الطائر الحر
Well-Known Member
المناطق القاحلة لا تزداد جفافا وفق الدراسة الجديدة (سنابيغوت)
عكس ما توقعه العلماء إلى حد اليوم، توصل باحثون في دراسة علمية جديدة إلى أن تغير المناخ لا يفاقم جفاف الأراضي القاحلة، ويعود ذلك وفق المؤلفين إلى أن تأثير رطوبة التربة على أنماط التبخر وحركة الرياح، يساعد في تخفيف فقدان المياه السطحية في هذه المناطق.
تعتبر هذه الدراسة، التي قام بها باحثون من "جامعة كولومبيا" (Columbia University) في نيويورك، ونُشرت في دورية "نيتشر كلايمت تشينج" (Nature Climate Change)، هي الأولى من نوعها التي تظهر أهمية تغييرات رطوبة التربة على المدى الطويل، وما يرتبط بها من ردود فعل تخفف آثار التغيرات المناخية بالمناطق الجافة.
الجاف لا يزداد جفافا
يعتقد العلماء أن الاحترار العالمي يزيد من توافر المياه السطحية بالمناطق الرطبة، ويقلل من توافر المياه بالمناطق الجافة. فمع ارتفاع درجات حرارة الهواء، يتبخر المزيد من الماء في الهواء من المحيطات والأرض؛ مما يتسبب في فقدان كميات أكبر من المياه بالمناطق الأكثر جفافا، بينما تتلقى المناطق الأكثر رطوبة مزيدا من الأمطار، وذلك عملا بقاعدة "الجاف يصبح أكثر جفافا، والرطب يزداد رطوبة".
في الدراسة الجديدة تساءل فريق الباحثين، وفقا لبيان صحفي نشر على موقع جامعة كولومبيا، عن سبب فشل النماذج المناخية في توقع استجابات الأراضي القاحلة وشذوذها عن قاعدة "الجاف يصبح أكثر جفافا" حتى عند استخدام السيناريوهات الأكثر تطرفا للاحتباس الحراري.
قام الفريق بدمج بيانات تم تسجيلها عبر الأقمار الصناعية ومن الأرض، في نظام إحصائي جديد طوره الباحثون خصيصا لإجراء هذه الدراسة، بهدف تقييم دور ردود فعل رطوبة التربة والغلاف الجوي في التغيرات المستقبلية لتوافر المياه على الأراضي الجافة. كما قاموا بالتحقيق في الآليات التي تقوم عليها التغييرات المستقبلية لتوافر المياه؛ بسبب هذه التغذية المرتدة.
الاحترار العالمي لا يزيد جفاف المناطق القاحلة في العالم عكس المتوقع (الفاو)
نظام تعديلي
اكتشف الباحثون وجود نظام تعديلي طويل الأمد لرطوبة التربة وكيفية حملها في الغلاف الجوي؛ مما يخفف إلى حد كبير من الانخفاض المحتمل لتوافر المياه بالأراضي الجافة، المتوقع في غياب ردود فعل رطوبة التربة.
ووفقا لتشا زهو، المؤلفة الرئيسة للورقة العلمية، فإن "هذه التغذية المرتدة تؤدي دورا أكثر أهمية مما تحقق في تغيرات المياه السطحية على المدى الطويل".
وتضيف الباحثة في معهد علوم الأرض بجامعة كولومبيا أن "التغذية المرتدة من رطوبة التربة، يمكن أن تقلل جزئيا من تواتر وشدة الظواهر المناخية المتطرفة؛ مثل الجفاف والفيضانات".
وسجل الباحثون، وفقا للبيان، وجود انخفاض قوي في توافر المياه السطحية (الذي يساوي هطول الأمطار مطروحا منه التبخر) بالمناطق الجافة فوق المحيطات نتيجة للاحتباس الحراري، مقابل انخفاضات طفيفة فقط بالأراضي الجافة.
تؤدي رطوبة التربة دورا أساسيا في نظام تعديلي يحافظ على المياه بالمناطق الجافة (لايبرشوت)
ورغم أن الاحترار العالمي من المتوقع أن يقلل بشكل طفيف من توافر المياه، وبالتالي رطوبة التربة في الأراضي الجافة، فإن تجفيف التربة يحد فعليا من التغيرات الأخرى في توافر المياه، إذ يقلل انخفاض رطوبة التربة من التبخر، ويعزز الاحترار السطحي في الأراضي الجافة مقارنة بالمناطق الرطبة والأراضي الجافة.
ويعمل هذا التباين بين ارتفاع درجة حرارة الأرض والمحيطات على زيادة فوارق ضغط الهواء بين المحيطات والأرض؛ مما يؤدي إلى هبوب المزيد من الرياح من المحيط إلى اليابسة، ومعها المزيد من بخار الماء.
يقول مؤلفو الدراسة إن النتائج التي توصلوا إليها تؤكد الحاجة الملحة لتحسين التنبؤات المستقبلية لرطوبة التربة وتوافر المياه؛ من أجل إدارة أفضل لموارد المياه في الأراضي الجافة.
المصدر : مواقع إلكترونية