أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

طريق التفافي ....بقلمي الجوري

الجوري^

مخلوقة من ضلع الورد
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
50,659
مستوى التفاعل
12,657
النقاط
113
الإقامة
فلسطين

البدايات المتعثرة تصنع نهايات جيدة، قد نظن أن الإنكسارات الداخلية التي يسببها الخذل والتنمر لا تشفى، ولكن مع الإرادة، وحب صنع الذات تولد القوة، وتولد البدايات، من أسوء لحظات حياتي هي تلك التي كنت أعود بها إلى منزلي لأواجه سخط والدي؛ لأن ملابسي ممزقة، او حقيبتي مبتلة او غير ذلك لا ألوم والدي لسخطة، ولكن ألومه لقلة إحتوائه، ألومه لأنه أراد أن يجعلني قويا، ولكن بأسوء الطرق، كان يقف أمامي وينتزع قطعة النبريش المعلقة على الحائط، كان هناك مكان مخصص صنعه لها حتى لا يبحث، ويبدأ بجلدي وهو يقول كلما ضربت خارجا سأضربك هنا، ولن تتخلص من هذا الا برجوعك للبيت سالما، كان هاجسي كيف أوقف هذا، أنا لست قويا ولا يمكنني أن أجيب الاولاد، ولا أن أواجه والدي ليتوقف، فأنا بالفعل ولد هزيل الجسد بلا أصدقاء، كنت ازحف الى فراشي كل ليلة لألعق جراحي، وأدفن دموعي بوسادتي، لم أقدر أن أبدل هذا العالم الأسود بعالم آخر، سنوات وأنا اتعرض للتعنيف والتنمر بلا كلل او ملل، دون ان يجد والدي او يبحث ليحل مشكلتي، وهنا قررت يجب أن ينتهي هذا ليس بالذهاب للشرطة فأنا لا يمكن أن أترك بيتي وأمي وارحل لبيت رعاية بسبب التعنيف، وأن أضع والدي خلف القضبان، ولا يمكنني أن أفعل شيئا للذين يتنمرون علي بالمدرسة، هنا بدأت أفكر بعقلي كنت في الماضي يسيرني قلبي، وعاطفتي، وخوفي، وعدم جرئتي، أما الآن فالعكس تماما لا يمكن أن نخوض حربا دون خسائر، وأنا خسرت قلبي، أو بمعنى أدق قررت أن أتنازل عنه لأجد الأمان،او لأصنع الامان لنفسي ، بدأت أعمل ببقالية بعيدة جدا عن بيتي،بعيدة لا تصلها أقدام أبي، كان لدي فكرة تدور برأسي،وأسعى لتحقيقها، وبدأت بجمع ما آخذه من النقود حتى جمعت ثروة صغيرة هي كل ما كنت أحتاجه بذلك الوقت، وفي اليوم المنشود دخلت للمدرسة وأنا أرفع رأسي، جلست ونظرت حولي لأرى أضخم ولد بالمدرسة، كان ضخما ومخيفا، تكلمت معه وانا أنتظر أن يضربني بأي لحظة ولكن كان يجب أن أغامر فأقوى شخص متواجد على الساحة هو الأفضل لفكرتي وتم الاتفاق وأعطيته شوكولاته كيندر وكان الإتفاق بيننا عن كل يوم حبة من الكيندر، وبدأت بتكوين عصابة خاصة بي من الاولاد، ودفعت لهم بدل الحماية كانوا ولدان ،وكانت الحماية مقابل قطعة حلوى تفرقع لكل يوم بطعم الكرز، من ملاحظتي لكل ما يجري حولي قررت أنني لست الوحيد المحتاج للحماية، فنشرت خبرا داخل جدران المدرسة أنني أحمي من لا يقدر على حماية نفسه وبدأ العمل يتوسع كان ضمن جدران المدرسة، بالبداية كان الدفع لي من خلال المصروف، يوضع المال داخل صندوق صغير خلف جدار المدرسة، وأنا آخذه وأعرف من يريد الحماية، لأنني طلبت عدم المقابلة الشخصية بل وضع الأسم مع النقود، وهذا ما كان يحدث ،وكل عميل وصل الي كان يبقى تحت حمايتي طوال فترة دفعه للنقود، والحراس ازدادوا إلى أن أصبحوا كفريق أمني سبعه أولاد، كنت أعود للبيت بتلك الفترة وأدخل وأتناول طعامي ووالدي ينظر إلي كان متعجبا كيف هذا؟ أيعقل اصبح إبني قويا! كنت أبتسم، واستمريت بهذا وأصبحت المدرسة فعلا دون مشاكل، وامتدت أذرعي لتصل الى الطرقات المجاورة للمدرسة، كان الجميع راضيا إلى أن جاء أحد الطلاب، وتكلم معي شخصيا، وهذا أول خرق لبنود عملي، قال لي أريد الحماية كنت بالمرحلة المتوسطة، أي مر على تنظيمي لهذا العمل أكثر من ثلاث سنوات، وأي أصبحت بالمرحلة الاعدادية قالها بعد ان ابتلع لعابة وظهرت تفاحة ادم (اريد الحماية) كان وجهه اصفر يتلفت كأن الشياطين تلاحقه، نظرت له وهمست أنت تعرف القواعد هز رأسه ومد الي بلفافة من النقود، كانت أكبر مبلغ أراه بحياتي قلت ...مم همس وهو يقترب مني ويرتجف (انهم عند بوابة المدرسة وأنا يجب أن أعود للمنزل) قلت حسنا أخفيت اللفافة وخرجت معه والفريق الأمني معي كنت أعتقد أنه يهول الموضوع مهما كان مقدار التنمر وقوته فلا يصل الى هذا الخوف الذي رأيته وشممته منه، ولكن ما إن خطونا إلى خارج الحرم المدرسي فوجئت برجال يحملون الأسلحة تراجعت للخلف خطوة، أسأل الفتى ما هذا؟ نحن نحمي من التنمر، لكن هذا تجاوز التنمر، انهار الفتى على الأرض وصوته حزين منخفض لا يكاد يسمع (سيقتلونني أرجوك أنا فقط أريد أن أعود لمنزلي )تنفست ونظرت وقررت، يجب أن أساعد الفتى، عدنا للمدرسة مرة أخرى، وبدأت بذرع الأرض ذهابا و إيابا، علّي أجد حلا لمشكلتي هذه، فجأة وجدت الحل لمع برأسي كما البرق،
وبسرعة همست له، إستعد للركض، وابق بقربي سأعيدك لمنزلك، وهويت بكوعي على جرس انذار الحرائق، ثانيتان كانت المدرسة بحالة هلع وهستيريا، وبدأ الجميع يركض للبوابة، وأنا والفتى بينهم، وأنا أصرخ لقد رأيت فتى يحترق، كان اللهب يأكله بداخل احد الصفوف، لأزيد التوتر، وأفقد الجميع عقلانيتهم، إخترق الطلاب بوابة المدرسة كما قطيع الثيران الهائج، وكنا معهم مررنا من أمام الرجال، ولكن لم يرونا فهم كانوا بحالة تشويش، اخترقت الصفوف والفتى، وابتعدنا بسرعة وركبنا الحافلة حتى وصلنا إلى منزل الفتى، والذي إتضح أنه ليس بمنزل بل قصرا كبيرا ممتدا، هنا إلتفت للفتى وتساءلت انت لست طالبا بمدرستنا ،تنهد قائلا( لا لست كذلك أنا فقط دخلت المدرسة هربا من الرجال وسمعت فتية يتحدثون عن طالب لديه شركة أمنية فتوجهت لك لتخرجني من ورطتي)
أمسكت لفافة المال وأعدتها له وسرت مبتعدا، الا أن الفتى استوقفني وعانقني، حاول ان يعطيني المبلغ لكن لم اخذه، في هذه اللحظة أدركت أن القدر قد صفعني كثيرا بصغري، ليربت على رأسي الان، اصبحت والفتى أصدقاء، وأسست شركة أمنية حقيقية تعنى بالطلبة أولابعد ان انهيت الاعدادية، وأصبحت تعنى بكل من يريد الحماية.
وضعت الصندوق على رف المكتب خلفي، وأردفت اترين يا جميلتي كيف أصبح والدك صاحب أكبر شركة أمنية بالبلاد، حملها أحدهم بين ذراعية أنت تعلم أن يرين مازالت صغيرة جدا لتفهم ماتسرده عليها، إبتسمت وأناأقول أيها الفتى إبنتي تفهم علي جدا، أما ابنك فسيأتي يوما لابنتي كما فعلت أنت، لتنقذه كما فعلت أنا ...انها أيام مضت أغلقت الحاسوب وتناولت يرين من ذراعيه وأنا أقول أنا مغادر الآن الى اللقاء ايها الفتى الشركة بعهدتك ......
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,288,167
مستوى التفاعل
47,541
النقاط
113
دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ
يُسع ـدني أإلـرٍد على مـوٍأإضيعكًـم
وٍأإألتلـذذ بِمـآ قرٍأإتْ وٍشآهـدتْ
تـقبلـوٍ خ ـآلص احترامي
لآرٍوٍآح ـكُم أإلجمـيله
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )