فتنةة العصر
رئيسة اقسام الصور 🌹شيخة البنات 🌹
- إنضم
- 7 أغسطس 2015
- المشاركات
- 1,313,674
- مستوى التفاعل
- 176,024
- النقاط
- 113
- الإقامة
- السعودية _ الأحساء ♥️
أورد علماء التاريخ جملة من التراجم والمواقف والأفعال التي ارتكبها شمر بن ذي الجوشن، ننتخب لكم بعضا منها في ما يلي:
أورد الشيخ علي النمازي الشاهرودي في كتابه (مستدركات علم رجال الحديث) - ج 4 - ص 220 – ترجمة عن شمر بن ذي الجوشن جاء فيها:
- تولد من الزنا.
- وكان يوم صفين في جيش أمير المؤمنين عليه السلام.
- و قضاياه في كربلاء معروفة.
- أخذه المختار وقتله وأغلى له دهنا في قدر، فقذفه فيها فتفسخ.
وعن الطبري في ذكر يوم عاشوراء:
إن زهير بن قين يعظ أصحاب عمر بن سعد وينذرهم، فرماه شمر بسهم وقال: اسكت.
فقال له زهير: يا بن البوال على عقبيه، ما إياك أخاطب. إنما أنت بهيم. والله ما أظنك تحكم من كتاب الله آيتين. فأبشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم.
وعن كتاب المثالب لهشام بن محمد الكليني:
إن امرأة ذي الجوشن خرجت من جبانة السبيع إلى جبانة كندة، فعطشت في طريق ولاقت راعيا يرعى الغنم فطلبت منه الماء فأبى أن يعطيها إلا بالإصابة منها. فمكنته فواقعها الراعي فحملت بشمر. انتهى.
قول مولانا الحسين (عليه السلام) لشمر يوم عاشوراء: يا بن راعية المعزى، أنت أولى بها صليا.
رتبته في معسكر بن سعد:
ويأتي من حيث الرتبة والأهميّة بعد عمر بن سعد، وكان على أربعة آلاف في تعبئة الجيش، كما كان قائد الميسرة في جيش ابن سعد يوم عاشوراء.
وأورد سماحة الشيخ جواد المحدثي في موسوعة عاشوراء ترجمة لشمر بن ذي الجوشن، جاء فيها:
- اسمه شرحبيل وكنيته "أبو السابغة".
- أحد القادة المجرمين القساة في جيش الكوفة الذي حارب الحسين وكان من جملة قتلته.
- وهو من قبيلة بني كلاب ومن رؤساء هوازن.
الرجل الثاني في جيش بن سعد:
ولما رأوا عمر بن سعد في مواجهة الحسين، توجه شمر إلى كربلاء حاملا كتابا من ابن زياد إلى ابن سعد يخيّره فيه بين حسم الأمر أو ترك قيادة الجيش إلى شمر بن ذي الجوشن.
تولى شمر في يوم الواقعة قيادة ميسرة الجيش. وبعد انتهاء الواقعة بعث معه عبيدالله رأس الإمام الحسين إلى يزيد في الشام، ثم عاد إلى الكوفة. وبعد خروج المختار هرب شمر من الكوفة. فأرسل المختار غلامه مع جماعة في طلبه؛ فقتل شمر غلام المختار وفرَّ نحو "كلتانية" من قرى خوزستان. فسار جماعة من جيش المختار بقيادة "أبي عمرة" لقتاله، وقُتل الشمر في المعركة التي دارت بينهما، ورموا بجثّته إلى الكلاب، وجاء في مصادر أخرى أنه قبض عليه بعد خروج المختار وقتل.
أفعاله وجرائمه:
من جملة جرائمه الأخرى جلوسه على صدر الحسين لاحتزاز رأسه، وهجومه على الخيام، والإتيان بكتاب الأمان لأبي الفضل العباس لكي يفارق الحسين. كان رجلا مجدورا قبيح المنظر، وسيء السيرة وهو ابن زنا. ورد اسمه في زيارة عاشوراء ملعونا "لعن الله شمرا"، وبعد هجوم شمر على خيام أهل البيت، وقال الحسين عليه السلام قولته المشهورة "إن لم يكن لكم دين فكونوا أحرارا في دنياكم". وفي اللحظات الأخيرة من حياة الإمام الحسين، حرض جماعة على مهاجمته حين كان ملقيا على الأرض.
أورد مولانا الشيخ الصدوق رحمه الله في كتابه الأمالي ما يلي:
خبر شمر مع عبيد الله بن زياد وقتاله للحسين (عليه السلام):
فبلغ عبيد الله بن زياد أن عمر بن سعد يسامر الحسين (عليه السلام) ويحدثه ويكره قتاله، فوجه إليه شمر بن ذي الجوشن في أربعة آلاف فارس، وكتب إلى عمر ابن سعد: إذا أتاك كتابي هذا، فلا تمهلن الحسين بن علي، وخذ بكظمه، وحل بين الماء وبينه، كما حيل بين عثمان وبين الماء يوم الدار.
فلما وصل الكتاب إلى عمر بن سعد (لعنه الله)، أمر مناديه فنادى: إنا قد أجلنا حسينا وأصحابه يومهم وليلتهم، فشق ذلك على الحسين (عليه السلام) وعلى أصحابه...
فقام الحسين (عليه السلام) في أصحابه خطيبا، فقال: اللهم إني لا أعرف أهل بيت أبر ولا أزكى ولا أطهر من أهل بيتي، ولا أصحابا هم خير من أصحابي، وقد نزل بي ما قد ترون، وأنتم في حل من بيعتي، ليست لي في أعناقكم بيعة، ولا لي عليكم ذمة، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا، وتفرقوا في سواده، فإن القوم إنما يطلبونني، ولو ظفروا بي لذهلوا عن طلب غيري.
وروى الشيخ المفيد في كتابه الإرشاد - ج 2 - ص 87 – 92 ما يلي:
ولما رأى الحسين نزول العساكر مع عمر بن سعد بنينوى ومددهم لقتاله أنفذ إلى عمر بن سعد: " إني أريد أن ألقاك " فاجتمعا ليلا فتناجيا طويلا، ثم رجع عمر بن سعد إلى مكانه وكتب إلى عبيد الله بن زياد:
أما بعد: فإن الله قد أطفأ النائرة وجمع الكلمة وأصلح أمر الأمة، هذا حسين قد أعطاني أن يرجع إلى المكان الذي أتى منه أو أن يسير إلى ثغر من الثغور فيكون رجلا من المسلمين، له ما لهم وعليه ما عليهم، أو أن يأتي أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده، فيرى فيما بينه وبينه رأيه، وفي هذا لكم رضى وللأمة صلاح.
فلما قرأ، عبيد الله الكتاب قال: هذا كتاب ناصح مشفق على قومه.
فقام إليه شمر بن ذي الجوشن فقال: أتقبل هذا منه وقد نزل بأرضك وإلى جنبك ؟ والله لئن رحل من بلادك ولم يضع يده في يدك، ليكونن أولى بالقوة ولتكونن أولى بالضعف والعجز، فلا تعطه هذه المنزلة فإنها من الوهن، ولكن لينزل على حكمك هو وأصحابه، فإن عاقبت فأنت (أولى بالعقوبة) وإن عفوت كان ذلك لك.
قال له ابن زياد: نعم ما رأيت، الرأي رأيك، اخرج بهذا الكتاب إلى عمر بن سعد فليعرض على الحسين وأصحابه النزول على حكمي، فإن فعلوا فليبعث بهم إلي سلما، وإن هم أبوا فليقاتلهم، فإن فعل فاسمع له وأطع، وإن أبى أن يقاتلهم فأنت أمير الجيش، واضرب عنقه وابعث إلي برأسه.
وكتب إلى عمر بن سعد: إني لم أبعثك إلى الحسين لتكف عنه ولا لتطاوله ولا لتمنيه السلامة والبقاء ولا لتعتذر له ولا لتكون له عندي شافعا، انظر فإن نزل حسين وأصحابه على حكمي واستسلموا فابعث بهم إلي سلما، وإن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم، فإنهم لذلك مستحقون، وإن قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره، فإنه عات ظلوم، وليس أرى أن هذا يضر بعد الموت شيئا، ولكن علي قول قد قلته: لو قتلته لفعلت هذا به، فإن أنت مضيت لأمرنا فيه جزيناك جزاء السامع المطيع، وإن أبيت فاعتزل عملنا وجندنا، وخل بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر فإنا قد أمرناه بأمرنا، والسلام.
فأقبل شمر بكتاب عبيد الله إلى عمر بن سعد، فلما قدم عليه وقرأه قال له عمر: ما لك ويلك ؟! لا قرب الله دارك، قبح الله ما قدمت به علي، والله إني لأظنك أنك نهيته أن يقبل ما كتبت به إليه، وأفسدت علينا أمرنا، قد كنا رجونا أن يصلح، لا يستسلم والله حسين، إن نفس أبيه لبين جنبيه.
فقال له شمر: أخبرني ما أنت صانع، أتمضي لأمر أميرك وتقاتل عدوه ؟ وإلا فخل بيني وبين الجند والعسكر، قال: لا، لا والله ولا كرامة لك، ولكن أنا أتولى ذلك، فدونك فكن أنت على الرجالة.
ونهض عمر بن سعد إلى الحسين عشية الخميس لتسع مضين من المحرم.
وجاء شمر حتى وقف على أصحاب الحسين (عليه السلام) فقال: أين بنو أختنا ؟ فخرج إليه العباس وجعفر وعثمان بنو علي بن أبي طالب عليه وعليهم السلام فقالوا: ما تريد ؟ فقال: أنتم يا بني أختي آمنون، فقالت له الفتية: لعنك الله ولعن أمانك، أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له ؟! ثم نادى عمر بن سعد: يا خيل الله اركبي وأبشري، فركب الناس ثم زحف نحوهم بعد العصر، وحسين (عليه السلام) جالس أمام بيته محتب بسيفه، إذ خفق برأسه على ركبتيه، وسمعت أخته الصيحة فدنت من أخيها فقالت: يا أخي أما تسمع الأصوات قد اقتربت ؟ فرفع الحسين (عليه السلام) رأسه فقال: " إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله الساعة في المنام فقال لي: إنك تروح إلينا " فلطمت أخته وجهها ونادت بالويل، فقال لها: " ليس لك الويل يا أخية، اسكتي رحمك الله " وقال له العباس بن علي رحمة الله عليه: يا أخي أتاك القوم، فنهض ثم قال: " يا عباس، اركب - بنفسي أنت يا أخي - حتى تلقاهم وتقول لهم: ما لكم وما بدا لكم ؟ وتسألهم عما جاء بهم ".
فأتاهم العباس في نحو من عشرين فارسا، منهم زهير بن القين وحبيب بن مظاهر، فقال لهم العباس: ما بدا لكم وما تريدون ؟ قالوا: جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو نناجزكم، قال: فلا تعجلوا حتى أرجع إلى أبي عبد الله فأعرض عليه ما ذكرتم، فوقفوا وقالوا: القه فأعلمه، ثم القنا بما يقول لك.
فانصرف العباس راجعا يركض إلى الحسين (عليه السلام) يخبره الخبر، ووقف أصحابه يخاطبون القوم ويعظونهم، ويكفونهم عن قتال الحسين.
فجاء العباس إلى الحسين (عليه السلام) فأخبره بما قال القوم، فقال: " ارجع إليهم فإن استطعت أن تؤخرهم إلى الغدوة وتدفعهم عنا العشية، لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أني قد أحب الصلاة له وتلاوة كتابه والدعاء والاستغفار ".
فمضى العباس إلى القوم ورجع من عندهم ومعه رسول من قبل عمر بن سعد يقول: إنا قد أجلناكم إلى غد، فإن استسلمتم سرحناكم إلى أميرنا عبيد الله بن زياد، وإن أبيتم فلسنا تاركيكم، وانصرف.
فجمع الحسين (عليه السلام) أصحابه عند قرب المساء.
قال علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام: " فدنوت منه لأسمع ما يقول لهم، وأنا إذ ذاك مريض، فسمعت أبي يقول لأصحابه: أثني على الله أحسن الثناء، وأحمده على السراء والضراء، اللهم إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين، وجعلت لنا أسماعا وأبصارا وأفئدة، فاجعلنا من الشاكرين.
أما بعد: فإني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني خيرا، ألا وإني لأظن أنه آخر يوم لنا من هؤلاء، ألا وإني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا.
فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر: لم نفعل ذلك ؟! لنبقى بعدك ؟! لا أرانا الله ذلك أبدا.
بدأهم بهذا القول العباس بن علي رضوان الله عليه واتبعته الجماعة عليه فتكلموا بمثله ونحوه.
فقال الحسين عليه السلام: يا بني عقيل، حسبكم من القتل بمسلم، فاذهبوا أنتم فقد أذنت لكم.
قالوا: سبحان الله، فما يقول الناس ؟! يقولون إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا - خير الأعمام - ولم نرم معهم بسهم، ولم نطعن معهم برمح، ولم نضرب معهم بسيف، ولا ندري ما صنعوا، لا والله ما نفعل ذلك، ولكن (تفديك أنفسنا وأموالنا وأهلونا) ، ونقاتل معك حتى نرد موردك، فقبح الله العيش بعدك.
أورد الشيخ علي النمازي الشاهرودي في كتابه (مستدركات علم رجال الحديث) - ج 4 - ص 220 – ترجمة عن شمر بن ذي الجوشن جاء فيها:
شمر بن ذي الجوشن:
- وكان يوم صفين في جيش أمير المؤمنين عليه السلام.
- و قضاياه في كربلاء معروفة.
- أخذه المختار وقتله وأغلى له دهنا في قدر، فقذفه فيها فتفسخ.
وعن الطبري في ذكر يوم عاشوراء:
إن زهير بن قين يعظ أصحاب عمر بن سعد وينذرهم، فرماه شمر بسهم وقال: اسكت.
فقال له زهير: يا بن البوال على عقبيه، ما إياك أخاطب. إنما أنت بهيم. والله ما أظنك تحكم من كتاب الله آيتين. فأبشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم.
وعن كتاب المثالب لهشام بن محمد الكليني:
إن امرأة ذي الجوشن خرجت من جبانة السبيع إلى جبانة كندة، فعطشت في طريق ولاقت راعيا يرعى الغنم فطلبت منه الماء فأبى أن يعطيها إلا بالإصابة منها. فمكنته فواقعها الراعي فحملت بشمر. انتهى.
قول مولانا الحسين (عليه السلام) لشمر يوم عاشوراء: يا بن راعية المعزى، أنت أولى بها صليا.
رتبته في معسكر بن سعد:
ويأتي من حيث الرتبة والأهميّة بعد عمر بن سعد، وكان على أربعة آلاف في تعبئة الجيش، كما كان قائد الميسرة في جيش ابن سعد يوم عاشوراء.
وأورد سماحة الشيخ جواد المحدثي في موسوعة عاشوراء ترجمة لشمر بن ذي الجوشن، جاء فيها:
.: الشمر بن ذي الجوشن :.
- اسمه شرحبيل وكنيته "أبو السابغة".
- أحد القادة المجرمين القساة في جيش الكوفة الذي حارب الحسين وكان من جملة قتلته.
- وهو من قبيلة بني كلاب ومن رؤساء هوازن.
الرجل الثاني في جيش بن سعد:
ولما رأوا عمر بن سعد في مواجهة الحسين، توجه شمر إلى كربلاء حاملا كتابا من ابن زياد إلى ابن سعد يخيّره فيه بين حسم الأمر أو ترك قيادة الجيش إلى شمر بن ذي الجوشن.
تولى شمر في يوم الواقعة قيادة ميسرة الجيش. وبعد انتهاء الواقعة بعث معه عبيدالله رأس الإمام الحسين إلى يزيد في الشام، ثم عاد إلى الكوفة. وبعد خروج المختار هرب شمر من الكوفة. فأرسل المختار غلامه مع جماعة في طلبه؛ فقتل شمر غلام المختار وفرَّ نحو "كلتانية" من قرى خوزستان. فسار جماعة من جيش المختار بقيادة "أبي عمرة" لقتاله، وقُتل الشمر في المعركة التي دارت بينهما، ورموا بجثّته إلى الكلاب، وجاء في مصادر أخرى أنه قبض عليه بعد خروج المختار وقتل.
أفعاله وجرائمه:
من جملة جرائمه الأخرى جلوسه على صدر الحسين لاحتزاز رأسه، وهجومه على الخيام، والإتيان بكتاب الأمان لأبي الفضل العباس لكي يفارق الحسين. كان رجلا مجدورا قبيح المنظر، وسيء السيرة وهو ابن زنا. ورد اسمه في زيارة عاشوراء ملعونا "لعن الله شمرا"، وبعد هجوم شمر على خيام أهل البيت، وقال الحسين عليه السلام قولته المشهورة "إن لم يكن لكم دين فكونوا أحرارا في دنياكم". وفي اللحظات الأخيرة من حياة الإمام الحسين، حرض جماعة على مهاجمته حين كان ملقيا على الأرض.
أورد مولانا الشيخ الصدوق رحمه الله في كتابه الأمالي ما يلي:
خبر شمر مع عبيد الله بن زياد وقتاله للحسين (عليه السلام):
فبلغ عبيد الله بن زياد أن عمر بن سعد يسامر الحسين (عليه السلام) ويحدثه ويكره قتاله، فوجه إليه شمر بن ذي الجوشن في أربعة آلاف فارس، وكتب إلى عمر ابن سعد: إذا أتاك كتابي هذا، فلا تمهلن الحسين بن علي، وخذ بكظمه، وحل بين الماء وبينه، كما حيل بين عثمان وبين الماء يوم الدار.
فلما وصل الكتاب إلى عمر بن سعد (لعنه الله)، أمر مناديه فنادى: إنا قد أجلنا حسينا وأصحابه يومهم وليلتهم، فشق ذلك على الحسين (عليه السلام) وعلى أصحابه...
فقام الحسين (عليه السلام) في أصحابه خطيبا، فقال: اللهم إني لا أعرف أهل بيت أبر ولا أزكى ولا أطهر من أهل بيتي، ولا أصحابا هم خير من أصحابي، وقد نزل بي ما قد ترون، وأنتم في حل من بيعتي، ليست لي في أعناقكم بيعة، ولا لي عليكم ذمة، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا، وتفرقوا في سواده، فإن القوم إنما يطلبونني، ولو ظفروا بي لذهلوا عن طلب غيري.
وروى الشيخ المفيد في كتابه الإرشاد - ج 2 - ص 87 – 92 ما يلي:
ولما رأى الحسين نزول العساكر مع عمر بن سعد بنينوى ومددهم لقتاله أنفذ إلى عمر بن سعد: " إني أريد أن ألقاك " فاجتمعا ليلا فتناجيا طويلا، ثم رجع عمر بن سعد إلى مكانه وكتب إلى عبيد الله بن زياد:
أما بعد: فإن الله قد أطفأ النائرة وجمع الكلمة وأصلح أمر الأمة، هذا حسين قد أعطاني أن يرجع إلى المكان الذي أتى منه أو أن يسير إلى ثغر من الثغور فيكون رجلا من المسلمين، له ما لهم وعليه ما عليهم، أو أن يأتي أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده، فيرى فيما بينه وبينه رأيه، وفي هذا لكم رضى وللأمة صلاح.
فلما قرأ، عبيد الله الكتاب قال: هذا كتاب ناصح مشفق على قومه.
فقام إليه شمر بن ذي الجوشن فقال: أتقبل هذا منه وقد نزل بأرضك وإلى جنبك ؟ والله لئن رحل من بلادك ولم يضع يده في يدك، ليكونن أولى بالقوة ولتكونن أولى بالضعف والعجز، فلا تعطه هذه المنزلة فإنها من الوهن، ولكن لينزل على حكمك هو وأصحابه، فإن عاقبت فأنت (أولى بالعقوبة) وإن عفوت كان ذلك لك.
قال له ابن زياد: نعم ما رأيت، الرأي رأيك، اخرج بهذا الكتاب إلى عمر بن سعد فليعرض على الحسين وأصحابه النزول على حكمي، فإن فعلوا فليبعث بهم إلي سلما، وإن هم أبوا فليقاتلهم، فإن فعل فاسمع له وأطع، وإن أبى أن يقاتلهم فأنت أمير الجيش، واضرب عنقه وابعث إلي برأسه.
وكتب إلى عمر بن سعد: إني لم أبعثك إلى الحسين لتكف عنه ولا لتطاوله ولا لتمنيه السلامة والبقاء ولا لتعتذر له ولا لتكون له عندي شافعا، انظر فإن نزل حسين وأصحابه على حكمي واستسلموا فابعث بهم إلي سلما، وإن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم، فإنهم لذلك مستحقون، وإن قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره، فإنه عات ظلوم، وليس أرى أن هذا يضر بعد الموت شيئا، ولكن علي قول قد قلته: لو قتلته لفعلت هذا به، فإن أنت مضيت لأمرنا فيه جزيناك جزاء السامع المطيع، وإن أبيت فاعتزل عملنا وجندنا، وخل بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر فإنا قد أمرناه بأمرنا، والسلام.
فأقبل شمر بكتاب عبيد الله إلى عمر بن سعد، فلما قدم عليه وقرأه قال له عمر: ما لك ويلك ؟! لا قرب الله دارك، قبح الله ما قدمت به علي، والله إني لأظنك أنك نهيته أن يقبل ما كتبت به إليه، وأفسدت علينا أمرنا، قد كنا رجونا أن يصلح، لا يستسلم والله حسين، إن نفس أبيه لبين جنبيه.
فقال له شمر: أخبرني ما أنت صانع، أتمضي لأمر أميرك وتقاتل عدوه ؟ وإلا فخل بيني وبين الجند والعسكر، قال: لا، لا والله ولا كرامة لك، ولكن أنا أتولى ذلك، فدونك فكن أنت على الرجالة.
ونهض عمر بن سعد إلى الحسين عشية الخميس لتسع مضين من المحرم.
وجاء شمر حتى وقف على أصحاب الحسين (عليه السلام) فقال: أين بنو أختنا ؟ فخرج إليه العباس وجعفر وعثمان بنو علي بن أبي طالب عليه وعليهم السلام فقالوا: ما تريد ؟ فقال: أنتم يا بني أختي آمنون، فقالت له الفتية: لعنك الله ولعن أمانك، أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له ؟! ثم نادى عمر بن سعد: يا خيل الله اركبي وأبشري، فركب الناس ثم زحف نحوهم بعد العصر، وحسين (عليه السلام) جالس أمام بيته محتب بسيفه، إذ خفق برأسه على ركبتيه، وسمعت أخته الصيحة فدنت من أخيها فقالت: يا أخي أما تسمع الأصوات قد اقتربت ؟ فرفع الحسين (عليه السلام) رأسه فقال: " إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله الساعة في المنام فقال لي: إنك تروح إلينا " فلطمت أخته وجهها ونادت بالويل، فقال لها: " ليس لك الويل يا أخية، اسكتي رحمك الله " وقال له العباس بن علي رحمة الله عليه: يا أخي أتاك القوم، فنهض ثم قال: " يا عباس، اركب - بنفسي أنت يا أخي - حتى تلقاهم وتقول لهم: ما لكم وما بدا لكم ؟ وتسألهم عما جاء بهم ".
فأتاهم العباس في نحو من عشرين فارسا، منهم زهير بن القين وحبيب بن مظاهر، فقال لهم العباس: ما بدا لكم وما تريدون ؟ قالوا: جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو نناجزكم، قال: فلا تعجلوا حتى أرجع إلى أبي عبد الله فأعرض عليه ما ذكرتم، فوقفوا وقالوا: القه فأعلمه، ثم القنا بما يقول لك.
فانصرف العباس راجعا يركض إلى الحسين (عليه السلام) يخبره الخبر، ووقف أصحابه يخاطبون القوم ويعظونهم، ويكفونهم عن قتال الحسين.
فجاء العباس إلى الحسين (عليه السلام) فأخبره بما قال القوم، فقال: " ارجع إليهم فإن استطعت أن تؤخرهم إلى الغدوة وتدفعهم عنا العشية، لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أني قد أحب الصلاة له وتلاوة كتابه والدعاء والاستغفار ".
فمضى العباس إلى القوم ورجع من عندهم ومعه رسول من قبل عمر بن سعد يقول: إنا قد أجلناكم إلى غد، فإن استسلمتم سرحناكم إلى أميرنا عبيد الله بن زياد، وإن أبيتم فلسنا تاركيكم، وانصرف.
فجمع الحسين (عليه السلام) أصحابه عند قرب المساء.
قال علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام: " فدنوت منه لأسمع ما يقول لهم، وأنا إذ ذاك مريض، فسمعت أبي يقول لأصحابه: أثني على الله أحسن الثناء، وأحمده على السراء والضراء، اللهم إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين، وجعلت لنا أسماعا وأبصارا وأفئدة، فاجعلنا من الشاكرين.
أما بعد: فإني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني خيرا، ألا وإني لأظن أنه آخر يوم لنا من هؤلاء، ألا وإني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا.
فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر: لم نفعل ذلك ؟! لنبقى بعدك ؟! لا أرانا الله ذلك أبدا.
بدأهم بهذا القول العباس بن علي رضوان الله عليه واتبعته الجماعة عليه فتكلموا بمثله ونحوه.
فقال الحسين عليه السلام: يا بني عقيل، حسبكم من القتل بمسلم، فاذهبوا أنتم فقد أذنت لكم.
قالوا: سبحان الله، فما يقول الناس ؟! يقولون إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا - خير الأعمام - ولم نرم معهم بسهم، ولم نطعن معهم برمح، ولم نضرب معهم بسيف، ولا ندري ما صنعوا، لا والله ما نفعل ذلك، ولكن (تفديك أنفسنا وأموالنا وأهلونا) ، ونقاتل معك حتى نرد موردك، فقبح الله العيش بعدك.