ابو مناف البصري
المالكي
رمضانيّات :
أفكارك هي طعام نفسك الحقيقيّة
ورد عن الإمام الحسن المجتبی ( ع ) :
[عَـجِبْتُ لِمَنْ يَتَفَكَّـرُ فى مَـأْكُولِهِ كَيْـفَ لا يَتَفَـكَّـرُ فى مَعْـقُـولِهِ، فَيُجَنِّبُ بَطْنَهُ ما يُؤْذيهِ، وَ يُودِعُ صَدْرَهُ ما يُرْدِيهِ] .
- بحارالأنوار: ج1، ص218 -
تـقع مسؤوليّة تحديد نوع الإتجاه النفسي والفكري على الإنسان الذي امره الله تعالى بأن يدقّق ويتأمّل قبل أن يحدّد هذا الإتجاه :
{فلينظر الانسان الى طعامه}،
فطعام الذهن أولى وأحقّ بالعناية والإهتمام من طعام الجسم من جميع الجهات ،وخصوصاً من جهة وجوب ذكاته، وطهارته، وإبتعاده عن الشبهة , وضرورة الإعتناء بجودته ومراقبة مصادره مراقبةً دقيقة ،وضرورة أن يكون هذا الطعام طعاماً إيجابيّاً صحيّاَ يفرز كلّ ما هو إبجابي وصحّي من الأفعال والسلوكيّات الخارجية.
فعلينا الحذر كلّ الحذر من سلبية هذا الطعام
" الأفكار ", لكي لا نقع في محذور تهيّئة الأرضية النفسيّة الفاسدة في نفسها، والصالحة لإستقبال الشيطان وتحرّكات جنوده وأعوانه من دوافع النفس الوهمية , والتي لن تجر علينا إلّا الويلات والشقاءات المتعاقبة في حاضر أيامنا ومستقبلها , الويلات والشقاءات والعذابات التي جلبناها لأنفسنا بأنفسنا , ثمّ نهرع الى الله تعالى لتخليصنا منها، ومن شرّ الشيطان وأعوانه الذين كانوا السبب الأول في ايقاعنا فيها ! ,
فإطعام الذهن الأفكار السلبيّة يمكن أن نقرأه قراءة مفادها :
إنّ هذا الإطعام إطعام للشيطان وأعوانه من الدوافع الوهمية في النفس البشريّة , فمرتع الشيطان وجنوده وأعوانه وحاضنتهم وبيئتهم الصالحة هو محلّ الأفكار السلبيّة , وكلّما ازدادت هذه الأفكار تركيزاً كميّاً ونوعيّاً في النفس البشريّة إزدادت فرص عيش ونموّ وتعاظم قوّة وسلطة الشيطان وأعوانه في هذه النفس , فالسماح للأفكار السلبيّة من التمكّن والإستيلاء على ساحة النفس هو نوع إغواء وإغراء للشيطان وجنوده واعوانه للإستحكام والتسلّط والسيطرة على خواطر وأفكار وسلوكيّات صاحب هذه النفس , وكيف لا تتمتًّع بهذه القوّة وهذه السلطة وقد تهيّأت لها (حكومة الشيطان وأعوانه ) الظروف الملائمة، والدعم المتواصل، والتغذية التي لا تنقطع موادها للتقوّي والنموّ والتمدّد في ساحة النفس , تهيّأت لها الأفكار والمشاعر السلبية التي تعتبرها هذه الحكومة الظالمة الفاسدة المُفسدة ألذ وأشهى الأطعمة , وأكثرها قرباً من نفسها الشريرة , فهذه الأفكار والمشاعر افضل الحواضن والمراتع التي تتناسب طبيعتها مع طبيعة هذه الحكومة، ورغباتها المنحرفة، وآمالها وأحلامها العريضة التي طالما أرادت رؤيتها متجسّدة في نفوس وعقول وافعال وسلوكيّات بني البشر , الذين نذر الشيطان نفسه وتوعّد بإغوائهم وحرفهم عن رسالات السماء وتعاليم الأنبياء (ع) :
{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}
-ص/82 -
الشيخ مهدي عاتي المالكي..
أفكارك هي طعام نفسك الحقيقيّة
ورد عن الإمام الحسن المجتبی ( ع ) :
[عَـجِبْتُ لِمَنْ يَتَفَكَّـرُ فى مَـأْكُولِهِ كَيْـفَ لا يَتَفَـكَّـرُ فى مَعْـقُـولِهِ، فَيُجَنِّبُ بَطْنَهُ ما يُؤْذيهِ، وَ يُودِعُ صَدْرَهُ ما يُرْدِيهِ] .
- بحارالأنوار: ج1، ص218 -
تـقع مسؤوليّة تحديد نوع الإتجاه النفسي والفكري على الإنسان الذي امره الله تعالى بأن يدقّق ويتأمّل قبل أن يحدّد هذا الإتجاه :
{فلينظر الانسان الى طعامه}،
فطعام الذهن أولى وأحقّ بالعناية والإهتمام من طعام الجسم من جميع الجهات ،وخصوصاً من جهة وجوب ذكاته، وطهارته، وإبتعاده عن الشبهة , وضرورة الإعتناء بجودته ومراقبة مصادره مراقبةً دقيقة ،وضرورة أن يكون هذا الطعام طعاماً إيجابيّاً صحيّاَ يفرز كلّ ما هو إبجابي وصحّي من الأفعال والسلوكيّات الخارجية.
فعلينا الحذر كلّ الحذر من سلبية هذا الطعام
" الأفكار ", لكي لا نقع في محذور تهيّئة الأرضية النفسيّة الفاسدة في نفسها، والصالحة لإستقبال الشيطان وتحرّكات جنوده وأعوانه من دوافع النفس الوهمية , والتي لن تجر علينا إلّا الويلات والشقاءات المتعاقبة في حاضر أيامنا ومستقبلها , الويلات والشقاءات والعذابات التي جلبناها لأنفسنا بأنفسنا , ثمّ نهرع الى الله تعالى لتخليصنا منها، ومن شرّ الشيطان وأعوانه الذين كانوا السبب الأول في ايقاعنا فيها ! ,
فإطعام الذهن الأفكار السلبيّة يمكن أن نقرأه قراءة مفادها :
إنّ هذا الإطعام إطعام للشيطان وأعوانه من الدوافع الوهمية في النفس البشريّة , فمرتع الشيطان وجنوده وأعوانه وحاضنتهم وبيئتهم الصالحة هو محلّ الأفكار السلبيّة , وكلّما ازدادت هذه الأفكار تركيزاً كميّاً ونوعيّاً في النفس البشريّة إزدادت فرص عيش ونموّ وتعاظم قوّة وسلطة الشيطان وأعوانه في هذه النفس , فالسماح للأفكار السلبيّة من التمكّن والإستيلاء على ساحة النفس هو نوع إغواء وإغراء للشيطان وجنوده واعوانه للإستحكام والتسلّط والسيطرة على خواطر وأفكار وسلوكيّات صاحب هذه النفس , وكيف لا تتمتًّع بهذه القوّة وهذه السلطة وقد تهيّأت لها (حكومة الشيطان وأعوانه ) الظروف الملائمة، والدعم المتواصل، والتغذية التي لا تنقطع موادها للتقوّي والنموّ والتمدّد في ساحة النفس , تهيّأت لها الأفكار والمشاعر السلبية التي تعتبرها هذه الحكومة الظالمة الفاسدة المُفسدة ألذ وأشهى الأطعمة , وأكثرها قرباً من نفسها الشريرة , فهذه الأفكار والمشاعر افضل الحواضن والمراتع التي تتناسب طبيعتها مع طبيعة هذه الحكومة، ورغباتها المنحرفة، وآمالها وأحلامها العريضة التي طالما أرادت رؤيتها متجسّدة في نفوس وعقول وافعال وسلوكيّات بني البشر , الذين نذر الشيطان نفسه وتوعّد بإغوائهم وحرفهم عن رسالات السماء وتعاليم الأنبياء (ع) :
{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}
-ص/82 -
الشيخ مهدي عاتي المالكي..