- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
إذا امتدت الصحراء فوراءها رياض خضراء، وإذا اشتد الحبل انقطع، إذا رأيت السحب فاعلم أن الغيث الهنيء في جوانحها، وإذا هالَك الظلام فتيقن أن الصباح مقبل لا محالة.
إن العسر بعده يسران لا يسر واحد، لتعلم أن مرارة المعاناة لها نهاية، وشظف العيش إلى انقطاع، وكبد الحياة إلى راحة.. لو أن الخوف دائم لتقطعت النفوس حسرة، ولكن بعده أمن وسكينة، ولو أن الحزن مستمر لزلزلت القلوب زلزالها ولكن يعقبه سرور وأنس، ولو أن اليأس مقيم لاسودت الحياة في العيون، لكن خلفه أمل.. فلا تيأس من روح الله ولا تقنط من رحمة الله.. لا تصارع الأوهام، وتقاتل الوساوس، بل انظر من بوابة الرجاء لترى العالم المشهود، والحضرة المأنوسة، والسعادة القادمة، ولترى العناية الربانية تغمرك واللطف الإلهي يحوطك. فاغسل همومك بنهر التوكل،
«وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مؤْمِنِينَ»
، واحذر من تصديق وعد الأفاك الأثيم والشيطان الرجيم؛ لأنه يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء، ولكن صدق موعد أصدق القائلين: «وَاللَّهُ يَعِدُكُم مغْفِرَةً منْهُ وَفَضْلا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ».
فبشّر آمالك بمستقبل زاهٍ وغد مشرق وفجر باهٍ جديد؛ لأنه سبحانه ما ابتلاك ليهلكك، ولا ليخزيك؛ بل أراد أن يذكرك بسوط من ألم، وأن يوقظك من غفلتك بوخزة من ندم، وينبهك من رقدتك بجرعة من سقم؛ لتتذكر بالمصيبة النعمة، وبالبلاء العافية، وبالمرض الصحة،
وبالسجن الحرية، فهو لطيف في الحالين وحكيم في المسلكين، ولا تدري بالأصلح، ولا تعلم بالأحسن، بل هو الأعلم الأحكم الأحلم الأرحم، جلّ في علاه، فارض باختياره، فاختياره لك خير من اختيارك لنفسك، وعلمه بمصالحك أجلّ وأعظم من علمك؛ لأنك عبد جاهل فقير ضعيف، وهو عليم غني قوي ملك رحمن رحيم:
عسى فرج يكون عسى - نعلل نفسنا بعسى
فلا تجزع إذا قابل - ـت هما يقطع النفسا
فأقرب ما يكون المر - ء من فرج إذا يئ
م ن
إن العسر بعده يسران لا يسر واحد، لتعلم أن مرارة المعاناة لها نهاية، وشظف العيش إلى انقطاع، وكبد الحياة إلى راحة.. لو أن الخوف دائم لتقطعت النفوس حسرة، ولكن بعده أمن وسكينة، ولو أن الحزن مستمر لزلزلت القلوب زلزالها ولكن يعقبه سرور وأنس، ولو أن اليأس مقيم لاسودت الحياة في العيون، لكن خلفه أمل.. فلا تيأس من روح الله ولا تقنط من رحمة الله.. لا تصارع الأوهام، وتقاتل الوساوس، بل انظر من بوابة الرجاء لترى العالم المشهود، والحضرة المأنوسة، والسعادة القادمة، ولترى العناية الربانية تغمرك واللطف الإلهي يحوطك. فاغسل همومك بنهر التوكل،
«وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مؤْمِنِينَ»
، واحذر من تصديق وعد الأفاك الأثيم والشيطان الرجيم؛ لأنه يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء، ولكن صدق موعد أصدق القائلين: «وَاللَّهُ يَعِدُكُم مغْفِرَةً منْهُ وَفَضْلا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ».
فبشّر آمالك بمستقبل زاهٍ وغد مشرق وفجر باهٍ جديد؛ لأنه سبحانه ما ابتلاك ليهلكك، ولا ليخزيك؛ بل أراد أن يذكرك بسوط من ألم، وأن يوقظك من غفلتك بوخزة من ندم، وينبهك من رقدتك بجرعة من سقم؛ لتتذكر بالمصيبة النعمة، وبالبلاء العافية، وبالمرض الصحة،
وبالسجن الحرية، فهو لطيف في الحالين وحكيم في المسلكين، ولا تدري بالأصلح، ولا تعلم بالأحسن، بل هو الأعلم الأحكم الأحلم الأرحم، جلّ في علاه، فارض باختياره، فاختياره لك خير من اختيارك لنفسك، وعلمه بمصالحك أجلّ وأعظم من علمك؛ لأنك عبد جاهل فقير ضعيف، وهو عليم غني قوي ملك رحمن رحيم:
عسى فرج يكون عسى - نعلل نفسنا بعسى
فلا تجزع إذا قابل - ـت هما يقطع النفسا
فأقرب ما يكون المر - ء من فرج إذا يئ
م ن