طريقے زينبيے
Well-Known Member
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله المستكملين الشرف وبعد فقد لاحظت وأنا اتابع سيرة المقدسين ان هذا النمط من السلوك له قيمته عند الامم وظان معادن الامم تعرف من خلال هؤلاء الرموز الكبار .
علاقة المسيحيين بأهل بيت النبي(ص)
ان الامة المسيحية تمتلك كثيراً من هؤلاء في تاريخها عزوفاً عن الدنيا وانشداداً الى الاخرة .ومن هنا لا نجد عائقاً فكرياً ولا عملياً ان نقدم آل محمد (ص) نماذج للزهادة في الدنيا والاصالة الفكرية في هذا العالم.
بين يدي القارىء لمعة مختصرة قدمتها مشروعه ولاء ومحبة لاهل بيت الرحمة (ع) ونموذج عشق وشهادة لأكابر الكتاب الموضوعيين المنطقيين المسحيين بعدما لاقى أهل بيت الرحمة والنبوة ما لاقوه من تعسف فاق التصور ولسوف يرى القارىء سبائك الدر والمرجان مدبجة بأقلام هذّبها العشق العلوي والاتصال بعالم الحق والموضوعية والانصاف.
بين يدي القارىء لمعة مختصرة قدمتها مشروعه ولاء ومحبة لاهل بيت الرحمة (ع) ونموذج عشق وشهادة لأكابر الكتاب الموضوعيين المنطقيين المسحيين بعدما لاقى أهل بيت الرحمة والنبوة ما لاقوه من تعسف فاق التصور ولسوف يرى القارىء سبائك الدر والمرجان مدبجة بأقلام هذّبها العشق العلوي والاتصال بعالم الحق والموضوعية والانصاف.
كان اهل الكتاب واتباع الابراهيمية على موعد مع الرسول الجديد الذي يفتح الجزيرة المفتونة بعبادة الاصنام ويحولها الى عبادة الله الواحد الديان .وولد النبي (ص) فهش لمولده الرهبان ورحبوا بالرسول الجديد وبعد النبوة تعنت الكثير من اهل الكتاب وطالبوا بادلة كثيرة ولكن ادلتهم علمية وأسئلتهم دينية بخلاف المشركين الذين كانوا يعز عليهم ترك عادات وتقاليد آبائهم.
وأسلمت الجزيرة بعد ثورة اعلامية وثقافية وبإسلام الجزيرة تداعى حولها ممن لهم دين وخضعت المنطقة بأسرها لرسالة التوحيد.
والتقى اهل الاديان السابقة مع الدعوة الجديدة من خلال طريقتين الاول الدخول في الاسلام وخصوصاً الاكابر كعبد الله بن سلام والطريق الاخر هو بقاء اهل الكتاب من يهود ونصارى على دينهم والتزامهم بشروط المواطنية وبعض الضرائب التي تعادل الزكاة او اقل التي يدفعها الرجل المسلم.
وبعد وفاة النبي(ص) اختلفت الامة وانقسمت الى قسمين الاول جماعة السقيفة والتيار العشائري المتماسك المعبر عنه بطون قريش ما عدا بني هاشم والثاني اهل البيت بنو هاشم ويرأسهم الامام علي الوصي الشرعي للنبي محمد (ص) بحسب رأي الشيعة الامامية بل كل الشيعة في العالم وكثير من علماء الجمهور ومنذ قراءتي للتاريخ الاسلامي وخصوصاً لهذه الفترة مروراً بكربلاء ومآسيها حتى آخر العهود الاسلامية حتى ونهاية بسقوط الدولة العثمانية التفت الى كثير من النصوص والاحداث ورأيت ان النصارى وخصوصاً كبرائهم وعلمائهم يتعاطون مع اهل البيت (ع) مع انهم ظلوا على نصرانيتهم كما نشاهد في تاريخنا المعاصر نماذج من الكتاب تكتب في اهل البيت (ع) تؤلف مؤلفات ما استطاع الشيعة عبر عصورهم ان ينتجوا مثل هذا النتاج شعراً ونثراً وفلسفة وادباً تحليلاً للتاريخ وفهماً للنصوص ومحاكمة للكتاب والمؤرخين عالم خلف عالم وعلامة بعده بحاثة وهكذا والمرء يحار أمام هذه الظاهرة فما هو السبب الذي جعل المسيحيين وعلمائهم يهيمون في اهل البيت (ع) وينشدون فيهم الاشعار الجزلة والفخمة ويحللون ايامهم ثقافتهم كأحسن ما يكون على امير المؤمنين الذي قال فيه النبي (ص) يا علي لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق يصبح محبوب الجماهير المسيحية ويبغضه مجموعة من النواصب ينتسبون الى الاسلام .
من هو المؤمن ؟ اذاً سؤال برسم التاريخ!.
يقول ابن ابي حديد المعتزلي في شرح النهج ما اقول في رجل يحبه اهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة وتعظمه الفلاسفة على معاندتهم لاهل الملة وتصور ملوك الافرنج والروم صورته في بيعها وبيوت عبادتها حاملاً سيفه لحربه وتصور ملوك الترك والديلم صورته على اسيافها.
وقبل ان نبدا بعرض العلاقة العاطفية من الجانبين لا بد لنا من مقدمة موجزة.
اولاً بعث النبي محمد (ص) ومعه مشروع اكمال الناموس وحفظ جميع الانبياء السابقين وقد اعتنى القرآن ايما عناية بإبراهيم خليل الرحمن وذريته كما انفردت القديسة مريم (ع) بالذكر دون بقية النساء ونزل سورة قرآنية باسمها سورة مريم رقم 19 تقع وسط المصحف الشريف وذكر التاريخ اتهامات كثيرة لمريم (ع) من اليهود والامم السابقة واعتبرها قديسة لكن القرآن نزهها عن كل عيب واتهام واعتبرها قديسة معصومة ويكفي هذه الاية المباركة ( يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ) كما ذكر لفظ مريم حوالي اربعين مرة في القرآن الكريم ويكفي في ذكر ابنها المسيح عيسى ابن مريم انه ذكر مع امه وانه احد اولي العزم الخمسة الذي يحترمهم القرآن والمسلمون يعتقدون بتقديس وتعظيم كل الانبياء الذين ذكرهم القرىن خصوصاً اولي العزم ابراهيم وموسى وعيسى ونوح ومحمد (ع) وقد بعثه الله نبياً من صغره بعدما ولد ولادة اعجازية دون اب ( واشارت اليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني نبيا).
ولقد ذكر لفظ عيسى في القرآن 15 مرة وذكر لفظ المسيح 19 مرة وذكر لفظ ابن مريم 20 مرة كما ان الروايات الواردة في شأن تعظيم الانبياء (ع) ومنهم السيد المسيح (ع) كثيرة لا مجال لتعدادها وهي جزء من ثقافة الاسلام لاتباعه باحترام السيد المسيح وامه القديسة مريم (ع) وبما ان حواري السيد المسيح في ذروة الطهر والزهد على طريقة استاذهم وقدوتهم ذكرهم القرآن بالتعظيم ودعا الناس الى الافتداء بهم.
والتعاطي القائم بين النبيين عيسى ومحمد الاعتراف المتبادل ( وإذ قال عيسى يا بني اسرائيل إني رسول الله اليكم مصدقأ لما بين يدي من التوراة ومبشرأ برسول يأتي من بعدي اسمه احمد ) .
كذلك حث المسلمين ان يقتدوا بالمسيح وحوارييه ( يا ايها الذين آمنوا كونوا انصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من انصاري الى الله قال الحواريون نحن انصار الله ).
هذا لون ينفرد به القرآن يثقف اتباعه على احترام الانبياء وخصوصاً احترام السيد المسيح القديسة ولذلك لا تجد للمسلمين قبلاً ولا بعداً من يلمز في عرض القديسة مريم على الاطلاق ولا يتحدث عالم من علماء الاسلام الا ويضع السيدة مريم في رتبة العصمة فهي افضل امرأة في العصور الغابرة باجماع المسلمين والمسيحيين ولم يشذ الا اليهود الذين طعنوا في طهرها وشرفها واتهموها بما لا يليق بهذا الطهر .
وأما الشيعة الامامية فهم يرون الصديقة فاطمة الزهراء (ع) الواردة عن الائمة المعصومين الامام علي والحسن والحسين والتسعة المعصومين من ذرية الحسين (ع) امتداداً الى الامام المهدي (عج) الذي يخرج في آخر الزمن يملأ الارض قسطاً وعدلاً ويخرج المسيح ويصلي خلف الامام المهدي في المسجد الاقصى وتنتهي دول الاستكبار والفساد ويلتحم العالم كله في دولة الالهية قائدها الامام المهدي مؤيد من المبارك عيسى بن مريم (كيف انتم اذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم ) نقله البخاري ومسلم وقالا بصحته.
وروى شيخنا محمد بن يعقوب الكليني في اصول الكافي نقلاً عن المفسر القمي علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن ابي جعفر محمد بن علي الباقر(ع) الامام الخامس للشيعة الامامية قال : إن الله ارسل محمداً الى الجن والانس وجعل من بعده اثني عشر وصياً ومنهم من سبق ومنهم من بقي وكل وصي جرت به سنة والاوصياء الذين من بعد محمد (ع) على سنة اوصياء عيسى (ع) وكانوا اثني عشر وكان امير المؤمنين (ع) على سنة المسيح .
تأمل هذا الربط المحكم والاقتفاء للاثر حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة اوصياء المسيح (ع) اثنا عشر واوصياء النبي محمد (ع) اثنا عشر وعلي (ع) على سنة المسيح (ع) في الزهد والورع والتعفف عن الحطام.
والذي نراه ان سبب الحب والعطف بين اهل الكتاب من النصارى وأهل البيت (ع):
أ ـ ان اهل البيت (ع) التزموا الاسلام وطريق النبوة والقدوة الصالحة واهتموا بآثار الانبياء (ع) حيث كانوا حفظة العلوم فحفظوا تاريخ السيد المسيح وآيات الانجيل والتوراة عن ظهر قلب وطبقوها كما طبقها الحواريين فعندما ينظر علماء اهل الكتاب الى اهل البيت بعد مجادلة ونقاش واسئلة مركزة يعرفون ان هؤلاء هم الاوصياء حقاً كما حدث ما ذكره المؤرخون مراراً حينما كان يأتي علماء النصارى فيسألون فلا يجيبهم ولا يشفي غليلهم احد ثم يأخذون الى علي(ع) فيروي عطشهم العلمي فيأنسون ويعرفون الحق واهله.
ب ـ ان اهل بيت الرحمة لم تساعدهم الاوضاع لاستلام الحكومة او السلطة ما عدا فترة علي (ع) القصيرة والصعبة واستلمها بنظرنا من لا يستحقها لعدد كفاءته العلمية فكان يخبط بها عشواء ولقد مني الناس بخبط وشماس وتلون واعتراض .وكان من جراء ذلك ان وصلت الى الامويين وتلاعبوا بالنصوص القرآنية وخالفوا كثيراً من الاحكام وحاربوا آل علي وشردوهم من ديارهم واثخنوا فيهم قتلاً وتشريداً وتطريداً.ولم يسلم اهل الذمة من هذا الجور حيث لا حقوهم بالضرائب الباهظة الذي تجعلهم ادوات انتاج مائة بالمائة للنظام.يرى الاستاذ جورج جرداق على كاتب اسلامي ادعى ان خراج مصر زاد في زمن عمروا بن العاص عشرة اضعاف يقول جرداق ولكن الاستاذ القدير لم يذكر كيف تمت الجباية فهل كانت من الاصلاح الزراعي والانتاج الصناعي ام من زيادة الضرائب على اهل الخراج يعني غير المسلمين .هذه المظلومية وغيرها جعلت المظلومين يتعاطفون بعضهم مع بعض .
ج ـ ثم يذكرون ان عهد علي (ع) الذي لم يدم اكثر من خمس سنوات كان عدلاً كله وخيراً كله على الجميع ما عدا اصحاب الامتيازات الذين كانوا يرونه ضرراً عليهم. فبينما يلاحق الامويون اهل الخراج ويمنعونهم من الدخول في الاسلام يراعي علي(ع) شيوخ النصارى ويرفض اخذ الضرائب منهم ويعطي الفقراء مساعدات من بيت المال اسوة بالمسلمين.وقد افتى بعض الفقهاء كالشيخ محمد بن الحسن ( الحر العاملي المشغري) : في كتابة وسائل الشيعة لتحصيل علوم الشريعة بان ظمان الدولة لا يختص بالمسلمين فكل مواطن يعيش في كنف الدولة ويدفع الضرائب زمن الشباب تكفله الدولة وترعاه اذا كبر وعجز وقد نقل الحر هذه الرواية واستند اليها لصحتها .عن الامام علي (ع) انه مر بشيخ مكفوف كبير يسأل الناس فقال امير المؤمنين (ع) ما هذا قيل يا امير المؤمنين انه نصراني فقال (ع) : استعملتموه اذا كبر وعجز منعتموه انفقوا عليه من بيت الملل.وانت ترى ان الامام علي (ع) سن قانون الضمان لغير المسلمين وجعلهم كبقية المسلمين دون احداث اية ضجة حيث امر على الفور الحاقة ببقية العجزة وصارت سنة المسلمين على ذلك.
د- عندما يتصفح ادباء المسيحيين كلام الامام علي (ع) في نهج البلاغة يشعرون كما يشعر المسلمون معاً ان زهد المسيح وسيرته في التخلي عن الدنيا اثرت في نفس علي كثيراً ولو لم يكن الامام مسؤولاً في ابلاغ الكلمة ودعم المواقف السياسية ورفض المنكر وقتال الجائرين لكان علي (ع) نسخة طبق الاصل عن المسيح (ع) في زهده وتخليه عن الدنيا ومع ان الدنيا أقبلت على علي (ع) واعارته محاسن غيره وهو غير محتاج الى محاسن احد وصارت مامورة عنده مربوطة في قيوده ومع ذلك كان يقول لها يا دنيا غري غيري ويتفلت منها ومن اسرها الممض " فو الله لك فستذليني ولا اساس لك فتقوديني وايم الله يميناً استثني فيها بمشيئة الله لأروضن نفسي رياضة تهش معها الى القرض اذا قدرت عليه مطعوماً والملح مأدوماً .
واليك هذه الفقرات التي تشعر معها ان علياً(ع) يتقمص شخصية المسيح ويغني في روحه الملائكية.
"عن نوف البكالي قال رأيت امير المؤمنين ذات ليلة وقد خرج من فراشه فنظر في النجوم فقال لي يا نوف أراقد انت ام رامق فقال بل رامق يا امير المؤمنين قال : يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين بالآخرة اولئك قوم اتخدذوا الارض بساطاً وترابها فراشاً وماءها طيباً والقرآن شعاراً والدعاء دثاراً ثم قرضوا الدنيا قرضاً على منهاج المسيح..." إلخ.
أرأيت هذا التوهج في هذا التوجه ولاحظت الترابط القائم بين نهج المسيح وعلي(ع) فهل يعقل لمسيحي ان يقرأ علياً الا ويحبه وينحني أمام هذا الانسجام؟
نسئلكم الدعاء