Ms. Houda
أميرة الشمال

كانت تلك الليلة من اروع الليالي ومن ابهجها وكأنها حلم من بين الاحلام لا تصدق كلها ولكن يحقق بعضها منها من يتبخر باليأس ومنها من يخلد بالأمل فلكل حلم بداية من فكرة فنظرة ليصبح حقيقة حرة لا يعترضه لا طوفان ولا اعاصير ولا براكين او اساطير ...
ان شعرت يوما انك ترافق الخيال في حلم وانه سيختفي فتأكد انك مخطأ تأكد انك يائس ميؤوس في أمره
وبرغم سعادة حياة وجمال دنياها إلا ان القدر احيانا حقيقة لا تتغير ففي ليلة اليوم الموالي اختفى حسام ..عزفت حيلة طويلا ولم يأتي صارت الواحدة ثم الثانية وهي تعزف وهو لم يقبل...فشعرت بالرعب ودفنت نفسها في غرفتها..سمعت ضجيجا مزعجا فألقت نظرة وإذا بالغزاة يقتحمون منزلها صرخت وصرخت..ولم يكن هناك من يجيب ...قيدت بسلاسل من حديد وقذفت للزنزانة ومن حسن حظها انها لم تقتل رحمة بجمالها اما سكان القرية الباقون فقد قتل اغلبهم بكت من القهر والظلم ولما حدث بمنزلها فدموعها نزلت بحرقة لا تفهم اعجازها النيران ولا يترجم معانيها اللسان تملكها الحزن وسيطر جبروته على قلبها فظنت ان فارسها تلاشى مع الضباب واختفت معه دنيا عاشتها ايام قليلة ظنت أنه ولى وراح بين احشاء التربة و موتاها رفقة والديها فكانت شبه ميتة جسد بلا روح تذكر ...انزوت في الزنزانة وأمسكت كمانها وراحت تعزف كأول يوم عرفت فيه حسام فارتجف لها الكون من احاسيس حزينة بثتها اما الرياح فكانت وكأنها تقاسم حياة حزنها وتشاركها اوجاعها فهبت بقوة مصدرة ذاك الصفير تحاول ازاحة ما عليها من هم ونسيت ان الداء بالقلب وان الفارس سر شفائها ..وضعت حياة رأسها على الجدار وأغمضت عينيها .....
في حين ان الفارس روحه معها وتنجذب اليها...فنعم كان على قيد الحياة يحارب الغزاة كاد عقله يخطف لما رأى منزل حياة احترق وان لا اثر لها ..نزلت دمعتان فاربع فست تساقطت دموعه غزيرة فتعطلت ما فيه من حركات فلم يقوى على الوقوف فكان كالرضيع في بداية مشيه كلما وقف انهوى مفترشا يكابد عقبات لا تنتهي وفجأة تذكر ان الغزاة لا يقتلون الحسناوات فقام مسرعا يتفقد الزنزانات .كاد يفقد الامل حتى اشرق فيه .كان اسرع من الفهد ممتطيا حصانه الابيض محاربا لما يسد طريقه فكان قلبا لا جسدا كان حبا لا بدنا .تابع طريقه حتى وصل للزنزانات وراح يبحث عن معشوقته
اما حياة كانت في شدة حزنها تداعب الكمان ..وفجأة سمع حسام العزف وراح يتبعه ويتقفى اثره فقد سحره نغمه كأول يوم سمعه وحياة قلبها يرتجف ويدق بقوة فقد شعرت بشيء جميل يقترب وما هي إلا لحظات حتى اجتمع القلب بنبضه ..فتح حسام الزنزانة ونظر مبتسما معجبا وقال : تبا لجمالك يا حياة ولسحر انغامك حتى في الزنزانة انت فتاة ملائكية تسلبني روحي
نظرت حياة مفاجئة باكية : تبا لعشق فيك قتلني حرم علي نسيانك تقدم منها حسام وقامت بدورها مسرعة مرتمية بين تلك الاذرع محتضنة اياه بقوة ودموعها لم تتوقف بينما كان الفارس يغزل يده بشعرها والدمع يقع منه متمردا
حسام:خفت ان اكون قد خسرتك
حياة : - وأنا مثلك تملكني الذعر وظننت اني لن اراك مجددا
-خفت ان لا انظر الى تلك العينين الاخاذتين ولا اكتوي بسحرهما
حسام :خفت ان لا الامس تلك الوجنتين ولا اسحق بنعومتهما
حياة :خفت ان تفارقني ضمة الذراعين ولا انعم بحنانهما
حسام :خفت ان لا اداعب تلك الشفهتين ولا اقتل برحيقهما
حياة : خفت ان لا يتلذذ المسمعين بأنغامي ولا يمدحهما
ضحك حسام ثم رد :افضل الموت فداءا لك على عصيانك انتي لي الحياة بمعانيها
حياة : تخونني الكلمات يا ملك قلبي يخونني الكون وما فيه من تعابير ...وكيف لطفلة ان تعيش في بعدك وكيف لها التحمل في قربك ؟
مر ذالك اليوم سعيدا برغم ما فيه من الم وبعد سنوات معدودة وبعد جهاد طويل تزوجت حياة من حسام وعاشا في سعادة دائمة وحياة لا مثيل لها
فنعيما بمحبين جمع شملهما وبقيا مع بعضهما في قسوة الدنيا ورقتها وتحدياها بقوة حبهما مع بعضيهما
s=156s=156s=156s=156s=156s=156s=156s=156s=156
انتــــــــــــــــــــــــهى
اتمنى ان تنال اعجابكم
ترقبوا روايات اخرى مستقبلا
تحياتي