قَبل أن يؤذن لـ الإنصات برَبيع الصّوت الناعم،
أرهقتهُ حَشرجَة اليأسِ مُذ كانَ طاعناً بـ الحبِّ ،
وصّوت الشغَب يُنادي من على مُكبرّات الإنتظارِ التي هزّت مَقامه،
إرتفَع مع صّوت أولُ نغمة ...
رنّ بها جَوالهِ الأخرس ،
ماكانَ يُدرك حطام الماضي .. إلا حين جبّ عن نفسهِ السؤال،
مَن يكونَ خلف هذا الإتصال ..
تَناسَى وعاود جلوسه أمام نافذتهِ الصَغيرة ،
يُركّز حول أشيائهِ بـ إمعان ...
وأنّى يكون للعالم أن يتّسع لكل هذه الأشياء
التي علقت على جدرانِ ذاكرته ،
هزّ رأسه عَجباً ..
قَبل أن يرنّ الجوّال مرةً أخرى ينبئه بقدومِ رسالة،
فتسَارعت أنفاسهُ وكانَ صّمته متنافراً مع الأنفاس ،
وَضع هاتفه ولم يُمهل حنينه للتقصي،
كأن رافضاً كُل عبارات التذكر .. فأردف أن المرسل لم يصب،
لم يكن يعلمُ أن الشّوق سيستعمره ،
وتستوطنه جيوش الحنين في لمحة بصر ،
(( في حضرتك خبّرت ذلك الإغواء الآثم لـ الصمت وبقيت في إنتظار أن تحسم شفتاك أمري ولم ترفع الهاتف .. انا بقية روحك ))
فقط كان هذا فحوى الرسالة ،
إرتبك وبدئ يخالط شعور الماضِي بـ الحاضر ...
لم يمكثُ طويلاً حتّى رنّ هاتفهُ من جديد ،
هذهِ المرّة كان يعلم من المتصل لكن الفرق ان يكون لسانه يذكر مقاطع الحروف ،
أجاب على الهاتف صمتاً ...
سوى بضع أنفاسٍ ترتف وتنخفض ،
إجتاحت عقلها المُنهك،
فبدأت بـ الكلام ..
.. أتدري ؟
أعبق حلم غرستُ أمنيته بصدري قاب لحظة من الآن كان صّوتك ،
ونزّ الماء من غيم عينيها ...
فضحكَ حنانه وتنهد ،
تبسّمت ،
فبعثَرت ليلها وحشّمت مرمرها وقطوفِ الرمّان دنت منها وتكرّزت،
فخيل لجسدها أن نحنحتهُ الماء،
وتوضّأت طُهر حنجرتهِ وتوردّت،
وتورّد الفجرِ بـ أطرافهِ واستنشقَ الحياة ،
وافترشَت جناحه ولعقَت السمَاء وغنّت،
كانَ كلاهما يؤمن بأن لا سعادة على وجه التراب،
ولكنهُ الآن سعيد
.
محمد - 2014
أرهقتهُ حَشرجَة اليأسِ مُذ كانَ طاعناً بـ الحبِّ ،
وصّوت الشغَب يُنادي من على مُكبرّات الإنتظارِ التي هزّت مَقامه،
إرتفَع مع صّوت أولُ نغمة ...
رنّ بها جَوالهِ الأخرس ،
ماكانَ يُدرك حطام الماضي .. إلا حين جبّ عن نفسهِ السؤال،
مَن يكونَ خلف هذا الإتصال ..
تَناسَى وعاود جلوسه أمام نافذتهِ الصَغيرة ،
يُركّز حول أشيائهِ بـ إمعان ...
وأنّى يكون للعالم أن يتّسع لكل هذه الأشياء
التي علقت على جدرانِ ذاكرته ،
هزّ رأسه عَجباً ..
قَبل أن يرنّ الجوّال مرةً أخرى ينبئه بقدومِ رسالة،
فتسَارعت أنفاسهُ وكانَ صّمته متنافراً مع الأنفاس ،
وَضع هاتفه ولم يُمهل حنينه للتقصي،
كأن رافضاً كُل عبارات التذكر .. فأردف أن المرسل لم يصب،
لم يكن يعلمُ أن الشّوق سيستعمره ،
وتستوطنه جيوش الحنين في لمحة بصر ،
(( في حضرتك خبّرت ذلك الإغواء الآثم لـ الصمت وبقيت في إنتظار أن تحسم شفتاك أمري ولم ترفع الهاتف .. انا بقية روحك ))
فقط كان هذا فحوى الرسالة ،
إرتبك وبدئ يخالط شعور الماضِي بـ الحاضر ...
لم يمكثُ طويلاً حتّى رنّ هاتفهُ من جديد ،
هذهِ المرّة كان يعلم من المتصل لكن الفرق ان يكون لسانه يذكر مقاطع الحروف ،
أجاب على الهاتف صمتاً ...
سوى بضع أنفاسٍ ترتف وتنخفض ،
إجتاحت عقلها المُنهك،
فبدأت بـ الكلام ..
.. أتدري ؟
أعبق حلم غرستُ أمنيته بصدري قاب لحظة من الآن كان صّوتك ،
ونزّ الماء من غيم عينيها ...
فضحكَ حنانه وتنهد ،
تبسّمت ،
فبعثَرت ليلها وحشّمت مرمرها وقطوفِ الرمّان دنت منها وتكرّزت،
فخيل لجسدها أن نحنحتهُ الماء،
وتوضّأت طُهر حنجرتهِ وتوردّت،
وتورّد الفجرِ بـ أطرافهِ واستنشقَ الحياة ،
وافترشَت جناحه ولعقَت السمَاء وغنّت،
كانَ كلاهما يؤمن بأن لا سعادة على وجه التراب،
ولكنهُ الآن سعيد
.
محمد - 2014