العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ
قد هَزل العمرُ والسنين نائية
وقرب اللحدُ ولم تعد لنا ثانية
متى حُطَ على الاكتاف لك نعشُ
لا تعرف لجنةٍ المساق ام لهاوية
كانت أيامُك حين الشباب لهواً
وبمحافل الرجال تظنها عاتية
تجري السنون ومعها الخطوب
كأنك للمنونِ حين ولدت حاوية
وشمعةً هناك بدربٍ قد أضئتها
او بيت شعرٍ قرأته هناك لناعية
او كأس ماءٍ أجزلتهُ عن مثوبةٍ
سيصدح اللحدُ حينها كنت داعية
لنحرٍ سُفك منه الطهر في كربلاء
وأجريت عليه الدمعةُ بالعشق داميه
وترأت لك المنائرُ مخضباتٍ
بين فتيةٍ تهتفُ وشيبةً باكية
وراياتٍ تعلو الهامات مرفرفةً
ان يوم الحسينِ لا تخفيه خافيه
وأول من دق مسامير النهضةِ
(زينبُ) وأعلنتها بوجه ابن الزانية
كد كيدك واسعى سعيك وناصب
فولله لا تمحو ذكرنا وسترد الحامية
وزلزلت الارض زلزالها حشداً
من المعزين لرسول الله بالحزنِ آتية
قد غيرت الشمس والتربُ ملامحهم
وقلوبهم بحب الحسين تبقى صافية
لا يغرنكَ بعض الذين يريدون خراباً
ذكرهم كالتي نقضت غزلها هاوية
وستبقى ألا من ناصرٍ ينصرنا رمحاً
بقلب كل آثمٍ وله جهنم لأبوابها داعية..
العـ عقيل ـراقي