ألـــــ غصة ـــــــم
عٌـِـِِـِـمـْـْْـْيقٌـ,ـة آلُــعٌـِـِـينـِِـِـينـِ
سِتْرَكَ اللَّهُمَّ سِتْرَكَ مِنْ هَذَا الزَّمَانِ
*
رَوَى جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) قَالَ :
حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ حِجَّةَ الْوَدَاعِ ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) مَا افْتُرِضَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَجِّ أَتَى مُوَدِّعَ الْكَعْبَةِ ، فَلَزِمَ حَلْقَةَ الْبَابِ وَنَادَى بِرَفِيعِ صَوْتِهِ : أَيُّهَا النَّاسُ ... فَاجْتَمَعَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ وَأَهْلُ السُّوقِ .
فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : اسْمَعُوا ، أَنِّي قَائِلٌ مَا هُوَ بَعْدِي كَائِنٌ ، فَلْيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ .
ثُمَّ بَكَى رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) حَتَّى بَكَى لِبُكَائِهِ النَّاسُ أَجْمَعُونَ .
فَلَمَّا سَكَتَ مِنْ بُكَائِهِ قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ ، أَنَّ مَثَلَكُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ كَمَثَلِ وَرَقٍ لَا شَوْكَ فِيهِ إِلَى أَرْبَعِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ شَوْكٌ وَوَرَقٌ إِلَى مِائَتَيْ سَنَةٍ ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ شَوْكٌ لَا وَرَقَ فِيهِ ، حَتَّى لَا يُرَى فِيهِ إِلَّا سُلْطَانٌ جَائِرٌ أَوْ غَنِيٌّ بَخِيلٌ أَوْ عَالِمٌ رَاغِبٌ فِي الْمَالِ أَوْ فَقِيرٌ كَذَّابٌ أَوْ شَيْخٌ فَاجِرٌ أَوْ صَبِيٌّ وَقِحٌ أَوِ امْرَأَةٌ رَعْنَاءُ .
ثُمَّ بَكَى رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فَقَامَ إِلَيْهِ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخْبِرْنَا مَتَى يَكُونُ ذَلِكَ ؟
فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : يَا سَلْمَانُ ، إِذَا قَلَّتْ عُلَمَاؤُكُمْ وَذَهَبَتْ قُرَّاؤُكُمْ وَقَطَعْتُمْ زَكَاتَكُمْ ، وَأَظْهَرْتُمْ مُنْكَرَاتِكُمْ وَعَلَتْ أَصْوَاتُكُمْ فِي مَسَاجِدِكُمْ ، وَجَعَلْتُمُ الدُّنْيَا فَوْقَ رُءُوسِكُمْ وَالْعِلْمَ تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ ، وَالْكَذِبَ حَدِيثَكُمْ وَالْغِيبَةَ فَاكِهَتَكُمْ وَالْحَرَامَ غَنِيمَتَكُمْ ، وَلَا يَرْحَمُ كَبِيرُكُمْ صَغِيرَكُمْ وَلَا يُوَقِّرُ صَغِيرُكُمْ كَبِيرَكُمْ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَنْزِلُ اللَّعْنَةُ عَلَيْكُمْ وَيُجْعَلُ بَأْسُكُمْ بَيْنَكُمْ ، وَبَقِيَ الدِّينُ بَيْنَكُمْ لَفْظاً بِأَلْسِنَتِكُمْ ، فَإِذَا أُوتِيتُمْ هَذِهِ الْخِصَالَ تَوَقَّعُوا الرِّيحَ الْحَمْرَاءَ أَوْ مَسْخاً أَوْ قَذْفاً بِالْحِجَارَةِ ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضُكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ﴾ .
فَقَامَ إِلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخْبِرْنَا مَتَى يَكُونُ ذَلِكَ ؟
فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : عِنْدَ تَأْخِيرِ الصَّلَوَاتِ وَاتِّبَاعِ الشَّهَوَاتِ وَشُرْبِ الْقَهَوَاتِ وَشَتْمِ الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ ، حَتَّى تَرَوْنَ الْحَرَامَ مَغْنَماً وَالزَّكَاةَ مَغْرَماً . وَأَطَاعَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ وَجَفَا جَارَهُ وَقَطَعَ رَحِمَهُ وَذَهَبَتْ رَحْمَةُ الْأَكَابِرِ ، وَقَلَّ حَيَاءُ الْأَصَاغِرِ وَشَيَّدُوا الْبُنْيَانَ وَظَلَمُوا الْعَبِيدَ وَالْإِمَاءَ وَشَهِدُوا بِالْهَوَى وَحَكَمُوا بِالْجَوْرِ ، وَيَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَيَحْسُدُ الرَّجُلُ أَخَاهُ وَيُعَامِلُ الشُّرَكَاءُ بِالْخِيَانَةِ ، وَقَلَّ الْوَفَاءُ وَشَاعَ الزِّنَاءُ وَتَزَيَّنَ الرِّجَالُ بِثِيَابِ النِّسَاءِ وَذَهَبَ عَنْهُمْ قِنَاعُ الْحَيَاءِ ، وَدَبَّ الْكِبْرُ فِي الْقُلُوبِ كَدَبِيبِ السُّمِّ فِي الْأَبْدَانِ ، وَقَلَّ الْمَعْرُوفُ وَظَهَرَتِ الْجَرَائِمُ وَهُوِّنَتِ الْعَظَائِمُ وَطَلَبُوا الْمَدْحَ بِالْمَالِ وَأَنْفَقُوا الْمَالَ لِلْغِنَاءِ ، وَشُغِلُوا فِي الدُّنْيَا عَنِ الْآخِرَةِ وَقَلَّ الْوَرَعُ وَكَثُرَ الطَّمَعُ وَالْهَرْجُ وَالْمَرْجُ وَأَصْبَحَ الْمُؤْمِنُ ذَلِيلًا وَالْمُنَافِقُ عَزِيزاً . مَسَاجِدُهُمْ مَعْمُورَةٌ بِالْأَذَانِ وَقُلُوبُهُمْ خَالِيَةٌ عَنِ الْإِيمَانِ بِمَا اسْتَخَفُّوا بِالْقُرْآنِ ، وَبَلَغَ الْمُؤْمِنُ عَنْهُمْ كُلَّ هَوَانٍ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَرَى وُجُوهَهُمْ وُجُوهَ الْآدَمِيِّينَ وَقُلُوبَهُمْ قُلُوبَ الشَّيَاطِينِ ، كَلَامَهُمْ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَقُلُوبَهُمْ أَمَرَّ مِنَ الْحَنْظَلِ ، فَهُمْ ذِئَابٌ فَعَلَيْهِمْ ثِيَابٌ .
مَا مِنْ يَوْمٍ إِلَّا يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿أَبِي تَفْتَرُونَ أَمْ عَلَيَّ تَجْتَرِءُونَ؟ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ ؟ فَوَ عِزَّتِي وَجَلَالِي لَوْ لَا مَنْ يَعْبُدُنِي مُخْلِصاً مَا أَمْهَلْتُ مَنْ يَعْصِينِي طَرْفَةَ عَيْنٍ . وَلَوْ لَا وَرَعُ الْوَرِعِينَ مِنْ عِبَادِي لَمَا أَنْزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ قَطْرَةً وَلَا أَنْبَتُّ وَرَقَةً خَضْرَاءَ . فَوَا عَجَباً لِقَوْمٍ آلِهَتُهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَطَالَتْ آمَالُهُمْ وَقَصُرَتْ آجَالُهُمْ وَهُمْ يَطْمَعُونَ فِي مُجَاوَرَةِ مَوْلَاهُمْ فِي الْجَنَّةِ ، وَلَا يَصِلُونَ إِلَى ذَلِكَ إِلَّا بِالْعَمَلِ وَلَا يَتِمُّ الْعَمَلُ إِلَّا بِالْعَقْلِ﴾ .
*
رَوَى جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) قَالَ :
حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ حِجَّةَ الْوَدَاعِ ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) مَا افْتُرِضَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَجِّ أَتَى مُوَدِّعَ الْكَعْبَةِ ، فَلَزِمَ حَلْقَةَ الْبَابِ وَنَادَى بِرَفِيعِ صَوْتِهِ : أَيُّهَا النَّاسُ ... فَاجْتَمَعَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ وَأَهْلُ السُّوقِ .
فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : اسْمَعُوا ، أَنِّي قَائِلٌ مَا هُوَ بَعْدِي كَائِنٌ ، فَلْيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ .
ثُمَّ بَكَى رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) حَتَّى بَكَى لِبُكَائِهِ النَّاسُ أَجْمَعُونَ .
فَلَمَّا سَكَتَ مِنْ بُكَائِهِ قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ ، أَنَّ مَثَلَكُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ كَمَثَلِ وَرَقٍ لَا شَوْكَ فِيهِ إِلَى أَرْبَعِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ شَوْكٌ وَوَرَقٌ إِلَى مِائَتَيْ سَنَةٍ ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ شَوْكٌ لَا وَرَقَ فِيهِ ، حَتَّى لَا يُرَى فِيهِ إِلَّا سُلْطَانٌ جَائِرٌ أَوْ غَنِيٌّ بَخِيلٌ أَوْ عَالِمٌ رَاغِبٌ فِي الْمَالِ أَوْ فَقِيرٌ كَذَّابٌ أَوْ شَيْخٌ فَاجِرٌ أَوْ صَبِيٌّ وَقِحٌ أَوِ امْرَأَةٌ رَعْنَاءُ .
ثُمَّ بَكَى رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فَقَامَ إِلَيْهِ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخْبِرْنَا مَتَى يَكُونُ ذَلِكَ ؟
فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : يَا سَلْمَانُ ، إِذَا قَلَّتْ عُلَمَاؤُكُمْ وَذَهَبَتْ قُرَّاؤُكُمْ وَقَطَعْتُمْ زَكَاتَكُمْ ، وَأَظْهَرْتُمْ مُنْكَرَاتِكُمْ وَعَلَتْ أَصْوَاتُكُمْ فِي مَسَاجِدِكُمْ ، وَجَعَلْتُمُ الدُّنْيَا فَوْقَ رُءُوسِكُمْ وَالْعِلْمَ تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ ، وَالْكَذِبَ حَدِيثَكُمْ وَالْغِيبَةَ فَاكِهَتَكُمْ وَالْحَرَامَ غَنِيمَتَكُمْ ، وَلَا يَرْحَمُ كَبِيرُكُمْ صَغِيرَكُمْ وَلَا يُوَقِّرُ صَغِيرُكُمْ كَبِيرَكُمْ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَنْزِلُ اللَّعْنَةُ عَلَيْكُمْ وَيُجْعَلُ بَأْسُكُمْ بَيْنَكُمْ ، وَبَقِيَ الدِّينُ بَيْنَكُمْ لَفْظاً بِأَلْسِنَتِكُمْ ، فَإِذَا أُوتِيتُمْ هَذِهِ الْخِصَالَ تَوَقَّعُوا الرِّيحَ الْحَمْرَاءَ أَوْ مَسْخاً أَوْ قَذْفاً بِالْحِجَارَةِ ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضُكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ﴾ .
فَقَامَ إِلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخْبِرْنَا مَتَى يَكُونُ ذَلِكَ ؟
فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : عِنْدَ تَأْخِيرِ الصَّلَوَاتِ وَاتِّبَاعِ الشَّهَوَاتِ وَشُرْبِ الْقَهَوَاتِ وَشَتْمِ الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ ، حَتَّى تَرَوْنَ الْحَرَامَ مَغْنَماً وَالزَّكَاةَ مَغْرَماً . وَأَطَاعَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ وَجَفَا جَارَهُ وَقَطَعَ رَحِمَهُ وَذَهَبَتْ رَحْمَةُ الْأَكَابِرِ ، وَقَلَّ حَيَاءُ الْأَصَاغِرِ وَشَيَّدُوا الْبُنْيَانَ وَظَلَمُوا الْعَبِيدَ وَالْإِمَاءَ وَشَهِدُوا بِالْهَوَى وَحَكَمُوا بِالْجَوْرِ ، وَيَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَيَحْسُدُ الرَّجُلُ أَخَاهُ وَيُعَامِلُ الشُّرَكَاءُ بِالْخِيَانَةِ ، وَقَلَّ الْوَفَاءُ وَشَاعَ الزِّنَاءُ وَتَزَيَّنَ الرِّجَالُ بِثِيَابِ النِّسَاءِ وَذَهَبَ عَنْهُمْ قِنَاعُ الْحَيَاءِ ، وَدَبَّ الْكِبْرُ فِي الْقُلُوبِ كَدَبِيبِ السُّمِّ فِي الْأَبْدَانِ ، وَقَلَّ الْمَعْرُوفُ وَظَهَرَتِ الْجَرَائِمُ وَهُوِّنَتِ الْعَظَائِمُ وَطَلَبُوا الْمَدْحَ بِالْمَالِ وَأَنْفَقُوا الْمَالَ لِلْغِنَاءِ ، وَشُغِلُوا فِي الدُّنْيَا عَنِ الْآخِرَةِ وَقَلَّ الْوَرَعُ وَكَثُرَ الطَّمَعُ وَالْهَرْجُ وَالْمَرْجُ وَأَصْبَحَ الْمُؤْمِنُ ذَلِيلًا وَالْمُنَافِقُ عَزِيزاً . مَسَاجِدُهُمْ مَعْمُورَةٌ بِالْأَذَانِ وَقُلُوبُهُمْ خَالِيَةٌ عَنِ الْإِيمَانِ بِمَا اسْتَخَفُّوا بِالْقُرْآنِ ، وَبَلَغَ الْمُؤْمِنُ عَنْهُمْ كُلَّ هَوَانٍ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَرَى وُجُوهَهُمْ وُجُوهَ الْآدَمِيِّينَ وَقُلُوبَهُمْ قُلُوبَ الشَّيَاطِينِ ، كَلَامَهُمْ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَقُلُوبَهُمْ أَمَرَّ مِنَ الْحَنْظَلِ ، فَهُمْ ذِئَابٌ فَعَلَيْهِمْ ثِيَابٌ .
مَا مِنْ يَوْمٍ إِلَّا يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿أَبِي تَفْتَرُونَ أَمْ عَلَيَّ تَجْتَرِءُونَ؟ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ ؟ فَوَ عِزَّتِي وَجَلَالِي لَوْ لَا مَنْ يَعْبُدُنِي مُخْلِصاً مَا أَمْهَلْتُ مَنْ يَعْصِينِي طَرْفَةَ عَيْنٍ . وَلَوْ لَا وَرَعُ الْوَرِعِينَ مِنْ عِبَادِي لَمَا أَنْزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ قَطْرَةً وَلَا أَنْبَتُّ وَرَقَةً خَضْرَاءَ . فَوَا عَجَباً لِقَوْمٍ آلِهَتُهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَطَالَتْ آمَالُهُمْ وَقَصُرَتْ آجَالُهُمْ وَهُمْ يَطْمَعُونَ فِي مُجَاوَرَةِ مَوْلَاهُمْ فِي الْجَنَّةِ ، وَلَا يَصِلُونَ إِلَى ذَلِكَ إِلَّا بِالْعَمَلِ وَلَا يَتِمُّ الْعَمَلُ إِلَّا بِالْعَقْلِ﴾ .