باكرتَ تجني العلمَ كلَّ صباح
ونبذت أهل بَطالة وطلاح
في همةٍ وقّادةٍ، وعزيمةٍ
ليست بذات خلابة ومزاح
لا تصطبيك الغانيات بزينة
كلا، ولا الصهباءُ في الأقداح
عند المصيبة لست ذا جزعٍ ولا
عند المسرة بالفتى المفراح
تلقى الصحاب بكل ودٍّ خالص
تبديه صفحةُ وجهك الوضَّاح
وعليك من خِلَع الحياء سكينةٌ
ومهابةٌ مقرونة بسماح
إن جنَّ ليلٌ قمت في غسق الدجى
وطرقت باب إلهك الفتاح
تتلو الكتاب برقةٍ، وتدَبُّرٍ
تدعو بقلب الخاشع الملحاح
ولربما طال الدعاء وآذنت
بوداع ليلك غرةُ الإصباحِ
أما أنيسك فهي كُتْب قد حوت
علمًا يُمِدُّ أولي النهى بسلاح
نعم المؤيدُ للتقيِّ وذي الحجا
نعم المؤنِّسُ للفتى الطَّمَّاح
وصِحابك الأخيار لا تبغي بهم
بدلاً، فهم جندٌ من الأرواح
ما ودهم مذقٌ، ولا أقوالهم
هذرٌ، ولا أفعالهم بقباح
وإذا سألت فسُؤلَ من يبغي الهدى
لا سؤل غِطريس ولا بوقاح
وإذا نطقت فمنطق العقلاء لا
هُجْر يشين ولا بقول اللاحي
أدبٌ وإنصاتٌ، ولينُ عريكة
وتعاملٌ بالنَّصف والإسجاح
كرمٌ، وطيبُ سريرةٍ، وتودُّدٌ
ومآثرٌ بيضٌ وخفضُ جناح
حزت العلا والمجد من أطرافه
فكأنما وُشِّحْتَهُ بوشاح
يا أيها الغطريف، لا تركن إلى
دعةٍ، ولا تحفل بطيب مراح
من للخطوب وقد غشت وتواترت
وأتت مع الإمساء والإصباح
كيف الفلاح لأمة مرزوءة
لا تستجيب لحكمة النُّصاح
إن أنت آثرت السلامة قانعًا
بالدون لا تسعى لنيل فلاح
يا أيها النحرير، شمِّر واجتهد
هذي العلا فأنزل لها في الساح
أنت المؤمل بعد لطف إلهنا
في كشف غمتنا وبرء جراح
بالعلم بالتقوى بنشر للهدى
بالسعي بين الناس في الإصلاح
أوتيت أنوار الهدى فحذار أن
تَطغى فتُلقى في الردى يا صاح
ونبذت أهل بَطالة وطلاح
في همةٍ وقّادةٍ، وعزيمةٍ
ليست بذات خلابة ومزاح
لا تصطبيك الغانيات بزينة
كلا، ولا الصهباءُ في الأقداح
عند المصيبة لست ذا جزعٍ ولا
عند المسرة بالفتى المفراح
تلقى الصحاب بكل ودٍّ خالص
تبديه صفحةُ وجهك الوضَّاح
وعليك من خِلَع الحياء سكينةٌ
ومهابةٌ مقرونة بسماح
إن جنَّ ليلٌ قمت في غسق الدجى
وطرقت باب إلهك الفتاح
تتلو الكتاب برقةٍ، وتدَبُّرٍ
تدعو بقلب الخاشع الملحاح
ولربما طال الدعاء وآذنت
بوداع ليلك غرةُ الإصباحِ
أما أنيسك فهي كُتْب قد حوت
علمًا يُمِدُّ أولي النهى بسلاح
نعم المؤيدُ للتقيِّ وذي الحجا
نعم المؤنِّسُ للفتى الطَّمَّاح
وصِحابك الأخيار لا تبغي بهم
بدلاً، فهم جندٌ من الأرواح
ما ودهم مذقٌ، ولا أقوالهم
هذرٌ، ولا أفعالهم بقباح
وإذا سألت فسُؤلَ من يبغي الهدى
لا سؤل غِطريس ولا بوقاح
وإذا نطقت فمنطق العقلاء لا
هُجْر يشين ولا بقول اللاحي
أدبٌ وإنصاتٌ، ولينُ عريكة
وتعاملٌ بالنَّصف والإسجاح
كرمٌ، وطيبُ سريرةٍ، وتودُّدٌ
ومآثرٌ بيضٌ وخفضُ جناح
حزت العلا والمجد من أطرافه
فكأنما وُشِّحْتَهُ بوشاح
يا أيها الغطريف، لا تركن إلى
دعةٍ، ولا تحفل بطيب مراح
من للخطوب وقد غشت وتواترت
وأتت مع الإمساء والإصباح
كيف الفلاح لأمة مرزوءة
لا تستجيب لحكمة النُّصاح
إن أنت آثرت السلامة قانعًا
بالدون لا تسعى لنيل فلاح
يا أيها النحرير، شمِّر واجتهد
هذي العلا فأنزل لها في الساح
أنت المؤمل بعد لطف إلهنا
في كشف غمتنا وبرء جراح
بالعلم بالتقوى بنشر للهدى
بالسعي بين الناس في الإصلاح
أوتيت أنوار الهدى فحذار أن
تَطغى فتُلقى في الردى يا صاح