ابو مناف البصري
المالكي
ظهور الفطرة عند الشدائد والصعاب
■■■■■■■■■■
سأَل أحد الناس الإمام الصادق (ع) أن يدُلّه على الله قائلاً :
-دُلّني على الله ما هو ؟ فقد أكثر عليَّ المجادلون وحيّروني .
- فقال (ع) : ياعبدالله،هل ركبت سفينةً قط ؟
- قال : نعم .
- فقال (ع) : فهل كُسِرَ بك، حيث لا سفينة تُنجيك، ولا سباحة تُغنيك ؟
قال : نعم .
فقال(ع) : فهل تعلّق قلبك هناك أنّ شيئاً من الأشياء قادرعلى أن يُخلّصك من ورطتك ؟
قال : نعم .
فقال الصادق (ع) : فذلك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا مُنجي، وعلى الإغاثة حيث لا مُغيث .
فعندما يشعر الإنسان إنّ الخطر يتهدّده، والصعاب والشدائد تُحيط به كل جانب، وعندما يتعرّض أعزّ ما يملكه وهي حياته إلى الاعتداء بسبب عوامل الطبيعة القاهرة أو الظلم والاعتداء البشري، وعندما تتقطّع به الأسباب،وتُسد أمامه كل الطرق الممكنة بحسب الأسباب الطبيعية العادية للنجاة، فانّ نفسه تتّجه قهراً إلى نقطة مركزية يعتقد إن فيها قوة قادرة مطلقة قاهرة غالبة لكل القوى والعوامل الموجودة في الكون، ويحاول الاستنجاد بها بكل وسائل التضرّع والخضوع والتذلّل،والتعبير عن الضعف والافتقار والعجز البشري،لأجل إنقاذه وتخليصه من هذا الخطر الداهم، وهذه الشدّة والصعوبة التي لا يجد ملجأً آمناً ولا مهرباً منها إلاّ هذه القوة القادرة القاهرة، التي لا تتعلق روحه إلاّ،بها ولا يرى هنالك قوة أخرى تصلح أن تكون بديلاً عنها _فحسب_ بل لا يرى إلاّ هذه القوة في الوجود،في هذه اللحظات العصيبة الشديدة يظهر أثر الفطرة وتُفصح عن وجودها بأوضح وأصرح صورة، وحينها يصرخ صوتها مدويّاً بأعلى قواه : ياالله...
◇ فإذا هاجت الأمواج واضطربت مياه البحر، وصاحبها ريح عاصف وواكبها تمزُّق الأشرعة وثقب السفينة نادى ركابها :
ياالله .
◇ وإذا حلّت المصائب والنكبات وفُقِد الأحبة والأولاد، نادى صاحب المصيبة :
ياالله .
◇ وإذا أُوصدت أبواب النجاح أمام طلاب النجاح، وأُسدلت ستائر الرزق وحلّ الفقر والحرمان بالفقراء،نادى الطلاب وصرخ الفقراء :
ياالله .
◇ وإذا استأسد الحكام واستسبّع وضرى الولاة، وطغى الظلمة واستحكمت قبضتهم، نادت الرعية وجأر المظلومون والمستضعفون :
يا الله .
◇ وإذا سادت العالم قوى الجهل والظلم والانحراف، وأصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً، نادى عشاق الفضيلة والعلم والصلاح :
يا الله ..
في هذه اللحظات العصيبة والشدائد والأخطار، ينادي المنادي من مكان قريب أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد نداءاً من أعماق الوجود والضمير الإنساني :
( لمن الملك اليوم ؟ )
فيأتي الجواب عميقاً مدويّاً في أعماق النفس البشرية ( للهِ الواحدِ القهّار ) .
■■■■■■■■■■■
اللّهُمَّ أحملنا في سفن نجاتك، ومتّعنا بلذيذ مناجاتك،وأوردنا حياض حبِّك وأذقنا حلاوةِ وِدِّك وقربك، واجعل جهادنا فيك وهمَّنا في طاعتك، وأخلص نياتنا في معاملتك، فأنا بك ولك، ولا وسيلة لنا إليك إلا أنت .
*مناجاة المطيعين*
الصحيفة السجّادية
♡♡♡♡♡♡♡♡♡
جمعة طيّبة مباركة عليكم ببركة اللجأ إلى الله تعالى في الأمور كلّها ، والرضا والتسليم بتقاديره وتدابيره سبحانه..
♡♡♡♡♡♡♡♡♡
الشيخ مهدي عاتي المالكي
■■■■■■■■■■
سأَل أحد الناس الإمام الصادق (ع) أن يدُلّه على الله قائلاً :
-دُلّني على الله ما هو ؟ فقد أكثر عليَّ المجادلون وحيّروني .
- فقال (ع) : ياعبدالله،هل ركبت سفينةً قط ؟
- قال : نعم .
- فقال (ع) : فهل كُسِرَ بك، حيث لا سفينة تُنجيك، ولا سباحة تُغنيك ؟
قال : نعم .
فقال(ع) : فهل تعلّق قلبك هناك أنّ شيئاً من الأشياء قادرعلى أن يُخلّصك من ورطتك ؟
قال : نعم .
فقال الصادق (ع) : فذلك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا مُنجي، وعلى الإغاثة حيث لا مُغيث .
فعندما يشعر الإنسان إنّ الخطر يتهدّده، والصعاب والشدائد تُحيط به كل جانب، وعندما يتعرّض أعزّ ما يملكه وهي حياته إلى الاعتداء بسبب عوامل الطبيعة القاهرة أو الظلم والاعتداء البشري، وعندما تتقطّع به الأسباب،وتُسد أمامه كل الطرق الممكنة بحسب الأسباب الطبيعية العادية للنجاة، فانّ نفسه تتّجه قهراً إلى نقطة مركزية يعتقد إن فيها قوة قادرة مطلقة قاهرة غالبة لكل القوى والعوامل الموجودة في الكون، ويحاول الاستنجاد بها بكل وسائل التضرّع والخضوع والتذلّل،والتعبير عن الضعف والافتقار والعجز البشري،لأجل إنقاذه وتخليصه من هذا الخطر الداهم، وهذه الشدّة والصعوبة التي لا يجد ملجأً آمناً ولا مهرباً منها إلاّ هذه القوة القادرة القاهرة، التي لا تتعلق روحه إلاّ،بها ولا يرى هنالك قوة أخرى تصلح أن تكون بديلاً عنها _فحسب_ بل لا يرى إلاّ هذه القوة في الوجود،في هذه اللحظات العصيبة الشديدة يظهر أثر الفطرة وتُفصح عن وجودها بأوضح وأصرح صورة، وحينها يصرخ صوتها مدويّاً بأعلى قواه : ياالله...
◇ فإذا هاجت الأمواج واضطربت مياه البحر، وصاحبها ريح عاصف وواكبها تمزُّق الأشرعة وثقب السفينة نادى ركابها :
ياالله .
◇ وإذا حلّت المصائب والنكبات وفُقِد الأحبة والأولاد، نادى صاحب المصيبة :
ياالله .
◇ وإذا أُوصدت أبواب النجاح أمام طلاب النجاح، وأُسدلت ستائر الرزق وحلّ الفقر والحرمان بالفقراء،نادى الطلاب وصرخ الفقراء :
ياالله .
◇ وإذا استأسد الحكام واستسبّع وضرى الولاة، وطغى الظلمة واستحكمت قبضتهم، نادت الرعية وجأر المظلومون والمستضعفون :
يا الله .
◇ وإذا سادت العالم قوى الجهل والظلم والانحراف، وأصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً، نادى عشاق الفضيلة والعلم والصلاح :
يا الله ..
في هذه اللحظات العصيبة والشدائد والأخطار، ينادي المنادي من مكان قريب أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد نداءاً من أعماق الوجود والضمير الإنساني :
( لمن الملك اليوم ؟ )
فيأتي الجواب عميقاً مدويّاً في أعماق النفس البشرية ( للهِ الواحدِ القهّار ) .
■■■■■■■■■■■
اللّهُمَّ أحملنا في سفن نجاتك، ومتّعنا بلذيذ مناجاتك،وأوردنا حياض حبِّك وأذقنا حلاوةِ وِدِّك وقربك، واجعل جهادنا فيك وهمَّنا في طاعتك، وأخلص نياتنا في معاملتك، فأنا بك ولك، ولا وسيلة لنا إليك إلا أنت .
*مناجاة المطيعين*
الصحيفة السجّادية
♡♡♡♡♡♡♡♡♡
جمعة طيّبة مباركة عليكم ببركة اللجأ إلى الله تعالى في الأمور كلّها ، والرضا والتسليم بتقاديره وتدابيره سبحانه..
♡♡♡♡♡♡♡♡♡
الشيخ مهدي عاتي المالكي