الطائر الحر
Well-Known Member
منذ أكثر من عام بقليل، كان احتمال أن تشهد سيشل انخفاضاً كبيراً في عدد المسافرين يبدو شبه مستحيل.وكانت شعبية أرخبيل المحيط الهندي، الذي يحظى بالاهتمام لشواطئه الجميلة ومناظره الطبيعية الخلابة، ترتقي عالياً كأحد أكثر الوجهات جاذبية في العالم.
وارتفعت أعداد الزوار بنسبة 4%، وكان مسؤولو السياحة يستعدون لما بدا أنه سيكون عاماً ناجحاً بشكل كبير.
ولكن بالطبع، وضعت جائحة "كوفيد-19" حداً لكل خطة أو تنبؤ لعام 2020 تقريباً، وتغير العالم كما عرفناه بشكل لا رجعة فيه.
فتحت سيشل حدودها للزوار الدوليين، باستثناء المسافرين من جنوب إفريقيا، اعتباراً من 25 مارس/ آذار الجاري
ومثل العديد من الوجهات التي تعتمد بشكل كبير على الإيرادات من الزوار الدوليين، تعرضت جزر سيشل، التي تقع على بعد 1600 كيلومتر قبالة ساحل تنزانيا، لضربة كبيرة من فيروس كورونا.
وفي حين تمكنت الدولة المكونة من 115 جزيرة من درء الفيروس بشكل جيد نسبياً، مع وجود 3،798 حالة إصابة فقط و16 حالة وفاة، كان تأثيره الاقتصادي هائلاً.
وبحسب مجلس السياحة في سيشيل، انخفض عدد السياح الوافدين بنسبة 70% وانخفضت عائدات القطاع لعام 2020 بنحو 368 مليون دولار.
وقال وزير الشؤون الخارجية والسياحة في سيشل، سيلفستر راديغوند، لـ CNN: "لقد توقفت البلاد تقريباً من حيث الأنشطة السياحية".
وأضاف راديغوند: "بما أن اقتصادنا يعتمد بشدة على السياحة، فهذا يعني أن الأنشطة الأخرى قد تباطأت أيضاً، من صيد الأسماك والزراعة إلى الفنون والمطاعم والحانات. لذلك بدأنا العام في حالة سيئة للغاية."
ويقوم المسؤولون بسحب جميع العوائق لضمان عودة المسافرين بسرعة، والأهم من ذلك ، بأمان.
واعتباراً من الخميس بتاريخ 25 مارس/ آذار، رفعت سيشل القيود المفروضة على جميع الزوار، باستثناء المسافرين من جنوب إفريقيا.
وعلى الرغم من أنه يتعين على الزوار تقديم نتيجة فحص "PCR" سلبية في غضون 72 ساعة قبل مغادرتهم، لم يعد المسافرون بحاجة للخضوع إلى متطلبات الحجر الصحي أو قيود الحركة أثناء زيارتهم.
وقال راديغوند، الخميس، بعد ساعات فقط من رفع القيود إنهم استقبلوا "أكثر من 300 مسافر صباح اليوم وهو أكبر عدد شهدته البلاد في يوم واحد منذ فترة طويلة".
وأضاف راديغوند: "حتى الآن ، كانت أرقامنا الأسبوعية حوالي 200، لذا فإن الحصول على طائرة مليئة بالركاب يعد أمراً رائعاً".
وتتوقع البلاد استقبال مئات آخرين من المسافرين خلال الأيام المقبلة.
استراتيجية إعادة فتح "قوية"
وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع نهاية مخطط إطلاق حملة تطعيم "قوية"، والتي تهدف إلى تطعيم بنسبة 70% على الأقل من سكان سيشيل الذين يقدر عددهم بنحو 98,000 نسمة.
وضع المسؤولون الخطة حيز التنفيذ بعد تلقي تبرع بحوالي 50 ألف جرعة لقاح من حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة.
ووفقاً لتقرير صحيفة نيويورك تايمز تحتل سيشل المرتبة الثانية بعد إسرائيل مباشرة في السباق لتصبح أول دولة يتم تطعيم سكانها بالكامل.
وأوضح راديغوند: "أكثر من 90% من سكاننا تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح وأكثر من 45% تلقوا بالفعل الجرعة الثانية".
وأضاف: "نأمل أن نكون قد وصلنا إلى هدفنا خلال الأسابيع القليلة المقبلة، أو بالتأكيد في غضون شهر أبريل".
وبطبيعة الحال، فإن القيود الحدودية المتغيرة باستمرار وظهور موجة فيروس كورونا الثالثة في أوروبا ستعني على الأرجح أن العديد من المسافرين سيترددون في حجز إجازة في الوقت الحالي.
ولكن فريق السياحة في سيشيل شجعه عدد الحجوزات التي تم تلقيها حتى الآن ويعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لدعوة المسافرين للعودة.
وأكد راديغوند: "المرافق الصحية موجودة والإجراءات التي نفذناها تعمل. ونحن مرتاحون لأننا حققنا الحصانة التي نستحقها. لذلك نحن مرتاحون لإعادة فتح حدودنا".
وبعد إغلاق حدودها لأول مرة في مارس/ آذار 2020، بدأت سيشيل إعادة الفتح حدودها على مراحل في يونيو/ حزيران العام الماضي بهدف تخفيف القيود تدريجياً عن الزوار من البلدان التي تعتبر "منخفضة المخاطر".
وفي فبراير/ شباط الماضي، أعادت الدولة فتح حدودها وأسقطت متطلبات الحجر الصحي لجميع المسافرين الذين تم تطعيمهم بالكامل ضد كوفيد-1 بشرط أن يقدموا نتيجة فحص "PCR" سلبية خلال 72 ساعة من موعد السفر.
وبطبيعة الحال، فإن إعادة الافتتاح بينما لا يزال معظم العالم يتصارع مع الفيروس لن يخلو من التحديات.
الطريق إلى التعافي
انخفضت إيرادات الوجهة الشعبية من السياحة بنسبة 62% في عام 2020 بسبب جائحة كوفيد -19.
وعلى الرغم من أن السماح للمسافرين الدوليين بالدخول بصرف النظر عن حالة التطعيم الخاصة بهم يعد خطوة رئيسية في الاتجاه الصحيح، إلا أن الحظر الحالي على السفر في المملكة المتحدة، أحد أكبر الأسواق الأوروبية في سيشيل، لا يزال يمثل عقبة.
وتقول شيرين فرانسيس، المديرة التنفيذية لمجلس السياحة في سيشيل: "لسوء الحظ، لا تزال هناك قيود في عدد قليل جداً من أسواقنا الأصلية ولا يستطيع مواطنوها السفر إلينا".
ووفقاً لفرانسيس، فإن العديد من المسافرين الذين يصلون إلى سيشيل الآن هم من أماكن مثل الإمارات العربية المتحدة، وروسيا، وبولندا، ورومانيا، وبلغاريا، والهند، وإسرائيل.
وكما هو الحال في معظم أنحاء العالم، يُطلب من الزوار ارتداء أقنعة الوجه، والحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي وتعقيم أيديهم بانتظام.
ومع ذلك، تؤكد فرانسيس أن تجربة قضاء الإجازة في سيشيل لا تزال تعد فريدة من نوعها بصرف النظر عن أي قيود.
وتشير فرانسيس إلى أن "هناك عدد قليل للغاية من الوجهات المفتوحة حالياً للسياحة من خلال إجراءات دخول بسيطة ومباشرة".
أولويات السلامة
لم يعد يخضع المسافرون إلى جزر سيشل لأي متطلبات للحجر الصحي أو قيود على الحركةCredit: Shutterstock
وتقول فرانسيس إن سيشل تمثل "عالما آخر" بالمعنى الحرفي، موضحةً أنه ليس هناك وجهة أخرى يمكنها أن توفر مثل هذا النوع من التجارب التي تشمل الطبيعة، ووتيرة الحياة البطيئة، والشواطئ الجميلة، ودرجات الحرارة الدافئة على مدار السنة.
وتضيف فرانسيس "كل ذلك معاً يجعل من سيشل مكاناً ساحراً للتواجد فيه، خاصةً في الوقت الذي يبحث فيه الناس عن تجارب توفر الطبيعة والهواء النقي".
وتلقت حوالي 535 مؤسسة فندقية في سيشيل التدريب المناسب وتم ترخيصها لاستقبال المسافرين الدوليين في هذا الوقت.
وفي حين أن إعادة صناعة السياحة إلى المسار الصحيح يمثل أولوية كبيرة للبلاد، فإن الحفاظ على سلامة الزوار والمقيمين على حد سواء يظل مصدر قلق بالغ.
وتقول فرانسيس إن السلامة تعد عنصر جذب يميز سيشل ونتيجة لذلك، ستتم مراجعة الإجراءات الجديدة باستمرار لضمان "عدم المساس بصحة وسلامة الزوار والسكان المحليين".
وارتفعت أعداد الزوار بنسبة 4%، وكان مسؤولو السياحة يستعدون لما بدا أنه سيكون عاماً ناجحاً بشكل كبير.
ولكن بالطبع، وضعت جائحة "كوفيد-19" حداً لكل خطة أو تنبؤ لعام 2020 تقريباً، وتغير العالم كما عرفناه بشكل لا رجعة فيه.
فتحت سيشل حدودها للزوار الدوليين، باستثناء المسافرين من جنوب إفريقيا، اعتباراً من 25 مارس/ آذار الجاري
ومثل العديد من الوجهات التي تعتمد بشكل كبير على الإيرادات من الزوار الدوليين، تعرضت جزر سيشل، التي تقع على بعد 1600 كيلومتر قبالة ساحل تنزانيا، لضربة كبيرة من فيروس كورونا.
وفي حين تمكنت الدولة المكونة من 115 جزيرة من درء الفيروس بشكل جيد نسبياً، مع وجود 3،798 حالة إصابة فقط و16 حالة وفاة، كان تأثيره الاقتصادي هائلاً.
وبحسب مجلس السياحة في سيشيل، انخفض عدد السياح الوافدين بنسبة 70% وانخفضت عائدات القطاع لعام 2020 بنحو 368 مليون دولار.
وقال وزير الشؤون الخارجية والسياحة في سيشل، سيلفستر راديغوند، لـ CNN: "لقد توقفت البلاد تقريباً من حيث الأنشطة السياحية".
وأضاف راديغوند: "بما أن اقتصادنا يعتمد بشدة على السياحة، فهذا يعني أن الأنشطة الأخرى قد تباطأت أيضاً، من صيد الأسماك والزراعة إلى الفنون والمطاعم والحانات. لذلك بدأنا العام في حالة سيئة للغاية."
ويقوم المسؤولون بسحب جميع العوائق لضمان عودة المسافرين بسرعة، والأهم من ذلك ، بأمان.
واعتباراً من الخميس بتاريخ 25 مارس/ آذار، رفعت سيشل القيود المفروضة على جميع الزوار، باستثناء المسافرين من جنوب إفريقيا.
وعلى الرغم من أنه يتعين على الزوار تقديم نتيجة فحص "PCR" سلبية في غضون 72 ساعة قبل مغادرتهم، لم يعد المسافرون بحاجة للخضوع إلى متطلبات الحجر الصحي أو قيود الحركة أثناء زيارتهم.
وقال راديغوند، الخميس، بعد ساعات فقط من رفع القيود إنهم استقبلوا "أكثر من 300 مسافر صباح اليوم وهو أكبر عدد شهدته البلاد في يوم واحد منذ فترة طويلة".
وأضاف راديغوند: "حتى الآن ، كانت أرقامنا الأسبوعية حوالي 200، لذا فإن الحصول على طائرة مليئة بالركاب يعد أمراً رائعاً".
وتتوقع البلاد استقبال مئات آخرين من المسافرين خلال الأيام المقبلة.
استراتيجية إعادة فتح "قوية"
وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع نهاية مخطط إطلاق حملة تطعيم "قوية"، والتي تهدف إلى تطعيم بنسبة 70% على الأقل من سكان سيشيل الذين يقدر عددهم بنحو 98,000 نسمة.
وضع المسؤولون الخطة حيز التنفيذ بعد تلقي تبرع بحوالي 50 ألف جرعة لقاح من حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة.
ووفقاً لتقرير صحيفة نيويورك تايمز تحتل سيشل المرتبة الثانية بعد إسرائيل مباشرة في السباق لتصبح أول دولة يتم تطعيم سكانها بالكامل.
وأوضح راديغوند: "أكثر من 90% من سكاننا تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح وأكثر من 45% تلقوا بالفعل الجرعة الثانية".
وأضاف: "نأمل أن نكون قد وصلنا إلى هدفنا خلال الأسابيع القليلة المقبلة، أو بالتأكيد في غضون شهر أبريل".
وبطبيعة الحال، فإن القيود الحدودية المتغيرة باستمرار وظهور موجة فيروس كورونا الثالثة في أوروبا ستعني على الأرجح أن العديد من المسافرين سيترددون في حجز إجازة في الوقت الحالي.
ولكن فريق السياحة في سيشيل شجعه عدد الحجوزات التي تم تلقيها حتى الآن ويعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لدعوة المسافرين للعودة.
وأكد راديغوند: "المرافق الصحية موجودة والإجراءات التي نفذناها تعمل. ونحن مرتاحون لأننا حققنا الحصانة التي نستحقها. لذلك نحن مرتاحون لإعادة فتح حدودنا".
وبعد إغلاق حدودها لأول مرة في مارس/ آذار 2020، بدأت سيشيل إعادة الفتح حدودها على مراحل في يونيو/ حزيران العام الماضي بهدف تخفيف القيود تدريجياً عن الزوار من البلدان التي تعتبر "منخفضة المخاطر".
وفي فبراير/ شباط الماضي، أعادت الدولة فتح حدودها وأسقطت متطلبات الحجر الصحي لجميع المسافرين الذين تم تطعيمهم بالكامل ضد كوفيد-1 بشرط أن يقدموا نتيجة فحص "PCR" سلبية خلال 72 ساعة من موعد السفر.
وبطبيعة الحال، فإن إعادة الافتتاح بينما لا يزال معظم العالم يتصارع مع الفيروس لن يخلو من التحديات.
الطريق إلى التعافي
انخفضت إيرادات الوجهة الشعبية من السياحة بنسبة 62% في عام 2020 بسبب جائحة كوفيد -19.
وعلى الرغم من أن السماح للمسافرين الدوليين بالدخول بصرف النظر عن حالة التطعيم الخاصة بهم يعد خطوة رئيسية في الاتجاه الصحيح، إلا أن الحظر الحالي على السفر في المملكة المتحدة، أحد أكبر الأسواق الأوروبية في سيشيل، لا يزال يمثل عقبة.
وتقول شيرين فرانسيس، المديرة التنفيذية لمجلس السياحة في سيشيل: "لسوء الحظ، لا تزال هناك قيود في عدد قليل جداً من أسواقنا الأصلية ولا يستطيع مواطنوها السفر إلينا".
ووفقاً لفرانسيس، فإن العديد من المسافرين الذين يصلون إلى سيشيل الآن هم من أماكن مثل الإمارات العربية المتحدة، وروسيا، وبولندا، ورومانيا، وبلغاريا، والهند، وإسرائيل.
وكما هو الحال في معظم أنحاء العالم، يُطلب من الزوار ارتداء أقنعة الوجه، والحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي وتعقيم أيديهم بانتظام.
ومع ذلك، تؤكد فرانسيس أن تجربة قضاء الإجازة في سيشيل لا تزال تعد فريدة من نوعها بصرف النظر عن أي قيود.
وتشير فرانسيس إلى أن "هناك عدد قليل للغاية من الوجهات المفتوحة حالياً للسياحة من خلال إجراءات دخول بسيطة ومباشرة".
أولويات السلامة
لم يعد يخضع المسافرون إلى جزر سيشل لأي متطلبات للحجر الصحي أو قيود على الحركةCredit: Shutterstock
وتقول فرانسيس إن سيشل تمثل "عالما آخر" بالمعنى الحرفي، موضحةً أنه ليس هناك وجهة أخرى يمكنها أن توفر مثل هذا النوع من التجارب التي تشمل الطبيعة، ووتيرة الحياة البطيئة، والشواطئ الجميلة، ودرجات الحرارة الدافئة على مدار السنة.
وتضيف فرانسيس "كل ذلك معاً يجعل من سيشل مكاناً ساحراً للتواجد فيه، خاصةً في الوقت الذي يبحث فيه الناس عن تجارب توفر الطبيعة والهواء النقي".
وتلقت حوالي 535 مؤسسة فندقية في سيشيل التدريب المناسب وتم ترخيصها لاستقبال المسافرين الدوليين في هذا الوقت.
وفي حين أن إعادة صناعة السياحة إلى المسار الصحيح يمثل أولوية كبيرة للبلاد، فإن الحفاظ على سلامة الزوار والمقيمين على حد سواء يظل مصدر قلق بالغ.
وتقول فرانسيس إن السلامة تعد عنصر جذب يميز سيشل ونتيجة لذلك، ستتم مراجعة الإجراءات الجديدة باستمرار لضمان "عدم المساس بصحة وسلامة الزوار والسكان المحليين".