أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

زينب (عليها السلام) وزيارة الأربعين

فتنةة العصر

رئيسة اقسام الصور 🌹شيخة البنات 🌹
إنضم
7 أغسطس 2015
المشاركات
1,312,741
مستوى التفاعل
172,685
النقاط
113
الإقامة
السعودية _ الأحساء ♥️
قال المفيد (رحمه الله) في الإرشاد: ندب يزيد النعمان بن بشير وقال له: تجهز لتخرج بهؤلاء النسوة الى المدينة، وانفذ معهم في جملة النعمان بن بشير رسولاً تقدم اليه ان يسير بهم في الليل، ويكونوا أمامه حيث لا يفوتون طرفه فاذا نزلوا انتحى عنهم، وتفرق هو وأصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم، وينزل منهم بحيث ان اراد انسان من جماعتهم وضوء او قضاء حاجة لم يحتشم، فسار معهم في جملة النعمان، ولم يزل ينازلهم في الطريق ويرفق بهم حتى دخلوا المدينة.
وقال السيد ابن طاووس: لما بلغوا العراق قالوا للدليل: مر بنا على طريق كربلاء، فوصلوا الى موضع المصرع، فوجدوا جابر بن عبد الله الانصاري (رحمه الله) وجماعة من بني هاشم ورجالاً من آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد وردوا لزيارة قبر الحسين (عليه السلام) فوافوا في وقت واحد، وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم، وأقاموا المأتم المقرحة للاكباد، واجتمع اليهم نساء ذلك السواد، فأقاموا على ذلك أياماً قال: ثم انفصلوا من كربلاء طالبين المدينة.

هذه هاجر.. وهذه زينب(ع)

هذه هاجر.. وهذه زينب(ع)
جاء في قصة إبراهيم الخليل (عليه السلام) انه لما أراد ان يأخذ ابنه إسماعيل (عليه السلام) معه الى منى ليقدمه قرباناً الى الله تعالى، طلب من أمه هاجر ان تزينه وتلبسه ملابسه الفاخرة والنظيفة، حتى يأخذه معه الى ضيافة خليله العزيز، وهو يقصد به ضيافة الله تبارك وتعالى، غير انه كنى عنه بذلك، ولم يصرح أمام امه بما يريده إشفاقا منه عليها.
فهيأته فأخذه معه وتله للجبين ووضع المدية على رقبته، واخذ يحز بها رقبته حتى اذا اثر ذلك في عنقه بالحمرة فقط لا قطعاً، نزل جبرئيل ومعه كبش كبير وأمره بذبحه مكان ولده، فذبح إبراهيم الكبش ورجع باسماعيل سالماً الى امه..
فلما وقع نظر الام الحنون هاجر(عليها السلام) على موقع المدية وأثرها من الاحمرار على رقبة ابنها العزيز إسماعيل، خرت على الأرض مغشياً عليها، ثم لم تعش في الحياة بعد ذلك الا قليلاً.
وبالمقارنة بين هذه الأم الحنون، وبين الام العطوف السيدة زينب (عليها السلام) يعرف مدى صبر عقيلة بني هاشم على المصائب الكبرى، وتجلدها عند الافتجاع بالأحباب والأعزة.
فالسيدة زينب (عليها السلام) بدل تزيين هاجر ابنها إسماعيل تلبس ولديها محمداً وعوناً ـ وكل منهما إسماعيل عصره وزمانه ـ لامة الحرب، وتطلب من أخيها الإمام الحسين(عليه السلام) ان يقبلهما فدائيين صغيرين له، وان ياذن لهما في المبارزة والشهادة بين يديه.
والسيدة زينب (عليها السلام) تعرضت مكان رؤية هاجر احمرار رقبة ابنها إسماعيل المتاثر بامرار المدية عليها، الى رؤية جسد ولديها مقطعاً بالسيوف، موذراً على رمضاء كربلاء، فصبرت وغضت الطرف عنهما، وسكنت ولم تبك عليهما، وتجلدت ولم تذكرهما في مدح ولا رثاء، ولا في مناسبة او مكالمة، كل ذلك اعظاماً منها لأخيها الإمام الحسين(عليه السلام) وإكبارا له، واحتقاراً منها لقليل ما قدمته له وبين يديه، ولئلا يخجل الإمام الحسين (عليه السلام) منها.
لكن نفس هذه السيدة العظيمة لما سمعت بأن ابن أخيها علي الأكبر (عليه السلام) قد استشهد خرجت من المخيم الى المعركة وهي مُوَلوِلة ومعولة، وصارخة ومنادية: واعلياه.. وا ابن اخاه.. مما اشغلت بال أخيها الإمام الحسين (عليه السلام) عن ولده، وعطفت همه عليها، ووجهت فكره اليها، والى ارجاعها الى المخيم.

السيدة زينب (ع) في موكب كربلاء
لما اطّلعت السيدة زينب (عليها السلام) على عزم أخيها الإمام الحسين(عليه السلام) اضطربت اضطرابا شديداً خوفا من ان يمنعها زوجها وابن عمها عبد الله من مصاحبتها لأخيها، ولذلك جاءت الى ابن عمها عبد الله، مسرعة وهي باكية تقول له:
يا ابن العم هذا الإمام الحسين (عليه السلام) أخي وشقيقي قد عزم على المسير الى العراق، وانت تعلم علاقتي به، ومحبتي له، وعدم صبري على فراقه، وحيث ان النساء لا يجوز لهن السفر ولا الخروج من البيت إلا برضى أزواجهن، جئت إليك اطلب منك الإذن في السفر مع أخي الإمام الحسين(عليه السلام)، فان لم تأذن لي بذلك امتثلت امرك وانتهيت بنهيك ولم اذهب معه، ولكن كن على علم باني لو لم اذهب معه لما بقيت بعده في الحياة الا قليلا.
وما ان تم كلام السيدة زينب (عليها السلام) وانتهى استئذانها حتى سالت دموع ابن عمها عبد الله على خديه، وأجهش لها بالبكاء حيث انه لم يعُد يتمالك نفسه لما رأى السيدة زينب (عليها السلام) قلقة مضطربة هذا الاضطراب الشديد، ووجلة ومنقلبة هذا الانقلاب العجيب، بحيث انه لو واجهها بكلمة: لا، فارقت الحياة من شدّة الصدمة وماتت من حينها، ولذلك، ولما ورد: من أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما زوج ابنته زينب (عليها السلام) من ابن أخيه عبد الله بن جعفر اشترط عليه في ضمن العقد أن لا يمنعها متى أرادت السفر مع أخيها الحسين(عليه السلام).
قال لها: يا بنت المرتضى، ويا عقيلة بني هاشم، نهنهي عن نفسك، وهوني عليك، فاني لا أجهل علاقتك ولا انسى مواقفك فافعلي كيف شئت، وحسبما تحبّين، فاني عند رأيك، وأمر ابنيه عونا و محمدا بالمسير مع الحسين (عليه السلام)، والملازمة في خدمته، والجهاد دونه.
فسرّت السيدة زينب (عليها السلام) من موقف ابن عمها عبد الله تجاهها وشكرته على ذلك، ثم ودعته وغادرت بيته لتلتحق بأخيها الإمام الحسين(عليه السلام).
ولما تراءت السيدة زينب (عليها السلام) للإمام الحسين(عليه السلام) من بعيد، وكان الإمام (عليه السلام)يترقب مجيئها وينتظر قدومها، استقبلها بكل حفاوة وقد اغرورقت عيناه بالدموع، ورحب بها كل ترحيب، ثم ضمها الى موكبه بغاية من التبجيل والاحترام، وعاملها بما لم يعامل به أحدا ممن معه من النساء غيرها، مما يدل على جلالة شأنها، وعظيم منزلتها عند الله ورسوله وعند إمامها: الإمام الحسين(عليه السلام).
ويشهد لهذا التبجيل والاحترام الذي خص الإمام الحسين(عليه السلام) به أخته العقيلة زينب الكبرى(عليها السلام) من بين النساء، ما جاء في كتاب (أسرار الشهادة) وغيره، وذلك عند التعرض لخروج موكب الإمام الحسين (عليه السلام) من المدينة المنورة.
يقول الراوي: رأيت ما يقرب من أربعين محملا مجهزا بأجهزة ثمينة، مزينا بستور راقية، قد أعدت للنساء من بني هاشم وآل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، عندها اقبل الإمام الحسين(عليه السلام) وقال لبني هاشم: بان يركبوا محارمهم من النساء.
قال الراوي: وكنت انا في هذه اللحظات أفكر في سيدتي زينب (عليها السلام) وما سيكون من أمرها مع ما هي عليه من جاه وجلال، وعزّ ودلال، واذا بي أرى شابا يخرج من دار الإمام الحسين (عليه السلام) يلفت جماله الأنظار، ويبهت نوره الأبصار، وسيم رشيد، على خده خال، قد اقبل نحو المحامل، وهو يقول: يا بني هاشم طأطئوا رؤوسكم وابتعدوا عن المحامل. واذا بامرأتين موقّرتين من خلفه تخرجان من الدار، وتجران ذيولهما عفة وحياءا، قد حف بهما الجواري والغلمان، فقدم ذلك الشاب الوسيم واحدا من تلك المحامل وثنّى رجله لتلك المرأتين الجليلتين واخذ بيديهما الإمام الحسين(عليه السلام) واركبهما في محملهما.
قال الراوي: فلما ركبتا المحمل سألت عنهما وعن الشاب الوسيم الذي ثنى رجله لهما؟ فقيل: اما الشاب فهو قمر بني هاشم العباس بن أميرالمؤمنين(عليه السلام) واما المرأتان فهما السيدتان: زينب الكبرى(عليها السلام) وأم كلثوم بنتا أمير المؤمنين (عليه السلام) وبنتا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذريته.
نعم سافرت الحوراء زينب (عليها السلام) في الموكب الحسيني المهيب من المدينة الى كربلاء في عزّ وجلال، وحشمة ووقار، تحت رعاية أخيها الحسين (عليها السلام).
وكان (عليه السلام) يعزز أخته الكبرى ويكرمها ويكنّ لها غاية الحبّ والاحترام.
وكانت هي في ظلال أخيها وفي كل المنازل وطول الطريق آمنة مطمئنة لا تخشى ظلما ولا تخاف ضيما، تحف بها الأبطال من عشيرتها وتكتنفها الأسود الضارية من إخوتها وأبناء إخوتها وعمومتها، كأبي الفضل العباس، وعلي الاكبر، والقاسم بن الحسن، وأبناء جعفر وعقيل وغيرهم من الهاشميين.
ولكن كان سفرها من كربلاء إلى الكوفة بعد قتل أخيها الحسين (عليه السلام) وأصحابه الأبرار، ومن الكوفة إلى الشام، تحت رعاية الظالمين الفجار!!.
سافرت وهي حزينة القلب، كسيرة الخاطر، باكية الطرف، ناحلة الجسم، مرتعدة الأعضاء قد فارقت أعزّ الناس عليها واحبهم إليها، تحفّ بها النساء الأرامل، والأيامى الثواكل، وأطفال يستغيثون من الجوع و العطش، وتحيط بهم القوم اللئام من قتلة أهل بيتها وظالمي أهلها، وناهبي رحلها، كشمر بن ذي الجوشن، وزجر بن قيس، وسنان بن أنس، وخولي بن يزيد الأصبحي، وحرملة بن كأهل وأمثالهم، لعنهم الله وأخزاهم، ممن لم يخلق الله في قلوبهم الرحمة، اذا دمعت عينها أهوت عليها السياط، وإن بكت أخاها لطمتها الأيدي القاسية، وهكذا كانت سفرتها هذه.

سيدة العائلة
وبعد رحيل أمها الزهراء الى عالم الخلود ، أصبحت السيدة زينب على صغر سنها سيدة المنزل وربة البيت ، ترعى شؤون أبيها واخوتها تماماً كما كانت أمها الزهراء تملأ فراغ اُمها خديجة بنت خويلد بالنسبة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى سميت أم أبيها .
وقد أشار العديد من الكتّاب والباحثين الى تحمل السيدة زينب لأعباء المنزل والعائلة بعد وفاة أمها الزهراء ( عليها السلام ) .
يقول الأستاذ محمود يوسف : وقدّر للسيدة زينب أن تفقد جدها ( صلى الله عليه وسلم ) وهي في الخامسة من العمر ، وفقدت أمها الزهراء بعد ذلك بشهور قلائل فحزنت وهي الصبية الصغيرة عليهما حزناً شديداً ، وواجهت حياة البيت ورعته وأدارت شؤونه بعقلية رتيبة واعية ، وحس صادق وقلب مؤمن (1) .
ويقول السيد بحر العلوم : وتحملت عقيلة بني هاشم مسؤولية بيت علي
وعاشت في خضم المشاكل والأحداث ، ويكاد هذا البيت ينفجر من الأحداث ، فالأقدار تتواثب عليه ، والنوائب تصليه . . . وقلب زينب أخذ يتسع لكل هذه وأكثر منها ، ولا غرابة فهي أبنة علي . . (2) .
وتقول السيدة عائشة بنت الشاطيء : وإذا استطعنا أن نتناسى الى حين أحزان تلك الصبية التي روّع عامها الخامس بشهود مأساة الموت مرتين ، في أعز الناس لديها وأحبهم اليها ، اذا استطعنا أن نكف لحظة عن التحديق في تلك الظلال التي حامت على مهدها ، والأحزان التي أرهقت صباها ، ألفينا جانباً آخر من الصورة مشرقاً ، حيث تبدو « زينب » في بيت أبيها ذات مكانة أكبر من سنها : أنضجتها الأحداث ، وهيأتها لأن تشغل مكان الراحلة الكريمة ، فتكون للحسن والحسين وأم كلثوم ، أُماً لا تعوزها عاطفة الأمومة بكل ما فيها من حنو وايثار ، وإن أعوزتها التجربة والاختبار (3) .

في بيت الزوجية
وتجاوزت زينب مرحلة الصبا ، واكتمل نضجها الجسدي والنفسي ، ومع شديد رغبتها في البقاء قرب أبيها ، وفي توفير الرعاية والعناية لأخويها الحسنين ، الا أنه كان لابد لها من الزواج ، لما يعنيه الزواج من تكامل في الشخصية ، واستجابة للسنة الآلهية التي جعلها الله ( تعالى ) في بني البشر بل في كافة المخلوقات كما يقول ( تعالى ) : ( ومن كل شيء خلقنا زوجين ) (4) ، ولأن تعاليم الاسلام تحث على الزواج وتحبذه ، وتذم العزوبة وتنفر منها .
فعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني » (5) .
وعنه ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال لرجل يقال له عكاف : ألك زوجة ؟ .
قال : لا .
فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ألك جارية ؟ .
قال : لا يا رسول الله .
قال ( صلى الله عليه وآله ) : أفأنت موسر ؟ .
قال : نعم .
قال ( صلى الله عليه وآله ) : تزوج والا فأنت من المذنبين .
وفي رواية : تزوج والا فأنت من إخوان الشياطين (6) .
وعن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « شراركم عزّابكم وأراذل موتاكم عزابكم » (7) .
ومهما كانت كفاءة البنت وفضلها فإن ذلك لا يغنيها عن نعمة الحياة الزوجية ، ومخطئة جداً من تظن أن الشهادة الدراسية أو المنصب الوظيفي أو أي كفاءة علمية أو اجتماعية يمكن أن تصبح بديلاً عن الزواج أو أن تملأ الفراغ في حياة المرأة بدلاً عن الزواج . . إنه لو كان كذلك لاستغنت سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عن الزواج وهي لا تداني في فضلها ومؤهلاتها ، ولاستغنت ابنتها العقيلة زينب عن تحمل أعباء الحياة الزوجية لما لها من الفضل والكفاءة ! .
لقد دخلت امرأة ذات يوم على الامام الصادق ( عليه السلام ) وقالت : أصلحك الله إني متبتلة .
فسألها الامام : وما التبتل عندك ؟ .
قالت : لا أريد التزويج أبداً .
قال : ولم ؟ .
قالت : ألتمس في ذلك الفضل .
فقال : انصرفي فلو كان في ذلك فضل لكانت فاطمة ( عليها السلام ) أحق به منك ، انه ليس أحد يسبقها الى الفضل (8) .
وجاء الخاطبون يتوافدون على بيت علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كل منهم يتمنى أن يحظى بشرف الاقتران بالعقيلة زينب ، رغبة في الاتصال بالنسب النبوي الشريف ، ولما يعرفونه من كمال زينب وفضلها وأدبها ، لكن أباهاً علياً كان يرد كل خاطب لأنه ( عليه السلام ) قد اختار لابنته الزوج المناسب والكفوء .
يقول السيد الهاشمي : إن العقيلة زينب بنت علي خطبها الأشراف من قريش والرؤساء من القبائل . . ويروى انه خطبها الأشعث بن قيس وكان من ملوك كندة (9) .
والعناية الآلهية التي أحاطت بالسيدة زينب ( عليها السلام ) ووجهت مسارات حياتها كان لابد وأن تتدخل في شأن هذا الأمر الخطير من حياة السيدة زينب ، وهو اختيار القرين والزوج المناسب الكفوء لهذه المرأة العظيمة . . وهذا ما حصل بالفعل فقد شاء الله ( تعالى ) أن تقترن العقيلة زينب بواحد من أعظم وأنبل شباب الهاشميين وهو ابن عمها عبدالله بن جعفر بن أبي طالب .
واختيار الامام علي لعبدالله بن جعفر ليكون زوجاً لابنته زينب اختيار أكثر من موفق ، فعلي يعرف مكانة أخيه جعفر ، وعبدالله ربيب للامام علي حيث أصبح في رعايته بعد شهادة أبيه جعفر ، وأمه اسماء بنت عميس وثيقة الصلة والعلاقة بالسيدة الزهراء أم العقيلة زينب ، ثم هي قد أصبحت زوجاً للامام علي ، اضافة لكل ذلك المؤهلات الشخصية التي كان يجدها الامام في ابن أخيه عبدالله بن
جعفر ، وقد أصدق الامام ابنته زينب 480 درهماً من خالص ماله كصداق أمها فاطمة الزهراء ( ع ) .
ولنسلط الأضواء الآن على شخصية هذا الرجل العظيم :
أبوه : جعفر الطيار :
وجعفر الطيار هو ابن أبي طالب ، وأخو الامام علي ، وهو أكبر من الامام علي بعشر سنين ، وهو ثالث من أسلم وصلى مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، بعد علي وخديجة ، حيث كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يتقدمهم للصلاة وعلي عن يمينه وجعفر عن يسارةه وخديجة من خلفه .
وكان جعفر يشبه النبي ( صلى الله عليه وآله ) في خلقه وخُلقه ، وكان يكنيه « أبا المساكين » .
وعن الزمخشري في ( ربيع الأبرار ) : كان جعفر أشبه الناس برسول الله خلقاً وخُلقاً ، وكان الرجل يرى جعفر فيقول : السلام عليك يا رسول الله . يظنه اياه ، فيقول : لست برسول الله أنا جعفر .
قال حسان بن ثابت :
وكنا نرى في جعفر من محمد * وقاراً وأمراً حازماً حين يأمر
وما زال في الاسلام من آل هاشم * دعائم صدق لاترام ومفخر
هم جبل الاسلام والناس حولهم * رضام الى طود يطول ويقهر
بها ليل منهم جعفر وابن اُمه * علي ومنهم أحمد المتخير (10)
وهو الذي قاد أول مجموعة مسلمة مهاجرة الى الحبشة ، من مكة المكرمة ومعه زوجته أسماء بنت عميس .
وبقي جعفر في الحبشة حتى السنة السابعة من الهجرة ، وعندما ترك الحبشة قاصداً المدينة ، كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) راجعاً من حرب خيبر ، والتقاه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقبله بين عينيه ، وقال : ما أدري بأيهما أشد فرحاً بقدوم جعفر أو بفتح خيبر .
وقال له : أنت أشبه الناس بخلقي وخُلقي وقد خلقت من الطينة التي خلقت منها .
ولم يمض على بقاء جعفر في المدينة الى جنب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الا حوالي سنة واحدة حتى بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سنة 8 هـ على رأس جيش من المسلمين يبلغ ثلاثة آلاف مقاتل لمواجهة الروم .
وفي مؤتة ـ قرية في الأردن ـ حصلت معركة حاسمة على حدود الشام حيث كان عدد جيش الروم أكثر من مائة ألف ، وأخذ الراية جعفر وتقدم بمن معه من المسلمين وحمل على تلك الحشود التي ملأت الصحراء بعددها وعتادها ، وظل يقاتلهم حتى قطعت يمينه وشماله وخر صريعاً ، ووجدوا في مقدم جسده بعد شهادته أكثر من تسعين ضربة وطعنة .
وكان ينشد أثناء القتال :
يا حبذا الجنة واقترابها * طيبة وبارد شرابها
والروم روم قد دنا عذابها * كافرة بعيدة أنسابها
عليّ إذ لاقيتها ضرابها
وكانت شهادة جعفر في غزوة مؤتة في جمادي الأولى سنة 8 هـ .
وفي ( عمدة الطالب ) : لما رأى جعفر الحرب قد اشتدت ، والروم قد غلبت ، اقتحم عن فرس له أشقر ثم عقره ، وهو أول من عقر في الاسلام فقاتل حتى قطعت يده اليمنى ، فأخذ الراية بيده اليسرى وقاتل الى أن قطعت يده اليسرى أيضاً ، فاعتنق الراية وضمها الى صدره حتى قتل ، ووجد فيه نيف وسبعون ، وقيل نيف وثمانون ما بين طعنة وضربة ورمية .
وحينما وصل خبر مقتله الى المدينة جزع المسلمون كثيراً ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « لا تبكوا على أخي بعد اليوم ، إن له جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة » .
فسمي ذا الجناحين والطيار (11) .
وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « اللهم إن جعفراً قد قدم الى أحسن الثواب فاخلفه في ذريته بأحسن ما خلفت أحداً من عبادك في ذريته » (12) .
وينقل التاريخ أن جعفر بن أبي طالب كان معروفاً بحسن السيرة والسلوك حتى قبل الاسلام ، وروي عنه أنه كان يتحدث عن حياته في الجاهلية ، فيقول : ما شربت خمراً قط ، لأني علمت إن شربتها زال عقلي ، وما كذبت قط ، لأن الكذب ينقص المروءة ، وما زنيت قط ، لأني خفت اني إذا عملت عمل بي ، وما عبدت صنماً قط ، لأني علمت انه لا يضر ولا ينفع .
وروي أن جعفر بن أبي طالب كان يقول لأبيه : يا أبة إني لأستحي أن أطعم طعاماً وجيراني لا يقدرون على مثله ! فأجابه أبوه : إني لأرجو أن يكون فيك خلف
من عبد المطلب (13) .
وفي الحديث أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إن الله اختارني في ثلاثة من أهل بيتي ، أنا سيد الثلاثة : اختارني وعلياً وجعفراً وحمزة » (14) .
ذلك هو الأصل الذي تفرع عنه عبدالله بن جعفر زوج السيدة زينب ( عليها السلام ) .
أمه (أسماء بنت عميس):
كانت أسماء بنت عميس الخثعمية امرأة كريمة شريفة ذات رأي حازم ، ومعرفة وتجربة ، هاجرت في سبيل الله مع زوجها جعفر الطيار هجرتين ، الأولى الى الحبشة ، والثانية الى المدينة .
وبعد شهادة زوجها جعفر تزوجت من أبي بكر فأولدها « محمد بن أبي بكر » .
وكانت وثيقة الصلة بالسيدة الزهراء ( عليها السلام ) وهي التي ساعدتها فترة مرضها بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكانت قريبة منها عند وفاتها ، وشاركت الامام علي في تجهيز فاطمة الزهراء .
وبعد وفاة أبي بكر تزوجها الامام علي وضمّها الى عياله مع ولدها محمد بي أبي بكر وهو في الرابعة من عمره ، والذي أصبح ربيب الامام علي ، وولدت للامام علي ولداً أسماه « يحيى » (15) ، فعبدالله بن جعفر ومحمد بن أبي بكر ويحيى بن علي اخوة من أم واحدة .
يقول عنها العلامة المحقق الشيخ جعفر النقدي : كانت أسماء من القانتات العابدات ، روت الحديث عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وعن علي والزهراء ( عليهما السلام ) . وروى عنها كثيرون منهم ابنها عبدالله بن جعفر ، وحفيدها القاسم بن محمد بن أبي بكر وهو جد امامنا الصادق ( عليه السلام ) لأمه ، وروى عنها عبدالله بن عباس وهو ابن أختها « لبابة بنت الحارث » . . .
قيل : وكان الخليفة عمر يسألها عن تفسير المنام ، ونقل عنها أشياء من ذلك ومن غيره ، قال في ( الاصابة ) : ويقال أنها لما بلغها قتل ولدها محمد بمصر قامت الى مسجد بيتها وكظمت غيظها حتى شخب ثدياها دماً (16) .
وقد عبر عنها الامام الصادق ( عليه السلام ) بـ « النجيبة » ، وترحم عليها بقوله : « رحم الله الاخوات من أهل الجنة » وعد أسماء في مقدمتهن (17) .
هذا هو الحضن الذي تربى فيه عبدالله بن جعفر زوج السيدة زينب ( عليها السلام ) .
شخصية عبدالله بن جعفر:
هو أكبر أولاد أبيه ، وقد ولد في الحبشة عندما هاجر اليها والداه ، وهو أول مولود ولد في الاسلام بأرض الحبشة ، وبعد شهادة أبيه في مؤتة أخذه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجره قائلاً :
« أما عبدالله فشبيه خلقي وخُلقي ، اللهم اخلف جعفراً في أهله ، وبارك لعبدالله في صفقة يمينه » .
وخاطب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أسماء زوجة جعفر والتي كانت متأثرة ليتم ابنائها قائلاً : « لا تخافي عليهم أنا وليهم في الدينا والآخرة » (18) .
وطبيعي أن يرعاه عمه علي بعد شهادة أبيه .
وصحب عبدالله بن جعفر النبي ، وحفظ الحديث عنه ، ولازم عمه أمير المؤمنين ، وابني عمّه الحسن والحسين ، وأخذ العلم عنهم .
قال عبدالعزيز سيد الأهل : راى النبي وكانت له به صحبة وكرمه رسول الله
فأردفه يوماً في ركوبه ثم شرّفه فاسرّ اليه حديثاً حين أركبه فاردفه (19) .
وكان أغنى بني هاشم وايسرهم ، وكانت له ضياع كثيرة ، ومتاجر واسعة وكان أسخى رجل في الإسلام ، وله حكايات في الجود كثيرة وعجيبة (20) .
وجاء في كتاب ( الاستيعاب ) : أن عبدالله بن جعفر كان كريماً جواداً ظريفاً خليقاً عفيفاً سخياً ، يسمى بحر الجود .
وذكر ابن عساكر قال : روى الحافظ : أن معاوية كان يقول : بنو هاشم رجلان رسول الله لكل خير ذكر ، وعبدالله بن جعفر لكل شرف ، والله لكأن المجد نازل منزلاً لا يبلغه أحد وعبدالله بن جعفر نازل وسطه (21) .
ومن جود ابن جعفر وكرمه ، ما ذكره ابن عساكر في ( تاريخه ) قال : جاء شاعر الى عبدالله بن جعفر فأنشده :
رأيت أبا جعفر في المنام * كساني من الخزّ دراعة
نقلت الى صاحبي أمرها * فقال ستئوتى بها الساعة
سيكسوكها الماجد الجعفري * ومن كفه الدهر نفاعة
ومن قال للجود لا تعدني * فقال : لك السمع والطاعة
فقال عبدالله لغلامه : ادفع اليه جبتي الخزّ .
ثم قال له : ويحك كيف لم تر جبّتي الوشي التي اشتريتها بثلاثمائة دينار منسوجة بالذهب .
فقال : اغفي غفية اخرى فلعلي أراها في المنام .
فضحك منه عبدالله وقال لغلامه : ادفع اليه جبتي الوشي أيضاً (22) .
وقال ابن حيان : كان يقال لعبدالله بن جعفر قطب السخاء ، وكان له عند موت النبي عشر سنين (23) .
وقال ابن حجر في ( الأصابة ) : أخرج ابن أبي الدنيا والخرائطي بسند حسن إلى محمد بن سيرين : ان دهقاناً من أهل السواد كلم ابن جعفر في أن يكلم علياً في حاجة ، فكلمه فيها ، فقضاها فبعث اليه الدهقان أربعين ألفاً ، فردها وقال : إنا لا نبيع معروفاً (24) .
ومضى اليه رجل يدعي أنه ابن سبيل ، قد راهن الناس على ان عبدالله أجود الناس ، فقالوا : أرنا .
فجاء اليه وعبدالله على راحلته يريد ضيعة له ، فقال الرجل :
يا ابن عم رسول الله .
قال : قل ما تشاء .
قال : انا ابن سبيل قد انقطع بي .
فأخرج عبدالله رجله من ركابه ونزل عن راحلته ، وقال له : ضع رجلك ، واستو على الناقة ، وخذ ما في الحقيبة ، وايّاك أن تخدع عن السيف فانه من سيوف علي بن أبي طالب .
ثم ترك الرجل ورجع .
أما الرجل فقد وضع رجله في الركاب واستوى على الناقة ومدّ يده الى الحقيبة
فوجدها ممتلئة بمطارف الخزّ ، وبها اربعة آلاف دينار ، وكان سيف علي أنفس من المطارف وأجل من الدنانير (25) .
وخرج عبدالله بن جعفر يوماً الى ضيعة له فنزل على حائط به نخيل لقوم وفيه غلام اسود يقوم عليه ، فأتى بقوته ثلاثة اقراص فدخل كلب فدنا من الغلام ، فرمى اليه بقرص فأكله ، ثم رمى اليه بالثاني والثالث فأكلهما ، وعبدالله ينظر اليه .
فقال : يا غلام كم قوتك كل يوم ؟ .
قال : ما رأيت .
قال : فلم آثرت هذا الكلب ؟ .
قال إن أرضنا ما هي بأرض كلاب ، وان هذا الكلب جاء من مسافة بعيدة جائعاً فكرهت أن أردّه .
قال : فما أنت صانع اليوم ؟ .
قال : أطوي يومي هذا .
فقال عبدالله بن جعفر : ءألام على السخاء وهذا العبد أسخى مني ؟ .
ثم اشترى الحائط وما فيه من النخيل والآلات ، واشترى الغلام ثم أعتقه ووهبه الحائط بما فيه من النخيل (26) .
ويشير السيد بحر العلوم الى أن الخيرات والبركات قد انهالت على عبدالله بن جعفر عند زواجه بالسيدة زينب ( عليها السلام ) فيقول : وزحفت البركة على ابن جعفر مع زينب فوفد عليه الرزق من المال والولد ، وامتلاك الضياع ، وفاضت أرضه بالثمار والغلات ، ووفد أهل المدينة وأبناء السبيل في حاجاتهم على
بابه : باب زينب بنت الزهراء (27) .
وكان عبدالله بن جعفر منقطعاً الى عمه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ثم الى الحسنين ( عليهما السلام ) وله في الجمل وصفين والنهروان ذكر مشهور .
واشار ابن عبد ربه الأندلسي الى أن عبدالله بن جعفر كان كاتباً لعمه الإمام علي فترة خلافته (28) .
ويقول السيد الخوئي ( قده ) عن شخصية عبدالله بن جعفر : جلالة عبدالله بن جعفر الطيار بن أبي طالب بمرتبة لا حاجة معها الى الأطراء . ومما يدل على جلالته أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كان يتحفظ عليه من القتل كما كان يتحفظ على الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ومحمد بن الحنفية (29) .
أما عدم خروجه مع الحسين ( عليه السلام ) الى كربلاء فقد قيل : انه كان مكفوف البصر ، ولما نعي اليه الحسين ، وبلغه قتل ولديه عون ومحمد كان جالساً في بيته ، ودخل عليه الناس يعزونه فقال غلامه أبو اللسلاس : هذا ما لقينا من الحسين .
فحذفه عبدالله بنعله ، وقال له : يابن اللخناء أللحسين تقول هذا والله لو شهدته لما فارقته حتى أقتل معه ، والله انهما لمّما يسخى بالنفس عنهما : ويهون عليّ المصاب بهما انهما أصيبا مع أخي وابن عمي مواسيين له صابرين معه .
ثم انه أقبل على الجلساء فقال : الحمد لله اعزز عليّ بمصرع الحسين إن لم أكن واسيت الحسين بيدي فقد واسيته بولدي (30)
بقي أن نشير الى عبدالله بن جعفر قد تزوج في حياة السيدة زينب بنساء
أخريات منهن : الخوصاء بنت حفصة بن ثقيف بن ربيعة من بني بكر بن وائل ، ومنها ولده محمد الشهيد في كربلاء ، وكذلك أخوه عبيدالله الذي ذكرت بعض المصادر أنه الشهيد الثالث من أولاد عبدالله بن جعفر في كربلاء (31) .
تلك هي بعض الملامح والمعالم من حياة عبدالله بن جعفر قرين السيدة زينب وشريك حياتها .
وقد توفي سنة (80 هـ ) أو أربع أو خمس وثمانين ، في خلافة عبد الملك بن مروان ، وصلى عليه السجاد أو الباقر ( عليهما السلام ) وأمير المدينة يومئذٍ أبان بن عثمان بن عفان ، والذي أبّنه بقوله : كنت والله خيراً لا شرّ فيك ، وكنت والله شريفاً واصلاً براً (32) .

أولاد السيدة زينب عليها السلام
من يتأمل نضال السيدة زينب وأدوارها الرسالية العظيمة يكاد يغفل عن أن لها ابناءً كانت تتحمل مسؤولية رعايتهم وتربيتهم ، لتكون العقيلة زينب ( عليها السلام ) قدوة كاملة متكاملة للمرأة المسلمة الطموحة ، والتي تقوم بكل الأعباء والمهام العائلية المنزلية والدينية الأجتماعية ، ولنتعرف الآن على ثمرات فؤادها وفلذات كبدها :
1 ـ عون بن عبدالله بن جعفر
كان مع أمه زينب في صحبة خاله الإمام الحسين ، وقد نال شرف الشهادة في كربلاء ، وفجعت به أمه زينب الى جنب فجائعها الأخرى .
وقد برز الى ساحة الجهاد ، فجعل يقاتل قتال الأبطال وهو يرتجز :
ان تنكروني فأنا ابن جعفر * شهيد صدق في الجنان أزهر
يطير فيها بجناح أخضر * كفى بهذا شرفاً في المحشر
وتمكن الشاب البطل من قتل ثلاثة فوارس ، وثمانية عشر راجلاً . ثم ضربه عبدالله بن قطنة الطائي النبهاني بسيفه فقتله .
وقد ورد ذكر عون في الزيارة الواردة في الناحية المقدسة أي عن الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر ( عليه السلام ) حيث قال :
« السلام على عون بن عبدالله بن جعفر الطيار في الجنان ، حليف الإيمان ، ومنازل الأقران ، الناصح للرحمن ، التالي للمثان ، لعن الله قاتله عبدالله بن قطنة النبهاني » (33) .
2 ـ محمد :
وقد ذكره العديد من الباحثين في حياة السيدة زينب ، كالسبط ابن الجوزي في ( تذكرة الخواص ) ( ص 110 ) (31) وذكره السيد الهاشمي في كتابه ( عقيلة بني هاشم ) ( ص 36 ) والدكتورة بنت الشاطي في ( السيدة زينب ) ( ص 50 ) والشيخ محمد جواد مغنية ( مع بطلة الطف ) ( ص 36 ) و م . صادق ( زينب وليدة النبوة والإمامة ) ( ص 62 ) وكتاب آخرون .
ولكن يبدو أن لعبدالله بن جعفر ولداً آخر اسمه محمد من زوجة اخرى هي الخوصاء من بني بكر بن وائل ، وقد استشهد مع الإمام الحسين ( عليه السلام ) في كربلاء ، مما سبب الأشتباه عند بعض الباحثين فاعتبروا ولدّي عبدالله بن جعفر الشهيدين بكربلاء اعتبروهما ولدي السيدة زينب ( عليها السلام ) لكن التحقيق يثبت أن عوناً فقط هو ابن السيدة زينب ، أما أخوه محمد فهو ابن ضرتها « الخوصاء » كما نص على ذلك الباحثون حول شهداء كربلاء (34) .
3 ـ عباس :
ذكر المؤرخون اسمه دون الأشارة الى شيء من حياته وسيرته .
4 ـ علي :
المعروف بالزينبي ، وفي نسله الكثرة والعدد ، وفي ذريته الذيل الطويل والسلالة الباقية ، وهو كما في ( عمدة الطالب ) أحد ارجاء آل أبي طالب الثلاثة .
وفي ( تاج العروس ) مادة « زينب » : « والزينبون بطن من ولد علي الزينبي بن عبدالله الجواد بن جعفر الطيار ، نسبة الى أمه زينب بنت سيدنا علي ( رضي الله عنه ) وأمها فاطمة ( رض ) وولد علي هذا أحد أرجاء آل أبي طالب الثلاثة ) (35) .
ويقول عنه السيد الهاشمي : وأما علي بن عبدالله فهو المعروف بالزينبي ، نسبة الى أمه زينب بنت علي ( عليهما السلام ) ذكروا (36) أنه كان ثلاثة في عصر واحد بني عم ، يرجعون الى أصل قريب ، كلهم يسمى علياً ، وكلهم يصلح للخلافة ، وهم : علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( السجاد ) ، وعلي بن عبدالله بن العباس ، وعلي بن عبدالله بن جعفر الطيار ، ولكن إمام المسلمين وقتئذٍ كان السجاد زين العابدين ، يعظمه القريب والبعيد ، وتعنوا له كبار المسلمين ، وقد تزوج علي بن عبدالله بن جعفر ، لبابة بنت عبدالله بن عباس حبر الأمة ، وكان نسل عبدالله بن جعفر منه ، والسادة الزينبية كثيرون في العراق وفارس ومصر والحجاز والأفغان والهند ، وقد جعل الله البركة في نسل هذه السيدة الطاهرة وطيب سلالتها (37) .
وقال ابن عنبة : كان علي الزينبي يكنى أبا الحسن وكان سيداً كريماً (38) .
وقد ألف الحافظ جلال الدين السيوطي ( 849 ـ 911 هـ ) رسالة حول ذرية السيدة زينب سماها ( العجاجة الزرنبية في السلالة الزينبية ) (39) .
5 ـ أم كلثوم :
أم كلثوم : وهي البنت الوحيدة كما يبدوا للسيدة زينب ، ولابد وأنها قد ورثت شمائل أمها ، وتحلت بمكارم أخلاق أبيها ، ولذلك تسابق الخاطبون لطلب يدها وكان من جملتهم معاوية بن أبي سفيان خطبها أيام سلطته لولده يزيد ، وكلف واليه على المدينة مروان بن الحكم أن يخطبها من أبيها ليزيد بن معاوية ، فقال أبوها عبدالله بن جعفر .
إن أمرها ليس اليّ إنما هو الى سيدنا الحسين وهو خالها .
فأخبر الحسين بذلك ، فقال : أستخير الله ( تعالى ) اللهم وفق لهذه الجارية رضاك من آل محمد .
فلما اجتمع الناس في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أقبل مروان حتى جلس الى الحسين ( عليه السلام ) وقال :
إن أمير المؤمنين معاوية أمرني بذلك ، وأن أجعل مهرها حكم أبيها بالغاً ما بلغ ، مع صلح ما بين هذين الحيين ، مع قضاء دينه ، واعلم ان من يغبطكم بيزيد أكثر ممن يغبطه بكم ، والعجب كيف يستمهر يزيد وهو كفؤ من لا كفؤ له ، وبوجهه يستسقي الغمام ، فردّ خيراً يا أبا عبدالله .
فقال الحسين : الحمد لله الذي اختارنا لنفسه ، وارتضانا لدينه ، واصطفانا على خلقه .
ثم قال : يا مروان قد قلت فسمعنا .
أما قولك : مهرها حكم أبيها بالغاً ما بلغ ، فلعمري لو أردنا ذلك ما عدونا سنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في بناته ونسائه وأهل بيته ، وهو اثنتا عشرة أوقية يكون اربعمائة وثمانين درهماً .
وأما قولك : مع قضاء دين أبيها ، فمتى كنّ نساؤنا يقضين عنّا ديوننا ؟ .
وأما صلح ما بين هذين الحيّين ، فإنا قوم عاديناكم في الله ، ولم نكن نصالحكم للدنيا ، فلعمري لقد اعيا النسب فكيف السبب ؟ .
وأما قولك : والعجب كيف يستمهر يزيد ؟ فقد استمهر من هو خير من يزيد ، ومن أبي زيد ، ومن جدّ يزيد ! .
وأما قولك : إن يزيد كفؤ من لا كفؤ له ، فمن كان كفوه قبل اليوم فهو كفوه اليوم ما زادته امارته في الكفاءة شيئاً .
وأما قولك : وجهه يستسقى به الغمام : فإنما كان ذلك وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
وأما قولك : من يغبطنا به أكثر ممن يغبطه بنا ، فإنما يغبطنا به أهل الجهل ويغبطه بنا أهل العقل .
ثم قال ( عليه السلام ) : فاشهدوا جميعاً إني قد زوجت أم كلثوم بنت عبدالله بن جعفر من ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر على اربعمائة وثمانين درهماً وقد نحلتها ضيعتين بالمدينة ـ أو قال أرضي العقيق ـ وإن غلتها بالسنة ثمانية آلاف دينار ففيهما لهما غنى إن شاء الله تعالى . فتغير وجه مروان ، وقال :
أردنا صهركم لنجد وداً * قد أخلقه به حدث الزمان
فلما جئتكم فجبهتموني * وبحتم بالضمير من الشنان
فأجابه ذكوان مولى بني هاشم :
أماط الله عنهم كل رجس * وطهرهم بذلك في المثاني
فمالهم سواهم من نظير * ولا كفو هناك ولا مداني
أتجعل كل جبار عنيد * الى الأخيار من أهل الجنان (40)
 

جآذبَيه

๓эṂ๑
إنضم
29 أكتوبر 2018
المشاركات
6,482
مستوى التفاعل
86
النقاط
48
الإقامة
عيونهـ،
رد: زينب (عليها السلام) وزيارة الأربعين

عااشت الايادي‘ ع الطرح
 
إنضم
1 ديسمبر 2017
المشاركات
47,268
مستوى التفاعل
199
النقاط
63
الإقامة
الدنمارك
رد: زينب (عليها السلام) وزيارة الأربعين

شكرا لك ولنشرك الرائع
تقديــــــــــــــــــــــــري
............................
.................
.......
 

قيصر الحب

::اصدقاء المنتدى و اعلى المشاركين ::
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
369,326
مستوى التفاعل
3,199
النقاط
113
رد: زينب (عليها السلام) وزيارة الأربعين

جزاك الله خيرا

يًعّطيًكْ آلِعّآفيًه
عّلِى آلِمجهوَدِ آلِرٍآئعّ
وَلآعّدِمنآ جدِيًدِكْ آلِرٍآقيً
وَدِيً وَآحتِرٍآميً
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )