أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

صدفة العمر _قصة قصيرة

عبدالله الجميلي

Well-Known Member
إنضم
30 يونيو 2017
المشاركات
1,835
مستوى التفاعل
934
النقاط
115
صدفة العمر
قصة قصيرة
في مساء ربيعي جميل، كانت "ليلى" تمشي في شارع مليء بأشجار البرتقال المزهرة في أحد أحياء بغداد القديمة، وهي تحمل بين يديها حقيبة صغيرة مليئة بالكتب التي استعارتها من المكتبة العامة. كانت تبحث عن سيارة أجرة، لكن الشارع كان خالياً تقريباً.

في الجهة المقابلة، كان "سعيد"، مهندس شاب، عائداً من زيارة لبيت صديقه. وبينما كان يقود سيارته، رأى ليلى واقفة على جانب الطريق، تبدو عليها ملامح التردد. توقف بجانبها بلطف، وخاطبها قائلاً:
"مساء الخير، هل تحتاجين إلى مساعدة؟ يبدو أن سيارات الأجرة نادرة اليوم."

ترددت ليلى للحظة، لكنها شعرت بالارتياح في صوته الواثق، فأجابت:
"مساء النور، نعم، كنت أبحث عن سيارة أجرة للعودة إلى منزلي."

عرض عليها سعيد أن يوصلها، وبعد تردد وافقت. أثناء الرحلة، بدأ الحديث بينهما عفوياً، فوجد كل منهما في الآخر شخصية مميزة. اكتشف سعيد أن ليلى طالبة دراسات عليا في الأدب، وأنها شغوفة بالكتابة والشعر. بينما أخبرها سعيد عن شغفه بالتصميم والهندسة، وحلمه بإنشاء مكتبة عامة حديثة في بغداد.

مع الوقت، تحولت المحادثة إلى حوار عميق حول الحياة والأحلام، ونسيا المسافة تماماً حتى وصلا إلى منزلها. شكرته ليلى بابتسامة امتنان، لكنه شعر أن هذه اللحظة لا يجب أن تكون النهاية. قبل أن تنزل، طلب منها رقم هاتفها بحجة أنه قد يحتاج إلى نصيحة في اختيار كتاب أدبي.

مرت الأيام، وبدأت مكالمات قصيرة بينهما تتحول إلى لقاءات في المكتبات والمعارض الثقافية. أدرك كل منهما أنه وجد في الآخر الشريك الذي كان يبحث عنه.

بعد أشهر قليلة، وعلى ضوء قمر خجول، جلس سعيد مع ليلى في مقهى صغير على ضفاف دجلة. قدم لها كتاباً مغلفاً بغلاف حريري جميل. عندما فتحته، وجدت فيه قصيدة كتبها لها، تنتهي بجملة:
"هل تقبلين أن تكوني شريكة حياتي؟"

ابتسمت ليلى، وامتلأت عيناها بالدموع، وأجابت:
"نعم، بصدق كل كلمة قرأتها هنا."

وهكذا، تحولت صدفة بسيطة على الطريق إلى قصة حب تكللت بزواج سعيد، عاشا فيه معاً حياة مليئة بالحب والشغف، وظلا يحكيان لأطفالهما عن تلك الصدفة التي غيرت حياتهما إلى الأبد.

بقلم محمد الخضيري الجميلي
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
تجربة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,302,217
مستوى التفاعل
48,634
النقاط
117
شكرا للجهود المبذولة
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
تجربة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,302,217
مستوى التفاعل
48,634
النقاط
117
شكرا للجهود المبذولة
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )