ابو مناف البصري
المالكي
شجرة العذراء مريم بالمطرية
مما يذكره المؤرخون أن شجرة مريم الأصلية التى إستراحت تحتها العائلة المقدسة فى المطرية (20) قد أدركها الوهن نتيجه للشيخوخه فسقطت وماتت سنة 1656 م وقام بجمع فروعها وأغصانها جماعة من كهنة الآباء الفرنسيسكان .
أما الشجرة الموجودة حالياً فقد نبتت مكانها من جذور الشجرة الأولى وهى ترجع إلى عام 1672
م . وقامت مصلحة ألاثار ببناء سور حولها وحولتها إلى مزار سياحى ويقال أن بئر الماء المقدس بالمنطقة , ويوجد بالمنطقة كنيسة كاثوليكية فى شارع البلسم .
وكان فى المكان ساقية كانت تقوم بتوزيع الماء من عدة ينابيع لرى حدائق البلسان التى حولها , وظلت منطقة شجرة المطرية (21) إحدى المناطق المقدسة المشهورة فى الشرق لعدة قرون , وزارها الكثير من السياح الأجانب فى العصور القديمة من جهات مختلفة .
وكان يوجد النبع " البئر المقدس " الذى أستقت من ماؤه العائلة المقدسة وهو موجود أمام سوق المطرية للخضار ولكن بنى فوقه عماره كبيره وقد ذكر الصحفى كمال الملاخ موضوع البئر المقدسة فى جريدة الهرام القاهرية الذى أكتشفه صاحب البناء المسلم أثناء عملية الحفر وهدد بطمرة بالأسمنت المسلح وقام البناء وسكت الصحفى المسيحى وضاع أثراً من آثار العائلة المقدسة فى مصر وقام البناء على هذا الأثر الفريد دليلاً على تخلف مصر.
وكان هذا النبع له قوة على الشفاء ومن الطريف أنه بعد أنتهاء معركة عين شمس وكانت بين كليبر قائد الجيش الفرنسى (حل محل نابليون فى الحملة الفرنسية على مصر لرحيل نابليونإلى فرنسا) وبين الجيوش التركية وكانت نتيجة الحرب إنتصار كليبر - وغرض سرد هذه المعركة أن جنود الحملة الفرنسية عرجوا على شجرة مريم بالمطرية وكتبوا أسمائهم على فروعها بأسنة السيوف , ودون بعضهم قصة شفائة من مرض الرمد وبرئت أعينهم بعد أن أغتسلوا من نبع المطرية وباركه الرب يسوع فقدموا صلواتهم وشكرهم للرب على نعمة شفائهم .
وقد كان لأقباط الأوائل كنيسة كبيرة فى المنطقة وكانت الإحتفالات تقام سنوياً فى ذكرى مجئ العائلة المقدسة إلى أرض مصر ومما يذكره التاريخ أنه كانت فى المطرية كنيسة بأسم مار جرجس أستولى عليها المسلمون وحولوها إلى جامع وذكر إميلينو Amelineau العالم الفرنسى الذى وضع كتاب مصر القبطية أن :
المطرية قرية صغيرة ذكرها السنكسار خصيصاً بسبب رحلة العائلة المقدسة إلى مصر , فورد فى السنكسار ذكر مرورها بالمطرية وإستراحها وإغتسالها من النبع الذى حل بواسطته على النبع البركة والتقديس ومن ساعته نبت نبات البلسم الذى كان يستخدم فى المعمودية وفى تكريس الكنائس وكدواء شافٍ للأمراض , وكانت ترسل منه هدايا إلى الملوك , ولذلك أصبحت قرية المطرية من أشهر الأماكن المشهورة فى مصر , وأصبحت مزاراً هاماً لنوال البركة يالرغم من أن حدائق المطرية لم تعد منذ أمد طويل تنتج ذلك البلسم الذى اشتهرت بإنتاجه قديماً .
ويقول المتنيح العلامة الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا فى مقاله له فى جريدة وطنى بتاريخ 12/6/2005 م عدد 2268 : " وفي المطرية أو (البطرية) استظلت العائلة المقدسة تحت شجرة تعرف إلي اليوم بـ(شجرة مريم).وهناك أنبع الرب يسوع عين ماء وشرب منه وباركه.ثم غسلت فيه العذراء القديسة مريم ملابس الطفل الإلهي وصبت غسالتها علي الأرض,فنبت في تلك البقعة نبات عطري ذو رائحة جميلة هو المعروف بنبات (البلسم) أو (البلسان),يضيفونه إلي أنواع العطور والأطياب التي يصنعون منها مسحة (الميرون) MYRON المستخدم في الطقوس الكنسية في تدشين وتقديس مياه المعمودية,وتدشين أعضاء المعمدين بعد تعميدهم,ومسحهم في ستة وثلاثين موضعا من أبدانهم
(هي مجموع الحواس والأعضاء والمفاصل),وفي تدشين الكنائس والهياكل والمذابح وكل أدواتها,وفي مسح الكهنة والملوك المسيحيين.
وقد أقيمت في المطرية كنيسة مدشنة باسم العذراء القديسة مريم,وهي كنيسة أثرية,كانت ومازالت لها شهرة عظيمة,ولا يزال الناس,مصريين وأجانب,يحجون إليها للتبرك بها وبالبئر الشهيرة التي أنبعها السيد المسيح بنفسه.
وقد صارت (المطرية) لذلك مركزا من المراكز الأسقفية المهمة.
ويروي المؤرخون أن الجنود الفرنسيين بقيادة الفرنسي (كليبر) KLEBER (1753-1800) الذي تولي الحكم في مصر بعد نابليون بونابرت,بعد أن انتصروا علي الجيوش التركية في معركة عين شمس,عرجوا في طريقهم علي شجرة مريم,وكتبوا علي فروعها أسماءهم,مستخدمين في ذلك أسنة حرابهم وسيوفهم,وقد نال بعضهم الشفاء لعيونهم من الرمد بعد أن اغتسلوا من ماء البئر,وشفي البعض الآخر من أمراض أخري,وسجلوا شكرهم لله علي ما نالهم من خير,ببركة (شجرة مريم).
وماء البئر الأثرية الذي أنبعه المسيح له المجد بيده الطاهرة إذ رسم بأصبعه علي الأرض,فتفجر الماء نبعا حلوا عجائبيا. "