عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,739
- مستوى التفاعل
- 2,771
- النقاط
- 113
"صعوده ومجيئه"
من بين الخصائص التي تميز بها المسيح هو أنه بعد أن غادر أرضنا قبل ألفي عام وعد بأن سيأتي ثانية إلى عالمنا من جديد وسيأتي…
ومجيئه هذا محقق ومؤكدٌ بإعلانات الوحي وليس بأقاويل من أحاديث الناس. والسؤال الآن لماذا تميز المسيح عن غيره بهذا؟
*
وفي سياق البحث عرفنا أن المسيح مات مصلوباً، والصلب كان قد أُنبىءَ عنه في الكتاب المقدس . فبعد الصلب والدفن قام المسيح في اليوم الثالث في فجر الأحد. وبعد أربعين يوم من قيامته أخذ تلاميذه الحواريين الأحد عشر إلى جبل الزيتون إلى الشرق من المدينة المقدسة وكان ذلك في وضح النهار، وقدّم لهم آخر وصاياه، ورفع يديه وباركهم، وبينما هو يباركهم حملته سحابة ورفعته عنهم وهم شاخصون يتأملون المشهد في ذهول، واستمروا كذلك إلى أن اختفى عن الأبصار...
*
عندها وقف بهم ملاكان وقالا لهم:
أيها الرجال الجليليون، ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء.. إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء. حينئذ عادوا إلى المدينة بفرح عظيم، ونشروا الخبر بين جموع المؤمنين. ومن حينها وكنيسة المسيح تنتظر عودته بكل الشوق.
*
قد يقول قائل طالت مدة الغياب والوعد لم يتحقق بعد، ومات الجيل الأول وتبعته أجيال وأجيال، فمتى سيأتي؟
فنقول:
لله توقيته الذي لا يتقدم ولا يتأخر..
ومن يقرأ النبؤات وأقوال المسيح في إنجيله عن أخبار مجيئه الثاني يلاحظ ما أشار إليه المسيح من علامات ستسبق مجيئه.
ونحن اليوم نعتقد بناءاً على ذلك واستقراءً للإشارات الواردة في الإنجيل إن مجيء المسيح أصبح على الأبواب. لكن طوبى للنفس المستعدة لاستقباله بالطاعة لتعاليمه والسلوك بنور إنجيله. لأنه في لحظة مجيئه لا فرصة لتعديل المسار الخاطىء.
*
البعض من خارج الدائرة المسيحية يتحدثون عن المجيء الثاني للمسيح بصورة تختلف، وكأنهم يتحدثون عن مسيح آخر لا نعرفه. من أراد أن يتعرّف على هوية شخص المسيح أو يزداد علماً عن مجيئه الثاني فليحصل على الإنجيل (الكتاب المقدس) وأن يقرأ بقلب مفتوح وطلب معونه الروح .
لِيَبْلُغْ صُرَاخِي إِلَيْكَ يَا رَبُّ.
حَسَبَ كَلاَمِكَ فَهِّمْنِي.
(المزامير 119: 169)
*
من ميزات الإنجيل أنه واضح وممتع في قراءته، يشد القارئ إليه ويحرك ضميره. الإنجيل يضع أمام القارئ الحقائق بسهولة ويترك للفرد حرية اختيار القرار في أن يصلح طريقه أم يستمر على عناده..
فالذين يختارون عدم الإصلاح عادةً يهملون القراءة.
وهذا أحد أسباب عزوف الغالبية من المسيحيين الذين لا يقرأون الإنجيل، من حيث أنه لو تعرَّض أحدهم لسؤالٍ من الغير فليس لديه ما يجيب به مصداقاً لقول الله في الكتاب المقدس:
هلك شعبي لعدم المعرفة.
*
نعود لموضوعنا..
لماذا تميز المسيح بأنه سيعود لعالمنا مرة ثانية حتى ولو بعد غياب دام لألفي عام؟
بالنسبة لنا كمؤمنين القضية واضحة لنا وضوح الشمس، فهو رب السماء والأرض.. شاء قبل ألفي عام أن يأتي بالصورة التي جاء بها ولغرض سعى إليه ونفذه كما أراد.. وهو حرّ في تنقُّله في أرجاء خليقته. وهذا حق من حقوقه لا يقاسمه به أحد ومن يحق له أن يحتج أو يعترض!
*
ثم ثانياً :
إن عودته إلى الأرض بهيئته الجسمية المنظورة لهو دليل ساطع على أنه ما زال حياً في سمائه بعد صلبٍ وموتٍ وقيامة وصعود إلى السماء قبل ألفي عام..
ثم إن الصلب والموت والقيامة كانت قد انصبت كلها على الجسد الذي تجسَّد به المسيح وليس على لاهوته..
*
ثم ثالثاً :
إن عودته لدليل على أن كنيسته التي نادت بتعاليمه عبر الأجيال هي كنيسة حية، وما زالت قائمة تنتظر وعده. فهي تعرف هويته ولا يشوبها إبهام في من ترى يكون هو، وهو سيأتي ويفي لها بالوعد. والكنيسة قد تكون مرفوضة من البعض لكنها ستتمجد في عيون شعوب الأرض عند مجيئه.
هذه الحقيقة تبدو غامضة عند البعض، لكنها ستظهر جلية واضحة على مرأى ومسمع كل شعوب الأرض، عندما تقف أمم العالم أمام جلاله ليدين سكان الأرض. فهناك سينجلي الغموض والإبهام في وقت تكون فيه قد فاتت فرص تعديل الموقف أو الندم على ما فات من جهل للحقائق.
*
ثم رابعاً:
يحدثنا الكتاب المقدس عن عددٍ كبير من أنبياء الله، وذكر تفاصيل دقيقة عن البعض منهم…
ولكن يلاحَظ أن مهما سمى الواحد أو الآخر في الرفعة والسمو، ومهما قيل فيه من مديح أو تعظيم، لا يمكن أن يُقارَن بالقدوس الكائن في كل مكان وزمان والذي يستطيع أن يتنقَّل ما بين السماء والأرض بهيئةٍ منظورة أو غير بحسب حكمته لكل من أحبه وطلبه مخلصاً لحياته...
*
عزيزي القارئ،
إن هذه الخصائص الفريدة التي للمسيح تدل على هويته..
ولك أن تتساءل:
فمن ترى يكون هذا العظيم؟
والجواب لدينا واضح وضوح الشمس :
المسيح ليس بالنبي العادي، وليس بنبيٍ من نوع ممتاز، ولا هو بنبيٍ سوبر، المسيح هو الله الذي حلّ بيننا بهيئة بشر. الله لم يرى لكن معاصروه في زمانه رأوا الإنسان يسوع المسيح، أما اللاهوت فكان يصنع المعجزات من وراء حجاب جسده المنظور، فإن قبلته كما هو نلت الفوز وحزت برضاه، وابتهجت بلقائه عند مجيئه، وإن رفضته، يحزننا أن تصلك الحقيقة بهذا الوضوح ولا تقبلها!
وأقول لكل من توارث المسيحية:
إن كوننا مسيحين، فهذا لا يعفينا من دينونة يوم الدين إن لم نحيا الإيمان بتوبة صادقة وسلوك مسيحي عملي متطابقٍ مع تعاليم ملك الملوك ورب الأرباب ربنا القدوس يسوع المسيح.
لنحزم أمرنا ونخذ قرارنا اليوم قبل الغد ..
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
الرب يسوع يحبك ...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين
من بين الخصائص التي تميز بها المسيح هو أنه بعد أن غادر أرضنا قبل ألفي عام وعد بأن سيأتي ثانية إلى عالمنا من جديد وسيأتي…
ومجيئه هذا محقق ومؤكدٌ بإعلانات الوحي وليس بأقاويل من أحاديث الناس. والسؤال الآن لماذا تميز المسيح عن غيره بهذا؟
*
وفي سياق البحث عرفنا أن المسيح مات مصلوباً، والصلب كان قد أُنبىءَ عنه في الكتاب المقدس . فبعد الصلب والدفن قام المسيح في اليوم الثالث في فجر الأحد. وبعد أربعين يوم من قيامته أخذ تلاميذه الحواريين الأحد عشر إلى جبل الزيتون إلى الشرق من المدينة المقدسة وكان ذلك في وضح النهار، وقدّم لهم آخر وصاياه، ورفع يديه وباركهم، وبينما هو يباركهم حملته سحابة ورفعته عنهم وهم شاخصون يتأملون المشهد في ذهول، واستمروا كذلك إلى أن اختفى عن الأبصار...
*
عندها وقف بهم ملاكان وقالا لهم:
أيها الرجال الجليليون، ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء.. إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء. حينئذ عادوا إلى المدينة بفرح عظيم، ونشروا الخبر بين جموع المؤمنين. ومن حينها وكنيسة المسيح تنتظر عودته بكل الشوق.
*
قد يقول قائل طالت مدة الغياب والوعد لم يتحقق بعد، ومات الجيل الأول وتبعته أجيال وأجيال، فمتى سيأتي؟
فنقول:
لله توقيته الذي لا يتقدم ولا يتأخر..
ومن يقرأ النبؤات وأقوال المسيح في إنجيله عن أخبار مجيئه الثاني يلاحظ ما أشار إليه المسيح من علامات ستسبق مجيئه.
ونحن اليوم نعتقد بناءاً على ذلك واستقراءً للإشارات الواردة في الإنجيل إن مجيء المسيح أصبح على الأبواب. لكن طوبى للنفس المستعدة لاستقباله بالطاعة لتعاليمه والسلوك بنور إنجيله. لأنه في لحظة مجيئه لا فرصة لتعديل المسار الخاطىء.
*
البعض من خارج الدائرة المسيحية يتحدثون عن المجيء الثاني للمسيح بصورة تختلف، وكأنهم يتحدثون عن مسيح آخر لا نعرفه. من أراد أن يتعرّف على هوية شخص المسيح أو يزداد علماً عن مجيئه الثاني فليحصل على الإنجيل (الكتاب المقدس) وأن يقرأ بقلب مفتوح وطلب معونه الروح .
لِيَبْلُغْ صُرَاخِي إِلَيْكَ يَا رَبُّ.
حَسَبَ كَلاَمِكَ فَهِّمْنِي.
(المزامير 119: 169)
*
من ميزات الإنجيل أنه واضح وممتع في قراءته، يشد القارئ إليه ويحرك ضميره. الإنجيل يضع أمام القارئ الحقائق بسهولة ويترك للفرد حرية اختيار القرار في أن يصلح طريقه أم يستمر على عناده..
فالذين يختارون عدم الإصلاح عادةً يهملون القراءة.
وهذا أحد أسباب عزوف الغالبية من المسيحيين الذين لا يقرأون الإنجيل، من حيث أنه لو تعرَّض أحدهم لسؤالٍ من الغير فليس لديه ما يجيب به مصداقاً لقول الله في الكتاب المقدس:
هلك شعبي لعدم المعرفة.
*
نعود لموضوعنا..
لماذا تميز المسيح بأنه سيعود لعالمنا مرة ثانية حتى ولو بعد غياب دام لألفي عام؟
بالنسبة لنا كمؤمنين القضية واضحة لنا وضوح الشمس، فهو رب السماء والأرض.. شاء قبل ألفي عام أن يأتي بالصورة التي جاء بها ولغرض سعى إليه ونفذه كما أراد.. وهو حرّ في تنقُّله في أرجاء خليقته. وهذا حق من حقوقه لا يقاسمه به أحد ومن يحق له أن يحتج أو يعترض!
*
ثم ثانياً :
إن عودته إلى الأرض بهيئته الجسمية المنظورة لهو دليل ساطع على أنه ما زال حياً في سمائه بعد صلبٍ وموتٍ وقيامة وصعود إلى السماء قبل ألفي عام..
ثم إن الصلب والموت والقيامة كانت قد انصبت كلها على الجسد الذي تجسَّد به المسيح وليس على لاهوته..
*
ثم ثالثاً :
إن عودته لدليل على أن كنيسته التي نادت بتعاليمه عبر الأجيال هي كنيسة حية، وما زالت قائمة تنتظر وعده. فهي تعرف هويته ولا يشوبها إبهام في من ترى يكون هو، وهو سيأتي ويفي لها بالوعد. والكنيسة قد تكون مرفوضة من البعض لكنها ستتمجد في عيون شعوب الأرض عند مجيئه.
هذه الحقيقة تبدو غامضة عند البعض، لكنها ستظهر جلية واضحة على مرأى ومسمع كل شعوب الأرض، عندما تقف أمم العالم أمام جلاله ليدين سكان الأرض. فهناك سينجلي الغموض والإبهام في وقت تكون فيه قد فاتت فرص تعديل الموقف أو الندم على ما فات من جهل للحقائق.
*
ثم رابعاً:
يحدثنا الكتاب المقدس عن عددٍ كبير من أنبياء الله، وذكر تفاصيل دقيقة عن البعض منهم…
ولكن يلاحَظ أن مهما سمى الواحد أو الآخر في الرفعة والسمو، ومهما قيل فيه من مديح أو تعظيم، لا يمكن أن يُقارَن بالقدوس الكائن في كل مكان وزمان والذي يستطيع أن يتنقَّل ما بين السماء والأرض بهيئةٍ منظورة أو غير بحسب حكمته لكل من أحبه وطلبه مخلصاً لحياته...
*
عزيزي القارئ،
إن هذه الخصائص الفريدة التي للمسيح تدل على هويته..
ولك أن تتساءل:
فمن ترى يكون هذا العظيم؟
والجواب لدينا واضح وضوح الشمس :
المسيح ليس بالنبي العادي، وليس بنبيٍ من نوع ممتاز، ولا هو بنبيٍ سوبر، المسيح هو الله الذي حلّ بيننا بهيئة بشر. الله لم يرى لكن معاصروه في زمانه رأوا الإنسان يسوع المسيح، أما اللاهوت فكان يصنع المعجزات من وراء حجاب جسده المنظور، فإن قبلته كما هو نلت الفوز وحزت برضاه، وابتهجت بلقائه عند مجيئه، وإن رفضته، يحزننا أن تصلك الحقيقة بهذا الوضوح ولا تقبلها!
وأقول لكل من توارث المسيحية:
إن كوننا مسيحين، فهذا لا يعفينا من دينونة يوم الدين إن لم نحيا الإيمان بتوبة صادقة وسلوك مسيحي عملي متطابقٍ مع تعاليم ملك الملوك ورب الأرباب ربنا القدوس يسوع المسيح.
لنحزم أمرنا ونخذ قرارنا اليوم قبل الغد ..
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
الرب يسوع يحبك ...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين