أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

عظمة الله

إنضم
13 يناير 2019
المشاركات
62
مستوى التفاعل
2
النقاط
8

عظمة الله


لقد عَلِمت الرسلُ عليه السلام عظمة العظيم؛ فنصبوا في عبادته ودعوا أقوامهم إلى خشيته، وخوَّفُوهم من نِقْمَتِه، فهاهو نوح عليه السلام يقول لقومه: ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ﴾ أي: ما لكم لا ترون لله تعالى عظمة.
ومحمد صلى الله عليه وسلم يخاطبه ربه عز وجل بقوله: ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾ فيقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ((اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمْ)) فَلَمَّا نَزَلَتْ ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ قَالَ (( اجْعَلُوهَا فِي سُجُودِكُمْ)).
وكان صلى الله عليه وسلم يكثر من تعظيم ربه عز وجل وتسبيحه في ركوعه وسجوده، وفي كل أحيانه، ومن ذلك قوله: ((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي)).
وبيَّن عليه الصلاة والسلام شيئاً من عظمة ربه في خلقه، فقال صلى الله عليه وسلم :(( أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلاَئِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ، إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِمِائَةِ عَامٍ))رواه أبو داود من حديث جابر رضي الله عنه وصححه الألباني.
فإذا كانت صفحة عنق هذا الملَك الكريم بهذا الحجم فما حجمه كاملا، وهو واحد من خلق الله العظيم، فكيف بمخلوقاته الأخرى، فسبحان الله العظيم.
وقال صلى الله عليه وسلم : ((إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَلَائِكَةً تُرْعَدُ فَرَائِصُهُمْ مِنْ مَخَافَتِهِ، مَا مِنْهُمْ مَلَكٌ يَقْطُرُ مِنْ عَيْنَيْهِ دَمْعَةٌ، إِلَّا وَقَعَتْ مَلَكًا قَائِمًا يُسَبِّحُ، وملائكةً سجوداً منذ خلق الله السماواتِ والأرضَ لم يرفعوا رؤوسَهم ولا يرفعونها إلى يوم القيامة، وملائكةً ركوعاً لم يرفعوا رؤوسهم ولا يرفعونها إلى يوم القيامة، وصفوفا لم ينصرفوا عن مصافهم ولا ينصرفون إلى يوم القيامة، فإذا كان يومُ القيامة تجلىَّ لهم ربهم فنظروا إليه وقالوا: سبحانك ما عبدناك كما ينبغي لك)) كنز العمال.

سئل بعض السلف عن عظمة الله تعالى فقال للسائل: (ما تقول فيمن له عبد واحد يسمى جبريل له ستمائة جناح، لو نشر منها جناحين لستر الخافقين) فسبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه.
والمؤمنون بربهم، المتفكرون في خلقه؛ يدركون عظمتَه، فيُقِرُّون بربوبيته، ويخضعون لألوهيته، ويخلِصون في عبادته، ولا يشركون معه غيرَه، لا في محبةٍ ولا رجاءٍ ولا خوف، يتأملون آياتِه، ويتفكرون في مخلوقاتِه، فتخشعَ قلوبهم، وتقشعرَّ أجسادهم، وتفيضَ بالدمع أعينهم؛ إجلالا لله تعالى وتعظيما وإخلاصا وتلهج ألسنتهم بذكره عز وجل وتسبيحه وتكبيره وحمده قائلين: ﴿ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾.
لقد دلت الدلائل والآيات على عظمة الله جل في علاه، وخضعت له المخلوقات، وصلحت الأحوال، فقنت الكلُّ له عز وجل ﴿ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾.
فهو جل جلاله عظيم في ربوبيته وفي ألوهيته وفي أسمائه وصفاته، عظيم في ملكه وخلقه، وفي حكمته ورحمته، عظيم في افتقار خلقه إليه وغناهُ عنهم، عظيم في تدبير شؤون خلقه، وكلُّ عظمةٍ في الوجود فهي دليلٌ على عظمةِ خالقها ومدبِّرها جل في علاه.
ومن تأمل آية الكرسي علم أنها قد جمعت أوجُهَ العظمةِ للخالق سبحانه فاستحقت أن تكون أعظم آية في كلامه عز وجل، كما استحقت الفاتحةُ أن تكون أعظم سورة؛ لأنها دلت المؤمنين على عظمةِ العلي العظيم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾.
إن عظمة الخالق يُقر بها كلُّ مسلم، ولا يماري فيها إلا زنديقٌ أو ملحد، وأهلُ الشرك في القديم كانوا يُقرون بعظمةِ الله، ولكنهم يشركون معه آلهةً أخرى.
واعلموا عباد الله: أن للإيمان بعظمة الله تعالى ثمار، وله آثارٌ تدل تعظيمِ العبدِ لله جل وعلا.
فمن أعظم ثمار الإيمان بعظمة الله عز وجل: فرحُ القلبِ وسرورُه وطمأنينتُه؛ لأنه صرف التعظيم لمن يستحقُّه، وتلك هي جنة الدنيا التي من دخلها دخل جنة الآخرة.
ومن عظَّم الله عز وجل، وصفه بما يستحقُّ من الأوصاف، وأقرَّ بأفعاله، ونَسَبَ النِّعمَ إليه دون سواه، ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾.
ومن عظَّم الله تعالى؛ خضع لهيبته، ورضي بقسمته، ولم يرض بدونه عوضا، ولم ينازع له اختيارا، ولم يرد عليه حقا، وتحمل في طاعته كل مقدور، وبذل في مرضاته كل ميسور.
وكلما قويَ تعظيمُ اللهِ في قلبِ العبدِ استصغر العبدُ نفسَه، واستقلَّ عملَه.
ومن عظَّم اللهَ تعالى عظَّم شريعتَه، وأجَلَّ أهلَها وحملَتَها والعاملين بها؛ فإجلالهم من إجلال الله تعالى وتعظيمه.
ومن عظَّم الله تعالى وقف عند حدوده، وامتثَلَ أوامرَه واجتنب نواهيَه، وعظَّم شعائرَه، ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾ وفي آية أخرى: ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾.
ومن عظَّم الله تعالى قدَّم محبتَه، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومحبةَ ما يحبه الله ورسولُه على محبةِ نفسِه وشهواتِه وأهلِه وولدِه ومالِه وكلِّ محبوب.
ومن عظَّم الله تعالى أكثَرَ من ذِكرِه، ومن عظَّم الله تعالى توكل عليه، واعتصم به، ولم يخف أحداً سواه؛ فما في قلبه من تعظِيمِ الله عز وجل أقوى وأمكنُ من المخلوقين مهما بلغت قوتهم وكثرتهم.
ومن عظَّم اللهَ تعالى لم يُقدِّم على كلامه أيَّ كلام، بل يديمُ النظرَ فيه، ويتلوه ويتدبرُه ويعملُ به، ويتأملُ فيه صفاتِ العلي العظيم، ولا يهجره.
إننا مهما عملنا من تعظيمٍ لله تعالى، فلا نزال عاجزين عن قدر الله تعالى حق قدره وتعظيمه كما ينبغي له أن يُعظَّم؛ فحقه عز وجل أعظم، وقدره أكبر، والمؤمن يسعى في ذلك جُهدَه، ويبذل وُسعَه؛ والله لا يخيِّبُ سعيه وعملَه، ويجزيه على قليلِ سعيه أعظمَ الجزاء، وأجزلَ الثواب، إنه جواد كريم.
ثم صلوا وسلموا عباد الله على خير خلق الله، وأفضل أنبيائه ورسله؛ استجابة لأمر الله عز وجل حيث قال جل من قائل عليما: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾.
 

قيصر الحب

::اصدقاء المنتدى و اعلى المشاركين ::
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
369,315
مستوى التفاعل
3,191
النقاط
113
رد: عظمة الله

جزاك الله خيرا

يًعّطيًكْ آلِعّآفيًه
عّلِى آلِمجهوَدِ آلِرٍآئعّ
وَلآعّدِمنآ جدِيًدِكْ آلِرٍآقيً
وَدِيً وَآحتِرٍآميً
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )