هناك مَن يرى الابتعاد إنه ضعف أو شيء سلبي .. لما لا نراها من الناحية الإيجابية بأنه يكشف لنا الأشخاص مَن هم رائعون فعلا، ومنهم مَن خابت بهم الآمال..!!
ويعتقد البعض أن الابتعاد عن الناس غنيمة .. وأن الأفضل الابتعاد عنهم ولكن في الواقع خير الأمور الوسط، فقد يكون بالفعل الابتعاد عن بعض الناس أفضل، وقد يكون العكس صحيحا في أوقات أخرى...!!
ليس كل ابتعاد تخلٍ أو غدر، فهناك ابتعاد راحة وعزلة من الضغوط، وهناك لأننا أسرفنا في الحضور، فأصبح وجودنا باحتا في عيون الآخرين، وهناك لأننا استهلكنا طاقتنا مع الآخرين بدون فائدة، وهناك ابتعاد عن القيل والقال والظنون السيئة، وكنا نظن أننا لن نعود فتعلمنا
أن بعض دروس الحياة قاسية جدا نستوعبها بعد أن خسرنا الجزء الأجمل والأكبر من حياتنا
وقد يكون الابتعاد خارج عن إرادتنا ، وقد تكون بأيدينا نحن مَن نرسم طريق البعد بكل دقة..!!
قد يكون لإعادة حسابات الحياة والوقوف من جديد وأحيانا يأخذك إلى عزلة وشعور بفتور من ناحية الجميع ، فالعزلة شيء موجود في الطبيعة البشرية وهي طريق للوصول إلى الروح وإن كانت متعبة لتعود من جديد بكامل قواها..!!
قد يبدو أمرا فظا لكنه لازم لإظهار بعض القوة للتحكم بالموقف
في حياتك قد تقابل أشخاصا مختلفين: يجد البعض منهم صعوبة في احترام حدود الآخرين، والبعض يعول عليك ويتطلب الكثير من الوقت أما البعض الآخر منهم مَن يستغلونك لمصلحتهم ..
قد نحتاج أحيانا الابتعاد عن الأماكن ، التي تعلقنا بها في هذه الحياة، فلا نستطيع الاستمرار فيجب الابتعاد، فالبعد لا يتوقف على المكان، بحيث قد يكون هناك شخص بعيد عنه ولكنه الأقرب إلى قلبك..!!
لا يؤلم البعد أحيانا ولكن الذي يؤلم الذكريات ، التي قضيتها في هذه الأماكن ومع هؤلاء الأشخاص
فالبعد لا يعني أننا كرهناهم، قد نبتعد لأننا أحببناهم كثيرا، فأصبح الابتعاد مناسبا أكثر..
شمعة مضيئة :
«عوّد نفسك دائما على مصادقة نفسك لوحدك وكن صديقا لها، فحكمة القدوم للحياة وحيدا ومغادرتها بالطريقة نفسها لم تأت من فراغ، فهي حكمة إلهية..»
