عبدالله الجميلي
Well-Known Member
- إنضم
- 30 يونيو 2017
- المشاركات
- 1,835
- مستوى التفاعل
- 934
- النقاط
- 115
صيد الغزلان في برية الشرقاط
كان الصباح في الشرقاط ينبض بالحياة، ورائحة الأرض المبللة بقطرات الندى تضفي إحساساً عميقاً بالهدوء. قرر محمد وعبد الله، وهما صديقان منذ الطفولة، أن ينطلقا في رحلة صيد الغزلان. كانت خطتهم البسيطة مليئة بالحماس، مع قليل من العفوية التي تميز مغامراتهما.
جهزا عدّتهما: بندقيتا صيد قديمتان، حقيبة مليئة بالتمر والماء، ومنظار يبدو أنه شهد أياماً أفضل. قال عبد الله وهو يتفقد بندقيته: "محمد، هذه البندقية عمرها أكبر من جدي، لا أدري إن كانت ستعمل أم ستنفجر في وجهي!" فضحك محمد وقال: "اطمئن، إذا لم تعمل سنطارد الغزلان ركضاً مثل أجدادنا."
ركبا السيارة وتوجها نحو البراري. كان الطريق مليئاً بالمطبات والحجارة، وكلما اصطدمت السيارة بشيء، كان عبد الله يصرخ: "محمد، هل نحن نصطاد الغزلان أم نحاول قتل السيارة؟!"
عندما وصلا إلى البرية، وجدا مكاناً مناسباً بين الأشجار الكثيفة. بدأا بالبحث عن آثار الغزلان. محمد، الذي كان يعتبر نفسه خبيراً في الصيد، أمسك ببعض الأوراق الجافة وقال: "هذه آثار أقدام غزال!" فرد عبد الله ساخراً: "آثار أقدام غزال أم دجاجة؟ يبدو أنك بحاجة لدورة في علم الآثار."
بعد ساعة من البحث، شاهدا غزالاً صغيراً يقف بعيداً. بدأ الاثنان في التسلل نحوه، لكن فجأة انزلق عبد الله وسقط في حفرة مليئة بالطين. وقف محمد ينظر إليه وهو يحاول الخروج، وقال ضاحكاً: "يبدو أنك تصطاد الطين بدلاً من الغزلان!"
بعد جهد كبير، خرج عبد الله من الحفرة مغطى بالطين من رأسه إلى قدميه. قال بغضب ممزوج بالضحك: "إذا لم نصطد غزالاً اليوم، سأعتبر نفسي الغنيمة وأعود للبيت هكذا!"
استجمعا شجاعتهما وقررا مواصلة البحث. في لحظة من الهدوء، سمعا صوتاً غريباً قادماً من خلف الأشجار. تسلل عبد الله بحذر، وعندما وصل إلى مصدر الصوت، وجد مجموعة من الأرانب البرية. أشار إلى محمد بيده قائلاً: "لقد وجدت الغزلان!" اقترب محمد ونظر، ثم قال: "عبد الله، هذه أرانب، إلا إذا كنت تعتبر الأرنب غزالاً في قاموسك!"
انفجرا في الضحك، لكن فجأة ظهر غزال حقيقي على قمة التلة. كانت لحظة مثيرة، وقرر عبد الله أن يأخذ اللقطة. ركز جيداً، ثم أطلق الرصاصة... لكنها لم تصب الغزال، بل أصابت شجرة صغيرة بجانبه. قال محمد ساخراً: "أحسنت يا عبد الله! لقد قتلت الشجرة المسكينة!"
مع غروب الشمس، قررا العودة إلى السيارة وهما محبطان قليلاً، لكن في طريقهما رأيا قطيعاً صغيراً من الغزلان. هذه المرة، اتفقا على العمل كفريق واحد. اختبأ محمد خلف شجرة، بينما حاول عبد الله الاقتراب من الغزلان بهدوء.
لكنه لم ينتبه إلى حجر صغير أمامه، فتعثر وسقط مرة أخرى. هذه المرة، أحدث ضجيجاً كافياً لجعل الغزلان تركض بعيداً. جلس عبد الله على الأرض وقال: "محمد، أعتقد أنني مصمم لإخافة الغزلان بدلاً من صيدها."
عاد الصديقان إلى السيارة دون غزال، لكنهما كانا يضحكان طوال الطريق على مواقف اليوم. قال محمد في النهاية: "أظن أن الغزلان اليوم كانت أذكى منا. ربما علينا التفكير في مغامرة أخرى، مثل صيد الأسماك، حيث لا يمكنني أن أقع في حفرة أو تصطدم بندقيتي بشجرة!"
وهكذا انتهت مغامرتهما بمواقف مضحكة وذكريات لن ينساها أحدهما أبداً، ليعودا إلى الشرقاط بروح مليئة بالفرح والحب للطبيعة.
بقلم محمد الخضيري الجميلي
كان الصباح في الشرقاط ينبض بالحياة، ورائحة الأرض المبللة بقطرات الندى تضفي إحساساً عميقاً بالهدوء. قرر محمد وعبد الله، وهما صديقان منذ الطفولة، أن ينطلقا في رحلة صيد الغزلان. كانت خطتهم البسيطة مليئة بالحماس، مع قليل من العفوية التي تميز مغامراتهما.
جهزا عدّتهما: بندقيتا صيد قديمتان، حقيبة مليئة بالتمر والماء، ومنظار يبدو أنه شهد أياماً أفضل. قال عبد الله وهو يتفقد بندقيته: "محمد، هذه البندقية عمرها أكبر من جدي، لا أدري إن كانت ستعمل أم ستنفجر في وجهي!" فضحك محمد وقال: "اطمئن، إذا لم تعمل سنطارد الغزلان ركضاً مثل أجدادنا."
ركبا السيارة وتوجها نحو البراري. كان الطريق مليئاً بالمطبات والحجارة، وكلما اصطدمت السيارة بشيء، كان عبد الله يصرخ: "محمد، هل نحن نصطاد الغزلان أم نحاول قتل السيارة؟!"
عندما وصلا إلى البرية، وجدا مكاناً مناسباً بين الأشجار الكثيفة. بدأا بالبحث عن آثار الغزلان. محمد، الذي كان يعتبر نفسه خبيراً في الصيد، أمسك ببعض الأوراق الجافة وقال: "هذه آثار أقدام غزال!" فرد عبد الله ساخراً: "آثار أقدام غزال أم دجاجة؟ يبدو أنك بحاجة لدورة في علم الآثار."
بعد ساعة من البحث، شاهدا غزالاً صغيراً يقف بعيداً. بدأ الاثنان في التسلل نحوه، لكن فجأة انزلق عبد الله وسقط في حفرة مليئة بالطين. وقف محمد ينظر إليه وهو يحاول الخروج، وقال ضاحكاً: "يبدو أنك تصطاد الطين بدلاً من الغزلان!"
بعد جهد كبير، خرج عبد الله من الحفرة مغطى بالطين من رأسه إلى قدميه. قال بغضب ممزوج بالضحك: "إذا لم نصطد غزالاً اليوم، سأعتبر نفسي الغنيمة وأعود للبيت هكذا!"
استجمعا شجاعتهما وقررا مواصلة البحث. في لحظة من الهدوء، سمعا صوتاً غريباً قادماً من خلف الأشجار. تسلل عبد الله بحذر، وعندما وصل إلى مصدر الصوت، وجد مجموعة من الأرانب البرية. أشار إلى محمد بيده قائلاً: "لقد وجدت الغزلان!" اقترب محمد ونظر، ثم قال: "عبد الله، هذه أرانب، إلا إذا كنت تعتبر الأرنب غزالاً في قاموسك!"
انفجرا في الضحك، لكن فجأة ظهر غزال حقيقي على قمة التلة. كانت لحظة مثيرة، وقرر عبد الله أن يأخذ اللقطة. ركز جيداً، ثم أطلق الرصاصة... لكنها لم تصب الغزال، بل أصابت شجرة صغيرة بجانبه. قال محمد ساخراً: "أحسنت يا عبد الله! لقد قتلت الشجرة المسكينة!"
مع غروب الشمس، قررا العودة إلى السيارة وهما محبطان قليلاً، لكن في طريقهما رأيا قطيعاً صغيراً من الغزلان. هذه المرة، اتفقا على العمل كفريق واحد. اختبأ محمد خلف شجرة، بينما حاول عبد الله الاقتراب من الغزلان بهدوء.
لكنه لم ينتبه إلى حجر صغير أمامه، فتعثر وسقط مرة أخرى. هذه المرة، أحدث ضجيجاً كافياً لجعل الغزلان تركض بعيداً. جلس عبد الله على الأرض وقال: "محمد، أعتقد أنني مصمم لإخافة الغزلان بدلاً من صيدها."
عاد الصديقان إلى السيارة دون غزال، لكنهما كانا يضحكان طوال الطريق على مواقف اليوم. قال محمد في النهاية: "أظن أن الغزلان اليوم كانت أذكى منا. ربما علينا التفكير في مغامرة أخرى، مثل صيد الأسماك، حيث لا يمكنني أن أقع في حفرة أو تصطدم بندقيتي بشجرة!"
وهكذا انتهت مغامرتهما بمواقف مضحكة وذكريات لن ينساها أحدهما أبداً، ليعودا إلى الشرقاط بروح مليئة بالفرح والحب للطبيعة.
بقلم محمد الخضيري الجميلي