ مَجالِسِ الْبَطّالينَ فَبَيْني وَبَيْنَهُمْ خَلَّيْتَني ].
- دعاء أبي حمزة الثمالي-
من أهم الأسباب التي تُردي الإنسان موارد الهلكة في الدارين , وبتعبير القرآن الكريم ( تُسلِكهُ في سقر ) سقر الدنيا قبل سقر الآخرة :
{ ما سلككم في سقر , قالوا لم نكُُ من المصلّين , ولم نكُ نُطعِمُ المسكين , وكنّا نخوض مع الخائضين}
- المدّثر ٤٥ -
و " الخوض مع الخائضين" هو الإشتغال والإنغماس النفسي والفكري والسلوكي الشديد بالباطل وأهله , والإجتماع مع الآخر إجتماعاً حقيقيّاً أو إفتراضيّاً في مواقع التواصل الإجتماعي
- كما يدعونها -، ومن خلال شاشات التلفزة التي تعرض بإمتياز حقيقة عالم اليوم، وأنّه عالم الفساد والرذيلة والجهل والإنحراف والتفاهة والسطحيّة، والإبتعاد المُمنهج عن عالم المعنى والمعنويّات ، الخوض مع الخائضين هو التفاعل والإنسجام والتوافق معهم فكريّاً ونفسيّاً وسلوكيّاً، ومشاركتهم كُلّ ما هو مُبعّد للإنسان عن حقيقته الإنسانيّة من الأقوال والأفعال والسلوكيّات والمجالس والإجتماعات، حتى لوكانت في ظاهرها وشكلها وصورتها مجالس وإجتماعات دينيّة ولكنها في روحها وحقيقتها دنيويّة محضّة، الخوض مع الخائضين التناغم معهم في الأفكار والتوجّهات النفسيّة والفكريّة والروحيّة , والغفلة التامّةعن كلّ ما يجب أن ينشغل به فعلاً ممّا يتعلّق بمعرفة نفسه ومعرفة ربّه , وما تقتضيه هذه المعرفة، , ليكون الإنسان لائقاً بحقيقته الإنسانية وذاته العظمى , وليكون على قدر مسؤوليّاته الإنسانيّة والشرعيّة والأخلاقيّة , التي أهمها مسؤوليّة البحث عن ذاته العظمى، ومعرفة نفسه الحقيقية, لتؤهّله هذه المعرفة إلى المعرفة الكبرى " معرفة الإنسان ربّه" , ولا يكون له ذلك إلّا بعمله الجادّ المتواصل لتحرير إرادته الإنسانيّة من الخضوع والإنقياد للشيطان وجنوده وأذرعه في النفس البشرية، مُمثّلة بالدوافع الوهمية , التي تدفعه دائماً إلى الإنشغال والإنغماس بما يُبقيه أسيراً طائعاً لها , لا يتحرّك إلّا بما توجّهه نحوه من الأباطيل والسفاسف والتفاهات ,وكلّ ما لا يقع في طريق إيصاله الى كماله الإنساني اللائق بخليفة الله تعالى في الأرض، وإلى ما يؤدّي به إلى الوقوع في بؤر الفساد والإنحراف النفسي والفكري والسلوكي , والإبتعاد عن العقل السليم والفطرة الإنسانيّة الأصيلة , هذا الإبتعاد يجعل الإنسان بعيداً عن ذاته , غريباً عنها ,لا سبيل له إلى معرفتها واستكشاف عالمها الواسع الكبير , في ذات الوقت تجعله أصدق مصاديق من
" يخوض مع الخائضين"
من على شاكلته ,
فيا أيّها العزيز،
يا من شرّفك الله تعالى وجعلك من أهل كرامته،
وفي ضيافته الكبرى، كن ضيفاً مؤدّباً، شاكراً مُمّتناً له عى تشريفه وحُسن وجمال ضيافته، إشكره بفعلك قبل قولك،
وإشحذ همّتك، وإعقد عزمك، وتسلّح بالإيمان الصادق الواعي، وجهّز أسلحتك الفكريّة والنفسيّة والروحيّة لتكون كفأس إبراهيم (ع) في يدّك، وحطّم بها كلّ الحواجز والموانع التي تقف في طريق وصولك الى كمالك الإنساني الحقيقي..
وردّد وبأعلى الأصوات بلسان قلبك وعقلك قبل لسانك :
" لن أخوض مع الخائضين، ولن أحضر مجالس البطّالين"
الشيخ مهدي عاتي المالكي..
لن أخوض مع الخائضين، ولن أحضر مجالس البطّالين
[ إلهي.. مالي كُلَّما قُلْتُ قَدْ صَلَحَتْ سَريرَتي، وَقَرُبَ مِنْ مَجالِسِ التَّوّابينَ مَجْلِسي
عَرَضَتْ لي بَلِيَّةٌ اَزالَتْ قَدَمي، وَحالَتْ بَيْني وَبَيْنَ خِدْمَتِكَ سَيِّدي...
لَعَلَّكَ رَاَيْتَني غَيْرَ شاكِر لِنَعْمائِكَ فَحَرَمْتَني، اَوْ لَعَلَّكَ فَقَدْتَني مِنْ مَجالِسِ الْعُلَماءِ فَخَذَلْتَني، اَوْ لَعَلَّكَ رَاَيْتَني فِى الْغافِلينَ فَمِنْ رَحْمَتِكَ آيَسْتَني، اَوْ لَعَلَّكَ رَاَيْتَني آلفَ مَجالِسِ الْبَطّالينَ فَبَيْني وَبَيْنَهُمْ خَلَّيْتَني ].
- دعاء أبي حمزة الثمالي-
من أهم الأسباب التي تُردي الإنسان موارد الهلكة في الدارين , وبتعبير القرآن الكريم ( تُسلِكهُ في سقر ) سقر الدنيا قبل سقر الآخرة :
{ ما سلككم في سقر , قالوا لم نكُُ من المصلّين , ولم نكُ نُطعِمُ المسكين , وكنّا نخوض مع الخائضين}
- المدّثر ٤٥ -
و " الخوض مع الخائضين" هو الإشتغال والإنغماس النفسي والفكري والسلوكي الشديد بالباطل وأهله , والإجتماع مع الآخر إجتماعاً حقيقيّاً أو إفتراضيّاً في مواقع التواصل الإجتماعي
- كما يدعونها -، ومن خلال شاشات التلفزة التي تعرض بإمتياز حقيقة عالم اليوم، وأنّه عالم الفساد والرذيلة والجهل والإنحراف والتفاهة والسطحيّة، والإبتعاد المُمنهج عن عالم المعنى والمعنويّات ، الخوض مع الخائضين هو التفاعل والإنسجام والتوافق معهم فكريّاً ونفسيّاً وسلوكيّاً، ومشاركتهم كُلّ ما هو مُبعّد للإنسان عن حقيقته الإنسانيّة من الأقوال والأفعال والسلوكيّات والمجالس والإجتماعات، حتى لوكانت في ظاهرها وشكلها وصورتها مجالس وإجتماعات دينيّة ولكنها في روحها وحقيقتها دنيويّة محضّة، الخوض مع الخائضين التناغم معهم في الأفكار والتوجّهات النفسيّة والفكريّة والروحيّة , والغفلة التامّةعن كلّ ما يجب أن ينشغل به فعلاً ممّا يتعلّق بمعرفة نفسه ومعرفة ربّه , وما تقتضيه هذه المعرفة، , ليكون الإنسان لائقاً بحقيقته الإنسانية وذاته العظمى , وليكون على قدر مسؤوليّاته الإنسانيّة والشرعيّة والأخلاقيّة , التي أهمها مسؤوليّة البحث عن ذاته العظمى، ومعرفة نفسه الحقيقية, لتؤهّله هذه المعرفة إلى المعرفة الكبرى " معرفة الإنسان ربّه" , ولا يكون له ذلك إلّا بعمله الجادّ المتواصل لتحرير إرادته الإنسانيّة من الخضوع والإنقياد للشيطان وجنوده وأذرعه في النفس البشرية، مُمثّلة بالدوافع الوهمية , التي تدفعه دائماً إلى الإنشغال والإنغماس بما يُبقيه أسيراً طائعاً لها , لا يتحرّك إلّا بما توجّهه نحوه من الأباطيل والسفاسف والتفاهات ,وكلّ ما لا يقع في طريق إيصاله الى كماله الإنساني اللائق بخليفة الله تعالى في الأرض، وإلى ما يؤدّي به إلى الوقوع في بؤر الفساد والإنحراف النفسي والفكري والسلوكي , والإبتعاد عن العقل السليم والفطرة الإنسانيّة الأصيلة , هذا الإبتعاد يجعل الإنسان بعيداً عن ذاته , غريباً عنها ,لا سبيل له إلى معرفتها واستكشاف عالمها الواسع الكبير , في ذات الوقت تجعله أصدق مصاديق من
" يخوض مع الخائضين"
من على شاكلته ,
فيا أيّها العزيز،
يا من شرّفك الله تعالى وجعلك من أهل كرامته،
وفي ضيافته الكبرى، كن ضيفاً مؤدّباً، شاكراً مُمّتناً له عى تشريفه وحُسن وجمال ضيافته، إشكره بفعلك قبل قولك،
وإشحذ همّتك، وإعقد عزمك، وتسلّح بالإيمان الصادق الواعي، وجهّز أسلحتك الفكريّة والنفسيّة والروحيّة لتكون كفأس إبراهيم (ع) في يدّك، وحطّم بها كلّ الحواجز والموانع التي تقف في طريق وصولك الى كمالك الإنساني الحقيقي..
وردّد وبأعلى الأصوات بلسان قلبك وعقلك قبل لسانك :
" لن أخوض مع الخائضين، ولن أحضر مجالس البطّالين"
الشيخ مهدي عاتي المالكي..