وقفتُ والعُلا على البريةِ يُمطرُ
بين المنائرِ هناك حيث به أفاخرُ
برقت هاماتٍ بنحرِ سيوفها والقنا
وجالت أكفٍ نحو الحُسينِ تحاور
رأيتُ كمرآى الطيف حين وقفتُ
كوشاحٍ أُزيحَ عني وبانت لي مناظر
يوم الزحفِ وتلك القارعاتِ بالطبولِ
احجب وجه الشمس اذ دنت العساكرُ
وصهيلُ خيل العدا يصكُ مني المسامعُ
كأنه دنى موعد القيامة و فتحت المساعرُ
وثلةً تتطوفُ فوقهم هيبةً لها السماء تُحنى
مصاليتٍ بالوغى ، ومعاركاً عندهم تُثنى
فتيتهمٍ كأقمارٍ يبرقنَ في النهار نورهم
وأن الله أوكل لحسنُهم الطيب والشيم والسنا
وفارسٍ يلوي الريح سهاماً في هجير الطف
وبارقهُ حين العجاجِ كأنه للموت يده اليمنى
سخياً لم ينتظرُ ماء الوجه للموت ليكرمهُ
قبل السؤل جَزرَ الاضاحي وهذا ما عنى
أبن أبيهِ يكفيه كنايةً هزبراً لا يعرف
عند الحقِ لومةَ لائمٍ ولا للعدو أنحنى
عباس .. قف عند ذكرهِ وسبح لخالقهِ
فلم تلد أمٍ بعدهُ اخٍ وكل أخٍ بعده يُفنى
بلغ الفرات بطلعتهِ غير آبهٍ بكثرة الجيشِ
وحين ولجَ الماء ليشرب كأنه قد جنى
رمى الماء وكبدهُ كسعير النار يتلظى
ملأ الكرايةَ معلناً ان الموت لهم دنى
فغدا يُعطي المنيةَ حقها من الهاماتِ
فلا يعلو هامةً إلا وشطرها بالسيف مثنى
وعَجَ بالجيشِ كالضيغمُ وهو لهم واحد
فترادفت عليه الكتائبُ بالاسماءِ والكنى
فكمن ابن الطفيلِ بخبثهِ لا برجولته له
وإذا بأبي الفضلِ يوغرهم بُترت اليمنى
ضمَ اللواء لصدر الاخوةِ والايمان بإمامهِ
فأكثروا به من كل حدبٍ الضرب والطعنا
فإذا بلعينٍ لوحَ بالسيف فقطع له اليسرى
وسهماً خرق البسالةِ بعين البطولةِ جنى
فَلم يزل فوق سرجهِ بلا أذرعٍ فداءه ابي
يُريد ان يوصل الماء فذاك هو المنى
وحين نشبت السهامُ كرايتهِ وقف متحيراً
فإذا بعمودٍ يفلقُ للجودِ والفروسية معنى
العـــ عقيل ـراقي
