فتنةة العصر
رئيسة اقسام الصور 🌹شيخة البنات 🌹
- إنضم
- 7 أغسطس 2015
- المشاركات
- 1,313,674
- مستوى التفاعل
- 176,024
- النقاط
- 113
- الإقامة
- السعودية _ الأحساء ♥️
العشرون من صفر من كلّ عام، يصادف ذكرى مرور أربعين يوماً على استشهاد الإمام الحسين(ع) في العاشر من محرَّم الحرام. وفي يوم الأربعين، يهتمّ المسلمون الشّيعة بإقامة مراسم العزاء، كنتيجة لأيّام عزاء عاشوراء، وذلك من خلال إقامة العزاء أو الزّيارة، وهو ما اصطلح على تسميته بـ (زيارة الأربعين)، فهل هناك نصوص شرعيّة تدلّ على استحباب الزيارة في خصوص هذا اليوم؟ هذا من جهة. ومن جهة ثانية، هل هناك وقائع تاريخيَّة تثبت أنَّ أحداً من أهل البيت(ع)، أو أحداً من المسلمين الشّيعة قد قام في هذا اليوم بزيارة الإمام الحسين(ع) يوم الأربعين؟
ما نحاوله في هذه الدّراسة، هو إثبات أو عدم إثبات استحباب زيارة هذا اليوم خاصّة. نعم، من المؤكّد استحباب زيارة الإمام الحسين(ع) في أيّ يوم من أيّام السنة.
نظرة تاريخيَّة
يعتبر البعض أنَّ أوَّل من زار قبر الإمام الحسين(ع) بعد استشهاده، هو الصَّحابي الجليل جابر بن عبدالله الأنصاري، وأنَّ زيارته هذه صادفت يوم العشرين من صفر، قادماً من المدينة المنوّرة. جاء في "بحار الأنوار": وقال عطاء، والصَّحيح عطية العوفي، أحد رجال العلم والحديث، روي عنه أخبار كثيرة في فضائل أمير المؤمنين(ع)، وهو الّذي تشرّف بزيارة الحسين(ع) مع جابر، كما ذكر ذلك الشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب.
يقول عطيّة: "كنت مع جابر بن عبدالله يوم العشرين من صفر، فلمّا وصلنا الغاضريّة ـ المقصود أرض كربلاء ـ اغتسل في شريعتها، ولبس قميصاً.. ثم ذكر الزّيارة التي زار فيها الإمام الحسين(ع)".[انظر المجلسي، بحار الأنوار، ج 98، ص 98، 99].
ونقل المجلسي في "بحار الأنوار" عن مصباح الكفعمي قوله: "وإنما سمّيت بزيارة الأربعين، لأنَّ وقتها يوم العشرين من صفر، وذلك لأربعين يوماً من مقتل الحسين(ع)، وهو اليوم الّذي ورد فيه جابر بن عبدالله الأنصاري من المدينة إلى كربلاء، فكان أوَّل من زاره من النّاس".[انظر المصدر، ج 98، ص 334].
وصول السبايا
ينقل المجلسي في البحار أيضاً، أنَّ حرم الحسين(ع) وصلوا كربلاء أيضاً في عودتهم من الشّام يوم العشرين من صفر.[ج 98، ص 335]. مع أنّه نقل رواية أخرى تقول إنَّ موكب السّبابا وصل مع الإمام علي بن الحسين زين العابدين إلى المدينة يوم العشرين من صفر.
إذاً، نحن أمام عدّة روايات حول يوم الأربعين، وزيارة جابر، ووصول موكب السبايا مع الإمام زين العابدين(ع). خلاصة هذه الرّوايات، أنَّ موكب السبايا برفقة الإمام زين العابدين، وصل إلى كربلاء بعد عودتهم من الشّام يوم العشرين من صفر، الَّذي يصادف ذكرى أربعين استشهاد الإمام الحسين(ع)، وهو اليوم نفسه الّذي وصل فيه جابر بن عبدالله الأنصاري، وقام بزيارة قبر الإمام الحسين(ع)، وهذا يعني حصول اللّقاء بين جابر وموكب السبايا في كربلاء في هذا اليوم.
نظرة نقديّة
لا يبدو أنَّ الوقائع التاريخيّة تساعد على هذا الأمر، فإنَّ موكب السبايا، كما هو معروف، قبل ذهابه إلى الشّام، عُرج به إلى الكوفة، ثم ساروا به إلى الشّام، وإذا كانت الفترة الزمنيَّة الفاصلة بين استشهاد الإمام الحسين(ع) ويوم عشرين صفر، هي أربعين يوماً، فإنَّ هذا المسير من كربلاء إلى الكوفة، ومن ثم إلى الشّام، يحتاج إلى أكثر من أربعين يوماً، وخصوصاً إذا افترضنا أنَّ موكب السبايا بقي في الشّام حوالى شهر، وهذا ما يؤكّده السيد ابن طاووس، كما نقل عنه المجلسي في البحار، وكِلاهما مستبعد، أي وصول جابر ووصول موكب السبايا في العشرين من صفر، لأنَّ عبيد الله بن زياد كتب إلى يزيد يعرّفه ما جرى، ويستأذنه في حملهم، حتى عاد الجواب إليه، وهذا يحتاج إلى نحو عشرين يوماً أو أكثر، ولأنه لما حملهم إلى الشّام، روي أنهم أقاموا فيها شهراً.. وصورة الحال تقتضي أنهم تأخّروا أكثر من أربعين يوماً.. [ج 98، ص 336].
وهذا يعني أنَّ موكب السّبايا احتاج إلى عشرين يوماً أو أكثر للوصول إلى الشّام، بعد انتظار الإذن بالسّير بهم إلى الشّام، وبقوا في الشام حوالى شهر، ثم عادوا إلى المدينة. وعلى فرض أنهم مرّوا على كربلاء، فهم قطعاً وصلوا بعد العشرين من صفر، فإنَّ مسيرهم من كربلاء إلى الكوفة ثمّ إلى الشام، وبقاءهم هناك شهراً بكامله، ثم عودتهم، كلّ هذا المسير يحتاج من الوقت في الحدّ الأدنى ستّين يوماً أو سبعين يوماً، وهذا قطعاً تجاوز يوم العشرين من صفر.
هذا بالنّسبة إلى موكب السبايا. أمّا جابر بن عبدالله الَّذي أتى مباشرةً من المدينة بعد سماعه الخبر، فإنه أيضاً يحتاج إلى أكثر من أربعين يوماً للوصول إلى كربلاء. يقول السيّد ابن طاووس، كما نقل عنه في البحار: "وأما جوازهم في عودهم على كربلاء فيمكن ذلك، ولكنّه ما يكون وصولهم إليها يوم العشرين من صفر، لأنَّهم اجتمعوا على ما روي مع جابر بن عبدالله.. فإن كان جابر وصل زائراً من الحجاز، فيحتاج وصول الخبر إليه ومجيئه أكثر من أربعين يوماً". [ج 98، ص 336].
فاحتمال لقاء موكب السبايا مع جابر في كربلاء غير مستبعد، وهو احتمال قائم، لكنّه لم يحصل يوم العشرين من صفر. أما لماذا لا يصل موكب السبايا يوم العشرين من صفر، فقد تقدَّم الكلام عنه.
الخلاصــة
يتبيّن لنا من هذه النظرة التاريخيَّة المختصرة، أنَّ يوم العشرين من صفر، لم يكن يوماً زار به أحد قبر الإمام الحسين(ع)، لا موكب السبايا، ولا جابر بن عبدالله الأنصاري، فلا دلالة إذاً على خصوصيّة زيارة هذا اليوم بعنوان "زيارة الأربعين".
وأختم هذه النّظرة التاريخيَّة بما أورده الطبري في تاريخه، من أنَّ عبيد الله بن الحرّ قد زار كربلاء، فنظر إلى مصارع القوم، فاستغفر لهم هو وأصحابه.[ج 4، ص 360].
وعبيد الله هذا هو الَّذي كان قد استنصره الإمام الحسين(ع) وهو في طريقه إلى كربلاء، إلا أنه رفض اللّحاق به، وعرض على الإمام(ع) أن يعطيه فرسه وسلاحه.. إلا أنَّ الطّبري لم يحدّد لنا اليوم الَّذي جاء فيه عبيد الله إلى كربلاء بعد استشهاد الإمام الحسين(ع)، وهل تعني كلمة "مصارع القوم" قبل دفن الأجساد، أو المراد هو مكان مصارعهم، الّذي قد يعني أنّه وصل إلى كربلاء بعد دفنهم؟
النّصوص الشرعيَّة
يبقى الكلام في وجود نصوص شرعيَّة تدلّ على خصوصيّة زيارة "يوم الأربعين". يوجد هنا نصَّان:
الأوّل: ما رواه الشيخ الطوسي في "تهذيب الأحكام"، بإسناده عن صفوان بن يحيى، قال لي مولاي الصَّادق(ع) في زيارة الأربعين: "تزور عند ارتفاع النّهار... وذكر الزيارة".[ج 6، ص 113].
وذكرها الطّوسي أيضاً في كتابه "مصباح المتهجّد" عن صفوان بالإسناد نفسه، وذكرها ابن طاووس بالإسناد نفسه في كتابه "إقبال الأعمال"، ج 3، ص 101 وما بعدها.
الثاني:ما رواه الشّيخ الطّوسي أيضاً في التّهذيب، روي عن أبي محمَّد الحسن بن علي العسكري(ع) أنّه قال: "علامات المؤمن خمس: صلاة الخمسين، وزيارة الأربعين...". [ج 6، ص 52].
ورواه الشيخ المفيد في كتابه "المزار" بالتّعبير نفسه "روي"، ص 53، باب فضل زيارة الأربعين.
ورواه الشيخ الطوسي في كتابه "مصباح المتهجّد": "ويستحبّ زيارته(ع) فيه ـ أي في يوم العشرين من صفر ـ وهي زيارة الأربعين، فروي عن أبي محمّد العسكري(ع) أنّه قال: علامات المؤمن: ..."، وذكر من جملتها زيارة الأربعين. [ص 787، 788].
لا يوجد لا من النّاحية التاريخيَّة، ولا من ناحية النّصوص الشرعيَّة، ما يدلّ على زيارة الإمام الحسين(ع) فيما يُعرف بـ"زيارة الأربعين
إلا أنَّه بحسب المقاييس العلميَّة لمحاكمة الرّوايات وإمكانيَّة الاعتماد عليها، فإنَّ رواية هذه الرّواية بهذه الطّريقة "رُوي"، تسمَّى رواية "مرسلة"، بمعنى أنَّ الَّذين ذكروها لم يذكروا كيفيَّة وصولها إليهم، فهم لم يذكروا سلسلة الرّواة الّتي توصل بينهم وبين الإمام العسكري الّذي نسب هذا القول إليه، لأنَّ الفترة الزمنيَّة الفاصلة بين الشيخ الطوسي والشيخ المفيد لا تسمح لهم بالرّواية عن الإمام العسكري(ع) مباشرةً، بل لا بدَّ من سلسلة رواة توصل بينهم وبين الإمام(ع)، فإنَّ الشيخ الطوسي والشيخ المفيد من علماء القرن الرّابع، والإمام العسكري توفي أواسط القرن الثّالث، وعليه، فلا يمكن الاعتماد على هذه الرّواية لإثبات خصوصيّة "زيارة الأربعين" في يوم العشرين من صفر.
بقي الكلام في النَّصّ الأوَّل الَّذي يذكر نصّ الزّيارة في هذا اليوم بالخصوص، من حيث معرفة حال الرّواة المذكورين في سلسلة رواة هذا الحديث.
أكتفي بالإشارة إلى اسمين من رواة هذه الرّواية، وهما محمد بن علي بن معمر، وعلي بن محمد بن مسعدة، وهما غير معروفين من حيث الوثاقة، فوجودهما في سند الرّواية يجعل الرّواية غير معتبرة وغير معتمدة، فلا يمكن الاستدلال بها على خصوصيَّة "زيارة الأربعين".
وخلاصة ما تقدَّم، أنّه لا يوجد لا من النّاحية التاريخيَّة، ولا من ناحية النّصوص الشرعيَّة، ما يدلّ على زيارة الإمام الحسين(ع) فيما يُعرف بـ"زيارة الأربعين" في هذا اليوم بالخصوص، فالمراسم الّتي تقام في هذا اليوم، يمكن أن تُقام في أيِّ يوم آخر، وهي مجرّد أعراف وتقاليد ليس لها مصدر تشريعيّ خاصّ يمكن الاعتماد عليه، ولم تكن معروفةً لا في زمن أهل البيت(ع)، ولا في الأزمنة الأخرى الّتي كان فيها كبار العلماء من الطّائفة الشيعيَّة الكريمة. نعم، استحباب زيارة الإمام الحسين(ع) في أيّ يوم من أيّام السنة، مما لا إشكال فيه، والنّصوص الشرعيّة حول ذلك متضافرة، ولا مجال لذكرها هنا.
إذا لم يقم الدّليل الخاصّ على استحباب زيارة الأربعين، فلا يعني ذلك منافاة استحباب الزّيارة، ولكن بعنوانٍ آخر
رأي المرجع فضل الله(رض)
ونختم هذه الدّراسة برأي سماحة العلامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض) حول زيارة الإمام الحسين(ع) في خصوص "يوم الأربعين"، إذ يرى سماحته أنَّ الحديث المرويّ عن الإمام العسكريّ حول علامات المؤمن، وأنَّ من جملتها "زيارة الأربعين"، يرى أنَّ الحديث المذكور ضعيف السّند.
وحول مرور موكب السّبايا بكربلاء "يوم الأربعين"، يقول: "إنَّ للمؤرّخين نقاشاً مهمّاً في صحّة ما يروى من مرور الإمام زين العابدين(ع) والسيّدة زينب(ع) مع ركب السبايا على كربلاء، بعد خروجهم من الشّام في طريقهم إلى المدينة المنوّرة".
ويقول أيضاً: "إنَّ نفي الدّليل الخاصّ، وبهذا العنوان، لا ينافي ثبوت الاستحباب بعنوان آخر"، ويقصد بذلك، أنّه إذا لم يقم الدّليل الخاصّ على استحباب زيارة الأربعين، فلا يعني ذلك منافاة استحباب الزّيارة، ولكن بعنوانٍ آخر.
مشاركة23
مواضيع أخرى للكاتب
-
[*] خادمة المنزل.. إنسانة
[*] حكم المنتحِـر في الإسلام
[*] الدّولة مدنيّة لا دينيّة
[*] رفع سنّ الحضانة: النّصوص صريحة والاجتهاد موجود
مواضيع متعلّقة
تعليقات القرّاء
ملاحظة: التعليقات المنشورة لا تعبّر عن رأي الموقع وإنّما تعبر عن رأي أصحابها
الإسم: ابو علي التعليق: اللهم إنّا نسألك حسن العاقبة ونعوذ بكم من الخذلان التاريخ: ٤/٥/٢٠١٨
الإسم: عماد علي الهلالي الموضوع: خطأ لدى الباحث التعليق: سند زيارة الأربعين
روى الشيخ الطوسي في التهذيب ج 6 ص 113 بعنوان زيارة الأربعين قال: (أخبرنا جماعة من أصحابنا عن أبي محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري قال: حدثنا محمد بن علي بن معمر قال: حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن مسعدة والحسن بن علي بني فضال عن سعدان بن مسلم عن صفوان بن مهران الجمال قال: قال لي مولاي الصادق صلوات الله عليه في زيارة الأربعين: تزور عند ارتفاع النهار وتقول: (السلام على ولي الله وحبيبه، السلام على خليل...).
ورواها الشيخ الطوسي بالإسناد نفسه.
ولا كلام في وثاقة صفوان بن مهران الجمال الذي يروي عنه سعدان بن مسلم.
وسعدان بن مسلم شيخ جليل القدر كبير المنزلة، وله كتاب (أصل) يرويه عنه جماعة من الثقات والأعيان والأجلاء كصفوان بن يحيى وغيره.
وللشيخ الطوسي طريقان إلى سعدان (وربما يظهر من التتبع أن له أكثر من ذلك) قال في الفهرست ص 140: (سعدان بن مسلم العامري، واسمه عبد الرحمان، وسعدان لقبه. له أصل، أخبرنا به جماعة، عن أبي المفضل، عن ابن بطة، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن عذافر، عنه، وعن صفوان بن يحيى، عنه. وأخبرنا ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن العباس بن معروف وأبي طالب عبد الله بن الصلت القمي وأحمد بن إسحاق كلهم، عنه).
وطريق الشيخ الطوسي والشيخ الصدوق إليه صحيح كما عن السيد الخوئي في ترجمته لسعدان. وأصله واصل إلى الكليني والصدوق والطوسي بطرق متعددة.
ولا يضر بمثل الطوسي إذا قال أخبرنا جماعة من أصحابنا لأن هؤلاء الجماعة معروفون وليس كما توهم البعض من أن هذا يعني الإرسال نتيجة قلة الخبرة في هذا الميدان.
وليس من الضروري أن يذكر الطوسي كل طرقه إلى الراوي المباشر فقد يكون له أكثر من طريق كما تقدم ويقتصر على ذكر طريق واحد إليه، ولا سيما في الأصول والكتب.
وهناك رواية أخرى رواها الشيخ الطوسي في التهذيب والمفيد عن الإمام العسكري عليه السلام جعلت فيها زيارة الأربعين من علامات المؤمن، قالا: وروي عن الإمام العسكري.
ومثل هذا التعبير في مثل هذا الموضع ومن قبل هذين العلمين لا يصنّف كإرسال لا سيما مع قرب العهد وتوفر القرائن على صحة الصدور وإمكانية الاعتماد على الرواية، والمفيد والطوسي ممن يعرف قيمة الرواية المسندة فلا ينقلان عن القيل والقال، فالإرسال منهما ليس مثل إرسال المتأخرين، كما أن ممارسة عامة الرد: جواب على الرد حول زيارة الأربعين هناك عدة مغالطات في الرد، فهو أخذ الحديث باتجاه آخر ليثبت صحة رواية خصوص زيارة يوم الأربعين، وهذا لا يثبت استحباب الزيارة المخصوصة. أولاً: رواية الشيخ الطوسي في التهذيب ليست مرسلة، ولم أدّع ذلك، وتعبيره بأول "سند الرواية" بجماعة من أصحابنا، لا يعني الارسال، نعم هذا صحيح، وصفوان أيضاً لا كلام في عدالته وليس فقط في وثاقته، وسعدان بن مسلم قلت "إنه شيخ" جليل القدر كبير المنزلة، لم تذكر مصدر هذا الوصف، ومجرد كونه له أصل لا يدل على وثاقته، مع أن النجاشي عبر بقوله "له كتاب". وكلا الشيخين الطوسي والنجاشي، لم يذكرا فيه توثيقاً خاصاً، خصوصاً النجاشي الذي اهتم كثيراً بالتوثيق كما هو ديدنه. ثانياً: نعم طريق الشيخ الطوسي والشيخ الصدوق صحيحان، إلى كتابه أو أصله، لكن سند الرواية محل الكلام لها سند آخر مختلف وهو محل الكلام، فإن في سند الرواية محل الكلام راويان وهما "محمد بن علي بن معمر وعلي بن محمد بن مسعدة" وهما مجهولان من حيث الوثاقة، وهما غير موجودين في طريق الشيخ الطوسي إلى الأصل. وقول السيد الخوئي بصحة طريق الشيخ الطوسي مراده ما هو مذكور في الفهرست ولا يكفي القول أن هناك أكثر من طريق، فعدم ذكر تلك الطرق الأخرى لا ينفع في إثبات الصحة ما دامت إنها مجهولة لدينا. ثالثاً: رواية الإمام العسكري ع مرسلة، كما اعترف صاحب الرد، ولا تنفع المحاولة لتصحيحها، لأن صاحب الرد لم يلتفت ويبدو أنه ليس من أهل الخبرة في هذا المجال، إلى أن ما ذكره حول القرائن المتوفرة لصحة الرواية وهذا ما يعبر عنه "بالخبر المحفوف بالقرائن"، وهذه كانت طريقة القدماء في تصحيح الروايات والأخبار، أما بعد التقسيم الرباعي للأحاديث، الذي وضعه العلامة الحلي، بسبب فقدان هذه القرائن وقد ذكر الشيخ البهائي في كتابه"مشرق الشمسين" بالتفصيل هذه القرائن، فما دامت هذه القرائن غير موجودة في هذه الأيام وفقدت بعد انتشار وتداول "الكتب الأربعة" فنحن لا خيار أمامنا سوى العمل وفق "التقسيم الرباعي" الذي وضعه العلامة الحلي. رابعاً: أما القول بأن الممارسات العامة مثل الزيارة، لا تقاس بالأحكام الشرعية لينطبق عليها نفس الطريقة والأسلوب، فهذا ما لا نعرف له مستنداً أو وجهاً، خصوصاً إذا أريد لهذه الممارسة العامة أن تكون شعيرة مستحبة – فبهذا يعني إعطاء وصف الاستحباب وهكذا تتحول إلى حكم شرعي. والحاصل لا دليل شرعاً على استحباب زيارة خاصة بعنوان "زيارة الأربعين" وهذا لا يلغي استحباب أصل الزيارة لثبوتها بأدلة أخرى. التاريخ: ٥/١١/٢٠١٧
الإسم: ح س ع الموضوع: ملاحظة التعليق: سلام عليكم
هناك قاعدة في علم الاصول تسمى بقاعدة التسامح في ادلة السنن
وتدل على هذه القاعدة روايات من بلغ وقد غفل عنها الكاتب في هذا المقال
كما ان دئب الفقهاء عدم التدقيق في اسناد الروايات التي تثبت الندب
والنتيجة على اقل تقدير هي انه يثبت مطلوبة الزيارة في خصوص هذا اليوم بالضافة الى الاستحباب بشكل مطلق
يحصل على اجر الاستحباب المطلق بالاضافة الى المطلوبية الرد: هذه القاعدة لم تثبت، وبشكل عام يمكن الإتيان بما لم يثبت من المستحبات برجاء المطلوبية، ومع وجود الاستحباب العام فيؤتى به بهذا العنوان. التاريخ: ١٦/١١/٢٠١٦
الإسم: محمد عبدالله الموضوع: زياره الحسين التعليق: السلام عليكم
هل زياره الامام الحسين عليه السلام افضل من حج بيت الله ؟؟ الرد: لا بد من معرفة نص الحديث الوارد لمعرفته ومراجعة السند ،عادة ما ورد من أن بعض الزيارات تعادل كذا حج ، والمراد به الحج المستحب التاريخ: ١٠/١٠/٢٠١٦
الإسم: السيد محمد العلي الموضوع: رد المسافات التعليق: السلام عليكم
ملاحظات : 1- المسافة بين مكة والكربلاء قطعها الامام الحسين في 21 يوم فقط وهي أبعد مما بين الكوفة والشام. مع ملاحظة أن الامام يسير يوم ويقيم يوم مراعاة للركب.
2- لا توجد لم أقع على رواية تحدد المدة التي مكثها الركب في الشام.
3- الجلاوزة حول الركب كانوا يجدون المسير لتحصيل الجوائز. الرد: لن أكرر ما ذكرته في المقالة حول المسافة التي يحتاجها الركب للذهاب إلى الكوفة ومن ثم إلى الشام والعودة، فقد نقلت ما قاله ابن طاووس والعلامة المجلسي، ولم يكن اجتهاداً من عندي. ولا وجه للمقارنة مع ركب الإمام الحسين(ع) الذي قطع المسافة بين مكة وكربلاء بواحد وعشرين يوماً، فإن مسير الإمام الحسين كان مسيراً طبيعياً باعتراف المعلق أنه كان يسير يوماً ويقيم يوماً. أما ركب السبايا، فلا بد أن نلاحظ أنه عرج إلى الكوفة أولاً ثم سيق بهم إلى الشام ومكثوا في الشام شهراً على أبعد تقدير، ثم عادوا إلى كربلاء. ومهما جد الجلاوزة في المسير، هل أنهم لم يتوقفوا أبداً للاستراحة؟ أو لم يمروا على بعض المدن الواقعة في الطريق للاحتفال بهذا الانتصار؟! التاريخ: ٢/١٢/٢٠١٥