ملكة الاحساس
Well-Known Member
[frame="1 80"]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من إخفاء موعد الموت، ولماذا لم يبيّن لنا موعد وفاة كل منّا؟؟
نحن نؤمن بالموت و نعلم انّه حقّ وانّ كلّ نفس ذائقة الموت وان
كلّ من عليها فان ولا يبقى الا وجه ربنا ذو الجلال والاكرام.
قال تعالى : (( كل نفس ذائقة الموت )).
قال تعالى : (( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ, وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ )).
فتعالوا معاً نتعرف الى هذه الحكمة العظيمة التي أرادها
الله عزّوجلّ في إخفاء موعد الموت.
فضيلة الشيخ محمد متولّي الشعراوي رحمه الله واسكنه فسيح جناته :
لقد وضع الله سبحانه وتعالى من خصائص الموت ما يجعل
الإنسان يفيق من غرور وجاه الدنيا ويذكره بقدرة
الله سبحانه وتعالى,فأخفى الله موعد الموت.. لماذا ؟
حتى يتوقّعه الإنسان في أية لحظة .. فكلّما اغترّ تذكّر
انّه قد يفارق الدّنيا بعد ساعةٍ أو ساعات فرجع عن
غروره , ورجع إلى الله سبحانه وتعالى .
ولو كان الله قد أعلم كلاً منًا بأجله وعصينا الله .. وطغينا في الحياة ..
وظلمنا الناس .. ثم نتوب ونستغفر قبل موعد الأجل بأشهر ..
في هذه الحالة تنتفي الحكمة من الحياة.
وإخفاء الله سبحانه وتعالى موعد الموت هو إعلام ٌبه ..
ذلك أن إخفاء الموعد يعني أن الإنسان يتوقع الموت
في أيّ لحظة.. ولذلك فإنه إذا كان عاقلاً تكون عينه
على الدنيا , وعينه الأخرى على الآخرة .. فإذا ارتكب
معصيةً فهو لا يعرف هل سيمدّ الله أجله إلى أن يرتكب
المعصية ويتوب .. أم أن أجله قد يأتي وقت ارتكاب
المعصية , فلا يجد الوقت للتوبة .
وما يقال عن المعصية يقال عن العمل الصالح..فلو أنّ
موعد الموت معلوم..لأجّل الإنسان العمل الصالح
إلى آخر حياته..ولكنّ الله يريد أن يكون الصلاح ممتدّاً
طوال الزمن ولذلك أخفى موعد الموت..ليعجّل
الناس بالأعمال الصالحة قبل أن يأتي الأجل..
فكان إخفاء الموعد فيه رحمةٌ من الله للبشر..رحمةٌ بأن
يخافوا المعصية أن تأتي مع الأجل..ورحمة بأن يسارعوا
في الخيرات حتّى لا يفاجئهم الأجل.
لا شكّ أن الناس يتفاوتون في أمنياتهم للحظة الخاتمة وما
من شك أن هذا الاختلاف ما هو إلا انعكاس لأحلام
حياتهم كلها فتعالوا بنا نتأمّل كيف تمنّى الآخرون خاتمتهم:
_ لما نزل الموت بالعابد الزاهد عبد الله بن إدريس اشتد عليه
الكرب فلما اخذ يشهق بكت ابنته
فقال : يا بنيتي لا تبكي فقد ختمت القرآن في هذا البيت
أربعة آلاف ختمة..كلها لأجل هذا المصرع ..
_ وها هو هارون الرشيد لما حضرته الوفاة وعاين
السكرات صاح بقواده وحجابه :
اجمعوا جيوشي فجاؤوا بهم بسيوفهم ودروعهم لا يكاد
يحصي عددهم إلاّ الله كلهم تحت قيادته وأمره فلما
رآهم ... بكى ثم قال :
يا من لا يزول ملكه..ارحم من قد زال ملكه..ثم لم يزل يبكي حتى مات ..
_ أما عبد الملك بن مروان فإنّه لما نزل به الموت جعل يتغشّاه الكرب
ويضيق عليه النفس فأمر بنوافذ غرفته
ففتحت فالتفت فرأى غسّالاً فقيراً في دكانه..
فبكى عبدالملك ثم قال : ياليتني كنت غسّالاً..يا ليتني كنت
نجّاراً..يا ليتني كنت حمّالاً..يا ليتني لم ألِ من أمر المؤمنين شيئاً..ثم مات..
وهذا مشهد من عصرنا الحديث[1]:
_ شاب أمريكى من أصل أسبانى ، دخل على إخواننا المسلمين
فى إحدى مساجد نيويورك في مدينة "بروكلين" بعد صلاة الفجر
وقال لهم أريد أن أدخل في الإسلام.
قالوا : من أنت ؟
قال دلّوني ولا تسألوني.
فاغتسل ونطق بالشهادة,وعلّموه الصلاة فصلّى بخشوعٍ
نادر تعجّب منه روّاد المسجد جميعاً.
وفي اليوم الثالث خلى به أحد الإخوة المصلين واستخرج
منه الكلام وقال له: يا أخي بالله عليك ما حكايتك ؟
قال:والله لقد نشأت نصرانياً وقد تعلق قلبي بالمسيح
عليه السلام ولكنني نظرت فى أحوال الناس فرأيت
الناس قد انصرفوا عن أخلاق المسيح تماماً فبحثت
عن الأديان وقرأت عنها فشرح الله صدري للإسلام ،
وقبل الليلة التي دخلت عليكم فيها نمت بعد تفكير
عميق وتأمل في البحث عن الحق فجاءني المسيح عليه السلام فى
الرؤيا وأنا نائم وأشار لي بسبّابته هكذا كأنه يوجّهني، وقال لي: كن محمدياً .
يقول : فخرجت أبحث عن مسجد فأرشدني الله إلى هذا المسجد فدخلت عليكم.
بعد هذا الحديث القصير أَذَّنَ المؤذن لصلاة العشاء ودخل هذا
الشاب الصلاة مع المصلين ، وسجد فى الركعة الأولى،
وقام الإمام بعدها ولم يقم أخونا المبارك بل ظل ساجداً
لله فحركه من بجواره فسقط فوجدوا روحه قد فاضت إلى الله جلّ وعلا .
_أخي في الله تأمّل طويلاً في هذه الخاتمة:
وهذا زوج نجّاه الله من الغرق في حادث الباخرة "سالم اكسبريس "
يحكي قصة زوجته التي غرقت في طريق
العودة من رحلة الحج يقول: ' صرخ الجميع [[ إنّ الباخرة تغرق ]]
وصرخت فيها هيا اخرجي.
فقالت : والله لن أخرج حتى ألبس حجابي كلّه
فقال : هذا وقت حجاب !!! اخرجي!! فإننا سنهلك !!!.
قالت : والله لن أخرج إلاّ وقد ارتديت حجابي بكامله
فإن متّ ألقى الله على طاعة فلبست ثيابها وخرجت مع
زوجها.
فلمّا تحقّق الجميع من الغرق تعلّقت به
وقالت استحلفك بالله هل أنت راضٍ عني ؟
فبكى الزّوج..
قالت هل أنت راضٍ عنّي ؟
فبكى..
قالت أريد أن أسمعها..
قال والله إني راضٍ عنك..
فبكتْ المرأة الشابة وقالت : أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد
أنّ محمداً رسول الله, وظلّت تردّد الشهادة حتّى غرقتْ..
فبكى الزوج وهو يقول:أرجو من اللّه أن يجمعنا بها في الآخرة في جنّات النعيم.
_وهذه أيضا....
وها هو رجل عاش أربعين سنة يؤذّن للصلاة لا يبتغي
إلاّ وجه الله ، وقبل الموت مرض مرضاً شديداً فأقعده
في الفراش ، وأفقده النطق فعجز عن الذهاب إلى المسجد،
فلما اشتدّ عليه المرض بكى ورأى المحيطون به
على وجهه أمارات الضيق وكأنه يخاطب نفسه قائلاً يارب
أؤذن لك أربعين سنة وأنت تعلم أني ما ابتغيت
الأجر إلاّ منك، وأحرم من الأذان في آخر لحظات حياتي.
ثم تتغيّر ملامح هذا الوجه إلى البشر والسرور
ويقسم أبناؤه أنه لما حان وقت الآذان وقف على
فراشه واتجه للقبلة ورفع الآذان في غرفته وما إن وصل إلى
آخر كلمات الآذان لا إله إلا الله خرّ ساقطاً على الفراش
فأسرع إليه بنوه فوجدوا روحه قد فاضت إلى مولاها.
وهذا شيخنا المبارك عبد الحميد كشك رحمه الله يقبض
في يومٍ أحبّه من كلّ قلبه في يوم الجمعة يغتسل ،
ويلبس ثوبه الأبيض ، ويضع الطيب على بدنه وثوبه
ويصلي ركعتي الوضوء ، وفي الركعة الثانية وهو
راكع يخر ساقطاً فيسرع إليه أهله وأولاده ،
فوجدوا أن روحه قد فاضت إلى الله جل فى علاه.
من عاش على شىءٍ مات عليه ومن مات على شىءٍ بعث عليه
[/frame]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من إخفاء موعد الموت، ولماذا لم يبيّن لنا موعد وفاة كل منّا؟؟
نحن نؤمن بالموت و نعلم انّه حقّ وانّ كلّ نفس ذائقة الموت وان
كلّ من عليها فان ولا يبقى الا وجه ربنا ذو الجلال والاكرام.
قال تعالى : (( كل نفس ذائقة الموت )).
قال تعالى : (( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ, وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ )).
فتعالوا معاً نتعرف الى هذه الحكمة العظيمة التي أرادها
الله عزّوجلّ في إخفاء موعد الموت.
فضيلة الشيخ محمد متولّي الشعراوي رحمه الله واسكنه فسيح جناته :
لقد وضع الله سبحانه وتعالى من خصائص الموت ما يجعل
الإنسان يفيق من غرور وجاه الدنيا ويذكره بقدرة
الله سبحانه وتعالى,فأخفى الله موعد الموت.. لماذا ؟
حتى يتوقّعه الإنسان في أية لحظة .. فكلّما اغترّ تذكّر
انّه قد يفارق الدّنيا بعد ساعةٍ أو ساعات فرجع عن
غروره , ورجع إلى الله سبحانه وتعالى .
ولو كان الله قد أعلم كلاً منًا بأجله وعصينا الله .. وطغينا في الحياة ..
وظلمنا الناس .. ثم نتوب ونستغفر قبل موعد الأجل بأشهر ..
في هذه الحالة تنتفي الحكمة من الحياة.
وإخفاء الله سبحانه وتعالى موعد الموت هو إعلام ٌبه ..
ذلك أن إخفاء الموعد يعني أن الإنسان يتوقع الموت
في أيّ لحظة.. ولذلك فإنه إذا كان عاقلاً تكون عينه
على الدنيا , وعينه الأخرى على الآخرة .. فإذا ارتكب
معصيةً فهو لا يعرف هل سيمدّ الله أجله إلى أن يرتكب
المعصية ويتوب .. أم أن أجله قد يأتي وقت ارتكاب
المعصية , فلا يجد الوقت للتوبة .
وما يقال عن المعصية يقال عن العمل الصالح..فلو أنّ
موعد الموت معلوم..لأجّل الإنسان العمل الصالح
إلى آخر حياته..ولكنّ الله يريد أن يكون الصلاح ممتدّاً
طوال الزمن ولذلك أخفى موعد الموت..ليعجّل
الناس بالأعمال الصالحة قبل أن يأتي الأجل..
فكان إخفاء الموعد فيه رحمةٌ من الله للبشر..رحمةٌ بأن
يخافوا المعصية أن تأتي مع الأجل..ورحمة بأن يسارعوا
في الخيرات حتّى لا يفاجئهم الأجل.
لا شكّ أن الناس يتفاوتون في أمنياتهم للحظة الخاتمة وما
من شك أن هذا الاختلاف ما هو إلا انعكاس لأحلام
حياتهم كلها فتعالوا بنا نتأمّل كيف تمنّى الآخرون خاتمتهم:
_ لما نزل الموت بالعابد الزاهد عبد الله بن إدريس اشتد عليه
الكرب فلما اخذ يشهق بكت ابنته
فقال : يا بنيتي لا تبكي فقد ختمت القرآن في هذا البيت
أربعة آلاف ختمة..كلها لأجل هذا المصرع ..
_ وها هو هارون الرشيد لما حضرته الوفاة وعاين
السكرات صاح بقواده وحجابه :
اجمعوا جيوشي فجاؤوا بهم بسيوفهم ودروعهم لا يكاد
يحصي عددهم إلاّ الله كلهم تحت قيادته وأمره فلما
رآهم ... بكى ثم قال :
يا من لا يزول ملكه..ارحم من قد زال ملكه..ثم لم يزل يبكي حتى مات ..
_ أما عبد الملك بن مروان فإنّه لما نزل به الموت جعل يتغشّاه الكرب
ويضيق عليه النفس فأمر بنوافذ غرفته
ففتحت فالتفت فرأى غسّالاً فقيراً في دكانه..
فبكى عبدالملك ثم قال : ياليتني كنت غسّالاً..يا ليتني كنت
نجّاراً..يا ليتني كنت حمّالاً..يا ليتني لم ألِ من أمر المؤمنين شيئاً..ثم مات..
وهذا مشهد من عصرنا الحديث[1]:
_ شاب أمريكى من أصل أسبانى ، دخل على إخواننا المسلمين
فى إحدى مساجد نيويورك في مدينة "بروكلين" بعد صلاة الفجر
وقال لهم أريد أن أدخل في الإسلام.
قالوا : من أنت ؟
قال دلّوني ولا تسألوني.
فاغتسل ونطق بالشهادة,وعلّموه الصلاة فصلّى بخشوعٍ
نادر تعجّب منه روّاد المسجد جميعاً.
وفي اليوم الثالث خلى به أحد الإخوة المصلين واستخرج
منه الكلام وقال له: يا أخي بالله عليك ما حكايتك ؟
قال:والله لقد نشأت نصرانياً وقد تعلق قلبي بالمسيح
عليه السلام ولكنني نظرت فى أحوال الناس فرأيت
الناس قد انصرفوا عن أخلاق المسيح تماماً فبحثت
عن الأديان وقرأت عنها فشرح الله صدري للإسلام ،
وقبل الليلة التي دخلت عليكم فيها نمت بعد تفكير
عميق وتأمل في البحث عن الحق فجاءني المسيح عليه السلام فى
الرؤيا وأنا نائم وأشار لي بسبّابته هكذا كأنه يوجّهني، وقال لي: كن محمدياً .
يقول : فخرجت أبحث عن مسجد فأرشدني الله إلى هذا المسجد فدخلت عليكم.
بعد هذا الحديث القصير أَذَّنَ المؤذن لصلاة العشاء ودخل هذا
الشاب الصلاة مع المصلين ، وسجد فى الركعة الأولى،
وقام الإمام بعدها ولم يقم أخونا المبارك بل ظل ساجداً
لله فحركه من بجواره فسقط فوجدوا روحه قد فاضت إلى الله جلّ وعلا .
_أخي في الله تأمّل طويلاً في هذه الخاتمة:
وهذا زوج نجّاه الله من الغرق في حادث الباخرة "سالم اكسبريس "
يحكي قصة زوجته التي غرقت في طريق
العودة من رحلة الحج يقول: ' صرخ الجميع [[ إنّ الباخرة تغرق ]]
وصرخت فيها هيا اخرجي.
فقالت : والله لن أخرج حتى ألبس حجابي كلّه
فقال : هذا وقت حجاب !!! اخرجي!! فإننا سنهلك !!!.
قالت : والله لن أخرج إلاّ وقد ارتديت حجابي بكامله
فإن متّ ألقى الله على طاعة فلبست ثيابها وخرجت مع
زوجها.
فلمّا تحقّق الجميع من الغرق تعلّقت به
وقالت استحلفك بالله هل أنت راضٍ عني ؟
فبكى الزّوج..
قالت هل أنت راضٍ عنّي ؟
فبكى..
قالت أريد أن أسمعها..
قال والله إني راضٍ عنك..
فبكتْ المرأة الشابة وقالت : أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد
أنّ محمداً رسول الله, وظلّت تردّد الشهادة حتّى غرقتْ..
فبكى الزوج وهو يقول:أرجو من اللّه أن يجمعنا بها في الآخرة في جنّات النعيم.
_وهذه أيضا....
وها هو رجل عاش أربعين سنة يؤذّن للصلاة لا يبتغي
إلاّ وجه الله ، وقبل الموت مرض مرضاً شديداً فأقعده
في الفراش ، وأفقده النطق فعجز عن الذهاب إلى المسجد،
فلما اشتدّ عليه المرض بكى ورأى المحيطون به
على وجهه أمارات الضيق وكأنه يخاطب نفسه قائلاً يارب
أؤذن لك أربعين سنة وأنت تعلم أني ما ابتغيت
الأجر إلاّ منك، وأحرم من الأذان في آخر لحظات حياتي.
ثم تتغيّر ملامح هذا الوجه إلى البشر والسرور
ويقسم أبناؤه أنه لما حان وقت الآذان وقف على
فراشه واتجه للقبلة ورفع الآذان في غرفته وما إن وصل إلى
آخر كلمات الآذان لا إله إلا الله خرّ ساقطاً على الفراش
فأسرع إليه بنوه فوجدوا روحه قد فاضت إلى مولاها.
وهذا شيخنا المبارك عبد الحميد كشك رحمه الله يقبض
في يومٍ أحبّه من كلّ قلبه في يوم الجمعة يغتسل ،
ويلبس ثوبه الأبيض ، ويضع الطيب على بدنه وثوبه
ويصلي ركعتي الوضوء ، وفي الركعة الثانية وهو
راكع يخر ساقطاً فيسرع إليه أهله وأولاده ،
فوجدوا أن روحه قد فاضت إلى الله جل فى علاه.
من عاش على شىءٍ مات عليه ومن مات على شىءٍ بعث عليه
[/frame]