قصة قصيرة بقلمي الخاص
٫
٫
الاب:
ماذا أعطيتك المدرسة دروس اليوم يا ابنتي الحبيبة ؟
البنت
المعلمة سألتتا اليوم عن معاني اسماءنا وقالت لي بدوري ماذا يعني اسم جمانة ؟ فأجبتها اني اجهل المعنى فقالت لي معناه حبات من الفضّة على شكل اللؤلؤ
الاب
هو كذلك .. اسم جميل بمعنى جميل
البنت
ولكن لماذا اسميتني بهذا الاسم يا ابي ؟
طرقت إلى العالم البعيد .. سرحت للماضي .. هذا السؤال الصعب الذي سألتتا به ابنتي الصغيرة بكل عفوية ..
بدأ الخيال يتراءى لي شء فشيء
كنت ايام شبابي وكنت زوج في الثلاثين من عمري ، وأب لطفلة واحدة .. مقولة فاقد الشيء لا يعطيه لا اؤمن بها فمن حرم من الحنان صغيراً يفرش جناح الود والحنان لأسرته الصغيرة، من عاش يتيماً يدرك معنى اليتم ومن فقد عزيزاً يستشعر معنى الفقد، ومن أراد أن يعطي فإن العطاء شيمة الكرماء وقد اعطيت أجمل واحن هذة المعاني لابنتي وزوجتي
زمااااان تربيت تربية قاسية في كنف والد ظالم فولاذي القلب ووالدة عنيفة قاسية لا تعرف حنان الأمومة ولا رحمتها وبحكم أننا خمسة صبيان كانت معاملة والدينا لنا قاسية جدا فوالدي رجل عسكري سماته الخشونة والقاء الأوامر والتعليمات القاسية، ووالدتي تشبعت من هذه الصفات بحكم عشرتها معه فاعتادت هي الأخرى بعد تلقيها الأوامر والتعليمات من والدي ان تلقيها على مسامعنا نحن أولادها الخمسة كانت حياتي في منزل أسرتي قاسية، جافة، شديدة الصرامة ..
انهيت دراستي الجامعية من دون ان يدق قلبي لأي فتاة وذلك بسبب قسوة الظروف العائلية والضوابط التي نشأت عليها في منزل العائلة. لكن عندما تسلمت وظيفتي في احدى وزارات الدولة التقيت بزميلة اسمها جمانة لفتت انتباهي وجذبتني اليها فعلى الرغم من كونها ليست صارخة الجمال ، فإنها تتمتع بحيوية ونشاط وأنوثة طاغية . وجدت نفسي منجذبا اليها من دون ان اشعر ووجدتها هي الأخرى تبدي لي اهتماما ملحوظا
حذرني زملائي وزميلاتي من انها فتاة عابثة متقلبة ولا تعرف ماذا تريد لكني وجدت نفسي غارقا في حبها راغبا في الارتباط بها وتقبلت مشاعري لها بترحاب ، وطلبت مني مهلة حتى تتعرف علي أكثر قبل ان ترتبط
وخلال هذه الفترة شرحت لها ظروفي وتقاليد عائلتي المحافظة الصارمة، وعندما عرضت عليها الزواج وافقت من دون تفكير
فاتحت والدتي في الأمر، وبعد استشارة والدي وموافقته حددنا موعدا لزيارة والدتي لأسرتها، لكن والدتي عادت ناقمة رافضة لحبيببتي وأسرتها بحجة انهم أسرة متفتحة وعاداتهم ليست كعاداتنا، لكنني أصررت على زواجي بالفتاة حذرني والدي كثيرا وفي أثناء مداولاتنا ومناقشاتنا التي امتدت إلى أيام طويلة قبل الاتفاق مع أسرة حبيبتي على التفاصيل وموعد عقد القران فوجئت بها اتصالا هاتفيا تبلغني انها غيرت رأيها في الزواج بي ، فتذكرت تحذيرات زميلائي وزميلاتي في العمل عندما وجدتها شخصية مختلفة تماما عن التي احببتها وحاولت مناقشتها لأعرف أسباب رفضها لكنها أغلقت باب الحوار من دون كلام وبعد عدة أيام عرفت انها حظيت برجل ثري فنزل هذا الخبر على رأسي كالصاعقة واعتزلت الناس واخذت اجازة من عملي لكي لا أقابل زملائي وزميلاتي
حاولت جاهدا ان أنسى تلك الانسانة لكنني فشلت فشلا ذريعا لأنني كنت ما أزال احبها على الرغم من قسوة ما فعلته بي وبعد فترة عدت الى عملي وشغلت نفسي به وحاولت نسيانها، لكني لم استطع، فكلماتها وضحكاتها ظلت ترن في اذني لا تفارقني كما لو ان تلك الفتاة مرض لا يود ان يفارق جسدي
مر أكثر من سنتين وأنا أعيش العذاب والحرمان، اتتبع اخبار تلك الحبيبة التي تزوجت وأنجبت طفلة وانتقلت الى عمل آخر بعيدا عن الادارة التي اعمل بها
ألحت والدتي علي لكي أتزوج ورشحت لي احدى بنات العائلة، فوافقت على أمل ان أنسى تلك الانسانة التي استولت على عقلي وكياني، وتزوجت من التي رشحتها لي والدتي، فتاة طيبة القلب، ورقيقة وقنوعة، تفرح بالشيء الصغير كأنه معجزة لا يستطيع احد ان يحققها سواي وبدأ حب زوجتي يتسلل الى قلبي رويدا رويدا ، ويحتل كل يوم موقعا جديدا تنسحب منه فتاتي وحبي الأول، حتى احتل حب زوجتي كل قلبي وطرد شبح تلك الفتاة بعد شهور قليلة.
بعد عام انجبت لي زوجتي طفلة جميلة ووجدته نفسي لا اراديا أسميها جمانة وكأن الماضي يلاحقني .. ابنتي نثرت على حياتنا السعادة والحب، وزاد من حبي لزوجتي والتصاقي بها فحمدت الله كثيرا على هديته. الهدية التي ارسلها لي وهي زوجتي الحبيبة الراضية المحبة لي
مؤخراً عرفت بنبأ عودة فتاتي وحبي الأول الى العمل مرة اخرى في المكان الذي اعمل فيه الان وافكر ان انقل لفرع ثاني بعيدا عنها .. شبح الماضي لازال يلاحقني لاني كلما ناديت بأسم ابنتي اتذكرها .. احيانا اندم انني اسميتها باسم الحب الأول واحيانا اردد في داخلي لتكن ذكرى حب جميلة فاتت ولكن القدر بالمرصاد عندما سألت ابنتي هذا السؤال البريء
لماذا اسميتني بهذا الاسم يا ابي ؟؟ يرن في أذني ..
الإجابة صعب جدا يا ابنتي الصغيرة
اصعب من انك تفهميه .. !!
٫
٫
الاب:
ماذا أعطيتك المدرسة دروس اليوم يا ابنتي الحبيبة ؟
البنت
المعلمة سألتتا اليوم عن معاني اسماءنا وقالت لي بدوري ماذا يعني اسم جمانة ؟ فأجبتها اني اجهل المعنى فقالت لي معناه حبات من الفضّة على شكل اللؤلؤ
الاب
هو كذلك .. اسم جميل بمعنى جميل
البنت
ولكن لماذا اسميتني بهذا الاسم يا ابي ؟
طرقت إلى العالم البعيد .. سرحت للماضي .. هذا السؤال الصعب الذي سألتتا به ابنتي الصغيرة بكل عفوية ..
بدأ الخيال يتراءى لي شء فشيء
كنت ايام شبابي وكنت زوج في الثلاثين من عمري ، وأب لطفلة واحدة .. مقولة فاقد الشيء لا يعطيه لا اؤمن بها فمن حرم من الحنان صغيراً يفرش جناح الود والحنان لأسرته الصغيرة، من عاش يتيماً يدرك معنى اليتم ومن فقد عزيزاً يستشعر معنى الفقد، ومن أراد أن يعطي فإن العطاء شيمة الكرماء وقد اعطيت أجمل واحن هذة المعاني لابنتي وزوجتي
زمااااان تربيت تربية قاسية في كنف والد ظالم فولاذي القلب ووالدة عنيفة قاسية لا تعرف حنان الأمومة ولا رحمتها وبحكم أننا خمسة صبيان كانت معاملة والدينا لنا قاسية جدا فوالدي رجل عسكري سماته الخشونة والقاء الأوامر والتعليمات القاسية، ووالدتي تشبعت من هذه الصفات بحكم عشرتها معه فاعتادت هي الأخرى بعد تلقيها الأوامر والتعليمات من والدي ان تلقيها على مسامعنا نحن أولادها الخمسة كانت حياتي في منزل أسرتي قاسية، جافة، شديدة الصرامة ..
انهيت دراستي الجامعية من دون ان يدق قلبي لأي فتاة وذلك بسبب قسوة الظروف العائلية والضوابط التي نشأت عليها في منزل العائلة. لكن عندما تسلمت وظيفتي في احدى وزارات الدولة التقيت بزميلة اسمها جمانة لفتت انتباهي وجذبتني اليها فعلى الرغم من كونها ليست صارخة الجمال ، فإنها تتمتع بحيوية ونشاط وأنوثة طاغية . وجدت نفسي منجذبا اليها من دون ان اشعر ووجدتها هي الأخرى تبدي لي اهتماما ملحوظا
حذرني زملائي وزميلاتي من انها فتاة عابثة متقلبة ولا تعرف ماذا تريد لكني وجدت نفسي غارقا في حبها راغبا في الارتباط بها وتقبلت مشاعري لها بترحاب ، وطلبت مني مهلة حتى تتعرف علي أكثر قبل ان ترتبط
وخلال هذه الفترة شرحت لها ظروفي وتقاليد عائلتي المحافظة الصارمة، وعندما عرضت عليها الزواج وافقت من دون تفكير
فاتحت والدتي في الأمر، وبعد استشارة والدي وموافقته حددنا موعدا لزيارة والدتي لأسرتها، لكن والدتي عادت ناقمة رافضة لحبيببتي وأسرتها بحجة انهم أسرة متفتحة وعاداتهم ليست كعاداتنا، لكنني أصررت على زواجي بالفتاة حذرني والدي كثيرا وفي أثناء مداولاتنا ومناقشاتنا التي امتدت إلى أيام طويلة قبل الاتفاق مع أسرة حبيبتي على التفاصيل وموعد عقد القران فوجئت بها اتصالا هاتفيا تبلغني انها غيرت رأيها في الزواج بي ، فتذكرت تحذيرات زميلائي وزميلاتي في العمل عندما وجدتها شخصية مختلفة تماما عن التي احببتها وحاولت مناقشتها لأعرف أسباب رفضها لكنها أغلقت باب الحوار من دون كلام وبعد عدة أيام عرفت انها حظيت برجل ثري فنزل هذا الخبر على رأسي كالصاعقة واعتزلت الناس واخذت اجازة من عملي لكي لا أقابل زملائي وزميلاتي
حاولت جاهدا ان أنسى تلك الانسانة لكنني فشلت فشلا ذريعا لأنني كنت ما أزال احبها على الرغم من قسوة ما فعلته بي وبعد فترة عدت الى عملي وشغلت نفسي به وحاولت نسيانها، لكني لم استطع، فكلماتها وضحكاتها ظلت ترن في اذني لا تفارقني كما لو ان تلك الفتاة مرض لا يود ان يفارق جسدي
مر أكثر من سنتين وأنا أعيش العذاب والحرمان، اتتبع اخبار تلك الحبيبة التي تزوجت وأنجبت طفلة وانتقلت الى عمل آخر بعيدا عن الادارة التي اعمل بها
ألحت والدتي علي لكي أتزوج ورشحت لي احدى بنات العائلة، فوافقت على أمل ان أنسى تلك الانسانة التي استولت على عقلي وكياني، وتزوجت من التي رشحتها لي والدتي، فتاة طيبة القلب، ورقيقة وقنوعة، تفرح بالشيء الصغير كأنه معجزة لا يستطيع احد ان يحققها سواي وبدأ حب زوجتي يتسلل الى قلبي رويدا رويدا ، ويحتل كل يوم موقعا جديدا تنسحب منه فتاتي وحبي الأول، حتى احتل حب زوجتي كل قلبي وطرد شبح تلك الفتاة بعد شهور قليلة.
بعد عام انجبت لي زوجتي طفلة جميلة ووجدته نفسي لا اراديا أسميها جمانة وكأن الماضي يلاحقني .. ابنتي نثرت على حياتنا السعادة والحب، وزاد من حبي لزوجتي والتصاقي بها فحمدت الله كثيرا على هديته. الهدية التي ارسلها لي وهي زوجتي الحبيبة الراضية المحبة لي
مؤخراً عرفت بنبأ عودة فتاتي وحبي الأول الى العمل مرة اخرى في المكان الذي اعمل فيه الان وافكر ان انقل لفرع ثاني بعيدا عنها .. شبح الماضي لازال يلاحقني لاني كلما ناديت بأسم ابنتي اتذكرها .. احيانا اندم انني اسميتها باسم الحب الأول واحيانا اردد في داخلي لتكن ذكرى حب جميلة فاتت ولكن القدر بالمرصاد عندما سألت ابنتي هذا السؤال البريء
لماذا اسميتني بهذا الاسم يا ابي ؟؟ يرن في أذني ..
الإجابة صعب جدا يا ابنتي الصغيرة
اصعب من انك تفهميه .. !!
