أوضح دكتور جمال شعبان أن هناك دراسة أمريكية كبرى نشرت منذ أيام قليلة بينت أن اختلال وظيفة الانتصاب تمثل إنذارا حاد اللهجة بإمكانية حدوث أزمات قلبية أوسكتة دماغية أومشكلات قلبية أقل حدة لدى الأصحاء، وقد استغرقت الدراسة سبع سنوات تابعت من خلالها الأشخاص الذين كانوا لا يعانون من مشكلة ضعف الانتصاب فى بداية الدراسة كانت احتمالات الإصابة بأزمات القلب والشرايين تزيد بنسبة 25 % عن الذين لم يصابوا بالضعف الجنسى خلال فترة البحث الذى قام به أطباء من جامعة تكساس للعلوم الطبية، ونشرته صحيفة الرابطة الأمريكية الطبية، بينما كانت احتمالات الإصابات بأزمات القلب أعلى فى الأشخاص الذين كانوا يعانون من ضعف الانتصاب فى بداية البحث، حيث بلغت نسبة أزمات القلب فى هذه المجموعة 45 % وقد علق د. مليفين هناك من جامعة ميتشجين المتخصص فى طب القلب الوقائى على هذه الدراسة قائلا: إن الدراسة التى يتبعها كل واحد، حيث إن الدراسات السابقة لم تكن بمثل هذا الحجم أو قوة الدليل بالرابطة بين الضعف الجنسى وأزمات القلب والشرايين.
وهذه الدراسة الضخمة 9000 (تسعة آلاف) رجل تم تقويم وظيفة الانتصاب بهم كل ثلاثة أشهر بالإضافة إلى فحص القلب والأوعية ومتابعة ضغط الدم والسكر والكولسترول والتدخين، وقد ثبت أن هناك صلة قوية ومستقلة عن العوامل الأخرى بين ضعف الانتصاب والأزمات القلبية المستقبلية فالجديد فى الدراسة ضخامة العدد وقوة البرهان وشمول العوامل الكلاسيكية المهيئة لأزمات القلب مثل السكر والتدخين وضعف الدم وستتأثر الممارسة الطبية بنتيجة هذه الدراسة، حيث جرى العرف على اعتبار الأصحاء الذين يعانون من ضعف الجنسى لأسباب نفسية، الآن نسبة الأسباب النفسية لا تتجاوز 5 %، ينبغى التعامل بخشونة مع ضغط الدم المرتفع ونسبة الكولسترول وموضوع التدخين لتلافى حدوث أزمات قلبية مستقبلا.
والعامل المشترك بين ضعف الانتصاب وقصور شرايين القلب هو خلل فى وظيفة جزىء أكسيد النيتريك (no ) الذى ينتجه جدار الوعاء الدموى ليعمل على تمدده ويمنع انقباضه، وانخفاض وظيفة هذه الجزىء واضحة فى الرجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب وقد توقع باحثو تكساس أن تكون للدراسة تداعيات كبيرة حيث إن حوالى ستمائة ألف رجل أمريكى بعد سن الأربعين ينضمون إلى قائمة ضعف الانتصاب سنويا!
لذا ينبغى على الأصحاء بعد سن الأربعين من الرجال الذين بدأوا يعانون ضعف الانتصاب من مراجعة طبيب القلب لتقويم عوامل خطورة القلب مثل الضغط والسكر والكولسترول والإقلاع الفورى عن التدخين.
