العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ
رأيتها ياذا ليتني كنتُ لم أراها
حدثت بالعين وقد سرت بممشاها
ناعسة الطرفِ والقدِ منحوتاً كالحجرِ
هالةُ صمتٍ لكن أسئلةٍ جالت بمحياها
نطق الصمُ وتفقه أخرس ورآى اعمى
إذ لاح للعابرين خصرٍ كأن لهم أدناها
متجبرة النهدِ مكدوماً من النشوةِ بالبرازِ
تسلى الليل بها ولم يُبقي فقد أضناها
كاذباً أنا بكل أشياء التي تجول بخاطرك
إلا صريخ شوقٍ لا يعرفُ بالحب إلا ها
شوقتني إليها وقد دنى الفجرُ فوق شباكيا
لما مني تهرب الساعات ولم أقبلُ ثناياها
مازانَ السموات إلا نجوماً وبدراً به يستضاءُ
وها هو يختفي بين أخبيتهِ وتسليني عينا ها
وبين تلك السُررُ تفترش الياسمين والوسائدُ
ولم يحلو لي استبرقها ووسادتي اذ ذاك يمناها
إتزر النجم وقد بالغ بالأزُرِ وهو سوى نجُمٍ
فكيف إذ لاح للناظرينِ قليلاً من شفتاها
لضجَ كل فيهمٍ وذي لُبابةٍ وإنحى لخلق الله
سبحانه ما ابدع خلقه كأنه للحسنٍ تجلاها
وتمنيتُ لو مزق الدهر يوماً حلو ثوبها
حتى يُبدي ما تقسمَ في جسدٍ وقد آذاها
لا يُلفُ شمع قدها إلا بإستبرقٍ او حريرا
فكل الاثوابِ بالياتٍ وإن غلا بالاثمان أعلاها
كأن الامُ رسمت تفاصيل كل الأنوثةِ على طبقٍ
ودعت الله بيومٍ ذي مطرٍ فستجاب الله دعاها
صنع في العراق ذاك حسن التي لها أكتبُ
وإني لأشجعُ منتوجاتنا وإن يكن هي احلاها
العـ عقيل ـراقي