العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ
على دكة الليل فرشت اشتياقي
وتوضأةُ عشقا لها بماء الغسقِ
يممتُ وجهي بناصع النهدِ المترف
وطفتُ بصومعتها كالعابد الصادقِ
نهنهي بطارفهِ كأنه قطٍ بري
ولفه عنوةً ثوبه المنشى الازرقِ
يُهدي العصافير نشوةَ النهوض
ويعلم العاشقين معنى العتقِ
فجة لو أنها ترعى ناظرها برهةٍ
لأوت إليها كل الذنوب بالنسقِ
قلتُ وقالت ماهذه الابجدية ياذا
قلتُ إنها لظى من بعض الحرقِ
قالت ستموت العصافير بسماها
وسيفك يتوضأ تريدهُ دوما بالعبقِ
قلت كيف حروب الغرام والنصر بها
وكيف ينبأ الواشون إني بأخر الرمقِ
حين يعلن الجسدُ الغارق بليناعةِ
بدء الاحتدامِ وفك اللصقِ باللصقِ
حتى شمس غدٍ ستشرقُ متأخرةً
لإنها ستشرق بلون ثوبها الازرق
رأيت الليلَ بما فيه يقف لانوثتها
ويرش النجوم حباً لها بالطرقِ
بخمرةِ شفتها والرياحين بالنهدِ
أذن الليلُ لناقتهِ للقاءِ لا أفارقِ
دنى كُلي منها مشغوفاً انظر إلي
كيف سأجرب فنون الغرامِ بالعنقِ
تلعثمت اصابعي بطارف الصدرِ
والشفاهُ تأبى إلا بالشفاه التعلقِ
تميلُ بخصرها أرها تهتز مترفةً
كأنها على موعدٍ مع القمر بالافقِ
تلألأ قمراً بحجرتها وتلألأةُ له
يا ليلُ خبأتُ فيك جمر الشهقِ
عضت بالشفاه لا حياءً بل نشوةً
فأطلت المكوث ولا أفي الرقرقِ
هذه ليلة لم تكتمل في الخيال
عله القادم يشفي مافي النزق
العــ عقيل ـراقي