Ms. Houda
أميرة الشمال

كانت تنقش على القماش بخيط من حرير مزركش بلون السماء كان ازرق غاتح عذب المنظر يتقافز رفقة الابرة فتارة يغطس من السطح وتارة اخرى من القاع
كانت ذات طلة فاتنة وبسمة خارقة الجاذبية و شعر طويل منسدل على الكتف وعيون الغزال بلون العسل .. كانت تلمع كنجوم الليل في سواد حلله فاذا ضحكت عزفت سنفونية الامل واذا تصرفت ادركت شذى لاادب والحكمة .فقد عودت الناس من حولها على مرح الشخصية وجنون الانسانية والطيبة الفطرية .
كانت فتاة هادئة تعشق السكون ولكن تقضي وقتها مع الاهل والرفقة .قيل انها متعددة المواهب ولكنها كانت تحب العزف على الكمان .
واصلت النقش على تلك القماشة البيضاء وما كادت تنتهي حتى رسمت منظر ساحر .امسكت القماشة ببطئ ووضعتها على المكتب وفجاة أن منتصف الليل وكان التعب قد نال منها فامسكت قوس الكمان وراحت تعزف بكل براعة .كان القوس يميل ذات الشمال وذات اليمين ويزحف على الاوتار فتتعالى اعذب الالحان .... ففتكت بمن سمعها سحرا الا انها لم تدرك انه فعلا كان هناك من يسمعها ويتلذذ بجمال الحانها
لم يكن اميرا ولا وزيرا وحتى انه لم يكن سلطانا ولا ملكا لكنه كان فارسا متجولا شجاعا ومقداما ذكر انه شهم فتي اعجز الواقع بل وتعدى الخيال بروعته وحسن ادبه وسمو صفاته وفخامة رجولته .ففي احد المرات مر مصادفة بمنزل حياة وكان الظلام قد اغرق الكون بسواده حتى سمع انغاما رقيقة رائعة فتبع صداها ليعرف من الصاحب الحزين الذي ينادي فاذا بعينيه تقعان عليها فتملكته الدهشة والغرابة وبقى منبهرا بسيدة تلك الالحان
لم يكن يعرف سبب حزنها ولكنه منذ ذالك اليوم ياتي في المساء ليستمع لعزفها فقد اغرقته في جاذبيتها وشعوذة انغامها لتجعل نبضاته متعلقة بكمانها .. فكانت تظهر من الشرفة كالملاك ينادي بحزن ويشكو المه للقمر ونجومه والى غيومه اما النسمات فكانت تداعب خصلات شعرها ووجنتيها
اعجب الفارس لحياة اعجابا رهيبا فبعد اسابيع سئم الاستماع بل واراد تحرير كلماته اليها ليخبرها كم تاثر بها وكم احبها وكم من عصور دفنته بها وكم من خناجر غرسها فيه حزنها ا. اراد حل لغز اوجاعها وهي كاميرة عرشها ... اراد ان يشفي ما تشكو يحقق لها ما يخبو
وعند انتهاء عزفها الجميل انسحبت الى الوراء لتعانق فراشها حتى سمعت صوت غريبا ينادي من الخارج ..........
يا فتاة ... يا انسة
هرعت مسرعة فتحت الشباك ونظرت واذا بها ترى الفارس حسام من شدة الخوف والتوتر رجعت لغرفتها اقفلت الباب وبدات تعد نبضات قلبها التي كانت تتسابق
نادى الفارس مجددا ..............
يا فتاة ... لست بلص ولا طامع ولست مرسول قامع ... لا تخافي .. الا رجعتي ؟
كانت حياة لا تشعر بالثقة ومع ذالك حاولت الرد عليه وعينيها مغرقتان بالدموع
لا اريد ... انصرف لو سمحت
يـــــــــــــتبع