سما العراق
Well-Known Member
- إنضم
- 28 يونيو 2020
- المشاركات
- 13,633
- مستوى التفاعل
- 52
- النقاط
- 48
إشارات تدل على عظمة الحميد
د. عائض القرني
â—„سبحان من أحاط علمه بالكائنات، واطّلع على النيات، وعلم بنهايات الأمور، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، علم ما في الضمير، ولا يغيب عنه الفتيل والقطمير: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى/ 11).
يبدئ ويعيد، وينشئ ويبيد، وهو فعّال لما يريد، لم يخلق الخلق سدى، ولم يتخذ المضلين عضداً، وهو الذي أعطى كلّ شيء خلقه ثمّ هدى.
دخلَ موسى وهارون على رأس الطغيان، فهابا السلطان والصولجان، وخافا في ساعة الامتحان، فنادى رب الورى قوي العرى (قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) (طه/ 46).
هرب موسى من فرعون، فاصطدم بالبحر، وضاق الأمر، فصاح بنو إسرائيل: إنا لمدركون فقال: (قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الشعراء/ 62).
لما التجأ الرسول مع الصديق إلى الغار وأحاط به الكفار، وفوّض الأمر إلى الواحد القهار، قال الصديق: كيف لو رأونا هنا؟!
قال: (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) (التوبة/ 40).
أصاب الناس على عهده (ص) قحطٌ شديد، فدخل أحدهم والرسول (ص) على المنبر يوم الجمعة، فشكى إليه الحال، وضياع المال، وجوع العيال، فدعا الرسول (ص) ذا الجلال، وناداه وسأله واستجداه، والسماء صحو لا غيم فيها، فثار السحاب في لحظة، ونزل الغيث في طرفة عين، وإذا الأرض عين معين (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) (الشورى/ 28).
أجدبت الديار، وجفت الآبار، وبعد العهد بالأمطار، وذبلت الأزهار، ويبست الأشجار، فرفعت نملة يديها ورجليها إلى باريها وخالقها وهاديها ومطعمها ومسقيها، فدعت وألحت، فأنزل الله الغيث المغيث، والوبل المكيث.
سبحان الله! عرفه الهدهد بأسمائه وصفاته وآياته ومخلوقاته، فأذعن له بالوحدانية واعترف له بالعبودية، وغضب على قوم كفروا به (يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ * أَلا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ) (النمل/ 24-25).
سبحان الله! إذا وضعت في الأرض بذرة أو حبة لا تنبت حتى تهتز الأرض بقدرة قادرة، هزّة خفية فتنفقس البذرة وتنبت (وَتَرَى الأرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) (الحج/ 5).
سبحان الله! انطلقت نجوم من مواقعها من آلاف السنين بسرعة الضوء ولم يسقط بعضها إلى اليوم من طول المدى وتباعد المسافة، واتساع الكون، وعظمة القدرة (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) (الواقعة/ 75).
سبحان الله! الدودة في الطين يرزقها رب العالمين، والحوت في الماء يغذيه رب الأرض والسماء، والحشرة على الأوراق يطعمها الرزّاق (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (هود/ 6).
سبحان الله يُسيِّر الريح الزمهرير، ويجري الرياح لها صرير، يثير الغمام، ويقلّب الأيام، ويجري السحاب (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ) (الرعد/ 13).
سبحان الله! أهلك القرى لما أعرضت عن دينه، والسماوات مطويات بيمينه، وينقذ من على الهلاك أشفى، ويعلم السر وأخفى.
لمّا تمرّد فرعون وبغى، قال لموسى: (أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى) (النازعات/ 24). قال فرعون: أنا بالألوهية أولى: (فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى) (النازعات/ 25).
أنشأ الشعوب، أفناها، وأحيا الأمم وأعلاها، لما أباد الدول والملوك الأوّل، جعل هلاكهم للباقين رمزاً (هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا) (مريم/ 98).
حارت الأفكار في قدرة من****قد هدانا سبلنا عزّ وجلّ
كتب الموت على الكل فكم****فل من جيش وأفنى من دول
مؤمّن الخائف، وناصر المظلوم، وعضد الملهوف، ونصير المضطهد، ومطعم الجائع، ومكسي العاري، ومبكي الطاغي.. (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (الرحمن/ 28). يولي ويعزل، ويملك ويخلع (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران/ 26).
خلق السماء وقال عنها: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (الذاريات/ 47)، وخلق الأرض وقال: (وَالأرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ) (الذاريات/ 48).
وعن الشمس يقول: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (يس/ 38).
وعن القمر يقول: (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) (يس/ 38).
وقال عن الماء: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) (الأنبياء/ 30).
وقال عن الرياح: (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) (الأعراف/ 57).
وقال عن الليل: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى) (الليل/ 1).
وقال عن النهار: (وَالنَّهارِ إذا تَجَلَّى) (الليل/ 2).
قال عنه الخليل، لما حاور الملك الضليل: (فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ) (البقرة/ 258).
وقال عنه الكليم لما حاج الطاغية اللئيم: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) (طه/ 50).
مدح نفسه قبل أن يمدحه المادحون، وأثنى على جلاله قبل أن يُثني عليه المثنون، ووصف عظمته قبل أن يصفه الواصفون، قال عن نفسه: (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا) (طه/ 14)، وقال: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا) (الجن/ 26).
وقال: (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) (غافر/ 3).
الجبال المنيفة، والشواهق المخيفة، أخبر عن خلقها فقال: (وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا) (النازعات/ 32)، وأخبر عن إبادتها وانتهائها، فقال: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا * فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا * لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا) (طه/ 105-107).
فسبحانه من عظيم! جعل هذا الجرم الهائل من الصخور والرمال يطير في الهواء شذراً، ويتفتت في السماء مذراً (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) (النمل/ 88).â–؛
المصدر: كتاب العظمة
د. عائض القرني
â—„سبحان من أحاط علمه بالكائنات، واطّلع على النيات، وعلم بنهايات الأمور، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، علم ما في الضمير، ولا يغيب عنه الفتيل والقطمير: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى/ 11).
يبدئ ويعيد، وينشئ ويبيد، وهو فعّال لما يريد، لم يخلق الخلق سدى، ولم يتخذ المضلين عضداً، وهو الذي أعطى كلّ شيء خلقه ثمّ هدى.
دخلَ موسى وهارون على رأس الطغيان، فهابا السلطان والصولجان، وخافا في ساعة الامتحان، فنادى رب الورى قوي العرى (قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) (طه/ 46).
هرب موسى من فرعون، فاصطدم بالبحر، وضاق الأمر، فصاح بنو إسرائيل: إنا لمدركون فقال: (قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الشعراء/ 62).
لما التجأ الرسول مع الصديق إلى الغار وأحاط به الكفار، وفوّض الأمر إلى الواحد القهار، قال الصديق: كيف لو رأونا هنا؟!
قال: (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) (التوبة/ 40).
أصاب الناس على عهده (ص) قحطٌ شديد، فدخل أحدهم والرسول (ص) على المنبر يوم الجمعة، فشكى إليه الحال، وضياع المال، وجوع العيال، فدعا الرسول (ص) ذا الجلال، وناداه وسأله واستجداه، والسماء صحو لا غيم فيها، فثار السحاب في لحظة، ونزل الغيث في طرفة عين، وإذا الأرض عين معين (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) (الشورى/ 28).
أجدبت الديار، وجفت الآبار، وبعد العهد بالأمطار، وذبلت الأزهار، ويبست الأشجار، فرفعت نملة يديها ورجليها إلى باريها وخالقها وهاديها ومطعمها ومسقيها، فدعت وألحت، فأنزل الله الغيث المغيث، والوبل المكيث.
سبحان الله! عرفه الهدهد بأسمائه وصفاته وآياته ومخلوقاته، فأذعن له بالوحدانية واعترف له بالعبودية، وغضب على قوم كفروا به (يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ * أَلا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ) (النمل/ 24-25).
سبحان الله! إذا وضعت في الأرض بذرة أو حبة لا تنبت حتى تهتز الأرض بقدرة قادرة، هزّة خفية فتنفقس البذرة وتنبت (وَتَرَى الأرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) (الحج/ 5).
سبحان الله! انطلقت نجوم من مواقعها من آلاف السنين بسرعة الضوء ولم يسقط بعضها إلى اليوم من طول المدى وتباعد المسافة، واتساع الكون، وعظمة القدرة (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) (الواقعة/ 75).
سبحان الله! الدودة في الطين يرزقها رب العالمين، والحوت في الماء يغذيه رب الأرض والسماء، والحشرة على الأوراق يطعمها الرزّاق (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (هود/ 6).
سبحان الله يُسيِّر الريح الزمهرير، ويجري الرياح لها صرير، يثير الغمام، ويقلّب الأيام، ويجري السحاب (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ) (الرعد/ 13).
سبحان الله! أهلك القرى لما أعرضت عن دينه، والسماوات مطويات بيمينه، وينقذ من على الهلاك أشفى، ويعلم السر وأخفى.
لمّا تمرّد فرعون وبغى، قال لموسى: (أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى) (النازعات/ 24). قال فرعون: أنا بالألوهية أولى: (فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى) (النازعات/ 25).
أنشأ الشعوب، أفناها، وأحيا الأمم وأعلاها، لما أباد الدول والملوك الأوّل، جعل هلاكهم للباقين رمزاً (هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا) (مريم/ 98).
حارت الأفكار في قدرة من****قد هدانا سبلنا عزّ وجلّ
كتب الموت على الكل فكم****فل من جيش وأفنى من دول
مؤمّن الخائف، وناصر المظلوم، وعضد الملهوف، ونصير المضطهد، ومطعم الجائع، ومكسي العاري، ومبكي الطاغي.. (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (الرحمن/ 28). يولي ويعزل، ويملك ويخلع (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران/ 26).
خلق السماء وقال عنها: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (الذاريات/ 47)، وخلق الأرض وقال: (وَالأرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ) (الذاريات/ 48).
وعن الشمس يقول: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (يس/ 38).
وعن القمر يقول: (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) (يس/ 38).
وقال عن الماء: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) (الأنبياء/ 30).
وقال عن الرياح: (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) (الأعراف/ 57).
وقال عن الليل: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى) (الليل/ 1).
وقال عن النهار: (وَالنَّهارِ إذا تَجَلَّى) (الليل/ 2).
قال عنه الخليل، لما حاور الملك الضليل: (فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ) (البقرة/ 258).
وقال عنه الكليم لما حاج الطاغية اللئيم: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) (طه/ 50).
مدح نفسه قبل أن يمدحه المادحون، وأثنى على جلاله قبل أن يُثني عليه المثنون، ووصف عظمته قبل أن يصفه الواصفون، قال عن نفسه: (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا) (طه/ 14)، وقال: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا) (الجن/ 26).
وقال: (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) (غافر/ 3).
الجبال المنيفة، والشواهق المخيفة، أخبر عن خلقها فقال: (وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا) (النازعات/ 32)، وأخبر عن إبادتها وانتهائها، فقال: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا * فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا * لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا) (طه/ 105-107).
فسبحانه من عظيم! جعل هذا الجرم الهائل من الصخور والرمال يطير في الهواء شذراً، ويتفتت في السماء مذراً (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) (النمل/ 88).â–؛
المصدر: كتاب العظمة