أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

صحيفة أم المؤمنين السيدة خديجة

فتنةة العصر

رئيسة اقسام الصور 🌹شيخة البنات 🌹
إنضم
7 أغسطس 2015
المشاركات
1,313,800
مستوى التفاعل
176,413
النقاط
113
الإقامة
السعودية _ الأحساء ♥️
صحيفة أم المؤمنين السيدة خديجة

[FONT=&quot]بنت‏ خويلد بن‏ اسد بن عبد العزى ابن قصي[/FONT]
[FONT=&quot]عليها وعلى آلها الصلاة والسلام[/FONT]
[FONT=&quot]في مناقبها وفضائلها وشرفها ونبلها وطهارتها وصدقها وفي إيمانها وحمايتها لسيد المرسلين وإبائها ودفاعها عن الدين وخلقها وسيرتها مع أهل زمانها حتى رحيلها للملكوت الأعلى .[/FONT]
image001.jpg
وشرح أبوذية أمنا

image002.jpg
[FONT=&quot] رحم الله الشيخ حسن الأنباري إذ قال : [/FONT]
[FONT=&quot]بنبوة محمد وسيف علي ومال خديجة أمنا[/FONT]
[FONT=&quot]قام الدين وحفظ بأحفادها الحجج ممن أمنا[/FONT]
[FONT=&quot]وبفضلهم اصبحنا مسلمين مهتدين ولنا أمنا[/FONT]
[FONT=&quot]من الضلال وفزنا برضا الله لخالص العبودية[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot]المحتويات[/FONT]
صحيفة خديجة أم المؤمنين عليها السلام
بنبوة محمد وسيف علي ومال خديجة أمنا
[FONT=&quot]معنى أمنا وكلمات الأبوذية :[/FONT]
[FONT=&quot]معنى نبوة محمد ودينه :[/FONT]
[FONT=&quot]معنى سيف علي :[/FONT]
[FONT=&quot]معنى مال خديجة وبذله :[/FONT]
[FONT=&quot]خديجة أمنا أم المؤمنين :[/FONT]
نسب السيدة خديجة أم المؤمنين
أحوال للنبي الأكرم مع خديجة
[FONT=&quot]أتجار النبي الأكرم لخديجة :[/FONT]
[FONT=&quot]زواج السيدة خديجة من النبي الأكرم :[/FONT]
مقام السيدة خديجة
[FONT=&quot]حال السيدة خديجة في شعب أبي طالب :[/FONT]
[FONT=&quot]وفاة السيد خديجة أم المؤمنين :[/FONT]
قام الدين وحفظ بأحفادها الحجج ممن أمنا
وبفضلهم اصبحنا مسلمين مهتدين ولناأمنا
من الضلال وفزنا برضا الله لخالص العبودية
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]
بنبوة محمد وسيف علي ومال خديجة أمنا

معنى أمنا وكلمات الأبوذية :

[FONT=&quot]أمنا [/FONT][FONT=&quot]: و أَمَّتِ المرأةُ أُمُومَة صَارت أُمًّا ، أم نا ، أم اسم الأم الوالدة ، نا للمتكم الجمع ضمير متصل مثل نحن المنفصل، والسيدة خديجة أمنا توسعة وتنزيلها كالأم في حرمة الزواج منها ، وليس لها باقي أحكام الأم كجواز النظر لها أو الإرث لها ومنها ولا لمسها ومصافحتها ولا القرابة بأن يكون أخوها كأخينا أو أبوها جدنا وغيرها إلا توسعة احتراميه من غير الأحكام ، وهكذا باقي زوجات النبي ، و أم المؤمنين خديجة بنت خويلد داخلة في معنى قوله الله تعالى : { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ (6) } الأحزاب ، وسبب نزل الآية حين قال طلحة إن مات النبي سأتزوج عائشة ، وعمت حرمة الزواج منهن جميع نساء النبي والمؤمنين .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]ومقال : قام الإسلام بنبوة محمد ومال خديجة وسيف علي عليهم الصلاة والسلام[/FONT][FONT=&quot] ، مقال مشهور : ومسلم عند جميع المسلمين ، ويؤيده واقع التأريخ الإسلامي وأحاديثه ، وكأنه عناوين لثلاثة أبواب موسعة في فصول كثيرة حين يراد شرحه ، فإن نبوة محمد صلى الله عليه وآله مسلمة ، ومال خديجة يكفي أنه النبي تاجر لها وسيأتي بيانه ، وسيف علي عليه السلام ذو الفقار وهو الفتى المغوار ، كانت قائد وأمير جيش النبي في كل مغازيه ، وكانت الفتوح على يديه ، ولم يجعل النبي عليه أمير ، ولا تجد آية في الفتح وفي مغازي الإسلام إلا وعلي عليه السلام قائدها وسيد المسلمين وولي أمرهم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، وراجع صحيفة النبوة من موسوعة صحف الطيبين تعرف هذا مفصلا ، أو راجع كتب التأريخ وتفسير القرآن آيات المغازي .[/FONT]
[FONT=&quot] فضلا عن كون[/FONT][FONT=&quot] : علي بن أبي طالب عليه السلام ، باب علم رسول الله وأفقه العباد بعده وأعلمهم بالكتاب والسنن وتفسير القرآن وقراءته عنه انتشرت ، والقرآن المطبوع والمنتشر بين يدي المسلمين الآن بقراءة حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن ابي طالب وكذا غيرها من القراءة ، وهو حكيم الأئمة وأزهد الناس وأعبدهم وأعرفهم بعظمة الله تعالى ومعرف معاني توحيده ، راجع أحاديثه ونهج البلاغة المعجزة المعرفة للإمامة بعد القرآن الكريم ، وهو ورباني آيات كلام الله ومفسره ومبين معانيه ، وسيد المؤمنين في كل شيء وأميرهم في عدل والإنصاف والإحسان وبكل صفات الخير والسبق للدين ، وراجع صحيفته في موسوعة صحف الطيبين أو غيرها من الكتب عنه ، وهذا .[/FONT]
[FONT=&quot]وروي : أن الإسلام لم يقم إلا بمال خديجة ، وسيف علي بن أبي طالب صلى الله عليهم وسلم .[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]ذكره المامقاني في تنقيح المقال ج2 ص77 ، وقال إنه متواتر ، أي متواتر النقل ومعناه مسلم يصدقه كل عارف في تأريخ الدين الإسلامي ، وأما الحديث عن أم المؤمنين خديجة فتابع البحوث الآتية .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
معنى نبوة محمد ودينه :

[FONT=&quot]يا طيب[/FONT][FONT=&quot] : إن دين الإسلام ، دين الإسلام والمحبة والرحمة والعطف والمودة والإصلاح والعدل والإحسان ، ولم يرضى الله بالظلم ويعاقب عليه أشد العقاب ، وقام الإسلام على دين محمد صلى الله عليه وآله ، ذو الخلق العظيم و نبي الرحمة والسلام والعدل والصلاح ، وأمره الله أن يدعو العباد بالموعظة الحسنة ، ويجادلهم بالتي هي أحسن ويعلمهم الكتاب والحكمة ، وكل ما فيه خير وسعادة وصلاح للإنسان في نفسه وما تطمئن به ولأسرته وقومه وبلده ، ولكل البشرية ودنيا وآخرة .[/FONT]
[FONT=&quot]وقد قال الله تعالى :[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]{ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) } .[/FONT]
[FONT=&quot]في أول كل سور القرآن الكريم[/FONT][FONT=&quot] : رحمة واسعة لكل البشر ورحمة خاصة لمن يطلب المزيد بشكر الله وطاعته ، وأكده في الفاتحة بأنه هو الرحمان الرحيم فقال :[/FONT]
[FONT=&quot]{ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) } الفاتحة .[/FONT]
[FONT=&quot]ولذا هو تعالى يأمر بالعدل :[/FONT]
[FONT=&quot]{ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى[/FONT]
[FONT=&quot] وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) } النحل .[/FONT]
[FONT=&quot]وأمر سبحانه تعالى[/FONT][FONT=&quot] : بالعدل والقسط والإحسان والرحمة والعطف في كل آيات القرآن تعليما وهدى ، أو صراحة ونصا كما عرفت بالآية السابقة ، وينهى عن الفحشاء وما يوجب العداوة والبغي وكل ظلم ، وبمثل هذا وصى عباده سبحانه فقال :[/FONT]
[FONT=&quot]{ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا (36) } النساء .[/FONT]
[FONT=&quot]ومثل هذه[/FONT][FONT=&quot] : الرحمة في توصية الله كثيرة في كتابه ، كقوله تعالى :[/FONT]
[FONT=&quot]{ قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) } الأنعام .[/FONT]
[FONT=&quot]وقال تعالى : { أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183) } الشعراء .[/FONT]
[FONT=&quot]آيات [/FONT][FONT=&quot]: كريمة كلها توصية بالعدل والإحسان والمحبة وحفظ الحقوق وحرمة التعدي على الغير وسلب حقوقه .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وأما في حق سيد المرسلين[/FONT][FONT=&quot] : فوجوده الكريم عين القرآن الكريم ، هو حقيقة بتعاليمه وسيرته وسلوكه رحمة للعالمين ، وهو يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ويجادل الناس بالتي هي أحسن ، ويعلمهم الكتاب والحكمة وكل خير وما فيه البركة والرحمة ، بكل تصرف وخلق كريم عظيم رحيم له ، فقال الله تعالى في وصفه .[/FONT]
[FONT=&quot]فقال تعالى : [/FONT]
[FONT=&quot]{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) } الأنبياء .[/FONT]
[FONT=&quot]وقال تعالى : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) } القلم .[/FONT]
[FONT=&quot]وقال تعالى : [/FONT]
[FONT=&quot]{ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ [/FONT]
[FONT=&quot]وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[/FONT]
[FONT=&quot] إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)[/FONT]
[FONT=&quot] وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ[/FONT][FONT=&quot] (126) }النحل .[/FONT]
[FONT=&quot]فالله تعالى :[/FONT][FONT=&quot] جعل سيد المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ذو خلق عظيم ، ورحمة للعالمين ، ويأمره بالصبر على من يعاقبه ، كما جوز له على من يعتدي أن يعاقبه بمثل ما عاقبه والله لا يحب المعتدين ، وهذا عين تعليم الكتاب في الهدى والحكمة في التصرف الموزون الذي يضع الحق في محله ويوقف المتجبر المعتدي ، فقال الله تعالى :[/FONT]
[FONT=&quot]{ ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (56) } الأعراف .[/FONT]
[FONT=&quot]ولهذا يجب أن نشكر الله[/FONT][FONT=&quot] : على معلمنا وهدانا بكل لطف وحكمة وموعظة حسنه ، فلذا قال تعالى :[/FONT]
[FONT=&quot]{كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ (152) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) } البقرة .[/FONT]
[FONT=&quot]فالله تعالى :[/FONT][FONT=&quot] هو الرحمن الرحيم العدل ، والمحسن ويحب المحسنين ، ونبيه جعله رحمة للعالمين وذو خلق عظيم ، فدين محمد صلى الله عليه وآله دين الله وهداه وحبه لعباده ورحمته وبه وإحسانه إليهم ، ليفلحوا يفوزوا بسعادة حقيقة ونعم واقعي في الدنيا والآخرة، وآيات الله في حقه وبيان لطفه ورحمته كثيرة نكتفي بهذا المختصر والتفصيل في صحيفة النبوة ، فراجع .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
معنى سيف علي :

[FONT=&quot]يا طيب[/FONT][FONT=&quot] : إن الله سبحانه وتعالى جاء بدين الرحمة والموعظة الحسنة ، ولا يحب الظلم والعدوان والطغيان ، وجادلهم بالحسنى وكان لا يجبر أحد على الإسلام ومن لم يحب لم يسمعه ولا يدعوه ، ولكن من يبغي ويعتدي فالله تعالى يأمر بقتاله وإيقافه عند حده ، وقريش بعد ما ظلمت النبي وأجبرته على الهجرة والخروج من ديارة ، أخذ أبو سفيان وطغاة القوم أموال النبي وأملاكه وباعوا بيت خديجة وما يملكه النبي في مكة ، فعاقبهم النبي بمنع تجارتهم ليأخذ حقه وماله وإن غيرت جمال التجارة مسيرها ولم تظفر بها سرية بعثها النبي ، ولكن قريش استعدت للحرب وجاءت في بدر وبدأت الحروب بينها وبين المسلمين ، وكان الإمام علي قائد جيش المسلمين وبيده راية المسلمين وقتل في معركة بدر الكثير من المشركين .[/FONT]
[FONT=&quot]ثم جاءت معركة أحد : وفيها نزل ذو الفقار ، وسنذكر قصته بعد قوله تعالى :[/FONT]
[FONT=&quot]{ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا[/FONT]
[FONT=&quot] فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ[/FONT][FONT=&quot] (9) [/FONT]
[FONT=&quot]إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ[/FONT][FONT=&quot] إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) [/FONT]
[FONT=&quot]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ[/FONT][FONT=&quot] آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) [/FONT]
[FONT=&quot]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ[/FONT][FONT=&quot] آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (12) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) } الحجرات .[/FONT]
[FONT=&quot]يا طيب[/FONT][FONT=&quot] : الآيات فيها تعاليم دين رحمه وهدى قيم ومعارف عدل وإصلاح وقسط وإحسان ، وفي الآيات أعلاه إن الله تعالى يعلمنا إن مؤمن طغى وتجبر وبغى وظلم ، أمر النبي والمؤمنين بقتاله حتى يفيئ ويقبل الصلح ويصلح نفسه .[/FONT]
[FONT=&quot] فكيف :[/FONT][FONT=&quot] بالمشركين والكفار إن طغوا وتجبروا ، ولذا حين جاءت قريش لقتال النبي صلى الله عليه وآله قاتلهم ، وإنه صبر ولم يذهب لقتالهم ، ولكن لما جاءوه فأهلا بالقتال في سبيل الله ولو مع قلة ناصره ، وكان بعد الموعظة والإحسان إليهم ، جاء دور سيف علي عليه السلام ليجعل حد لطغيان المتكبرين والجبابرة ، ولنتعرف على قصة من قصصه ، لأن التفصيل لا يسعه هذا المختصر ، فلذا يا طيب : نذكر بعض فقط قصص سيف ذو الفقار ، ومنها :[/FONT]
[FONT=&quot]قال في المناقب[/FONT][FONT=&quot] : أنزل ذا الفقار فأعطي محمد ، و أعطاه محمد عليا ، و كان عصا موسى من اللوز المر ، و شجرة طوبى في دار فاطمة و علي ، و كان عصى موسى رأسها ذا شعبتين ، و كان ذو الفقار ذا شعبتين ، و عين اسم علي ذو شعبتين ......[/FONT]
[FONT=&quot]مناقب آل أبي طالب ج3ص250 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:[/FONT][FONT=&quot] إنما سمي سيف أمير المؤمنين ذا الفقار ، لأنه كان في وسطه خط في طوله ، فشبه بفقار الظهر ، فسمي ذا الفقار بذلك ، و كان سيفا نزل به جبرئيل من السماء ، و كانت حلقته فضة ، و هو الذي نادى به مناد من السماءِ : [/FONT]
[FONT=&quot]لَا سَيْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ وَ لَا فَتَى إِلَّا عَلِيٌّ.[/FONT]
[FONT=&quot]علل الشرائع ج1ص160ب129 ح2 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وعن حذيفة بن‏ اليماني رضي الله عنه‏ :[/FONT][FONT=&quot] أن رسول الله ص أمر بالجهاد يوم أحد فخرج الناس سراعا يتمنون لقاء العدو عدوهم و بغوا في منطقهم ، و قالوا : و لله لئن لقينا عدونا لا نولي حتى نقتل يقتل‏ عن آخرنا رجل رجل‏ أو يفتح الله لنا .[/FONT]
[FONT=&quot]قال : فلما أتوا القوم ابتلاهم الله بالذي كان منهم و من بغيهم ، فلم يلبثوا إلا يسيرا حتى انهزموا عن رسول الله إلا علي بن أبي طالب ، و أبو دجانة سماك‏ بن خرشة الأنصاري .[/FONT]
[FONT=&quot]فلما رأى رسول الله[/FONT][FONT=&quot] : ما قد نزل بالناس من الهزيمة و البلاء ، رفع البيضة عن رأسه ، و جعل ينادي :[/FONT]
[FONT=&quot]أيها الناس[/FONT][FONT=&quot] : أنا لم أمت و لم أقتل .[/FONT]
[FONT=&quot]و جعل الناس :[/FONT][FONT=&quot] يركب بعضهم بعضا ، لا يلوون على رسول الله و لا يلتفتون إليه ، فلم يزالوا كذلك حتى دخلوا المدينة ، فلم يكتفوا بالهزيمة حتى قال أفضلهم رجل في أنفسهم ، قتل رسول الله .[/FONT]
[FONT=&quot] فلما أيس رسول الله[/FONT][FONT=&quot] : من القوم ، رجع إلى موضعه الذي كان فيه ، فلم يزل علي بن أبي طالب عليه السلام وأبو دجانة الأنصاري رضي الله عنه‏ .[/FONT]
[FONT=&quot] فقال رسول الله :[/FONT][FONT=&quot] يا أبا دجانة ذهب الناس فالحق بقومك .[/FONT]
[FONT=&quot]فقال أبو دجانة[/FONT][FONT=&quot] : يا رسول الله ما على هذا بايعناك و بايعنا الله، و لا على هذا خرجنا ، يقول الله تعالى‏ { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10) } الفتح.[/FONT]
[FONT=&quot]فقال رسول الله[/FONT][FONT=&quot] : يا أبا دجانة ، أنت في حل من بيعتك ، فارجع .[/FONT]
[FONT=&quot]فقال أبو دجانة :[/FONT][FONT=&quot] يا رسول الله لا تحدث نساء الأنصار في الخدور أني أسلمتك و رغبت نفسي عن نفسك ، يا رسول الله لا خير في العيش بعدك .[/FONT]
[FONT=&quot]قال فلما سمع رسول الله[/FONT][FONT=&quot] :‏ كلامه ، و رغبته في الجهاد ، انتهى رسول الله إلى صخرة فاستتر بها ليتقي بها من السهام ، سهام المشركين ، فلم يلبث أبو دجانة إلا يسيرا حتى أثخن جراحة ، فتحامل حتى انتهى إلى رسول الله ، فجلس إلى جنبه مثخنا لا حراك به .[/FONT]
[FONT=&quot]قال : و علي لا يبارز فارسا و لا راجلا ، إلا قتله الله على يديه ، حتى انقطع سيفه.[/FONT]
[FONT=&quot] فلما انقطع سيفه : جاء إلى رسول الله ، فقال : يا رسول الله انقطع سيفي ، و لا سيف لي .[/FONT]
[FONT=&quot]فخلع رسول الله : سيفه ذو الفقار ، فقلده‏ عليا ،[/FONT][FONT=&quot] و مشى إلى جمع المشركين ، فكان لا يبرز يبري‏ إليه‏ أحد إلا قتله ، فلم يزل على ذلك حتى وهت دراعته .[/FONT]
[FONT=&quot] ففرق رسول الله :[/FONT][FONT=&quot] ذلك فيه ، فنظر رسول الله إلى السماء .[/FONT]
[FONT=&quot]و قال : اللهم[/FONT][FONT=&quot] إن محمدا عبدك و رسولك ، جعلت لكل نبي وزيرا من أهله ، لتشد به عضده و تشركه في أمره ، و جعلت لي وزيرا من أهلي علي بن أبي طالب أخي ، فنعم الأخ و نعم الوزير .[/FONT]
[FONT=&quot]اللهم :[/FONT][FONT=&quot] وعدتني أن تمدني بأربعة آلاف‏ من الملائكة مردفين‏ ، اللهم وعدك وعدك‏ ، إنك لا تخلف الميعاد ، وعدتني أن تظهر دينك‏ على الدين كله ولو كره المشركون‏.[/FONT]
[FONT=&quot]قال :[/FONT][FONT=&quot] فبينما رسول الله يدعو ربه و يتضرع إليه ، إذ سمع دويا من الناس ، فرفع رأسه .[/FONT]
[FONT=&quot]فإذا جبرئيل[/FONT][FONT=&quot] : على كرسي من ذهب و معه أربعة آلاف‏ من الملائكة مردفين‏ .[/FONT]
[FONT=&quot]و هو يقول :[/FONT]
[FONT=&quot]لا فتى إلا علي و لا[/FONT]
[FONT=&quot]سيف إلا ذو الفقار[/FONT]
[FONT=&quot]فهبط جبرئيل :[/FONT][FONT=&quot] على الصخرة ، و حفت الملائكة برسول الله فسلموا عليه .[/FONT]
[FONT=&quot]فقال جبرئيل[/FONT][FONT=&quot] : يا رسول الله ، و الذي أكرمك بالهدى ، لقد عجبت الملائكة المقربون لمواساة هذا الرجل لك بنفسه .[/FONT]
[FONT=&quot]فقال :[/FONT][FONT=&quot] يا جبرئيل ، ما يمنعه و ما يصنعه ، فما يصنعه‏ يواسيني بنفسه ، و هو مني و أنا منه .[/FONT]
[FONT=&quot] فقال جبرئيل : و أنا منكما ، حتى قالها ثلاثا .[/FONT]
[FONT=&quot]ثم حمل علي بن أبي طالب[/FONT][FONT=&quot] :‏ و حمل جبرئيل و الملائكة ، ثم إن الله تعالى هزم جمع المشركين ، و تشتت أمرهم .[/FONT]
[FONT=&quot]فمضى رسول الله : و علي بن أبي طالب بين يديه ، و معه اللواء قد خضبه بالدم ، و أبو دجانة رضي الله عنه‏ خلفه[/FONT][FONT=&quot] ، فلما أشرف على المدينة ، فإذا نساء الأنصار يبكين على‏ رسول الله ، فلما نظروا إلى رسول الله ، استقبله أهل المدينة بأجمعهم .[/FONT]
[FONT=&quot]و مال رسول الله :[/FONT][FONT=&quot] إلى المسجد ، و نظر إليه الناس ، فتضرعوا إلى الله و إلى رسوله ، و أقروا بالذنب ، و طلبوا التوبة ، فأنزل الله فيهم قرآنا يعيبهم بالبغي الذي كان منهم .[/FONT]
[FONT=&quot]و ذلك قوله تعالى‏[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{ وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (143) } آل عمران ، يقول قد عاينتم الموت و العدو ، فلم نقضتم العهد و جزعتم من الموت ، و قد عاهدتم الله أن لا تنهزموا حتى قال بعضكم قتل محمد صلى الله عليه وآله و علي عليه السلام و أبو دجانة رضى الله عنه .[/FONT]
[FONT=&quot] فأنزل الله تعالى‏ :[/FONT][FONT=&quot] { { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ (144) } آل عمران .[/FONT]
[FONT=&quot]ثم قال رسول الله :[/FONT][FONT=&quot] أيها الناس ، إنكم رغبتم بأنفسكم عني ، و وازرني علي و واساني ، فمن أطاعه فقد أطاعني ، و من عصاه فقد عصاني و فارقني في الدنيا و الآخرة .[/FONT]
[FONT=&quot]قال و قال حذيفة[/FONT][FONT=&quot] : ليس ينبغي لأحد يعقل أن‏ يشك فيمن لم يشرك بالله ، أنه أفضل ممن أشرك به ، و من لم ينهزم عن رسول الله ، أفضل ممن انهزم ، و أن السابق إلى الإيمان بالله و رسوله أفضل ، و هو علي بن أبي طالب عليه السلام .[/FONT]
[FONT=&quot]تفسير فرات الكوفي، ص99ح85 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وذكر الأربلي[/FONT][FONT=&quot] : في مناقب الإمام علي عليه السلام ، و منها : أنه صعب على المسلمين قلعة فيها كفار و يئسوا من فتحها ، فقعد في المنجنيق و رماه الناس إليها .[/FONT]
[FONT=&quot]وَ فِي يَدِهِ ذُو الْفَقَارِ[/FONT][FONT=&quot] : فنزل عليهم ، و فتح القلعة.[/FONT]
[FONT=&quot]الخرائج و الجرائح ج1ص212 ب2ح55 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]ولما خطب أمير المؤمنين في وقعة صفين :[/FONT][FONT=&quot] أجابه أصحابه فقالوا : يا أمير المؤمنين انهض بنا إلى عدونا و عدوك إذا شئت ، فو الله ما نريد بك بدلا نموت معك و نحيا معك ، فقال لهم علي مجيبا لهم: [/FONT]
[FONT=&quot]و الذي نفسي بيده : لنظر إلي رسول الله أضرب قدامه بسيفي .[/FONT]
[FONT=&quot]فَقَالَ : لَا سَيْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ وَ لَا فَتَى إِلَّا عَلِيٌّ[/FONT]
[FONT=&quot] و قال : يا علي[/FONT][FONT=&quot] ، أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، غير أنه لا نبي بعدي ، و موتك و حياتك يا علي معي ، و الله ما كذبت و لا كذبت ، و لا ضللت و لا ضل بي ، و ما نسيت ما عهد إلي ، و إني لعلى بينة من ربي ، و إني لعلى الطريق الواضح ألفظه لفظا.[/FONT]
[FONT=&quot]وقعة صفين ص315 .[/FONT]
[FONT=&quot]وعن ابن عباس رضي الله عنه قال :[/FONT][FONT=&quot] كان علي بن أبي طالب يقول في حياة النبي :[/FONT]
[FONT=&quot] إن الله تعالى يقول في كتابه‏ :[/FONT][FONT=&quot] { أ فإن مات أو قتل انقلبتم على‏ أعقابكم‏ } .[/FONT]
[FONT=&quot]و الله : لا ننقلب[/FONT][FONT=&quot] على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ، و الله لئن مات أو قتل ، لأقاتلن على ما قاتل عليه ، و من أولى به مني ، و أنا أخوه و وارثه و ابن عمه و كرم الله وجهه الأكرم‏ .[/FONT]
[FONT=&quot]تفسير فرات الكوفي ص96ح80 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وعن الإمام الحسين عليه السلام قال : إن[/FONT][FONT=&quot] أعرابيا أتى رسول الله ، فخرج إليه في رداء ممشق . فقال : يا محمد لقد خرجت إلي كأنك فتى ؟[/FONT]
[FONT=&quot]فقال [/FONT][FONT=&quot]: نعم يا أعرابي ، أَنَا الْفَتَى ، ابْنُ الْفَتَى ، أَخُو الْفَتَى .[/FONT]
[FONT=&quot]فقال :[/FONT][FONT=&quot] يا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، أَمَّا الْفَتَى فَنَعَمْ ، فَكَيْفَ ابْنُ الْفَتَى ، وَ أَخُو الْفَتَى ؟[/FONT]
[FONT=&quot]فقال :[/FONT][FONT=&quot] أ ما سمعت الله عز و جل يقول { قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ‏ } فَأَنَا ابْنُ إِبْرَاهِيمَ .[/FONT]
[FONT=&quot]وَ أَمَّا أَخُو الْفَتَى : فإن مناديا نادى من السماء يوم أحد : لَا سَيْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ وَ لَا فَتَى إِلَّا عَلِيٌّ ، فَعَلِيٌّ أَخِي وَ أَنَا أَخُوهُ . [/FONT]
[FONT=&quot]الأمالي للصدوق ص200 م36 ح10 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]يا طيب[/FONT][FONT=&quot] : وكان بعد أحد في كل مغازي النبي سيف ذو الفقار بيد علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهو من بعده كان إرثه الخاص ، وحمله في كل حروبه في الجمل وفي صفين والنهروان ، ومن بعده عند أولاده الحسن ثم الحسين عليه السلام ثم الأئمة وهو سيف صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه ، وهو آية من آيات الله ، يحمله الإمام فيفتح الله عليه إن إذن له بالظهور إن شاء الله وجعلنا الله من أعوانه وأنصاره.[/FONT]
[FONT=&quot]ويا طيب[/FONT][FONT=&quot] : وإن حامل السيف هو الذي أيده الله ونصره وجعله آية في الزهد والعبادة وفي كل المناقب والفضائل ، وله السبق والعلو على جميع المسلمين ، كما أنه باب علم الله تعالى ومفسر كتابه ومعلم قراءته وشرحه ، وكل تعاليم دين الله ، وهو الإمام الكريم الجواد بالنفس والمال ، ويكفي نزول آيات الإنفاق في الليل والنهار والتصدق بالخاتم وآية الولاية ، ونزول سورة الدهر هل أتى ، وغيرها الكثير التي تعرف كرمه وصدقاته ، وبعد أن عرفنا هذا كشرح لكلمات الشطر الأول للأبوذية ، فلنعرف مال أم المؤمنين خديجة رضوان الله عليها .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
معنى مال خديجة وبذله :

[FONT=&quot]يا طيب[/FONT][FONT=&quot] : إن أم المؤمنين خديجة عليها السلام ، أول من آمنت وأول من أنفقت مالها في سبيل الله ، وبعد لم يكن تكن حرب ، وكان إنفاقها وبذل مالها على المؤمنين والمسلمين وبالخصوص أيام الحصار في الشعب ، بل حتى كان ينفق رسول الله من مالها حين الهجرة وبعده ، ولذا يضاف بذلها للمال إلى مال لها من المكارم والمناقب ، ويكون لها أجر عظيم وكريم وكبير كما يعلل الله خاتمة الآية بأسماء الحسنى كما في الآيات الآتية ، وهذه تجارة مع زوجها ولكل آلها من بعدها لن تبور ، ولذا قال الله تعالى :[/FONT]
[FONT=&quot]{ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ [/FONT]
[FONT=&quot]وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ[/FONT][FONT=&quot] (29) [/FONT]
[FONT=&quot]لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) } فاطر ,[/FONT]
[FONT=&quot]فخديجة عليها السلام[/FONT][FONT=&quot] : تاجرت مع الله ، فوهبا الله كل خير بل جعل ذريتها كوثر الخير والبركة ، وغفر لها وشكر سعيها ولها أجرا كبير ومن المفلحين كما في الآيات الآتية لأنها ، أفضل من تصدق عليه علما وعملا ونصا وتطبيقا ، فقال الله تعالى :[/FONT]
[FONT=&quot]{ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7)[/FONT]
[FONT=&quot]وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ[/FONT]
[FONT=&quot] أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (الحديد11) } الحديد .[/FONT]
[FONT=&quot]فخديجة عليها السلام[/FONT][FONT=&quot] : أعظم درجة ولها أجرا كريم كبير وعظيم بما أنفقت وهي مؤمنة بل أول من آمنت ونصرت ، وليس قبل الفتح بل قبل الهجرة ، وهي من المفلحين ، وقد قال الله سبحانه :[/FONT]
[FONT=&quot]{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) } التغابن .[/FONT]
[FONT=&quot]ويا طيب[/FONT][FONT=&quot] : الآيات في الإيمان والسبق له ، وفي الإنفاق وبذل المال كثيرة ونكتفي بهذا ، ونذكر بعض ما قيل في مالها وبذلها من الأحاديث والروايات ، وبعضها قد يقال مبالغ بها ، لكنها تدل بمجموعها على ما عندها من الثروة الكبيرة حتى أنها كانت سيدة قريش قبل زواجها من النبي وأثراهم وأغناهم ، وإنها ترسل من يتاجر لها وتربح بفضل الله أربعة أضعاف ما يربحه الآخرون كما مع النبي الأكرم ، وهكذا أعدها الله لنبيه ودينه ، إمرة عاقلة لبيبة كريمة فاضلة ، وبعد هذا فلنكر بعض ثروتها وإنفاقها :[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وفي حديث هجرة الإمام علي بعد النبي للمدينة صلى الله عليهم وسلم :[/FONT][FONT=&quot] عن أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر ، عن و عبيد الله بن أبي رافع قال :....[/FONT]
[FONT=&quot] و قال النبي صلى الله عليه و آله[/FONT][FONT=&quot] : إنهم لن يصلوا من الآن إليك يا علي بأمر تكرهه حتى تقدم علي ، فأد أمانتي على أعين الناس ظاهرا ، ثم إني مستخلفك على فاطمة ابنتي ، و مستخلف ربي عليكما و مستحفظه فيكما، و أمره أن يبتاع رواحل له و للفواطم ( فاطمة بنت محمد وفاطمة بنت حمزة وفاطمة أم أمير المؤمنين عليهم السلام ) ، و من أزمع للهجرة معه من بني هاشم .[/FONT]
[FONT=&quot]قال أبو عبيدة : فقلت لعبيد الله .[/FONT]
[FONT=&quot] أ و كان : رسول الله صلى الله عليه و آله يجد ما ينفقه هكذا ؟ [/FONT][FONT=&quot]( أي يشتري رواح للفواطم ولبني هاشم ممن يحب أن يهاجر معه ).[/FONT]
[FONT=&quot]فقال [/FONT][FONT=&quot]: إني سألت أبي عما سألتني ، و كان يحدث بهذا الحديث، فقال: [/FONT]
[FONT=&quot]فأين يذهب بك :[/FONT][FONT=&quot] عن مال‏ خديجة عليها السلام .[/FONT]
[FONT=&quot]و قال: إن رسول الله صلى الله عليه و آله قال :[/FONT]
[FONT=&quot] ما نفعني مال قط : مثل ما نفعني مال‏ خديجة عليها السلام .[/FONT]
[FONT=&quot] و كان رسول الله صلى الله عليه و آله : [/FONT]
[FONT=&quot]يفك من مالها الغارم و العاني‏ ، و يحمل الكل‏ ، و يعطي في النائبة ، و يرفد فقراء أصحابه إذ كان بمكة ، و يحمل من أراد منهم الهجرة .[/FONT]
[FONT=&quot]و كانت قريش :[/FONT][FONT=&quot] إذا رحلت عيرها في الرحلتين- يعني رحلة الشتاء و الصيف- كانت طائفة من العير لخديجة ، و كانت أكثر قريش مالا ، و كان صلى الله عليه و آله ينفق منه ما شاء في حياتها ، ثم ورثها هو و ولدها بعد مماتها .[/FONT]
[FONT=&quot]الأمالي للطوسي ص468م16 ح14، 1، 15- 1031- 37.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]ولذا جاء عن ابن عباس رضي الله عنه‏[/FONT][FONT=&quot] : {وَ وَجَدَكَ ضَالًّا } عن النبوة فهدى‏ إلى النبوة ، { وَ وَجَدَكَ‏ عائِلًا فَأَغْنى‏ } بِخَدِيجَةَ .[/FONT]
[FONT=&quot]تفسير فرات الكوفي ص569ح 730.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]و عن زرارة :[/FONT][FONT=&quot] عن أحدهما الصادق أو الباقر عليهم السلام : في قول الله : { أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً } فَآوى‏ فآوى إليك الناس‏ ، { وَ وَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى‏ } أي هدى إليك قوما لا يعرفونك حتى عرفوك‏ ، { وَ وَجَدَكَ‏ عائِلًا فَأَغْنى‏ } أي وجدك تعول أقواما فأغناهم بعلمك.[/FONT]
[FONT=&quot]تفسير القمي ج2ص427 الضحى.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وعن عباية عن ابن عباس قال :[/FONT][FONT=&quot] سألته‏ عن قول الله عز و جل‏ { أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى‏ } ؟ قال : إنما سمي يتيما ، لأنه لم يكن له نظير على وجه الأرض من الأولين و لا من الآخرين ، فقال الله عز و جل : ممتنا عليه بنعمته :[/FONT]
[FONT=&quot]{ أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً } أي وحيدا لا نظير لك ، فآوى‏ إليك الناس و عرفهم فضلك حتى عرفوك‏ ، { وَ وَجَدَكَ ضَالًّا } يقول منسوبا عند قومك إلى الضلالة فهداهم لمعرفتك .[/FONT]
[FONT=&quot]{ و وجدك‏ عائلا }[/FONT][FONT=&quot] يقول فقيرا عند قومك ، يقولون لا مال لك .[/FONT]
[FONT=&quot]فَأَغْنَاكَ اللَّهُ : بِمَالِ خَدِيجَةَ .[/FONT]
[FONT=&quot]ثم زادك من فضله[/FONT][FONT=&quot] : فجعل دعاءك مستجابا ، حتى لو دعوت على حجر أن يجعله الله لك ذهبا لنقل عينه إلى مرادك ، و أتاك بالطعام حيث لا طعام ، و أتاك بالماء حيث لا ماء ، و أغاثك بالملائكة حيث لا مغيث ، فأظفرك بهم على أعدائك.[/FONT]
[FONT=&quot]معاني الأخبار ص52ح4.علل الشرائع ج1ص130ب109ح1 .[/FONT]
[FONT=&quot]والأحاديث [/FONT][FONT=&quot]: تبين مصاديق حقة لغناء رسول الله بالعلم وبمال خديجة ، وينفق منهما من مال لله ما مكنه منه ، مع قدرته بفضل الله على المعجزة .[/FONT]
[FONT=&quot]والأحاديث : كثير في كثرة مال خديجة ، وتفاصيله لا يسعه هذا المختصر ، وسيأتي بعضه في تجارة النبي الأكرم معها ، وفي زواجها منه .[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]
خديجة أمنا أم المؤمنين :

[FONT=&quot]وجاء اسم خديجة أم المؤمنين[/FONT][FONT=&quot] : في كل كتب السير والحديث والتأريخ الإسلامي حين تتحدث عنها ، وهي أول أم للمؤمنين ، وهي أول زوجات النبي الأكرم وأعزهن وأكرمهم وأفضلهن ، بل تعد في سيدات نساء العالمين بعد بنتها فاطمة الزهراء صلى الله عليهم وسلم ثم بعدها مريم بنت عمران وأسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، وأمنا حواء وهاجر وسارة وغيرهن من سيدات النساء ، وهي أم أبناء النبي كلهم ما عدى إبراهيم ، وهي أم فاطمة الزهراء أم الأئمة ، ومن نسلها السادة المكرمين من أسباط وأحفاد سيد المرسلين ، وهي التي صدقت النبي حين كذبها الناس ، وهي التي نصرت النبي حين خذلها الناس ، وهي التي أنفقت كل مالها في سبيل الله الله تعالى ، وإن شأنها لعظيم كريم عند الله تعالى .[/FONT]
[FONT=&quot]كما ويسلم عليها بأم المؤمنين[/FONT][FONT=&quot] في كثير من الزيارات على النبي وأبنائها الأئمة المعصومين عليهم السلام وغيرهم : وجاء : في زيارة الإمام الحسين : السلام عليك يا أبا عبد الله ، السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام عليك يا ابن سيد الوصيين ، السلام عليك يا ابن خيرة رب العالمين ، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خَدِيجَةَ الْكُبْرَى أُمِ‏ الْمُؤْمِنِينَ‏ ....[/FONT]
[FONT=&quot]بحار الأنوار ج98ص231ب18ح38 .[/FONT]
[FONT=&quot]وفي زاد المعاد :[/FONT][FONT=&quot] فإذا فرغت فقبل الضريح و قل : السلام عليك يا أبا عبد الله ، السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين ، السلام عليك يا ابن سيد الوصيين السلام ، عليك يا ابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خَدِيجَةَ الْكُبْرَى أُمِ‏ الْمُؤْمِنِينَ‏ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْأَئِمَّةِ الْهَادِينَ الْمَهْدِيِّينَ .[/FONT]
[FONT=&quot]زاد المعاد ص 458.[/FONT]
[FONT=&quot]وجاء في كثير من الزيارات ذكرها والسلام عليها بلقب خديجة الكبرى منها :[/FONT]
[FONT=&quot]السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ‏ خَدِيجَةَ الْكُبْرَى[/FONT][FONT=&quot] ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللَّهِ وَ ابْنَ ثَارِهِ وَ الْوَتْرَ الْمَوْتُورَ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَ آتَيْتَ الزَّكَاةَ وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ‏ .[/FONT]
[FONT=&quot]مصباح المتهجد ج2ص720 .[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]​
نسب السيدة خديجة أم المؤمنين

[FONT=&quot]يا طيب[/FONT][FONT=&quot] : إن نسب خديجة وعزتها ، هو ورعها وعفتها ومقامها مع النبي والإيمان به وتأييده ونصره ، وبذل مالها في سبيل الله ، فرفعها لله تعالى لأن تكون سيدة نساء العالمين بعد أبنتها ، وهي في المقام الأعلى مع رسول الله في أعلى عليين ، وهذا الشرف والمجد بالتقوى والإيمان والعقل الراجح المصيب في إختيار الإيمان بالله ورسوله وبذل كل ما تملك في سبيل الله تعالى .[/FONT]
[FONT=&quot]وإما نسبها فهي[/FONT][FONT=&quot] : خديجة بنت‏ خويلد بن‏ اسد بن عبد العزى ابن قصي ، بن كلاب بن مرّة بن كعب ابن لؤىّ بن غالب بن فهر ..[/FONT]
[FONT=&quot]و في قصي : يجتمع مع النبي صلى الله عليه وآله ، و قد تزوجها قبل النبوة .[/FONT]
[FONT=&quot]وهي أم أولاده[/FONT][FONT=&quot] : ويكفيها إنها أم فاطمة الزهراء بنت محمد سيد المرسلين ، وهي وبنتها وأسية ومريم سيدات نساء أهل الجنة .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]​
أخوة خديجة وأهل بيتها :

[FONT=&quot]يا طيب[/FONT][FONT=&quot] : ذكر كل من يحف بخديجة عليها السلام ، لا يسعه هذا المختصر ، ولكن نذكر مختصر بما بعرفه أهمهم .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
العوام بن خويلد :

[FONT=&quot]أخو خديجة : بنت خويلد ،[/FONT][FONT=&quot] زوج صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله وعلي بن أبي طالب صلى الله عليهم وسلم ، فولدت له الزبير و السابق و عبد الكعبة . توفيت في المدينة سنة عشرين و عمرها ثلاث و سبعون سنة و دفنت في البقيع.[/FONT]
[FONT=&quot] المدخل لابن الحاج ج1ص265، وفاء الوفاء ج2ص105.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
والزبير بن العوام :

[FONT=&quot] بن خويلد بن أسد... بن كعب بن لؤي القرشي الأسدي، يكنى أبا عبد الله، أمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه و آله ، فهو ابن عمة رسول الله ، و ابن أخي خديجة الزكية أم‏ المؤمنين‏ بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه و آله ، أسلم ، و هو ابن ست عشرة سنة، و أبلى في الدين بلاء حسنا إلا ما كان منه بعد مقتل عثمان بإغواء ابنه عبد الله و مكاتبة معاوية إياه ، فغلبه الهوى ، و ساق جيشا مع طلحة و عائشة إلى البصرة، فوقع ما وقع و قتل من قتل و سفكت فيها دماء الأبرياء، فرجع هو و قتله ابن جرموذ .[/FONT]
[FONT=&quot]مكاتيب الرسول صلى الله عليه و آله و سلم ج‏3 ص459.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
و هالَةُ :

[FONT=&quot]هاله بنْتُ خُوَيُلدِ بْنِ أَسَدٍ أُخْتُ خَدِيجَة أُمّ‏ المُؤْمِنِين‏ صَحابِيَّة ، رضي الله تعالى عنهما، و هي أم أبي العاص بن الربيع زوج زينب بنت النبي صلى الله عليه وآله .[/FONT]
[FONT=&quot]تاج العروس ج‏15ص821 هول .[/FONT]
[FONT=&quot]وذكروا :[/FONT][FONT=&quot] أن ما قيل في زوجي خديجة قبل النبي هم أزواج هالة ، وهند هو ابنها ، وبناتها وأولادها هم ربائب النبي .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
و وَرَقة بنُ نَوْفل‏ :

[FONT=&quot] بنِ‏ أَسَدِ بنِ عَبْد العُزَّى‏ بنِ قُصَيّ‏ ، و هو ابنُ عَمِ‏ أُمِ‏ المؤمنين‏ ، و جدَّةِ أَهل البَيْتِ‏ خَدِيجَة بنتِ خُوَيْلِد بن أسَدِ بنِ عَبدِ العُزَّى، رضي اللَّه عنها. و قال ابن منده: اختلف في إسلامه‏، و الأظهر أنه مات قبل الرسالة، و بعد النبوة .[/FONT]
[FONT=&quot]تاج العروس ج‏13ص478 ورق. ولورقة أخبار كثير يأتي بعضها ولا يسعها هذا المختصر.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
خالد بن حزام‏ :

[FONT=&quot]أخي أم‏ المؤمنين‏ خديجة رضي اللّه تعالى عنها ، عدوّه من الصحابة.[/FONT]
[FONT=&quot]وفي تنقيح المقال:[/FONT][FONT=&quot] أسلم قديما ، و هاجر الى أرض الحبشة الهجرة الثانية ، فنهشته حيّة فمات في الطريق قبل أن يدخل الى أرض الحبشة . و في أخبار العامّة انّه نزل فيه :[/FONT]
[FONT=&quot]{ وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ( 100) } النساء .[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]​
علي بن أبي طالب :

[FONT=&quot]عن مجاهد بن جبر قال :[/FONT][FONT=&quot] كان ممّا أنعم الله على عليّ بن أبي طالب عليه السلام وأراد به من الخير أنّ قريشاً أصابتهم أزمة شديدة ، وكان أبو طالب ذا عيال كثير .[/FONT]
[FONT=&quot]فقال رسول الله للعبّاس[/FONT][FONT=&quot] : عمّه ـ وكان من أيسر بني هاشم ـ: يا عبّاس :[/FONT]
[FONT=&quot]إنّ أخاك : أبا طالب كثير العيال ،[/FONT][FONT=&quot] وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة، فانطلق حتّى نخفّف عنه من عياله .[/FONT]
[FONT=&quot] فأخذ : رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّاً فضمّه إليه .[/FONT]
[FONT=&quot] فلم يزل عليّ : مع رسول الله[/FONT][FONT=&quot] صلّى الله عليه وآله وسلّم حتّى بعثه الله نبيّاً ، فاتّبعه عليّ وآمن به وصدّقه .[/FONT]
[FONT=&quot]إعلام الورى ج1ص105ب3ف1 ، دلائل النبوة للبيهقي 2: 162، وكذا في: سيرة ابن هشام 1: 263، تاريخ الطبري 2: 313، مستدرك الحاكم 3: 567، السيرة النبوية لابن كثير 1: 429، البداية والنهاية 3: 25، ونقله المجلسي في بحار الاَنوار18: 208 | ذيل الحديث 37.[/FONT]
[FONT=&quot]وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام :[/FONT]
[FONT=&quot] أنا وضعت[/FONT][FONT=&quot] : بكلاكل العرب ، و كسرت نواجم قرون ربيعة و مضر .[/FONT]
[FONT=&quot]و قد علمتم :[/FONT][FONT=&quot] موضعي من رسول الله ، بالقرابة القريبة ، و المنزلة الخصيصة .[/FONT]
[FONT=&quot]وضعني في حجره[/FONT][FONT=&quot] : و أنا وليد ، يضمني إلى صدره ، و يكنفني في فراشه ، و يمسني جسده ، و يشمني عرفه ، و كان يمضغ الشي‏ء ثم يلقمنيه .[/FONT]
[FONT=&quot]و ما وجد لي :[/FONT][FONT=&quot] كذبة في قول ، و لا خطلة في فعل .[/FONT]
[FONT=&quot]و لقد قرن الله به :[/FONT][FONT=&quot] من لدن أن كان فطيما ، أعظم ملك من ملائكته ، يسلك به طريق المكارم ، و محاسن أخلاق العالم ، ليله و نهاره .[/FONT]
[FONT=&quot]و لقد كنت :[/FONT][FONT=&quot] أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه ، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما ، و يأمرني بالاقتداء به ، و لقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه و لا يراه غيري .[/FONT]
[FONT=&quot]و لم يجمع : بيت واحد يومئذ في الإسلام ، غَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ ، وَ خَدِيجَةَ ، وَأَنَا ثَالِثُهُمَا .[/FONT]
[FONT=&quot]أرى نور[/FONT][FONT=&quot] : الوحي و الرسالة ، و أشم ريح النبوة.[/FONT]
[FONT=&quot]و لقد سمعت[/FONT][FONT=&quot] : رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه .[/FONT]
[FONT=&quot] فقلت[/FONT][FONT=&quot] : يا رسول الله ما هذه الرنة ؟[/FONT]
[FONT=&quot]فقال [/FONT][FONT=&quot]: هذا الشيطان قد أيس من عبادته ، إنك تسمع ما أسمع ، و ترى ما أرى ، إلا أنك لست بنبي ، و لكنك لوزير ، و إنك لعلى خير .[/FONT]
[FONT=&quot]شرح ‏نهج‏ البلاغة ج13ص197 .[/FONT]
[FONT=&quot]وستأتي أحاديث[/FONT][FONT=&quot] : في حياته معها مع النبي في أنه أول من أسلم وصلى مع خديجة خلفه صلى الله عليهم وسلم ، وتفصيل مشاركته للنبي في كل أموره تجده في صحيفة النبوة وصحيفة الإمام علي عليه السلام .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
ميسرة :

[FONT=&quot]كان أحد[/FONT][FONT=&quot] : عبيدها وخادمهما المقرب ، وهو الذي تاجر مع النبي ، وأخبرها بفضله ورغبها به ، وقد أعتقته وأولاده بعد النبي ، وليس له أخبار بعد هذا .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
زيد بن حارثة :

[FONT=&quot]هو أبو أسامة[/FONT][FONT=&quot] : زيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب بن عبد العزى القرشي نسبا الهاشمي ولاء ، مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم وحبه وأبو حبه ، كان أمه خرجت به تزور قومها ، فأغارت عليهم بنو القين ، فأخذوا زيدا وقدموا به سوق عكاظ ، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة ، فوهبته للنبي صلى الله عليه و سلم ، وهو ابن ثمان سنين ، فأعتقه وتبناه .[/FONT]
[FONT=&quot]وهاجر إلى المدينة[/FONT][FONT=&quot] : وشهد بدرا والخندق والحديبية وغيرها ، ولم يذكر الله في القرآن من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وغيره من الأنبياء إلا زيدا ، بقوله تعالى : { فلما قضى زيد منها وطرا (37)} الأحزاب .[/FONT]
[FONT=&quot] استشهد رحمه الله[/FONT][FONT=&quot] : في غزوة مؤتة ، سنة ثمان من الهجرة .[/FONT]
[FONT=&quot]وجعل النبي ابن زيد[/FONT][FONT=&quot] : أسامه قائد جيشه في آخر حياته ، ولعن النبي الأكرم من تخلف عنه ، وبهذا استشهد النبي وقد لعن بسبب تخلفهم عن جيش أسامه كثير من الصحابة ، وهو في آخر حياته ولم يرضى عليهم حتى ألتحق بالرفيق الأعلى .[/FONT]
[FONT=&quot]ولزيد [/FONT][FONT=&quot]: وأبنه قصص كثيرة مع النبي صلى الله عليه وآله ، ومنها تبين حب النبي وأهل البيت لهم ، وكانوا يعد أحفادهم من مواليهم .[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
أحوال للنبي الأكرم مع خديجة

أتجار النبي الأكرم لخديجة :

[FONT=&quot]يا طيب[/FONT][FONT=&quot] : كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، تاجر للشام مع عمه أبو طلب عليه السلام ، وبعدها كان يتّجر لخديجة قبل أن يزوّج بها وكان يشاركها التجارة ، فبعثته في عير لقريش إلى الشام مع غلام لها .[/FONT]
[FONT=&quot] يقال له : ميسرة .[/FONT]
[FONT=&quot]فنزلوا : تحت صومعة راهب من الرهبان[/FONT][FONT=&quot]، فنزل الراهب من الصومعة ونظر إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فقال : من هذا ؟[/FONT]
[FONT=&quot] قالوا[/FONT][FONT=&quot] : هذا ابن عبد المطّلب .[/FONT]
[FONT=&quot] قال :[/FONT][FONT=&quot] لا ينبغي أن يكون أبوه حيّاً ، ونظر إلى عينيه وبين كتفيه .[/FONT]
[FONT=&quot]فقال: هذا نبيّ الاُمّة ، هذا نبيّ السيف .[/FONT]
[FONT=&quot] فرجع ميسرة : إلى خديجة فأخبرها بذلك ،[/FONT][FONT=&quot] وكان هذا هو الذي أرغب خديجة في تزويجها نفسها منه ، وربحت في تلك السفرة ألف دينار .[/FONT]
[FONT=&quot]إعلام الورى ج1ص103ب3ف1 . قصص الأنبياء للراوندي: 317|395 ، وتاريخ الطبري 2: 280.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وقال في العدد القوية[/FONT][FONT=&quot] : قيل إن نساء قريش كن مجتمعن في عيد لهن في المسجد ، فإذا هن بيهودي يقول : ليوشك أن يبعث فيكن نبي ، فأيكن استطاعت أن تكون له أرضا يطؤها فلتفعل ، فحصبنه ، و قر ذلك القول في قلب خديجة .[/FONT]
[FONT=&quot] و كان النبي : قد استأجرته خديجة على أن تعطيه بكرين .[/FONT]
[FONT=&quot] فلما مر في سفره :[/FONT][FONT=&quot] نزل تحت شجرة لم ينزل تحتها إلا نبي ، فرآه راهب يقال له : نسطور ، فاستقبله و قبل يديه و رجليه ، و قال : أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله. [/FONT]
[FONT=&quot]ثم قال لميسرة[/FONT][FONT=&quot] : طاوعه في أوامره و نواهيه ، فإنه نبي ، و الله ما جلس هذا المجلس بعد عيسى أحد غيره ، و لقد بشر به عيسى عليه السلام ، و مبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ، و هو يملك الأرض بأسرها . [/FONT]
[FONT=&quot]و قال ميسرة :[/FONT][FONT=&quot] يا محمد لقد اجتزنا في ليلة عقبات كنا نجوزها بأيام كثيرة .[/FONT]
[FONT=&quot]و ربحنا في هذه السفرة : ما لم نربح في أربعين سنة[/FONT][FONT=&quot] ، ببركتك يا محمد ، فاستقبل خديجة ، و بشرها بربحها ، و كانت حينئذ جالسة على منظرة لها ، و هو يوم صائف ، تنتظر ميسرة ، إذ طلع رجل من عقبة المدينة ، و السماء ليس فيها سحاب إلا قطعة قدر ما يظل ذلك الرجل ، فلما رأته قد طلع من العقبة ، رأت على رأسه سحابة ، و على يمينه ملكا مصليا سيفه ، و في السحابة قنديل معلق من زبرجدة خضراء ، و حوله قبة من ياقوتة حمراء [/FONT]
[FONT=&quot]. فقالت : إن كان ما يقول اليهودي حقا ، فما ذلك الرجل إلا هو .[/FONT]
[FONT=&quot]و قالت[/FONT][FONT=&quot] : اللهم إلي و إلى داري .[/FONT]
[FONT=&quot] فلما أتى[/FONT][FONT=&quot] : كان محمدا صلى الله عليه وآله ، فبشرها بالأرباح .[/FONT]
[FONT=&quot]فقالت [/FONT][FONT=&quot]: فأين ميسرة ؟ قال : يقفو على أثري . [/FONT]
[FONT=&quot]قالت [/FONT][FONT=&quot]: فارجع إليه و كن معه ، و مقصودها لتتيقن حال السحابة ، فرجعت السحابة معه ، فأقبل ميسرة إلى خديجة و أخبرها بحاله .[/FONT]
[FONT=&quot]و قال لها[/FONT][FONT=&quot] : إني كنت آكل معه حتى نشبع ، و يبقى الطعام كما هو ، و كنت أرى وقت الهاجرة ملكين يظلانه .[/FONT]
[FONT=&quot] فدعت خديجة :[/FONT][FONT=&quot] بطبق عليه رطب ، و دعت رجالا و رسول الله ، فأكلوا حتى شبعوا و لم ينقص شيئا .[/FONT]
[FONT=&quot]فأعتقت ميسرة[/FONT][FONT=&quot] : و أولاده ، و أعطته عشرة آلاف درهم لتلك البشارة ، و رتبت الخطبة من عمرو بن أسد عمها. [/FONT]
[FONT=&quot]العدد القوية ص144.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
زواج السيدة خديجة من النبي الأكرم :

[FONT=&quot]زواج النبي الأكرم من خديجة صلى الله عليهم وآلهم وسلم :[/FONT][FONT=&quot] كان يوما مباركا عليهم وعلى البشرية ، حيث تزوجت بسيدة المرسلين وصارت بفضله سيدة من سيدات نساء العالمين ، وهو صلى الله عليه وآله تزوج بناصرة له بكل شيء من وجودها عليها السلام ، فضلا عن مالها ، وهي أول من أمنت به لما عرفت من مكارم أخلاقه وفضله وشرفه ، فلم تشك لحظة ، بل فدته بكل شيء ، وقد وهب الله للنبي منها الذرية الطبية وكوثر الخير ، ولها ولبنتها وذريتهما من علي بن أبي طالب كانت سورة الكوثر وبركة الوجود ، وحفظ الدين بصراط مستقيم بذرتها وهم المنعم عليهم بهدى الله حقا بغير ضلال ، ولها بعض سورة الضحى ، وذكرت أقوال في معرفة النبي الكريم بها وفي مسيره بالتجارة لها وفي زواجها منه وفي نصرها له ، عرفت منها مختصر ، وأما أحاديث الزواج المبارك فهي :[/FONT]
[FONT=&quot]قال السيد بن طاووس[/FONT][FONT=&quot] : فصل فيما نذكره من صوم اليوم العاشر من شهر ربيع الأوّل‏ :[/FONT]
[FONT=&quot]روينا ذلك :[/FONT][FONT=&quot] بإسنادنا إلى شيخنا المفيد رضوان اللَّه جلّ جلاله عليه ، من كتاب حدائق الرّياض الذي أشرنا إليه، فقال عند ذكر ربيع الأول ما هذا لفظه:[/FONT]
[FONT=&quot]اليوم العاشر منه[/FONT][FONT=&quot] : تزوج النبي صلّى اللَّه عليه و آله خديجة بنت خويلد أمّ‏ المؤمنين‏ رضي اللَّه عنها، و لها أربعون سنة ، و له خمس و عشرون سنة ، و يستحب صيامه شكرا للَّه تعالى على توفيقه بين رسوله و الصالحة الرضيّة المرضيّة .[/FONT]
[FONT=&quot]الإقبال بالأعمال الحسنة ج3ص115 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وذكر الكليني رحمه الله :[/FONT][FONT=&quot] في تأريخ النبي صلى الله عليه وآله ، و إن أباه توفي و أمه حبلى ، و قدمت أمه آمنة بنت وهب على أخواله من بني عدي من النجار بالمدينة ، ثم رجعت به حتى إذا كانت بالأبواء ماتت ، و أرضعته ص حتى شب حليمة بنت عبد الله السعدية .[/FONT]
[FONT=&quot]و تزوج : بخديجة ، و هو ابن خمس و عشرين سنة.[/FONT]
[FONT=&quot]كافي ج2ص465ح394 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وقال اليعقوبي[/FONT][FONT=&quot] : وتزوج رسول الله : خديجة بنت خويلد ، وله خمس وعشرون سنة .[/FONT]
[FONT=&quot] وقيل : تزوجها وله ثلاثون سنة . [/FONT]
[FONT=&quot]تاريخ اليعقوبي جزء 2 صفحة 9 ـ22 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وعن معالم العترة النبوية :[/FONT][FONT=&quot] عن محمد بن إسحاق بعد أن نقل قريب مما ذكرنا في حديث تجارتها مع النبي قال :[/FONT]
[FONT=&quot] و حدثها ميسرة :[/FONT][FONT=&quot] عن قول الراهب ، و عما كان يرى من إظلال الملكين ، فبعثت إلى رسول الله ، فقالت له فيما يزعمون :[/FONT]
[FONT=&quot]يَا ابْنَ عَمِّ : إِنِّي قَدْ رَغِبْتُ فِيكَ لِقَرَابَتِكَ مِنِّي ، وَ شَرَفَكَ فِي قَوْمِكَ ، وَ سَطَتِكَ فِيهِمْ‏ ، وَ أَمَانَتِكَ عِنْدَهُمْ ، وَ حُسْنِ خُلُقِكَ وَ صِدْقِ حَدِيثِكَ .[/FONT]
[FONT=&quot] ثم عرضت عليه نفسها.[/FONT]
[FONT=&quot]و كانت خديجة[/FONT][FONT=&quot] : امرأة حازمة لبيبة شريفة ، و هي يومئذ أوسط قريش نسبا، و أعظمهم شرفا ، و أكثرهم مالا ، و كل قومها قد كان حريصا على ذلك لم يقدروا عليه‏ .[/FONT]
[FONT=&quot]فلما قالت لرسول الله :[/FONT][FONT=&quot] ما قالت ، ذكر ذلك لأعمامه فخرج معه منهم حمزة بن عبد المطلب ، حتى دخل على خويلد بن أسد ، فخطبها إليه ، فتزوجها رسول الله.[/FONT]
[FONT=&quot]كشف الغمة في معرفة الأئمة ج1ص508 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]و قال النسوي في تاريخه[/FONT][FONT=&quot] : أنكحه إياها أبوها خويلد بن أسد و كان عمره صلى الله عليه وآله يومئذ خمسا و عشرين سنة و شهرين و عشرة أيام ، فحضر أبو طالب و معه بنو هاشم و رؤساء مضر ، فخطب أبو طالب و قال :[/FONT]
[FONT=&quot] الحمد لله : الذي[/FONT][FONT=&quot] جعلنا من ذرية إبراهيم ، و زرع إسماعيل ، و صئصئ معد ، و عنصر مضر ، و جعلنا سدنة بيته ، و سواس حرمه ، و جعل لنا بيتا محجوبا و حرما آمنا ، و جعلنا الحكام على الناس .[/FONT]
[FONT=&quot] ثم إن ابن أخي[/FONT][FONT=&quot] : هذا محمد بن عبد الله، لا يوزن به رجل إلا رجح ، و إن كان في المال قل ، فإن المال ظل زائل و أمر حائل .[/FONT]
[FONT=&quot]محمد صلى الله عليه وآله[/FONT][FONT=&quot] : من عرفتم قرابته ، و قد خطب خديجة بنت خويلد ، و بذل لها من الصداق ما آجله و عاجله من مالي ، و هو و الله بعد هذا له نبأ عظيم و خطب جليل . [/FONT]
[FONT=&quot]فلما تزوجها[/FONT][FONT=&quot] : بقيت عنده قبل الوحي خمس عشرة سنة ، و أولدها ستة القاسم و به يكنى ، و الطاهر و يقال اسمه عبد الله ، و فاطمة و هي خير ولده ، و زينب و رقية و أم كلثوم. [/FONT]
[FONT=&quot]و روي أنه قال[/FONT][FONT=&quot] : بعض قريش ، يا عجبا أ يمهر النساء الرجال ؟[/FONT]
[FONT=&quot]فغضب أبو طالب و قال :[/FONT][FONT=&quot] إذا كان الرجال مثل ابن أخي هذا طلبوا بأغلى الأثمان ، و إذا كانوا أمثالكم لم تزوجوا إلا بالمهر الغالي .[/FONT]
[FONT=&quot]و قال عبد الله بن غنم القرشي :[/FONT]
[FONT=&quot]هنيئا مريئا يا خديجة قد جرت __ لك الطير فيما كان منك بأسعد[/FONT]​
[FONT=&quot]تزوجته خير البرية كلها __ و من ذا الذي في الناس مثل محمد[/FONT]​
[FONT=&quot]و بشر به المرءان عيسى ابن مريم __ و موسى بن عمران فيا قرب موعد[/FONT]​
[FONT=&quot]أقرت به الكتاب قدما بأنه __ رسول من البطحاء هاد و مهتد[/FONT]​
[FONT=&quot]العدد القوية ص143 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
أبناء السيدة خديجة عليهم السلام :

[FONT=&quot]يا طيب[/FONT][FONT=&quot] : كل أولاد النبي من أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد عليها السلام وهم ستة ، ثلاث بنين وثلاث بنات ، إلا إبراهيم وهو سابعهم فهو ابنه من ماريا القبطية ، وكلهم ماتوا في حياته ولم يرثوه ، إلا فاطمة الزهراء عليها السلام فهي بنت سيد المرسلين بنت خديجة عليه السلام ، وبقيت بعد وفاته على أقول أقلها أربعون يوما وأوسطها خمسة وسبعون وهو أشهرها ، وقيل ستة أشهر وهو أبعدها ، وتفصيل وفاتها في صحيفتها ، ولكم أحاديث أولاد النبي :[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]قال الصدوق رحمه الله[/FONT][FONT=&quot] : كان لرسول الله سبعة أولاد ، فروى بسنده : عن أبي بصير عن الإمام الصادق أبي عبد الله عليه السلام قال : [/FONT]
[FONT=&quot]ولد لرسول الله : من خديجة[/FONT][FONT=&quot] ، القاسم ، و الطاهر و هو عبد الله ، و أم كلثوم ، و رقية ، و زينب ، وفاطمة .[/FONT]
[FONT=&quot]و تزوج :[/FONT][FONT=&quot] علي بن أبي طالب عليه السلام فاطمة عليها السلام .[/FONT]
[FONT=&quot] و تزوج[/FONT][FONT=&quot] : أبو العاص بن الربيع ، و هو رجل من بني أمية زينب .[/FONT]
[FONT=&quot]و تزوج :[/FONT][FONT=&quot] عثمان بن عفان أم كلثوم ، فماتت و لم يدخل بها .[/FONT]
[FONT=&quot]فلما ساروا[/FONT][FONT=&quot] : إلى بدر ، زوجه رسول الله رقية .[/FONT]
[FONT=&quot]و ولد لرسول الله :[/FONT][FONT=&quot] إبراهيم ، من مارية القبطية ، و هي أم إبراهيم أم ولد.[/FONT]
[FONT=&quot]الخصال ج2ص404ب7ح115 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وفي حديث أخر أضيف[/FONT][FONT=&quot] : مارية القبطية أهداها إليه صاحب الإسكندرية ، مع البغلة الشهباء، وأشياء معها .[/FONT]
[FONT=&quot]قرب ‏الإسناد ص6.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وعن عمرو بن أبي المقدام :[/FONT][FONT=&quot] عن أبيه ، عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال :[/FONT]
[FONT=&quot] دخل رسول الله :[/FONT][FONT=&quot] منزله ، فإذا عائشة مقبلة على فاطمة تصايحها ، و هي تقول : و الله يا بنت خديجة ، ما ترين‏ إلا أن لأمك علينا فضلا ، و أي فضل كان لها علينا ، ما هي إلا كبعضنا .[/FONT]
[FONT=&quot]فسمع النبي[/FONT][FONT=&quot] : مقالتها فاطمة .[/FONT]
[FONT=&quot]فلما رأت[/FONT][FONT=&quot] : فاطمة رسول الله ، بكت .[/FONT]
[FONT=&quot]فقال لها :[/FONT][FONT=&quot] ما يبكيك يا بنت محمد ؟[/FONT]
[FONT=&quot]قالت [/FONT][FONT=&quot]: ذكرت أمي فتنقصتها ، فبكيت .[/FONT]
[FONT=&quot]فغضب رسول الله ثم قال:[/FONT][FONT=&quot] مه يا حميراء ، فإن الله تبارك و تعالى ، بارك في الولود الودود.[/FONT]
[FONT=&quot]و إن خديجة رحمها الله[/FONT][FONT=&quot] : ولدت مني طاهرا و هو عبد الله و هو المطهر ، و ولدت مني القاسم ، و فاطمة ، و رقية ، و أم كلثوم ، و زينب ، و أنت ممن أعقم الله رحمه فلم تلدي شيئا .[/FONT]
[FONT=&quot]الخصال ج2ص404ب7ح116 .[/FONT]
[FONT=&quot]وولدت خديجة لرسول الله :[/FONT][FONT=&quot] قبل أن يبعث ، القاسم ، ورقية ، وزينب ، وأم كلثوم ، وبعد ما بعث عبد الله ، وهو الطيب والطاهر لأنه ولد في الإسلام، وفاطمة عليها الصلاة والسلام. [/FONT]
[FONT=&quot]تاريخ اليعقوبي جزء 2 صفحة 9 ـ22 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
ولادة السيدة خديجة لسيدة النساء :

[FONT=&quot]يا طيب [/FONT][FONT=&quot]: جاءت أحاديث كثيرة تفصل نور فاطمة الزهراء عليها السلام وقد ذكرنا في صحيفتها في موسوعة صحف الطيبين ، أحاديث تنزل نورها في مراتب التكوين حتى ولادتها في الأرض ، ونذكر هنا مختصر على ولادتها ، وفيه كرامات عليا لأمها السيدة خديجة عليها السلام ، منها :[/FONT]
[FONT=&quot]عن فرات الكوفي قال:[/FONT][FONT=&quot] حدثني عبيد بن كثير معنعنا عن سلمان رحمة الله عليه‏ قال : [/FONT]
[FONT=&quot]قالت بعض أزواج النبي[/FONT][FONT=&quot] : يا رسول الله : ما لك تحب فاطمة حبا ما لا تحبه أحدا من أهل بيتك ؟[/FONT]
[FONT=&quot]قال :[/FONT][FONT=&quot] إنه لما أسري بي إلى السماء انتهى بي جبرئيل إلى شجرة طوبى ، فعمد إلى ثمرة من أثمار طوبى ففركه بين إصبعيه ، ثم أطعمنيه ، ثم مسح يده بين كتفي .[/FONT]
[FONT=&quot] ثم قال : يا محمد إن الله تبارك و تعالى يبشرك بفاطمة من خديجة بنت خويلد[/FONT][FONT=&quot] ، فلما أن هبطت إلى الأرض ، فكان الذي كان ، فعلقت خديجة بفاطمة ، فإذا أنا اشتقت إلى الجنة أدنيتها فشممت ريح الجنة ، فهي حوراء إنسية .[/FONT]
[FONT=&quot]تفسير فرات‏ الكوفي ص211 ح 211- 286.[/FONT]
[FONT=&quot]يا طيب[/FONT][FONT=&quot] : في هذا المعنى تفاصيل كثيرة نكتفي بهذا الحديث ، ونذكر تفصيل ولادتها :[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]عن زرعة بن محمد عن المفضل قال[/FONT][FONT=&quot] : قلت : لأبي عبد الله الصادق عليه السلام ، كيف كان ولادة فاطمة ؟[/FONT]
[FONT=&quot]فقال : نعم ، إِنَّ خَدِيجَةَ لَمَّا تَزَوَّجَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ[/FONT][FONT=&quot] ، هجرتها نسوة مكة ، فكن لا يدخلن عليها ، و لا يسلمن عليها ، و لا يتركن امرأة تدخل عليها ، فاستوحشت خديجة لذلك ، و كان جزعها و غمها حذرا عليه .[/FONT]
[FONT=&quot] فَلَمَّا حَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ[/FONT][FONT=&quot] : كَانَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام ، تحدثها من بطنها ، و تصبرها ، و كانت تكتم ذلك من رسول الله ، فدخل رسول الله يوما ، فَسَمِعَ خَدِيجَةُ تُحَدِّثُ فَاطِمَةَ .[/FONT]
[FONT=&quot]فقال لها :[/FONT][FONT=&quot] يا خديجة من تحدثين ؟[/FONT]
[FONT=&quot]قالت[/FONT][FONT=&quot] : الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني ؟[/FONT]
[FONT=&quot]قال : يا[/FONT][FONT=&quot] خديجة هذا جبرئيل يبشرني‏ أنها أنثى ، و أنها النسلة الطاهرة الميمونة ، و أن الله تبارك و تعالى سيجعل نسلي‏ منها ، و سيجعل من نسلها أئمة ، و يجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه .[/FONT]
[FONT=&quot]فَلَمْ تَزَلْ‏ خَدِيجَةُ[/FONT][FONT=&quot] : على ذلك إلى أن حضرت ولادتها ، فوجهت إلى نساء قريش و بني هاشم أن تعالين لتلين مني ما تلي النساء من النساء ، فأرسلن إليها أنت عصيتنا و لم تقبلي قولنا ، و تزوجت محمدا يتيم أبي طالب ، فقيرا لا مال له ، فلسنا نجيء و لا نلي من أمرك شيئا ، فاغتمت خديجة لذلك ، فبينا هي كذلك .[/FONT]
[FONT=&quot]إذ دخل عليها :[/FONT][FONT=&quot] أربع نسوة ، سمر طوال ، كأنهن من نساء بني هاشم ، ففزعت منهن لما رأتهن .[/FONT]
[FONT=&quot]فَقَالَتْ إِحْدَاهُنَّ :[/FONT][FONT=&quot] لَا تَحْزَنِي يَا خَدِيجَةُ ، فَأَرْسَلَنَا رَبُّكِ إِلَيْكِ ، وَ نَحْنُ أَخَوَاتُكِ ، أَنَا سَارَةُ ، وَ هَذِهِ آسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ ، وَ هِيَ رَفِيقَتُكِ فِي الْجَنَّةِ ، وَ هَذِهِ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَان، َ وَ هَذِهِ كُلْثُومُ أُخْتُ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ ، بَعَثَنَا اللَّهُ إِلَيْكِ لِنَلِيَ مِنْكِ مَا تَلِي النِّسَاءُ .[/FONT]
[FONT=&quot]فجلست :[/FONT][FONT=&quot] واحدة عن يمينها ، و أخرى عن يسارها ، و الثالثة بين يديها ، و الرابعة من خلفها ، فوضعت فاطمة طاهرة مطهرة ، فلما سقطت إلى الأرض ، أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ، و لم يبق في شرق الأرض و لا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور.[/FONT]
[FONT=&quot]و دخل[/FONT][FONT=&quot] : عشر من الحور العين ، كل واحدة منهن معها طست من الجنة و إبريق من الجنة ، و في الإبريق ماء من الكوثر ، فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها ، فغسلتها بماء الكوثر ، و أخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضا من اللبن و أطيب ريحا من المسك و العنبر ، فلفتها بواحدة ، و قنعتها بالثانية .[/FONT]
[FONT=&quot]ثم استنطقتها[/FONT][FONT=&quot] : فنطقت فاطمة عليها السلام بالشهادتين .[/FONT]
[FONT=&quot]و قالت :[/FONT][FONT=&quot] أشهد أن لا إله إلا الله ، و أن أبي رسول الله سيد الأنبياء، و أن بعلي سيد الأوصياء ، و ولدي سادة الأسباط ، ثم سلمت عليهن ، و سمت كل واحدة منهن باسمها، و أقبلن يضحكن إليها ، و تباشرت الحور العين ، و بشر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة فاطمة ، و حدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك .[/FONT]
[FONT=&quot]وَ قَالَتِ النِّسْوَةُ : خُذِيهَا يَا خَدِيجَةُ[/FONT][FONT=&quot] ، طاهرة مطهرة زكية ميمونة ، بورك فيها و في نسلها ، فتناولتها فرحة مستبشرة ، و ألقمتها ثديها فدر عليها ، فكانت فاطمة تنمي في اليوم كما ينمي الصبي في الشهر ، و تنمي في الشهر كما ينمي الصبي في السنة .[/FONT]
[FONT=&quot]الأمالي للصدوق ص593م87ح1 ب80 المصيبة بالولد .[/FONT]
[FONT=&quot]يا طيب : هجر نساء قريش في ولادة فاطمة عليها السلام ، لأنها ولدت في الإسلام ، ونساء قريش مشركات ، وعلى أن من أسلمت لم تكن قابلة ومولدة تعرف فنون ما تحتاجه من تولدها ، فلذا خصها الله بكرامة توليد سيدة النساء بنساء سيدات أهل الجنة معها صلى الله عليهم وسلم .[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]
أم المؤمنين خديجة تبكي القاسم :

[FONT=&quot]عن الإمام الباقر عليه السلام قال:[/FONT][FONT=&quot] دخل رسول الله صلى الله عليه وآله على‏ خديجة عليها السلام ، حين مات القاسم ابنها ، و هي تبكي .[/FONT]
[FONT=&quot]فقال لها :[/FONT][FONT=&quot] ما يبكيك ؟[/FONT]
[FONT=&quot]فقالت :[/FONT][FONT=&quot] درت دريرة ، فبكيت .[/FONT]
[FONT=&quot]فقال : يا خديجة ،[/FONT][FONT=&quot] أ ما ترضين إذا كان يوم القيامة ، أن تجيء إلى باب الجنة ، و هو قائم فيأخذ بيدك فيدخلك الجنة ، و ينزلك أفضلها ، و ذلك لكل مؤمن ، إن الله عز و جل أحكم و أكرم أن يسلب المؤمن ثمرة فؤاده ، ثم يعذبه بعدها أبدا .[/FONT]
[FONT=&quot]الكافي ج3ص218ح2 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]
مقام السيدة خديجة

[FONT=&quot]يا طيب :[/FONT][FONT=&quot] مقام السيدة خديجة هي سيدة النساء العالمين بعد بنتها فاطمة الزهراء عليها السلام ، ويكفي لها حديث واحد أن يسلم عليها الله تعالى وجبرائيل ، وحب النبي الأكرم لها وذكرها بالخير والمحبة حتى بعد وفاتها ، فضلا عن إيمانها وصبرها في جنب النبي وتأييده ونصره ، ونذكر بعض فضلها ومقامها في مواضيع فتدبر :[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
سلام من الله وجبرائيل عليها :

[FONT=&quot]عن أبي سعيد الخدري[/FONT][FONT=&quot] : أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال‏ : إن جبرئيل ، قال لي : ليلة أسري بي و حين رجعت ، فقلت : يا جبرئيل هل لك من حاجة ؟[/FONT]
[FONT=&quot]فقال :[/FONT][FONT=&quot] حاجتي أن تقرأ على‏ خديجة من الله و مني السلام . و حدثنا عند ذلك .[/FONT]
[FONT=&quot] أنها قالت[/FONT][FONT=&quot] : حين لقيها نبي الله عليه و آله السلام ، فقال لها الذي قال جبرئيل .[/FONT]
[FONT=&quot]قالت : إن الله هو السلام ، و منه السلام ، و إليه السلام ، و على جبرئيل السلام .[/FONT]
[FONT=&quot]تفسير العياشي ج2ص279 سورة الإسراء آية 1ح5، 14- 12 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]
خديجة أول من آمن بالرسول :

[FONT=&quot]يا طيب[/FONT][FONT=&quot] : جاءت روايات كثيرة أنها أول من أمن برسول الله وايده ونصره ، وذكروا قصص كثيرة في هذا المعنى ، وإن كان بعضها لا يصح مع شأن النبي الأكرم ، وهو يعلم أن كان نبيا وآدم بين الماء والطين ، أو أنه كان المخلوق الأول والنور الأول وأول ما خلق الله نوره ، ويعلم بنزول نوره في المراتب العلى حتى الأرض ، وكتبنا في هذا المعنى في صحيفة فاطمة الزهراء عليها السلام فراجعها ، وأن لا يصح أنه كان خائف ولا يعلم أنه كلام جبرائيل معه وأنه وحي ، أو أنه حين البعثة كان يرتجف ويخاف أنه شيطان يكلمه وليس بوحي وغيرها من قصص البعثة ، فلذا نتركها ، ونذكر أن أول من به أم المؤمنين خديجة عليها السلام ثم علي عليه السلام ، وأنها نصرته وأيدته كما عرفت وترى .[/FONT]
[FONT=&quot]عن عبد الرحمن بن ميمون عن أبيه قال : سمعت ابن عباس يقول :[/FONT]
[FONT=&quot] أول‏ من‏ آمن‏ : برسول الله صلى الله عليه و آله ، من الرجال علي ، و من النساء خديجة رضي الله عنهما .[/FONT]
[FONT=&quot]الأمالي للطوسي ص259م10ح467- 5 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وأفضل مصاديق[/FONT][FONT=&quot] : الآيات الآتية هو النبي الأكرم وأم المؤمنين خديجة بنت خويلد وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم الصلاة والسلام ، قال الله تعالى :[/FONT]
[FONT=&quot]{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) } التوبة .[/FONT]
[FONT=&quot]فخديجة : أول من آمنت ومعها علي بن أبي طالب صلى الله عليهم وآلهم ،[/FONT][FONT=&quot] فهي أفضل وأكمل وأتم وأعلى مصداق للآية السابقة والآتية ، أي لها الفوز العظيم المحقق بفضل الله ، لأنه النبي راضي عنها ويمدحها ويذكر خيرها حتى بعد وفاتها ، وبشرها بالجنة ، في قوله تعالى :[/FONT]
[FONT=&quot]{ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ (14) عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (26) } الواقعة .[/FONT]
[FONT=&quot]فلها عليها السلام[/FONT][FONT=&quot] : مع آلها أعلى عليين ومقام في الجنة ، لأنها أول من سبقت للإيمان ، وهي مقربة عند الله تعالى ، فتشاطر النبي والأئمة المعصومين أعلى مراتب الجنة رضوان الله عليها وعلى آلها .[/FONT]
[FONT=&quot]وعن بن عباس في حديث طويل : و كان علي عليه السلام ، أول من أسلم من الناس بعد خديجة عليها السلام .[/FONT]
[FONT=&quot]تفسير فرات ‏الكوفي ص 420 ح 420- 558 . والعمدة ص85 ح102 ف13 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]في الطرف :[/FONT][FONT=&quot] أسند ابن عبد القاهر برجاله إلى الصادق عليه السلام :[/FONT]
[FONT=&quot] أن عليا و خديجة : لما دعاهما النبي إلى الإسلام ،[/FONT][FONT=&quot] قال : جبرائيل عندي، يقول لكما : [/FONT]
[FONT=&quot]إن للإسلام : شروطا ،[/FONT][FONT=&quot] الإقرار بالتوحيد و الرسالة و المعاد ، و العمل بأصول الشريعة ، و طاعة ولي الأمر بعده ، و الأئمة واحدا بعد واحد ، و البراءة من الشيطان و من الأحزاب تيم و عدي ، فرضيت خديجة بذلك ، فقال علي : و أنا على ذلك .[/FONT]
[FONT=&quot]فبايعهما النبي[/FONT][FONT=&quot] : ثم أمرها أن تبايع عليا ، و قال : هو مولاك و مولى المؤمنين ، و إمامهم بعدي ، فبايعت له . [/FONT]
[FONT=&quot]الصراط المستقيم ج2ص88ف17ح1 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
خديجة أول من صلى مع رسول الله :

[FONT=&quot]و حديث طويل[/FONT][FONT=&quot] : عن جابر الجعفي عن أبي جعفر قال: قال أمير المؤمنين وهو بين أصحابه وجاء يهودي يسأل فقال عليه السلام : [/FONT]
[FONT=&quot]إن الله عز وجل[/FONT][FONT=&quot] : امتحنني في حياة نبينا محمد ، في سبعة مواطن ، فوجدني فيهن من غير تزكية لنفسي بنعمة الله له مطيعا .[/FONT]
[FONT=&quot]قال [/FONT][FONT=&quot]: و فيم و فيم يا أمير المؤمنين .[/FONT]
[FONT=&quot]قال : أما أولهن[/FONT][FONT=&quot] ، فإن الله عز و جل أوحى إلى نبينا ، وحمله الرسالة ، وأنا أحدث أهل بيتي سنا .[/FONT]
[FONT=&quot]أخدمه في بيته[/FONT][FONT=&quot] : و أسعى في قضاء بين يديه في أمره .[/FONT]
[FONT=&quot]فدعا :[/FONT][FONT=&quot] صغير بني عبد المطلب و كبيرهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله و أنه رسول الله ، فامتنعوا من ذلك و أنكروه عليه و هجروه ، و نابذوه‏ و اعتزلوه و اجتنبوه و سائر الناس مقصين له و مخالفين عليه، قد استعظموا ما أورده عليهم مما لم تحتمله قلوبهم و تدركه عقولهم.[/FONT]
[FONT=&quot] فأجبت رسول الله :[/FONT][FONT=&quot] وحدي ، إلى ما دعا إليه ، مسرعا مطيعا موقنا ، لم يتخالجني في ذلك شك .[/FONT]
[FONT=&quot]فمكثنا بذلك :[/FONT][FONT=&quot] ثلاث‏ حجج‏ ، و ما على وجه الأرض خلق يصلي ، أو يشهد لرسول الله بما آتاه الله غيري .[/FONT]
[FONT=&quot]وَ غَيْرُ : ابْنَةِ خُوَيْلِدٍ رَحِمَهَا اللَّهُ‏ ، وَ قَدْ فَعَلَ ..........[/FONT]
[FONT=&quot]الخصال ج‏2ص364ب7ح58 . وقد فعل : أي فعل الله تعالى الرحمة في أم المؤمنين خديجة عليها السلام.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]و روى أبو رافع[/FONT][FONT=&quot] : أن رسول الله صلى أول صلاة صلاها غداة الإثنين ، و صلت خديجة آخر نهار يومها ذلك ، و صلى علي يوم الثلاثاء غدا ذلك اليوم .[/FONT]
[FONT=&quot]شرح‏ نهج ‏البلاغة ج13ص229 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]و عن ابن شهاب[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot] أنزل الله : على رسوله القرآن و الهدى ، و عنده خديجة بنت خويلد .[/FONT]
[FONT=&quot]وعنه : كانت خديجة أول من آمن برسول الله[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]كشف‏ الغمة ج1ص510 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وعن يحيى بن عفيف الكندي عن أبيه عن جده قال: [/FONT]
[FONT=&quot]قدمت مكة :[/FONT][FONT=&quot] لأبتاع لأهلي من ثيابها و عطرها ، فأويت إلى العباس بن عبد المطلب و كان رجلا تاجرا، فأنا جالس عنده أنظر إلى الكعبة ، و قد حلقت الشمس في السماء و ارتفعت .[/FONT]
[FONT=&quot] إذ جاء شاب[/FONT][FONT=&quot] : فرمى ببصره إلى السماء ، ثم قام مستقبل الكعبة ، فلم ألبث إلا يسيرا حتى جاء غلام فقام عن يمينه ، ثم لم ألبث إلا يسيرا حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما .[/FONT]
[FONT=&quot] فركع الشاب[/FONT][FONT=&quot] : فركع الغلام و المرأة ، فرفع الشاب فرفع الغلام و المرأة ، فسجد الشاب فسجد الغلام و المرأة .[/FONT]
[FONT=&quot] فقلت:[/FONT][FONT=&quot] يا عباس أمر عظيم.[/FONT]
[FONT=&quot] فقال العباس[/FONT][FONT=&quot] : نعم‏ أمر عظيم ، تدري من هذا الشاب ؟ قلت: لا. [/FONT]
[FONT=&quot]قال :[/FONT][FONT=&quot] هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب هذا ابن أخي.[/FONT]
[FONT=&quot]هل تدري[/FONT][FONT=&quot] : من هذا الغلام ؟ قلت لا .[/FONT]
[FONT=&quot] قال :[/FONT][FONT=&quot] هذا علي بن أبي طالب هذا ابن أخي .[/FONT]
[FONT=&quot] أ تدري[/FONT][FONT=&quot] : من هذه المرأة ؟ قلت : لا . [/FONT]
[FONT=&quot]قَالَ : هَذِهِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ زَوْجَتُهُ .[/FONT]
[FONT=&quot]إن ابن أخي هذا :[/FONT][FONT=&quot] أخبر أن ربه رب السماوات و الأرض ، أمره بهذا الدين الذي هو عليه، و لا و الله ما على‏ ظهر الأرض‏ كلها أحد على هذا الدين، غير هؤلاء الثلاثة.[/FONT]
[FONT=&quot]شواهد التنزيل ج1ص113 سورة البقرة آية 43.[/FONT]
[FONT=&quot]والأحاديث : في هذا المعنى كثيرة نكتفي ما ذكر .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
خديجة سيدة نساء العالمين :

[FONT=&quot]يا طيب[/FONT][FONT=&quot] : إن فاطمة الزهراء بنت محمد وخديجة ، هي سيدة نساء العالمين وأفضل نساء العالين ، وإن أمها خديجة أيضا بعدها سيدة نساء العالمين ، وهكذا من يأتي بعدها ، وإن بيتهم في الجنة مع رسول الله صلى الله عليه وآله في مكان واحد ودار واحده ويحفون به ، ولذا ذكرت معها سيدات نساء للعالمين ، هن أيضا مع النبي وزوجات له هناك ، مثل آسية بنت مزاحم ومريم بنت عمران عليهم السلام جمعيا ، ولمعرفة هذا نذكر بعض الأحاديث :[/FONT]
[FONT=&quot]عن محمد بن الحنفية عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام قال :[/FONT]
[FONT=&quot]أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله[/FONT][FONT=&quot] : قرأ :[/FONT]
[FONT=&quot]{ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ (42) }آل عمران .[/FONT]
[FONT=&quot] فقال لي[/FONT][FONT=&quot] : يا علي، خير نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران ، و خديجة بنت خويلد ، و فاطمة بنت محمد ، و آسية بنت‏ مزاحم ‏.[/FONT]
[FONT=&quot]شرح الأخبار ج3ص525ح986 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وعن ابن عباس قال[/FONT][FONT=&quot] : خط رسول الله أربع خطط في الأرض‏ ، و قال : أ تدرون ما هذا ؟[/FONT]
[FONT=&quot]قلنا [/FONT][FONT=&quot]: الله و رسوله أعلم ؟[/FONT]
[FONT=&quot]فقال[/FONT][FONT=&quot] رسول الله صلى الله عليه وآله : [/FONT]
[FONT=&quot]أفضل : نساء أهل الجنة أربع .[/FONT]
[FONT=&quot]خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ : وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ ، وَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَ آسِيَةُ بِنْتُ‏ مُزَاحِمٍ‏ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ.[/FONT]
[FONT=&quot]الخصال ج1ص205ح22 .[/FONT]
[FONT=&quot]وفي رواية أخرى عنه : خَيْرُ نِسَاءِ الْجَنَّةِ ....[/FONT]
[FONT=&quot]وفيه أيضا : قال رسول الله : إن الله اختار من النساء أربعا ، مريم ، و آسية ، و خديجة ، و فاطمة .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله قال : حسبك من نساء العالمين ، مريم بنت عمران ، و خديجة بنت خويلد ، و فاطمة بنت محمد ، و آسية امرأة فرعون .[/FONT]
[FONT=&quot]كشف‏ الغمة ج1 ص450 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]و عن عمران بن الحصين[/FONT][FONT=&quot] : في حديث طويل في زيارته لفاطمة الزهراء عليها السلام مع النبي صلى الله عليه وآله ، وقال لها سيد المرسلين :[/FONT]
[FONT=&quot] فو الذي بعثني بالنبوة حقا[/FONT][FONT=&quot] : إنك سيدة نساء العالمين ، فوضعت يدها على رأسها ، ثم قالت : يا ليتها ماتت ، فأين آسية امرأة فرعون ، و مريم بنت عمران .[/FONT]
[FONT=&quot]فقال :[/FONT][FONT=&quot] آسية سيدة نساء عالمها ، و مريم سيدة نساء عالمها ، و خديجة سيدة نساء عالمها ، و أنت سيدة نساء عالمك ، إنكن في بيوت من قصب ، لا أذى فيها و لا نصب .[/FONT]
[FONT=&quot]فقالت :[/FONT][FONT=&quot] يا رسول الله و ما بيوت من قصب ؟[/FONT]
[FONT=&quot]قال :[/FONT][FONT=&quot] در مجوف من قصب لا أذى فيه و لا نصب .[/FONT]
[FONT=&quot]قال :[/FONT][FONT=&quot] ثم ضرب بيده على منكبها ، و قال :[/FONT]
[FONT=&quot]يا بنية : و الذي بعثني بالحق ، لقد زوجتك سيدا في الدنيا و سيدا في الآخرة .[/FONT]
[FONT=&quot]كشف ‏اليقين ص456م32 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]
آيات وأحاديث في حقها :

[FONT=&quot]يا طيب[/FONT][FONT=&quot] : جاءت آيات وأحاديث كثير في حق أم المؤمنين السيد خديجة بنت خويلد رحمها ، ومنها : [/FONT]
[FONT=&quot]وجاء في معنى قوله عز و جل[/FONT][FONT=&quot] : { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ } ، و هم علي عليه السلام و أصحابه { وَ الْمُؤْمِناتِ } و هن خديجة و صويحباتها .[/FONT]
[FONT=&quot]تأويل‏ الآيات ‏الظاهرة ص573 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وذكر الأربلي[/FONT][FONT=&quot] : وذكروا في أنه خرج على الأغلب من أحوالهم ، و قد قال تعالى بعد ما تزوج محمد صلى الله عليه وآله خديجة ، { وَ وَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى‏ } أي أغناك بمالها . [/FONT]
[FONT=&quot]الخرائج‏ والجرائح ج3ص1045 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وفي العمدة :[/FONT][FONT=&quot] و من الجمع بين الصحاح الستة لرزين من الجزء الثاني أيضا في أول ثاني كراسه منه ، في تفسير قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ } و بالإسناد المقدم عن علي عليه السلام قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم خيبر :[/FONT]
[FONT=&quot]خير نسائها : مريم بنت عمران .[/FONT]
[FONT=&quot]و خير نسائها : خديجة بنت خويلد .[/FONT]
[FONT=&quot]العمدة ص58ف9 ح61 .[/FONT]
[FONT=&quot]وفي البخاري قال رسول الله : خير نسائها خديجة .[/FONT]
[FONT=&quot]العمدة ص 391 ح788 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وعن عائشة قالت : بشر رسول الله خديجة بنت خويلد ببيت في الجنة .[/FONT]
[FONT=&quot]العمدة ص393ح 783 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وعن محمد بن إسحاق قال [/FONT][FONT=&quot]: كانت خديجة أول من آمن بالله و رسوله ، و صدقت بما جاء من الله ، و وازرته على أمره ، فخفف الله بذلك عن رسول الله ، و كان لا يسمع شيئا يكرهه من رد عليه و تكذيب له فيحزنه ذلك ، إلا فرج الله ذلك عن رسول الله بها ، إذا رجع إليها تثبته و تخفف عنه و تهون عليه أمر الناس ، حتى ماتت رحمها الله .[/FONT]
[FONT=&quot]كشف‏ الغمة ج1ص511 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وذكر في سفينة البحار[/FONT][FONT=&quot] : التعبير عن خديجة بمباركة :[/FONT]
[FONT=&quot]في الوحي الى المسيح عليه السّلام[/FONT][FONT=&quot] :‏ في وصف النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلم:[/FONT]
[FONT=&quot]نسله صلّى اللّه عليه و آله و سلم : من مباركة، و هي ضرّة أمّك في الجنة[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]كنز جامع الفوائد :[/FONT][FONT=&quot] في كون خديجة مع النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلم و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام على الأعراف .[/FONT]
[FONT=&quot]أمالي الطوسيّ:[/FONT][FONT=&quot] عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: وصيّة ورقة بن نوفل لخديجة بنت خويلد إذا دخل عليها يقول:[/FONT]
[FONT=&quot] يا بنت أخي[/FONT][FONT=&quot] : لا تماري جاهلا و لا عالما، فانّك متى ماريت جاهلا أذلّك و متى ماريت عالما منعك علمه، و انّما يسعد بالعلماء من أطاعهم، الخبر.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]أمالي الطوسيّ:[/FONT][FONT=&quot] عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: في وصيّة ورقة بن نوفل لخديجة: [/FONT]
[FONT=&quot]إيّاك :[/FONT][FONT=&quot] و صحبة الأحمق الكذّاب فانّه يريد نفعك فيضرّك، و يقرّب منك البعيد و يبعّد منك القريب ، إن ائتمنته خانك، و إن ائتمنك أهانك، و إن حدّثك كذبك ، و إن حدّثته‏ كذبك، و أنت منه بمنزلة السراب الذي يحسب الظمآن ماء حتّى إذا جاءه لم يجده شيئا.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]عن أبي مسلم الخولائي: عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلم‏ في قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ آدَمَ‏ ..} ، قال صلى الله عليه وآله : و عليّا و الحسن و الحسين و حمزة و جعفرا و فاطمة و خديجة عليهم السّلام على العالمين‏ .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]بكاء :[/FONT][FONT=&quot] رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم على خديجة حين سمع ذكرها و قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلم: [/FONT]
[FONT=&quot]خديجة : و أين مثل خديجة ، صدّقتني حين كذّبني الناس، و آزرتني على دين اللّه ، و أعانتني بمالها، انّ اللّه عزّ و جلّ أمرني أن أبشّر خديجة ببيت في الجنة من قصب الزمرّد لا صخب فيه و لا نصب‏ .[/FONT]
[FONT=&quot]المناقب[/FONT][FONT=&quot]: في انّه أتى الحسين عليه السّلام قبر خديجة فبكى ، فوقف في الصلاة فناجى اللّه تعالى فقال:[/FONT]
[FONT=&quot]يا ربّ يا ربّ أنت مولاه‏، فارحم عبيدا إليك ملجاه‏[/FONT]
[FONT=&quot]سفينة البحار ج‏2ص571.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]
ذكر النبي لخديجة بعد وفاتها :

[FONT=&quot]في العمدة :[/FONT][FONT=&quot] عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة ، و لقد هلكت قبل أن يتزوجني بثلاث سنين ، لما كنت أسمعه يذكرها ، و لقد أمره ربه أن يبشرها ببيت من قصب في الجنة ، و إن كان ليذبح الشاة ، ثم يهديها إلى خلائلها .[/FONT]
[FONT=&quot]وفي حديث آخر قالت :[/FONT][FONT=&quot] ما غرت على امرأة من نساء النبي إلا على خديجة ، و إني لم أدركها .[/FONT]
[FONT=&quot]قالت [/FONT][FONT=&quot]: و كان رسول الله إذا ذبح الشاة ، فيقول : أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة .[/FONT]
[FONT=&quot]قالت[/FONT][FONT=&quot] : فأغضبته يوما ، فقلت : خديجة .[/FONT]
[FONT=&quot]فقال رسول الله : إني قد رزقت حبها[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]عمدة عيون صحاح الأخبار ص 393ح785 ، ورواه مسلم .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]و روى محمد بن إسحاق[/FONT][FONT=&quot] : بإسناده عن أم سلمة في كتاب المغازي ـ بإسناده عن أم رومان قالت : كان لرسول الله جارة قد أوصته خديجة أن يتعاهدها ، فحضر عنده شيء من المأكل فأمر بإعطائها ، و قال : هذه أمرتني خديجة بأن أتعاهدها .[/FONT]
[FONT=&quot]فقالت عائشة :[/FONT][FONT=&quot] و كنت أحسدها لكثرة ذكره لها ؟[/FONT]
[FONT=&quot]فقلت [/FONT][FONT=&quot]: يا رسول الله لا تزال تذكر خديجة كأن لم يكن على ظهر الأرض غيرها .[/FONT]
[FONT=&quot]فقال [/FONT][FONT=&quot]: قومي عني ، فقامت إلى ناحية منه في البيت ، فقالت : أم رومان ، فقلت : يا رسول الله لا تؤاخذ عائشة ، فإنها حديثة سن فناداها إليه .[/FONT]
[FONT=&quot] فقال : يا عائشة ، إن خديجة آمنت إذ كفر بي قومك ، ورزقت منها الولد و حرمتموه .[/FONT]
[FONT=&quot]العمدة ص393ح784 وح 785وح789 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]و روي[/FONT][FONT=&quot] : أن عجوزا دخلت على النبي فألطفها ، فلما خرجت ، سألته عنها عائشة رضي الله عنها .[/FONT]
[FONT=&quot]فقال : إنها كانت تأتينا زمن خديجة ، و إن حسن العهد من الإيمان .[/FONT]
[FONT=&quot]و عن الإمام علي عليه السلام قال :[/FONT][FONT=&quot] ذكر النبي صلى الله عليه وآله خديجة يوما ، و هو عند نسائه فبكى ، فقالت عائشة : ما يبكيك على عجوز حمراء من عجائز بني أسد .[/FONT]
[FONT=&quot]فقال [/FONT][FONT=&quot]: صدقتني إذ كذبتم ، و آمنت بي إذ كفرتم ، و ولدت لي إذ عقمتم .[/FONT]
[FONT=&quot]قالت عائشة[/FONT][FONT=&quot] : فما زلت أتقرب إلى رسول الله بذكرها .[/FONT]
[FONT=&quot]كشف‏ الغمة ج1ص508 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]
افتخار أهل البيت بخديجة عليها السلام :

[FONT=&quot]و لما قدم معاوية المدينة :[/FONT][FONT=&quot] صعد المنبر فخطب و نال من علي عليه السلام .[/FONT]
[FONT=&quot] فقام الحسن عليه السلام : فحمد الله و أثنى عليه ، ثم قال : إن الله لم يبعث نبيا إلا جعل له عدوا من المجرمين ، قال الله : { وَ كَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ } .[/FONT]
[FONT=&quot]فأنا ابن علي :[/FONT][FONT=&quot] و أنت ابن صخر ، و أمك هند و أمي فاطمة ، و جدتك فتيلة و جدتي خديجة ، فلعن الله ألأمنا حسبا و أخملنا ذكرا و أعظمنا كفرا و أشدنا نفاقا .[/FONT]
[FONT=&quot]فصاح [/FONT][FONT=&quot]: أهل المسجد آمين آمين ، فقطع معاوية خطبته و دخل منزله .[/FONT]
[FONT=&quot]كشف ‏الغمة ج1ص573ح9 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]و روي أنه[/FONT][FONT=&quot] : لما حضرت الحسن بن علي عليهم السلام الوفاة ، كأنه جزع عند الموت .[/FONT]
[FONT=&quot]فقال له الحسين عليه السلام[/FONT][FONT=&quot] : كأنه يعزيه ، يا أخي ما هذا الجزع ، إنك ترد على رسول الله و علي و هما أبواك ، و على خديجة و فاطمة و هما أماك ، و على القاسم و الطاهر و هما خالاك ، و على حمزة و جعفر و هما عماك صلى الله عليهم وسلم .[/FONT]
[FONT=&quot]فقال له الحسن عليه السلام[/FONT][FONT=&quot] : أي أخي إني أدخل في أمر من أمر الله لم أدخل في مثله ، و أرى خلقا من خلق الله لم أر مثله قط ، قال : فبكى الحسين عليه السلام .[/FONT]
[FONT=&quot]كشف‏ الغمة ج1ص587ح12 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]و في كتاب الأحمر قال الأوزاعي [/FONT][FONT=&quot]:‏ لما أتي بعلي بن الحسين و رأس أبيه إلى يزيد بالشام ، قال لخطيب بليغ خذ بيد هذا الغلام ، فائت به إلى المنبر ، و أخبر الناس بسوء رأي أبيه و جده و فراقهم الحق و بغيهم علينا، قال فلم يدع شيئا من المساوئ إلا ذكره فيهم ، فلما نزل.[/FONT]
[FONT=&quot]قام علي بن الحسين[/FONT][FONT=&quot] : فحمد الله بمحامد شريفة و صلى على النبي صلاة بليغة موجزة .[/FONT]
[FONT=&quot]ثم قال : يا معشر الناس[/FONT][FONT=&quot] ، فمن عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني ، فأنا أعرفه نفسي .[/FONT]
[FONT=&quot]أنا ابن مكة و منى : أنا[/FONT][FONT=&quot] ابن مروة و الصفا .[/FONT]
[FONT=&quot]أنا ابن محمد المصطفى :[/FONT][FONT=&quot] أنا ابن من لا يخفى ، أنا ابن من علا فاستعلى فجاز سدرة المنتهى ، و كان من ربه كقاب‏ قوسين أو أدنى‏ ، أنا ابن من صلى بملائكة السماء مثنى مثنى ، أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى .[/FONT]
[FONT=&quot]أنا ابن علي المرتضى : أنا ابن فاطمة الزهراء .[/FONT]
[FONT=&quot]أَنَا ابْنُ‏ خَدِيجَةَ الْكُبْرَى :[/FONT]
[FONT=&quot] أنا ابن المقتول : ظلما ، أنا ابن المجزوز الرأس من القفا ، أنا ابن العطشان حتى قضى أنا ابن طريح كربلاء .....[/FONT]
[FONT=&quot]مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج‏4ص168 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وفي دعاء الندبة :[/FONT]
[FONT=&quot]أَيْنَ الْمَنْصُورُ : عَلَى مَنِ اعْتَدَى عَلَيْهِ وَ افْتَرَى، أَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذِي يُجَابُ إِذَا دَعَا، أَيْنَ صَدْرُ الْخَلَائِفِ ذُو الْبِرِّ وَ التَّقْوَى ، أَيْنَ ابْنُ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى.[/FONT]
[FONT=&quot] وَ ابْنُ‏ خَدِيجَةَ الْغَرَّاءِ، وَ ابْنُ فَاطِمَةَ الْكُبْرَى.....[/FONT]
[FONT=&quot]المزار الكبير ص 579 د 2 .[/FONT]
[FONT=&quot]والأحاديث [/FONT][FONT=&quot]: عن الأئمة في افتخارهم بأم المؤمنين خديجة كثيرة ، بل حتى العلماء حين يصفون شرف آهل البيت عليهم السلام ومفاخرهم ومناقبهم ، يعدون احداها أن جدتهم خديجة بنت خويلد رحمها الله ، ومنها :[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وقال الأربلي في وصف الإمام الحسين عليه السلام[/FONT][FONT=&quot] : و قد اكتنفه الشرف من جميع أكنافه ، و ظهرت مخائل السؤدد على شمائله و أعطافه ، و كاد الجلال يقطر من نواحيه و أطرافه ، و هذا قول لا أخاف أن يقول مسلم بخلافه ، الجد محمد المصطفى ، و الأب علي المرتضى ، و الجدة خديجة الكبرى ، و الأم فاطمة الزهراء ، و الأخ الحسن ذو الشرف و الفخار ، و العم جعفر الطيار ، و البيت من هاشم الصفوة الأخيار ، فهو و أخوه ع صفوة الصفوة و نور الأنوار ، و هو في نفسه السيد الشريف و الطود المنيف و الشجاع الغطريف و الأسد الهصور و الفارس المذكور و العلم المشهور. [/FONT]
[FONT=&quot]كشف ‏الغمة ج2ص6ح5 .[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
حال السيدة خديجة في شعب أبي طالب :

[FONT=&quot] [/FONT]
وصف حال بني هاشم في الشعب :

[FONT=&quot]يا طيب :[/FONT][FONT=&quot] أشد أيام القحط والشدة ، هي التي جرت على النبي وآله ومن دخل شعب أبي طالب من بين هاشم ، وهو وادي ضيق نسبيا بين جبلين ، قرب مكة المكرمة وقبل المشعر، ومعهم أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رحمها ، ولم يرى مثلها المسلمون من الضر ، هو أيام محاصرة وتضييق عليهم فأنفقت مالها عليها السلام على المحاصرين ، وتحملت الحصار كبني هاشم في الشعب ، وهذه فضيلة لم يشاركها فيها أحد من نساء النبي وأمهات المؤمنين ، وهي فضلا عن فضيلة السبق للإيمان ، وفضيلة الإنفاق في سبيل الله التي ليست لغيرها مثل ما لها عليها السلام ، وكان مقامهم في الشعب على أقل قول ثلاث سنين إلا شهر ، وقيل ما يقارب الأربعة سنين في أشد الضيق في المعيشة والعسر في أمور الحياة ، وخير من يصف حالهم الأحاديث الآتية :[/FONT]
[FONT=&quot]قال أمير المؤمنين عليه السلام :[/FONT][FONT=&quot] في رسالة له يحكي حالهم في شعب أبي طالب عليه السلام :[/FONT]
[FONT=&quot] و لعمر الله[/FONT][FONT=&quot] : إني لأرجو إذا أعطى الله الناس على قدر فضائلهم في الإسلام و نصيحتهم لله و رسوله ، أن يكون نصيبنا في ذلك الأوفر .[/FONT]
[FONT=&quot]إن محمدا صلى الله عليه وآله[/FONT][FONT=&quot] : لما دعا إلى الإيمان بالله و التوحيد ، كنا أهل البيت أول‏ من‏ آمن‏ به ، و صدق بما جاء به ، فلبثنا أحوالا مجرمة ، و ما يعبد الله في ربع ساكن من العرب غيرنا، فأراد قومنا قتل نبينا و اجتياح أصلنا ، و هموا بنا الهموم ، و فعلوا بنا الأفاعيل .[/FONT]
[FONT=&quot]فمنعونا :[/FONT][FONT=&quot] الميرة ، و أمسكوا عنا العذب‏ ، و أحلسونا الخوف‏ ، و جعلوا علينا الأرصاد و العيون .[/FONT]
[FONT=&quot]و اضطرونا[/FONT][FONT=&quot] : إلى جبل وعر ، و أوقدوا لنا نار الحرب .[/FONT]
[FONT=&quot]و كتبوا : علينا بينهم كتابا ، لا يؤاكلونا ، و لا ي****ونا ، و لا يناكحونا ، و لا يبايعونا ، و لا نأمن فيهم ، حتى ندفع النبي فيقتلوه و يمثلوا به .[/FONT]
[FONT=&quot]فلم نكن : نأمن فيهم ،[/FONT][FONT=&quot] إلا من موسم إلى موسم ، فعزم الله لنا على منعه و الذب عن حوزته ، و الرمي من وراء حرمته ، و القيام‏ بأسيافنا دونه في ساعات الخوف بالليل و النهار ....[/FONT]
[FONT=&quot]وقعة صفين ص89 . أحوال مجرمة سنين قحط مجرمة حتى كانوا يشدون الحجر على بطونهم ليقل الجوع .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]يا طيب[/FONT][FONT=&quot] : ذكر الطبرسي رحمه الله بعد الإسراء وقصته الموجبة للإيمان ، إلا لإن أن قريش لم يزدهم ذلك إلى طغيانا وعتوا ، فقال : فلم يزدهم ذلك إلا عتوا ، فاجتمعوا في دار الندوة .[/FONT]
[FONT=&quot]و كتبوا بينهم صحيفة :[/FONT][FONT=&quot] أن لا يؤاكلوا بني هاشم و لا يكلموهم و لا يبايعوهم و لا يزوجوهم و لا يتزوجوا إليهم ، و لا يحضروا معهم :[/FONT]
[FONT=&quot]حتى يدفعوه إليهم ليقتلوه .[/FONT]
[FONT=&quot] و أنهم : يد واحدة على محمد ص ليقتلوه غيلة أو صراحا[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] فلما بلغ ذلك أبا طالب رحمه الله[/FONT][FONT=&quot] : جمع بني هاشم و دخل الشعب ، و كانوا أربعين رجلا ( طبعا معهم أطفالهم ونسائهم ) .[/FONT]
[FONT=&quot]فحلف لهم أبو طالب[/FONT][FONT=&quot] : بالكعبة و الحرم و الركن و المقام لئن شاكت محمدا شوكة ، لأثبن عليكم يا بني هاشم ، و حصن الشعب ، و كان يحرسه بالليل و النهار ، فإذا جاء الليل يقوم بالسيف عليه و رسول الله مضطجع ، ثم يقيمه و يضطجعه في موضع ، فلا يزال الليل كله هكذا و، كله ولده و ولد أخيه به يحرسونه بالنهار .[/FONT]
[FONT=&quot]و أصابهم الجهد[/FONT][FONT=&quot] : و كان من دخل من العرب مكة ، لا يجسر أن يبيع من بني هاشم شيئا ، أو باع منهم شيئا انتهبوا ماله ، و كان أبو جهل و العاص بن وائل السهمي و النضر بن الحارث بن كلدة و عقبة بن أبي معيط يخرجون إلى الطرقات التي تدخل مكة ، فمن رأوه معه ميرة نهوه أن يبيع من بني هاشم شيئا ، و يحذرونه إن باع شيئا منهم أن ينهبوا ماله .[/FONT]
[FONT=&quot]و كانت خديجة : لها مال كثير .[/FONT]
[FONT=&quot]فأنفقته : على رسول الله في الشعب[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]و لم يدخل في الصحيفة[/FONT][FONT=&quot] : مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد المطلب بن عبد مناف و قال هذا ظلم ، و ختموا الصحيفة بأربعين خاتما ختمها كل رجل من رؤساء قريش بخاتمه ، و علقوها في الكعبة ، و تابعهم أبو لهب على ذلك .[/FONT]
[FONT=&quot]و كان رسول الله :[/FONT][FONT=&quot] يخرج في كل موسم و يدور على قبائل العرب ، فيقول لهم تمنعون لي جانبي حتى أتلو عليكم كتاب الله ربي ، و ثوابكم على الله الجنة ، و أبو لهب في أثره فيقول لا تقبلوا منه فإنه ابن أخي و هو ساحر كذاب ، فلم يزل حاله .[/FONT]
[FONT=&quot]فبقوا في الشعب[/FONT][FONT=&quot] : أربع سنين ، لا يأمنون إلا من موسم ، و لا يشترون و لا يبايعون إلا في الموسم ، و كان يقوم بمكة موسمان في كل سنة ، موسم العمرة في رجب ، و موسم الحج في ذي الحجة ، فكان إذا جاء الموسم تخرج بنو هاشم من الشعب فيشترون و يبيعون ، ثم لا يجسر أحد منهم أن يخرج إلى الموسم الثاني .[/FONT]
[FONT=&quot]فأصابهم : الجهد و جاعوا .[/FONT]
[FONT=&quot]و بعثت قريش[/FONT][FONT=&quot] : إلى أبي طالب ادفع إلينا محمدا لنقتله و نملكك علينا فقال أبو طالب قصيدته الطويلة يقول فيها :[/FONT]
[FONT=&quot]فلما رأيت القوم لا ود فيهم
و قد قطعوا كل العرى و الوسائل‏
أ لم تعلموا أن ابننا لا مكذب‏
لدينا و لا يعني بقول الأباطيل‏
و أبيض يستسقى الغمام بوجهه‏
ثمال اليتامى عصمة للأرامل‏
يطوف به الملاك من آل هاشم‏
فهم عنده في نعمة و فواضل‏
كذبتم و بيت الله نبزي محمدا
و لما نطاعن دونه و نناضل‏
و نسلمه حتى نصرع دونه
و نذهل عن أبنائنا و الحلائل‏
لعمري لقد كلفت وجدا بأحمد
و أحببته حب الحبيب المواصل‏
و جدت بنفسي دونه و حميته‏
و دافعت عنه بالذرا و الكلاكل‏
فلا زال في الدنيا جمالا لأهلها
و شينا لمن عادى و زين المحافل‏
حليما رشيدا حازما غير طائش
يوالي إله الحق ليس بماحل‏
فأيده رب العباد بنصره
و أظهر دينا حقه غير باطل‏[/FONT]
[FONT=&quot]فلما سمعوا هذه القصيدة أيسوا منه .[/FONT]
[FONT=&quot]و كان أبو العاص بن الربيع[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot] و هو ختن رسول الله[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]: (زوج زينب بنت رسول الله ) يجيء بالعير بالليل عليها البر و التمر إلى باب الشعب ، ثم يصيح بها فتدخل الشعب فيأكلها بنو هاشم.[/FONT]
[FONT=&quot]و قال رسول الله :[/FONT][FONT=&quot] لقد صاهرنا أبو العاص ، فأحمد صهرنا ، لقد كان يعمد إلى العير و نحن في الحصار ، فيرسلها في الشعب ليلا .[/FONT]
[FONT=&quot]فلما أتى لرسول الله :[/FONT][FONT=&quot] في الشعب أربع سنين ، بعث الله على صحيفتهم القاطعة ، دابة الأرض فلحست جميع ما فيها من قطيعة رحم و ظلم و جور ، و تركت اسم الله .[/FONT]
[FONT=&quot]و نزل جبرئيل[/FONT][FONT=&quot] : على رسول الله ، فأخبره بذلك .[/FONT]
[FONT=&quot]فأخبر رسول الله :[/FONT][FONT=&quot] أبا طالب ، فقام أبو طالب فلبس ثيابه ، ثم مشى حتى دخل المسجد على قريش و هم يجتمعون فيه ، فلما بصروا به .[/FONT]
[FONT=&quot]قالوا : قد ضجر أبو طالب ،[/FONT][FONT=&quot] و جاء الآن ليسلم ابن أخيه ، فدنا منهم و سلم عليهم ، فقاموا إليه و عظموه .[/FONT]
[FONT=&quot] و قالوا : يا أبا طالب قد علمنا أنك أردت مواصلتنا و الرجوع إلى جماعتنا ، و أن تسلم إلينا ابن أخيك .[/FONT]
[FONT=&quot]قال رحمه الله :[/FONT][FONT=&quot] و الله ما جئت لهذا ، و لكن ابن أخي أخبرني و لم يكذبني ، أن الله أخبره أنه قد بعث على صحيفتكم القاطعة دابة الأرض ، فلحست جميع ما فيها من قطيعة رحم و ظلم و جور ، و تركت اسم الله .[/FONT]
[FONT=&quot]فابعثوا إلى صحيفتكم[/FONT][FONT=&quot] : فإن كان حقا ، فاتقوا الله ، و ارجعوا عما أنتم عليه من الظلم و الجور و قطيعة الرحم ، و إن كان باطلا دفعته إليكم ، فإن شئتم قتلتموه ، و إن‏ شئتم استحييتموه .[/FONT]
[FONT=&quot]فبعثوا إلى الصحيفة[/FONT][FONT=&quot] : فأنزلوها من الكعبة ، و عليها أربعون خاتما ، فلما أتوا بها نظر كل رجل منهم إلى خاتمه ، ثم فكوها ، فإذا ليس فيها حرف إلا باسمك اللهم [/FONT]
[FONT=&quot]فقال لهم أبو طالب :[/FONT][FONT=&quot] يا قوم ، اتقوا الله و كفوا عما أنتم عليه ، فتفرق القوم و لم يتكلم أحد منهم ، و رجع أبو طالب إلى الشعب ، و قال في ذلك قصيدته البائية التي أولها :[/FONT]
[FONT=&quot]ألا من لهم آخر الليل منصب‏
و شعب القضاء من قومك المتشعب‏
و قد كان في أمر الصحيفة عبرة
متى ما يخبر غائب القوم يعجب‏
محا الله منها كفرهم و عقوقهم‏
و ما نقموا من ناطق الحق معرب‏
و أصبح ما قالوا من الأمر باطلا
و من يختلق ما ليس بالحق يكذب‏
و أمسى ابن عبد الله فينا مصدقا
على سخط من قومنا غير معتب‏
فلا تحسبونا مسلمين محمدا
لذي عزة منا و لا متعزب‏
ستمنعه منا يد هاشمية
مركبها في الناس خير مركب‏

[/FONT]
[FONT=&quot]و قال عند ذلك :[/FONT][FONT=&quot] نفر من بني عبد مناف و بني قصي ، و رجال من قريش ولدتهم نساء بني هاشم ، منهم مطعم بن عدي بن عامر بن لؤي ، و كان شيخا كبيرا كثير المال له أولاد ، و أبو البختري بن هشام ، و زهير بن أمية المخزومي في رجال من أشرافهم ، نحن براء مما في هذه الصحيفة .[/FONT]
[FONT=&quot]و قال أبو جهل[/FONT][FONT=&quot] : هذا أمر قضي بليل .[/FONT]
[FONT=&quot]و خرج النبي من الشعب[/FONT][FONT=&quot] : و رهطه ، و خالطوا الناس .[/FONT]
[FONT=&quot]و مات أبو طالب[/FONT][FONT=&quot] : بعد ذلك بشهرين ، و ماتت خديجة بعد ذلك .[/FONT]
[FONT=&quot]و ورد على رسول الله :[/FONT][FONT=&quot] أمران عظيمان ، و جزع جزعا شديدا [/FONT]
[FONT=&quot]إعلام الورى بأعلام الهدى ص49 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وقال الأربلي :[/FONT][FONT=&quot] أن قريشا كلهم اجتمعوا ، و أخرجوا بني هاشم إلى شعب‏ أبي‏ طالب‏ ، و مكثوا فيه ثلاث سنين إلا شهرا ، و أنفق أبو طالب و خديجة جميع مالهما ، و لا يقدرون على الطعام إلا من موسم إلى موسم ، فلقوا من الجوع و العرى ما الله أعلم به.[/FONT]
[FONT=&quot]الخرائج و الجرائح ج1ص85 ح141 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
دليل أن نسائهم وأطفالهم معهم في الشعب :

[FONT=&quot]يا طيب : فإن خديجة ، وبنتها فاطمة الزهراء عليهم الصلاة والسلام ، لأنها ولدت سنة خمسة من البعث ، قد كانوا في الحصار في الشعب ، [/FONT][FONT=&quot]لأنه كان في سنة ثمانية من الهجرة ، وهكذا باقي بناتها وبنات بني هاشم وصغارهم من الأولاد وفيهم ابن عباس أيضا .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]قال الكازروني في المنتقى و غيره‏[/FONT][FONT=&quot] : [/FONT]
[FONT=&quot]في سنة ثمان[/FONT][FONT=&quot] : من نبوته ، تعاهد قريش و تقاسمت على معاداة رسول الله ، و ذلك أنه لما أسلم حمزة ، و حمى النجاشي من عنده من المسلمين ، و حامى رسول الله عمه أبو طالب ، و قامت بنو هاشم و بنو عبد المطلب دونه ، و أبوا أن يسلموه .[/FONT]
[FONT=&quot]فشا الإسلام :[/FONT][FONT=&quot] في القبائل ، و اجتهد المشركون في إخفاء ذلك النور ، و يأبى الله إلا أن يتم نوره .[/FONT]
[FONT=&quot]فعرفت قريش[/FONT][FONT=&quot] : أنه لا سبيل إلى محمد صلى الله عليه وآله .[/FONT]
[FONT=&quot] اجتمعوا[/FONT][FONT=&quot] : على أن يكتبوا فيما بينهم على بني هاشم و بني عبد المطلب ، أن لا يناكحوهم و لا يبايعوهم ، فكتبوا صحيفة في ذلك ، و كتب فيها جماعة ، و علقوها بالكعبة.[/FONT]
[FONT=&quot] ثم عدوا :[/FONT][FONT=&quot] على من أسلم فأوثقوهم و آذوهم ، و اشتد البلاء عليهم و عظمت الفتنة فيهم‏ و زلزلوا زلزالا شديدا ، و أبدت قريش لبني عبد المطلب الجفاء ، و ثار بينهم شر .[/FONT]
[FONT=&quot]و قالوا :[/FONT][FONT=&quot] لا صلح بيننا و بينكم و لا رحم إلا على قتل هذا الصابئ .[/FONT]
[FONT=&quot]فعمد أبو طالب :[/FONT][FONT=&quot] فأدخل الشعب ابن أخيه و بني أبيه و من اتبعهم ، فدخلوا شعب‏ أبي‏ طالب‏ و آذوا النبي و المؤمنين أذى شديدا ، و ضربوهم في كل طريق ، و حصروهم في شعبهم ، و قطعوا عنهم المارة من الأسواق‏ ، فلم يدعوا أحدا من الناس يدخل عليهم طعاما و لا شيئا مما يرفق به ، و كانوا يخرجون من الشعب إلى الموسم ، فكانت قريش تباكرهم إلى الاسواق فيشترونها و يغلونها عليهم .[/FONT]
[FONT=&quot]و نادى مناد الوليد بن المغيرة[/FONT][FONT=&quot] : في قريش ، أيما رجل‏ منهم وجدتموه عند طعام يشتريه فزيدوا عليه ، فبقوا على ذلك ثلاث سنين حتى بلغ القوم الجهد الشديد .[/FONT]
[FONT=&quot]حتى سمعوا : أصوات صبيانهم يتضاغون ، أي يصيحون من الجوع من وراء الشعب .[/FONT]
[FONT=&quot]و كان المشركون[/FONT][FONT=&quot] : يكرهون ما فيه بنو هاشم من البلاء ، حتى كره عامة قريش ما أصاب بني هاشم ، و أظهروا كراهيتهم لصحيفتهم القاطعة الظالمة ، حتى أراد رجال أن يبرءوا منها .[/FONT]
[FONT=&quot]و كان أبو طالب[/FONT][FONT=&quot] : يخاف أن يغتالوا رسول الله ليلا أو سرا ، و كان النبي إذا أخذ مضجعه أو رقد جعله أبو طالب بينه و بين بنيه ، خشية أن يقتلوه .[/FONT]
[FONT=&quot]و يصبح قريش : و قد سمعوا أصوات صبيان بني هاشم من الليل يتضاغون من الجوع ، [/FONT][FONT=&quot]فيجلسون عند الكعبة ، فيسأل بعضهم بعضا ، فيقول الرجل لأصحابه كيف بات أهلك البارحة ، فيقولون بخير .[/FONT]
[FONT=&quot]فيقول : لكن إخوانكم هؤلاء الذين في الشعب ، باتت صبيانهم يتضاغون من الجوع ، [/FONT][FONT=&quot]فمنهم من يعجبه ما يلقى محمد و رهطه ، و منهم من يكره ذلك .[/FONT]
[FONT=&quot]فأتى‏ من قريش[/FONT][FONT=&quot] : على ذلك من أمرهم في بني هاشم سنتين أو ثلاثا ، حتى جهد القوم جهدا شديدا ، لا يصل إليهم شي‏ء إلا سرا و مستخف‏ به ممن أراد صلتهم من قريش .[/FONT]
[FONT=&quot]حتى روي أن حكيم بن حزام :[/FONT][FONT=&quot] خرج يوما و معه إنسان يحمل طعاما .[/FONT]
[FONT=&quot]إلى عمته خديجة بنت خويلد : و هي تحت رسول الله في الشعب .[/FONT]
[FONT=&quot]إذ لقيه أبو جهل فقال[/FONT][FONT=&quot] : تذهب بالطعام إلى بني هاشم ، و الله لا تبرح أنت و لا طعامك حتى أفضحك عند قريش .[/FONT]
[FONT=&quot]فقال له أبو البختري بن هشام بن الحارث[/FONT][FONT=&quot] : تمنعه أن يرسل إلى عمته بطعام كان لها عنده ، فأبى أبو جهل أن يدعه ، فقام إليه أبو البختري : بساق بعير فشجه و وطئه وطئا شديدا ، و حمزة بن عبد المطلب قريب يرى ذلك ، و هم يكرهون أن يبلغ ذلك رسول الله و أصحابه فيشمتوا بهم.[/FONT]
[FONT=&quot] و حتى روي[/FONT][FONT=&quot] : أن هشام بن عمرو بن ربيعة ، أدخل على بني هاشم في ليلة ثلاثة أحمال طعام ، فعلمت بذلك قريش فمشوا إليه فكلموه في ذلك .[/FONT]
[FONT=&quot] فقال[/FONT][FONT=&quot] : إني غير عائد لشيء يخالفكم ، ثم عاد الثانية فأدخل حملا أو حملين ليلا و صادفته قريش و هموا به ، فقال أبو سفيان : دعوه رجل وصل رحمه‏ ، أما إني أحلف بالله لو فعلنا مثل ما فعل كان أجمل بنا ، و وفق الله هشاما للإسلام يوم الفتح.[/FONT]
[FONT=&quot]ثم باقي قصة الخروج من الشعب مثل ما عرفت .[/FONT]
[FONT=&quot]بحار الأنوار ج19ص18ب18ح11 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
وفاة السيد خديجة أم المؤمنين :

[FONT=&quot]و قال في البحار[/FONT][FONT=&quot] : نقلا عن الكازروني ، بعد قصة شعب أبي طالب عليه السلام : [/FONT]
[FONT=&quot]و في سنة عشر من نبوته :[/FONT][FONT=&quot] توفي أبو طالب ، قال ابن عباس عارض رسول الله ص جنازة أبي طالب فقال : وصلتك رحم ، و جزاك الله خيرا يا عم.[/FONT]
[FONT=&quot]وقال : و في هذه السنة توفيت خديجة بعد أبي طالب بأيام .[/FONT]
[FONT=&quot]و لما مرضت :[/FONT][FONT=&quot] مرضها الذي توفيت فيه ، دخل عليها رسول الله .[/FONT]
[FONT=&quot]فقال لها :[/FONT][FONT=&quot] بالكره مني ما أرى منك يا خديجة ، و قد يجعل الله في الكره خيرا كثيرا .[/FONT]
[FONT=&quot]أ ما علمت :[/FONT][FONT=&quot] أن الله قد زوجني معك في الجنة مريم بنت عمران ، و كلثم أخت موسى ، و آسية امرأة فرعون .[/FONT]
[FONT=&quot]قالت :[/FONT][FONT=&quot] و قد فعل الله ذلك يا رسول الله ، قال : نعم .[/FONT]
[FONT=&quot]قالت [/FONT][FONT=&quot]: بالرفاء و البنين .[/FONT]
[FONT=&quot]و توفيت خديجة : و هي بنت خمس‏ و ستين و دفنت بالحجون[/FONT][FONT=&quot] ، و نزل رسول الله قبرها ، و لم يكن يومئذ سنة الجنازة و الصلاة عليها.[/FONT]
[FONT=&quot]و روي[/FONT][FONT=&quot] : عن عبد الله بن ثعلبة بن صغير ، قال: لما توفي أبو طالب و خديجة و كان بينهما شهر و خمسة أيام ، اجتمعت على رسول الله ص مصيبتان ، فلزم بيته و أقل الخروج ، و نالت منه قريش ما لم تكن تنال ...[/FONT]
[FONT=&quot]بحار الأنوار ج19ص18ب18ح11 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وقال الكفعمي : شهر رمضان[/FONT][FONT=&quot] ، و في أوله سنة إحدى و مائتين كانت البيعة للرضا عليه السلام .‏[/FONT]
[FONT=&quot]و في عاشره :[/FONT][FONT=&quot] سنة عشر من مبعث النبي صلى الله عليه وآله ، قبل الهجرة بثلاث سنين .[/FONT]
[FONT=&quot]تُوُفِّيَتْ : خَدِيجَةُ عليها السلام .[/FONT]
[FONT=&quot] وَ تُوُفِّيَ‏ :[/FONT][FONT=&quot] في هذا العام قبلها بثلاثة أيام ـ أي يوم سابع شهر رمضان ـ، أَبُو طَالِبٍ‏ عليه السلام عَمُّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله ، فسماه النبي ص عام الحزن‏ .[/FONT]
[FONT=&quot]المصباح للكفعمي ص513.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وقال الراوندي :[/FONT][FONT=&quot] و الصحيح ، أن أبا طالب رضي الله عنه توفي‏ عنه في آخر السنة العاشرة ، من مبعث رسول الله صلى الله عليه وآله .[/FONT]
[FONT=&quot] ثم توفيت خديجة[/FONT][FONT=&quot] : بعد أبي طالب بثلاثة أيام ، فسمى رسول الله ذلك العام عام الحزن .[/FONT]
[FONT=&quot]فقال[/FONT][FONT=&quot] : ما زالت قريش قاعدة عني حتى مات أبو طالب‏. [/FONT]
[FONT=&quot]و أقام بعد البعثة[/FONT][FONT=&quot] : بمكة ثلاث عشرة سنة ، ثم هاجر منها إلى المدينة بعد أن استتر في الغار ثلاثة أيام ، و دخل المدينة يوم الإثنين الحادي عشر من شهر ربيع الأول ، و بقي بها عشر سنين ، ثم قبض يوم الإثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة .[/FONT]
[FONT=&quot]قصص الأنبياء عليهم السلام ص317.[/FONT]
[FONT=&quot]عن سعيد بن المسيب :[/FONT][FONT=&quot] عن الإمام علي بن الحسين عليه السلام قال :[/FONT]
[FONT=&quot]كانت خديجة[/FONT][FONT=&quot] : ماتت قبل الهجرة بسنة ، و مات أبو طالب بعد موت خديجة بسنة ، فلما فقدهما رسول الله ، سئم المقام بمكة و دخله حزن شديد ، و أشفق على نفسه من كفار قريش .[/FONT]
[FONT=&quot] فشكا إلى جبرئيل ذلك[/FONT][FONT=&quot] : فأوحى الله إليه يا محمد اخرج من القرية الظالم أهلها ، و هاجر إلى المدينة فليس لك اليوم بمكة ناصر، و نصب للمشركين حربا ، فعند ذلك توجه رسول الله ص إلى المدينة .[/FONT]
[FONT=&quot]تفسير العياشي ج1ص257س4ح 192.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
مقام خديجة يوم القيامة :

[FONT=&quot]يا طيب[/FONT][FONT=&quot] : إن مقام أم المؤمنين السيدة خديجة عليها السلام ، أعلى مقام نساء أهل الجنة ومع زوجها نبي الرحمة وسيد المرسلين وهو في أعلى عليين ، ومع بنتها فاطمة الزهراء وأبناءها الأئمة المعصومين عليهم السلام ، وهذا حديث يروي بعض مقامها يوم القيامة مع آلها الكرام بعلها ونبتها وأحفادها ونسبيها المرتضى ، ونسان هن سيدات نساء أهل الجنة :[/FONT]
[FONT=&quot]قال جابر للإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام[/FONT][FONT=&quot] : جعلت فداك يا ابن رسول الله ، حدثني بحديث في فضل جدتك فاطمة عليها السلام ، إذا أنا حدثت به الشيعة فرحوا بذلك ؟[/FONT]
[FONT=&quot] قال أبو جعفر عليه السلام[/FONT][FONT=&quot] : حدثني أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليهم وسلم قال :[/FONT]
[FONT=&quot]إذا كان يوم القيامة :[/FONT][FONT=&quot] نصب للأنبياء و الرسل منابر من نور ، فيكون منبري أعلى منابرهم يوم القيامة .[/FONT]
[FONT=&quot]ثم يقول الله[/FONT][FONT=&quot] : يا محمد اخطب ، فأخطب بخطبة لم يسمع أحد من الأنبياء و الرسل بمثلها ، ثم ينصب للأوصياء منابر من نور ، و ينصب لوصيي علي بن أبي طالب في أوساطهم منبر من نور .[/FONT]
[FONT=&quot]فيكون : منبر علي‏ أعلى منابرهم ، ثم يقول الله[/FONT][FONT=&quot] : يا علي اخطب ، فيخطب بخطبة لم يسمع أحد من الأوصياء بمثلها ثم ينصب لأولاد الأنبياء و المرسلين منابر من نور ، فيكون لابني و سبطي و ريحانتي أيام حياتي منبران‏ من نور ، ثم يقال لهما : اخطبا فيخطبان بخطبتين لم يسمع أحد من أولاد الأنبياء و المرسلين بمثلهما .[/FONT]
[FONT=&quot]ثم ينادي المنادي :[/FONT][FONT=&quot] و هو جبرئيل عليه السلام : أَيْنَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ ، أَيْنَ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، أَيْنَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، أَيْنَ آسِيَةُ بِنْتُ‏ مُزَاحِمٍ‏ ، أَيْنَ أُمُّ كُلْثُومٍ أُمُّ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا ، فيقمن .[/FONT]
[FONT=&quot]فيقول الله تبارك و تعالى[/FONT][FONT=&quot] : يا أهل الجمع لمن الكرم اليوم ؟[/FONT]
[FONT=&quot]فيقول [/FONT][FONT=&quot]: محمد و علي و الحسن و الحسين و فاطمة ، لله الواحد القهار .[/FONT]
[FONT=&quot]تفسير فرات الكوفي ص298ح403 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
مقامها في الجنة :

[FONT=&quot]و روي أن النبي صلى الله عليه وآله قال :[/FONT]
[FONT=&quot]اشتاقت الجنة [/FONT][FONT=&quot]: إلى أربع من النساء ، مريم بنت عمران ، و آسية بنت مزاحم زوجة فرعون و هي زوجة النبي في الجنة ، و خديجة بنت خويلد زوجة النبي في الدنيا و الآخرة ، و فاطمة بنت محمد صلى الله عليهم وسلم .[/FONT]
[FONT=&quot]كشف‏ الغمة ج1ص466 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وعن عبد الله بن جعفر قال[/FONT][FONT=&quot] : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :[/FONT]
[FONT=&quot] أمرت : أن أبشر خديجة ببيت من قصب ، لا صخب ، فيه و لا نصب .[/FONT]
[FONT=&quot]كشف‏ الغمة ج1ص507 . قصب الدر وبدون صياح ولا تعب فيه [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وعن بريد العجلي قال :[/FONT][FONT=&quot] سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام يقول : [/FONT]
[FONT=&quot]لَمَّا تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا :[/FONT][FONT=&quot] جعلت فاطمة صلوات الله عليها تلوذ برسول الله صلى الله عليه و آله و تدور حوله ، و تقول : يا أبت، أين‏ أمي‏ ؟[/FONT]
[FONT=&quot]قال [/FONT][FONT=&quot]: فنزل جبرئيل عليه السلام ، فقال له : ربك يأمرك أن تقرئ فاطمة السلام ، و تقول لها : إن أمك : في بيت من قصب ، كعابه من ذهب ، و عمده ياقوت أحمر ، بين آسية و مريم بنت عمران .[/FONT]
[FONT=&quot] فقالت فاطمة عليها السلام[/FONT][FONT=&quot] : إن الله هو السلام ، و منه السلام ، و إليه السلام .[/FONT]
[FONT=&quot]الأمالي للطوسي ص175م6ح294- 46 . الكعاب : جمع كعبة ، و هي الغرفة و كلّ بيت مربّع . القصب : ما كان مستطيلا من الجوهر . الدر الرطب . الزبرجد الرطب المرصع.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]و عن أبي هريرة قال[/FONT][FONT=&quot] : أتى جبرئيل النبي فقال : يا نبي الله : هذه خديجة ، قد أتت و معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها و مني ،و بشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب‏ فيه و لا نصب‏ .[/FONT]
[FONT=&quot]عمدة عيون صحاح الأخبار ص 392ح779 ، وروي في البخاري.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
الصلاة على السيدة خديجة :

[FONT=&quot]وجاءت في الصلاة : على السيدة خديجة[/FONT][FONT=&quot] مع الصلاة على السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام :[/FONT]
[FONT=&quot]اللهم :[/FONT][FONT=&quot] صل على الصديقة فاطمة الزهراء الزكية ، حبيبة نبيك ، و أم أحبائك و أصفيائك ، التي انتجبتها و فضلتها و اخترتها على نساء العالمين ، اللهم كن الطالب لها ممن ظلمها و استخف بحقها ، اللهم و كن الثائر لها ، اللهم بدم أولادها ، اللهم و كما جعلتها أم أئمة الهدى و حليلة صاحب اللواء الكريمة عند الملإ الأعلى .[/FONT]
[FONT=&quot]فصل عليها و على أمها خديجة الكبرى : صلاة تكرم بها وجه محمد صلى الله عليه و آله ، و تقر بها أعين ذريتها ، و أبلغهم عني في هذه الساعة أفضل التحية و السلام .[/FONT]
[FONT=&quot]جمال ‏الأسبوع ص 486 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
حرز خديجة عليها السلام :

[FONT=&quot] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ : يَا اللَّهُ يَا حَافَظُ يَا حَفِيظُ يَا رَقِيبُ .[/FONT]
[FONT=&quot]حرز آخر لِخَدِيجَةَ عليها السلام :[/FONT]
[FONT=&quot] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ : يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ، بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ فَأَغِثْنِي، وَ لَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً ، وَ أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]بحار الأنوار ج91ص224 ب 38 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]​
قام الدين وحفظ بأحفادها الحجج ممن أمنا

[FONT=&quot]أمنا [/FONT][FONT=&quot]: صار إماما لنا بل كان إمامنا ، بل أبناها أئمة الحق من بعد النبي وبعد والدهم إلى يوم الدين من ذريتها ، وخلفاء رسول الله بالحق وأوصيائه على دينه وحجج على عباده وأولياء أمر الله فيهم ، أئمة المسلمين من ولدها من بنتها فاطمة بنت محمد صلى الله عليهم وسلم ، هم أئمة المؤمنين حقا بأمر الله ، أولهم أمير المؤمنين وسيد الأوصياء زوج فاطمة بنتها ومن رباه النبي في بيتها ، وهو ابن عم رسول الله وخليفته بالحق بعده علي بن أبي طالب ، ثم أبناه أحفاد خديجة وأسباط محمد ، الحسن ، والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وعلي بن الحسين الملقب بالسجاد و زين العابدين ، ومحمد بن علي الباقر ، وجعفر بن محمد الصادق ، وموسى بن جعفر الكاظم ، وعلي بن موسى الرضا ، و محمد بن علي الجواد ، وعلي بن محمد الهادي ، و الحسن بن علي العسكري ، والحجة المهدي المنتظر محمد بن الحسن إمام العصر والزمان صلى الله عليهم وسلم .[/FONT]
[FONT=&quot]أَمّ َ:[/FONT][FONT=&quot] فعل ، أَمَّ إلى أَمَمْتُ ، يَؤُمّ اؤْمُمْ أمَّ أمًّا فهو آمّ ، والمفعول مَأْموم ، أمَّ النَّاسَ أَوْ بِهِمْ : تَقَدَّمَهُمْ وَصَلَّى بِهِمْ إمامًا ، أمَّ النَّاسَ ، صار إماما لهم .[/FONT]
[FONT=&quot]يا طيب : وفي النجاة بمتابعة من أنعم الله عليهم والسير بصراطهم المستقيم وعلى هداهم ، وترك من خالفهم من الضالين عنهم ، هو المنجي في الدنيا والآخرة .[/FONT]
[FONT=&quot]واليوم وفاة :[/FONT][FONT=&quot] عشرة رمضان سنة 1437 هجري ولم يسعني أن شرح الشطر كاملا ، فراجع ما ذكرنا من الشروح السابقة للأبوذيات .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]
وبفضلهم اصبحنا مسلمين مهتدين ولنا أمنا

من الضلال وفزنا برضا الله لخالص العبودية

[FONT=&quot]أَمِنَ :[/FONT][FONT=&quot] فعل واسم ، أَمَنَ أمِنَ من يَأمَن أمْنًا ، وأمانًا وأَمَنَةً وأَمْنةً وأمانةً ، فهو آمن وأمين، أَمِنَ الرَّجُلُ ، اِطْمَأَنَّ وَلَمْ يَخَفْ ، أَمِنٌ في مَسْكَنِهِ : مُطْمَئِنٌّ ، أَمِنَ البَلَدُ : اِطْمَأَنَّ أَهْلُهُ ، وأمَّنَ على يؤمِّن تأمينًا فهو مؤمِّن ، أَمَّنَ على دعائه قال آمين، و أَمَّنَ الهارِبَ جَعَلَهُ في عُهْدَتِهِ و في ضَمانِهِ ، أَمَّنَ مُسْتَقْبَلَهُ ضَمِنَهُ ، و يَعيشُ في أَمْنٍ في طُمَأْنينَةٍ وَيُسْرٍ . [/FONT]
[FONT=&quot]وللأسف :[/FONT][FONT=&quot] صار كلمة الأمن في البلاد العربية ، كلمة منقلبة بيد الشرطة والبوليس ، أداة لقمع الحرية ، وإن كان لها معنى جميل ، بل كان في العراق في عهد الطاغية هدام حسن ، كلمة مرعبة مخوفة موحشة ، وبالخصوص حين يقال لإنسان طلبك الأمن فضلا عن جاءك الأمن ، ولهذا معناها هو :[/FONT]
[FONT=&quot] الأمْنُ الدَّاخِلِيُّ : ما يَمَسُّ الوَضْعَ الدَّاخِلِيَّ بالبِلادِ وَصِيانَتَهُ بِالحِفاظِ على سِيادَةِ القانُونِ .[/FONT]
[FONT=&quot] الأمْنُ الخارِجِيُّ : ما يَمَسُّ حُدودَ البِلادِ وَحِمايَتَها وَسِيادَتَها ضِدَّ أَيِّ اعْتِداءٍ خارِجِيٍّ .[/FONT]
[FONT=&quot] أمن الدَّولة : جهاز إداريّ مُلحق بوزارة الدّاخليَّة مهمّته السَّهر على السّلامة والأمن في البلاد .[/FONT]
[FONT=&quot] الأمن الخارجيّ[/FONT][FONT=&quot] : صيانة أراضي البلاد وحدودها من أيّ اعتداءٍ خارجيّ .[/FONT]
[FONT=&quot] الأمن العامّ : النَّشاط الحكوميّ الذي يهدف إلى استقرار الأمن في البلاد . [/FONT]
[FONT=&quot] الأمن القوميّ :[/FONT][FONT=&quot] تأمين كيان الدَّولة والمجتمع ضد الأخطار التي تتهدّدها داخليًّا وخارجيًّا وتأمين مصالحها وتهيئة الظروف المناسبة اقتصاديًّا واجتماعيًّا لتحقيق التَّنمية الشَّاملة لكلّ فئات المجتمع . [/FONT]
[FONT=&quot] رجال الأمن[/FONT][FONT=&quot] : الشرطة ، البوليس .[/FONT]
[FONT=&quot] مجلس الأمن[/FONT][FONT=&quot] : في السياسة هيئة دوليّة تابعة للأمم المتّحدة ، مكوّنة من ممثِّلين عن خمس عشرة دولة ، خمسة منهم أعضاء دائمين ، والبقيّة ينتخبون لمدّة سنتين ، وأبرز أهدافه الحفاظ على السَّلام والأمن الدَّوليَّين ، وهو يشترى أفراده بالمال ، وآله لقمع العدل وبيد الدول القوية ، ولهم حق الفيتو والمنع من تصويب قوانينه إن لم يكن في صالحهم ، ومعرفة فهي مصطلحات منقلب معناها إلا ما ندر .[/FONT]
[FONT=&quot] اللاَّ أمن : حالة من الخوف والفزع تسيطر على الأفراد ، الفوضى والاضطراب وجود إسرائيل في المنطقة يعني اللا أمن للآخرين .[/FONT]
[FONT=&quot]وأمن : اطمأنّ به أهلُه[/FONT][FONT=&quot] وبلده ومسكنه ، وقال الله تعالى يحكي إن إبراهيم عليه السلام : [/FONT]
[FONT=&quot]{ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ ءَامِنًا }.[/FONT]
[FONT=&quot]وقال تعالى للكفار : { إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ } غير مأمون العاقبة.[/FONT]
[FONT=&quot]وقال تعالى : { وهذا البلد الأمين } .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]يا طيب[/FONT][FONT=&quot] : إن الله جعل مودة أهل القربى هي الحسنة المقبولة بها الأعمال ، ومن جاء بها شكر الله سعيه وقبل عمله وغفر له وضاعف حسناته ، لأنه تعالى قال :[/FONT]
[FONT=&quot]{ مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ [/FONT][FONT=&quot](89) وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (90) } النمل .[/FONT]
[FONT=&quot]وقال الله تعالى : [/FONT]
[FONT=&quot]{ ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (ا23) } لشورى .[/FONT]
[FONT=&quot]فمن يحب : الأمن والأمان يوم القيمة لا يسعه إلى أن يعبد الله تعالى بهدى المنعم عليهم خديجة وسيدها نبي الرحمة وأبناءها سادة أهل الجنة ، ليكون معهم ، وإلا من تبع من خالفهم فضلا عمن حاربهم ورضي بهم أئمة فهو له باقي سورة الفاتحة وآخرها من بدون غير و لا .[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]
عناوين مفيدة :


[FONT=&quot]صحيفة [/FONT]
[FONT=&quot]أم المؤمنين السيدة خديجة عليها السلام[/FONT]
[FONT=&quot]تأليف[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ حسن جليل الأنباري[/FONT]
[FONT=&quot]موسوعة صحف الطيبين[/FONT]
 

ناطق العبيدي

Well-Known Member
إنضم
16 نوفمبر 2013
المشاركات
5,196
مستوى التفاعل
1,635
النقاط
113
رد: صحيفة أم المؤمنين السيدة خديجة

[font=&quot]يعطيك العااافية
دمت في رعاااية الرحمن
[/font]
 

عطري وجودك

Well-Known Member
إنضم
5 أغسطس 2019
المشاركات
81,739
مستوى التفاعل
2,771
النقاط
113
رد: صحيفة أم المؤمنين السيدة خديجة

جزاك الله خيراً وبارك فيك ونفع بطرحك
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بخير
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )