حقيقة علم الباراسايكولوجي وهل هو علم أم لا؟، هل له علاقة بالسحر؟، هل له علاقة بالجن؟، هل له علاقة بما يدعى بعلم الطاقة الحيوية؟، ما هي فائدته؟ هل يجب عليا أن اتعلمه؟، كل هذه الأسئلة وأكثر أجيب عنها بالتفصيل خلال هذا المقال.
ما هو علم الباراسايكولوجي؟
التعريف الصحيح لـ علم الباراسايكولوجى هو عبارة عن مجموعة دراسات علمية عن التفاعلات الغير مألوفة والتي تجاوزت القوانين الفيزيائية المعروفة للطبيعة التي تحدث بين الإنسان وبيئته الخارجية. وهو عبارة عن دراسة أوسع للعقل البشري والوعي والادراك.
الباراسايكولوجى تهتم بتطوير الوعي والإدراك للفرد عبر دراستها للظواهر الغير مألوفة وإثباتها علمياً من خلال وضعها على طاولة البحث العلمي، ومعرفة كيفية حدوثها بدراستها لحالة الجسد وحالة العقل ودراسة مدى التفاعل بينهما وبين البيئة الخارجية مع الاستعانة بشتى العلوم والنظريات، وبعد إثباتها يبدأ الباحثون في تصنيفها حسب مجموعة تصنيفات سوف أذكرها لكم لاحقاً ضمن سطور هذا المقال.
معنى كلمة باراسايكولوجي
بالنسبة للمصطلح باراسايكولوجى (parapsychology) فكان أول استخدام له عام 1885م على يد الفيلسوف الألماني ماكس ديسوار، والكلمة مكونة من ثلاثة أجزاء:
(Para) – وتعنى: جانب من أو ما وراء
(psycho)- هي كلمة يونانية تعني: النفس
(logy)- وهى كلمة يونانية تعنى: علم
أى علم جانب من النفس أو علم ما وراء النفس، وهذه هي الترجمة الحرفية لكلمة باراسايكولوجى، وقد أخطأ الكثير من العرف فى اختيار تسمية عربية موحدة فمنهم من أطلق عليه علم الروحانيات، ومنهم من أطلق عليه علم الغيبيات، ومنهم من أطلق عليه علم الخوارق. وكلها مسميات خاطئة لا تصف المضمون الحقيقي لعلم الباراسايكولوجي.
فكل شخص أو مجموعة يطلقون عليه اسم مختلف حسب مفهومهم الشخصي أو ما يعرفه عن هذا العلم، مهما كان هذا المفهوم صحيح أو خاطئ، أما أنا فأرجح استخدام الترجمة الحرفية للباراسايكولوجى وإن كنت حقيقة أستخدم الإسم الأجنبى دائماً.
سبب وجود علم الباراسايكولوجي
لكى نعرف سبب وجود علم الباراسايكولوجى في ساحة العلوم علينا أن نغوص في اعماق الزمان قليلا، فتبدأ رحلتنا في أوائل النصف الثاني من القرن الثامن عشر، حيث كانت أوربا غارقة في ظلام الجهل، حيث أنتشرت ظاهرة الوسطاء الروحانيين، وبسبب حالة الجهل السائدة في هذا العصر كان الكثير يصدقون الوسطاء الروحانيين ويقعون فريسة للنصب والدجل.
وأصبحت هناك صراعات دامت لسنين بين مؤيد ومعارض لما يطلق عليه الأن بالروحانيات. (والمقصود بالروحانيات هنا ليست علاقة الإنسان بخالقه) وإنما المقصود بها ما ظهر في هذا العصر من سحر وسحرة ودجل وشعوذة وخاصة ما يسمى بجلسات تحضير الأرواح وظهور الأشباح وطيف الأموات. وكان هناك الكثير من النبلاء وكبار رجال المجتمع الذين يقعون فريسة سهلة للدجل والشعوذة.
دام الصراع طويلا وكانت الحرب شرسة، العديد من المؤيدين يتحولون لمعارضين والعديد من المعارضين يتحولون لمؤيدين، وبعد نجاح المؤيدين بطرق خاصة من الاحتيال والغش في إقناع العديد من المعارضين. حينها توجب على اصحاب العقول النيرة البحث بشكل أدق وكشف الغطاء عن كل ما هو غير مألوف أو خارقا لقوانين الطبيعة.
وقد حدث، فقد ظهرت أول جمعية غير ربحية تهدف الى البحث عن الحقيقة في هذه الظواهر وإظهارها للعامة، كان اسمها جمعية البحث النفسي في بريطانيا عام 1882 وعلى الرغم من جهود أفرادها إلا ان الحرب بين المؤيدين والمعارضين لم تهدأ وكل يحاول اثبات صحة كلامه.
ومن ثم انتشرت العديد من الفرق البحثية في أكثر من دولة إلى أن ظهر أول مصطلح “باراسايكولوجى” في عام 1885 وأدرج تحت هذا اللفظ كل بحث يحاول معرفة الحقيقة. وأصبح الباحث في مجال الباراسايكولوجى منذ وقتها عبارة عن أداة لكشف الحقيقة التي يحاول البعض تضليلها، وتم كشف الغطاء عن ما يسمى بتحضير الأرواح وتم فضح ممارساتها الكاذبة والمؤامرات القذرة التي حيكت لإخفاء الحقيقة!
ومن وقتها وحتى بعد بداية البحث العلمي في كل المجالات التي تقع تحت تصنيف “خارج عن المألوف” أو “خارق للطبيعة” تم اكتشاف العديد من القدرات الذهنية الثابتة للعقل البشرى بعد أن كانت فى البداية خوارق مجهولة مثل التخاطر وخلافه.
ما هي فائدة علم الباراسايكولوجي؟
في الواقع لا يمكنني تصنيف الباراسايكولوجى كعلم البحث عن الحقيقة، فكل علوم الأرض تبحث عن الحقيقة ولكن علم الباراسايكولوجى على وجه الخصوص يبحث عن الحقيقة التي يحاول البعض تضليلها.
ونجاحات هذا العلم الواحدة تلو الأخرى سواء في اثبات العديد من الظواهر الغريبة أو فضح العديد من الظواهر المزيفة المصطنعة، الا ان هذه النجاحات أوجدت له مساحة ضخمة في ساحة العلوم.. ولعل أكثر البحوث العلمية في هذا العصر تدور حول العقل البشرى ومعجزاته.
لذا فالباراسايكولوجى الأن هي من فرع من علوم النفس والعقل عند الغرب لارتباطها القوى بالعقل وقدراته الغير محدودة. على الرغم ان الكثير من فروعها لا يدرس في الجامعات العادية، بل وتقوم بعض الدول بحظر دراستها الا على فئات معينة مثل أفراد أجهزة المخابرات الحربية للأستفادة من ذوي القدرات الفائقة واستخدامهم عسكرياً كما سيأتي ذكر هذا لاحقاً في هذا المقال.
فكلنا بالطبع سمعنا ان رغبة الكثير من الدول في امتلاك ما يسمى بالجندي الخارق، ومثل هذه الأبحاث امتدت لتصل لعلوم كثيرة مثل التعديلات الجينية والوراثية،،، الخ. الكثير عن هذه الجزئية لاحقاً في هذا المقال.
علم الباراسايكولوجي في الوطن العربي
على الرغم من أن البداية كانت عربية حين تكلم العديد من علماء العرب والمسلمين القدامى عن القدرات الغريبة للإنسان إلا ان من قام بفك لغزها وكشف غموضها هم الغرب. ومع ذلك وصلت لنا علوم الباراسايكولوجى بشكل غير صحيح، فقد كانت الكتب المترجمة التي قام بترجمتها أنيس عبيد وأخرون، كانت كتب قديمة حيث كان هذا العلم في مهده، ولم يكن باستطاعة اي شخص ترجمة كتاب جديد دون أخذ الأذن الكتابي من الكاتب أو دار النشر.
فكان المترجمين يلجأون لترجمة الكتب القديمة، ومع انتشار هذه الكتب القديمة التي كانت تعود في الأصل لبداية هذا العلم قبل أن يخضع للبحث العلمي، بالتالي اصبح لدينا وعي غير كافي بهذا العلم، واصبح الكثير منا ينظر اليه على انه علم الخوارق، علم الروحانيات،، الخ. رغم ان علم الباراسايكولوجي في الحقيقة غير ذلك، ومهمته الأساسية هي التحقيق في هذه الظواهر علمياً بوضعها على طاولة البحث العلمي، واثبات الصحيح منها وفضح الغير صحيح.
وأضاف بعض الكتاب خرافات وأمور وهمية بهدف جذب انتباه القارئ وتوزيع أكبر للكتاب ومبيعات أكثر وبالتالي ربح أكثر، وتتبع بعض المواقع نفس الأستراتيجية حين يقومون بالكتابة عن علم الباراسايكولوجي، فكل ما يهمهم هو جذب اكبر عدد ممكن من الزوار.
بالتالي، من الطبيعي أن تقوم طبقة المثقفين والعقلاء بمهاجمة مثل هذه الظاهرة، وتعتبر علم البارسايكولوجي علم زائف، ولا أسس علمية له. رغم انهم لو كلفوا أنفسهم عناء البحث لوجدوا اختلافاً كبيراً بين حقيقة علم الباراسايكولوجي، وبين ما نشر عنه في الصفحات العربية.
البحث العلمي في مجال الباراسايكولوجي
إن أول من أسس البحث العلمي في مجال البارسايكولوجي كان عالم النبات أو بمعنى ادق عالم الفطريات الأمريكي جوزيف بانكز راين، وفي بداية الأمر قام جوزيف راين بالبحث العلمي بمفرده من خلال المراقبة والتحليل.
وكان قد زار العديد من الأماكن التي شاع عنها انها مسكونة بالأشباح، وكشف زيف وخداع الكثير من العاملين بمجال الروحانيات وتحضير الأرواح. كما كشف ايضاً الستار عن طرق الاحتيال والغش في ظواهر الانتقال الآني للمادة وما إلى ذلك. واكتشف ايضاً القدرات الخارقة التي اصبحت الآن قدرات ثابتة للعقل البشري مثل التخاطر الذهني … الخ.
لكن بعد كل هذه الجهود قابل الأساتذة في جامعة دوك يونيفرستي بأمريكا بالرفض التام وقالوا بلسان العلم: “لإثبات أو نفي أي ظاهرة عليها ان تدخل للمختبر وتخضع للبحث العلمي الجاد” وسمحوا له بتأسيس مختبره الخاص بالجامعة ومن هنا قام جوزيف راين بتأسيس فريق البحث العلمي في هذه الظواهر.
ومع الوقت انتشرت الفرق البحثية في هذا المجال وفي أكثر من دولة، وتنوعت فرق البحث ما بين فرق خاصة بالبحث الروحاني، وفرق خاصة بالبحث الديني وفرق فيزيائية تربط كل شئ بالعلم. ومع الوقت فشلت الفرق الروحانية في اثبات او نفي اي شي لإن الباراسايكولوجي كما قلت سابقاً علم وليس روحانيات او دين ولا علاقة له بكلاهما.
ونجحت الفرق البحثية العلمية نجاحات متتالية واثبتوا ونفوا الكثير من الظواهر وحازوا على اهتمام الإعلام العالمي، والآن ومنذ أكثر من ٦٥ عاماً تخضع الظواهر البارسايكولوجية كافة للبحث العلمي والاختبار المعملي الدقيق.
هل البارسايكولوجي علم حقيقي أم علم زائف؟
ستجد الكثير على الأنترنت من معارضين الباراسايكولوجي، وسوف يدرجوه تحت تصنيف العلوم الزائفة، لكن الجدير بالذكر هنا، ان البحث العلمي في مجال علم الباراسايكولوجي بدأ بالتوازي مع البحث العلمي في مجال علم النفس بفارق لا يزيد عن ثلاثة أعوام.
وبالنظر لما كتبته بالأعلى في هذا المقال حول كيفية وصول علم الباراسايكولوجي للوطن العربي، وبالنظر ايضاً للوقت الحالي واستخدام المشعوذين من أطلقوا على انفسهم منجمين وعلماء فلك وماسترات في الطاقة الحيوية، فالضحية هنا هو علم البارسايكولوجي.
دعونا لا ننحاز لفئة دون أخرى ونتعامل مع الأمر بحيادية، ونسأل أنفسنا… ما الذي يجعل العلم علماً؟ أو كيف يتم تصنيف مجال ما بأنه علماً حقيقياً مكتمل الأركان؟ الأجابة بالطبع، أن يدخل المختبر ويخضع للتجربة العلمية برقابة صارمة ويخضع لجميع مقاييس البحث العلمي، وأن يتم ذلك تحت اشراف هيئات علمية معتمدة وا وا وا … وما الى ذلك.
اذا هل خضع علم الباراسايكولوجي لكل ذلك؟
الأجابة، نعم بالطبع، خضع هذا العلم للبحث العلمي، وأشرفت الكثير من الهيئات العلمية المعتمدة على الآلاف من التجارب العلمية الموثقة، والتي سوف اقوم لاحقاً بالتحدث عنها في مقالات أخرى باذن الله في قسم البارسايكولوجي.
ومع كل هذا فحتى علم النفس بذاته، الذي يتم تدريسه في آلاف الجامعات وملايين المدارس حول العالم، لا يزال يخضع للنقد، ويقال عنه انه ليس علم نموذجي، ويقال عنه بالنص: “لا يمكن اعتبار اي دراسة كعلم مستقل إلا إذا اشترك معظم أتباعه في منظور أو نموذج مشترك. ويعتقد أن علم النفس لا يزال في مرحلة ما قبل النموذجية ، في حين يعتقد آخرون أنه ثورات علمية مجربة بالفعل، فقد استبدلت منهج فوندنت البنيوية بمنهج السلوكية لواتسون، وبدورها حل محلها منهج معالجة المعلومات”
دراسات علم الباراسايكولوجي
يرتكز علم البارسايكولوجي على ثلاثة دراسات رئيسية وكل دراسة منهم تضم العديد من الفروع أو الدراسات الفرعية، ويتم تصنيف الظواهر النفسية البارسايكولوجية أو ما يسميها البعض بالقدرات الخارقة على حسب علاقتها بكل دراسة منهما.
وقبل أن اتطرق للدراسات الثلاثة وفروعها، أود ان أوضح لكم نقطة هامة، الدراسات الفرعية منها ما تم اثباته علمياً ومنها ما لا يزال قيد البحث والدراسة، ومنها ما قد تم اثبات انه غير صحيح وفضح ممارساته. لـذا لا تتسرع بالحكم مباشرة بعد قرائتك لأسماء الدراسات الفرعية. عليك أن تقرأ أولا عن كل دراسة وفروعها أولا لتستطيع بناء حكم صحيح.
الدراسة الأولى:
الإدراك فوق الحسي
الإدراك فوق الحسي وتعرف باسم Extra Sensory Perception – EXP والتعريف العلمي لدراسة الإدراك فوق الحسي هو: حصول الشخص على المعرفة بدون الاستعانة بالحواس العادية للإنسان وبدون الاستعانة بأي وسائل خارجية. ومن فروع الإدراك فوق الحسي وليس حصراً:
الحدس.
التخاطر الذهني.
الرؤية عن بعد.
التنبؤ أو استباق المعرفة.
الجلاءات الحسية المتنوعة.
ظاهرة الديجافو.
الدراسة الثانية:
تفاعلات العقل مع المادة
تفاعلات العقل مع المادة تعرف ايضاً باسم Mind Over Matter – MOM والتعريف العلمي لهذه الدراسة هو: قدرة العقل على التفاعل مع المادة أو قوة العقل فوق المادة أو تحكم العقل بالمادة. ومن فروع هذه الدراسة وليس حصراً:
التحريك عن بعد.
التحريك النفسي.
الإيحاء التخاطري.
المغناطيس العقلي.
تحولات الطاقة الحيوية.
الدراسة الثالثة:
النجاة بعد موت الجسد أو تجربة الاقتراب من الموت
وهي الأحداث الذهنية التي مر بها الشخص اثناء مروره بظاهرة الاقتراب من الموت ولكن تم إسعاف الشخص بطريقة ما. ويمر بهذه الظواهر الألاف يومياً ومن فروع هذه الدراسات ما هو متعلق بها وما هو ليس متعلق بها. مثل:
تجربة الخروج من الجسد.
تجربة الاقتراب من الموت.
الاحتراق الذاتي للجسد.
الحيوات المتعددة.
تناسخ الأرواح والحياة بعد الحياة.
ما هو علم الباراسايكولوجي؟
التعريف الصحيح لـ علم الباراسايكولوجى هو عبارة عن مجموعة دراسات علمية عن التفاعلات الغير مألوفة والتي تجاوزت القوانين الفيزيائية المعروفة للطبيعة التي تحدث بين الإنسان وبيئته الخارجية. وهو عبارة عن دراسة أوسع للعقل البشري والوعي والادراك.
الباراسايكولوجى تهتم بتطوير الوعي والإدراك للفرد عبر دراستها للظواهر الغير مألوفة وإثباتها علمياً من خلال وضعها على طاولة البحث العلمي، ومعرفة كيفية حدوثها بدراستها لحالة الجسد وحالة العقل ودراسة مدى التفاعل بينهما وبين البيئة الخارجية مع الاستعانة بشتى العلوم والنظريات، وبعد إثباتها يبدأ الباحثون في تصنيفها حسب مجموعة تصنيفات سوف أذكرها لكم لاحقاً ضمن سطور هذا المقال.
معنى كلمة باراسايكولوجي
بالنسبة للمصطلح باراسايكولوجى (parapsychology) فكان أول استخدام له عام 1885م على يد الفيلسوف الألماني ماكس ديسوار، والكلمة مكونة من ثلاثة أجزاء:
(Para) – وتعنى: جانب من أو ما وراء
(psycho)- هي كلمة يونانية تعني: النفس
(logy)- وهى كلمة يونانية تعنى: علم
أى علم جانب من النفس أو علم ما وراء النفس، وهذه هي الترجمة الحرفية لكلمة باراسايكولوجى، وقد أخطأ الكثير من العرف فى اختيار تسمية عربية موحدة فمنهم من أطلق عليه علم الروحانيات، ومنهم من أطلق عليه علم الغيبيات، ومنهم من أطلق عليه علم الخوارق. وكلها مسميات خاطئة لا تصف المضمون الحقيقي لعلم الباراسايكولوجي.
فكل شخص أو مجموعة يطلقون عليه اسم مختلف حسب مفهومهم الشخصي أو ما يعرفه عن هذا العلم، مهما كان هذا المفهوم صحيح أو خاطئ، أما أنا فأرجح استخدام الترجمة الحرفية للباراسايكولوجى وإن كنت حقيقة أستخدم الإسم الأجنبى دائماً.
سبب وجود علم الباراسايكولوجي
لكى نعرف سبب وجود علم الباراسايكولوجى في ساحة العلوم علينا أن نغوص في اعماق الزمان قليلا، فتبدأ رحلتنا في أوائل النصف الثاني من القرن الثامن عشر، حيث كانت أوربا غارقة في ظلام الجهل، حيث أنتشرت ظاهرة الوسطاء الروحانيين، وبسبب حالة الجهل السائدة في هذا العصر كان الكثير يصدقون الوسطاء الروحانيين ويقعون فريسة للنصب والدجل.
وأصبحت هناك صراعات دامت لسنين بين مؤيد ومعارض لما يطلق عليه الأن بالروحانيات. (والمقصود بالروحانيات هنا ليست علاقة الإنسان بخالقه) وإنما المقصود بها ما ظهر في هذا العصر من سحر وسحرة ودجل وشعوذة وخاصة ما يسمى بجلسات تحضير الأرواح وظهور الأشباح وطيف الأموات. وكان هناك الكثير من النبلاء وكبار رجال المجتمع الذين يقعون فريسة سهلة للدجل والشعوذة.
دام الصراع طويلا وكانت الحرب شرسة، العديد من المؤيدين يتحولون لمعارضين والعديد من المعارضين يتحولون لمؤيدين، وبعد نجاح المؤيدين بطرق خاصة من الاحتيال والغش في إقناع العديد من المعارضين. حينها توجب على اصحاب العقول النيرة البحث بشكل أدق وكشف الغطاء عن كل ما هو غير مألوف أو خارقا لقوانين الطبيعة.
وقد حدث، فقد ظهرت أول جمعية غير ربحية تهدف الى البحث عن الحقيقة في هذه الظواهر وإظهارها للعامة، كان اسمها جمعية البحث النفسي في بريطانيا عام 1882 وعلى الرغم من جهود أفرادها إلا ان الحرب بين المؤيدين والمعارضين لم تهدأ وكل يحاول اثبات صحة كلامه.
ومن ثم انتشرت العديد من الفرق البحثية في أكثر من دولة إلى أن ظهر أول مصطلح “باراسايكولوجى” في عام 1885 وأدرج تحت هذا اللفظ كل بحث يحاول معرفة الحقيقة. وأصبح الباحث في مجال الباراسايكولوجى منذ وقتها عبارة عن أداة لكشف الحقيقة التي يحاول البعض تضليلها، وتم كشف الغطاء عن ما يسمى بتحضير الأرواح وتم فضح ممارساتها الكاذبة والمؤامرات القذرة التي حيكت لإخفاء الحقيقة!
ومن وقتها وحتى بعد بداية البحث العلمي في كل المجالات التي تقع تحت تصنيف “خارج عن المألوف” أو “خارق للطبيعة” تم اكتشاف العديد من القدرات الذهنية الثابتة للعقل البشرى بعد أن كانت فى البداية خوارق مجهولة مثل التخاطر وخلافه.
ما هي فائدة علم الباراسايكولوجي؟
في الواقع لا يمكنني تصنيف الباراسايكولوجى كعلم البحث عن الحقيقة، فكل علوم الأرض تبحث عن الحقيقة ولكن علم الباراسايكولوجى على وجه الخصوص يبحث عن الحقيقة التي يحاول البعض تضليلها.
ونجاحات هذا العلم الواحدة تلو الأخرى سواء في اثبات العديد من الظواهر الغريبة أو فضح العديد من الظواهر المزيفة المصطنعة، الا ان هذه النجاحات أوجدت له مساحة ضخمة في ساحة العلوم.. ولعل أكثر البحوث العلمية في هذا العصر تدور حول العقل البشرى ومعجزاته.
لذا فالباراسايكولوجى الأن هي من فرع من علوم النفس والعقل عند الغرب لارتباطها القوى بالعقل وقدراته الغير محدودة. على الرغم ان الكثير من فروعها لا يدرس في الجامعات العادية، بل وتقوم بعض الدول بحظر دراستها الا على فئات معينة مثل أفراد أجهزة المخابرات الحربية للأستفادة من ذوي القدرات الفائقة واستخدامهم عسكرياً كما سيأتي ذكر هذا لاحقاً في هذا المقال.
فكلنا بالطبع سمعنا ان رغبة الكثير من الدول في امتلاك ما يسمى بالجندي الخارق، ومثل هذه الأبحاث امتدت لتصل لعلوم كثيرة مثل التعديلات الجينية والوراثية،،، الخ. الكثير عن هذه الجزئية لاحقاً في هذا المقال.
علم الباراسايكولوجي في الوطن العربي
على الرغم من أن البداية كانت عربية حين تكلم العديد من علماء العرب والمسلمين القدامى عن القدرات الغريبة للإنسان إلا ان من قام بفك لغزها وكشف غموضها هم الغرب. ومع ذلك وصلت لنا علوم الباراسايكولوجى بشكل غير صحيح، فقد كانت الكتب المترجمة التي قام بترجمتها أنيس عبيد وأخرون، كانت كتب قديمة حيث كان هذا العلم في مهده، ولم يكن باستطاعة اي شخص ترجمة كتاب جديد دون أخذ الأذن الكتابي من الكاتب أو دار النشر.
فكان المترجمين يلجأون لترجمة الكتب القديمة، ومع انتشار هذه الكتب القديمة التي كانت تعود في الأصل لبداية هذا العلم قبل أن يخضع للبحث العلمي، بالتالي اصبح لدينا وعي غير كافي بهذا العلم، واصبح الكثير منا ينظر اليه على انه علم الخوارق، علم الروحانيات،، الخ. رغم ان علم الباراسايكولوجي في الحقيقة غير ذلك، ومهمته الأساسية هي التحقيق في هذه الظواهر علمياً بوضعها على طاولة البحث العلمي، واثبات الصحيح منها وفضح الغير صحيح.
وأضاف بعض الكتاب خرافات وأمور وهمية بهدف جذب انتباه القارئ وتوزيع أكبر للكتاب ومبيعات أكثر وبالتالي ربح أكثر، وتتبع بعض المواقع نفس الأستراتيجية حين يقومون بالكتابة عن علم الباراسايكولوجي، فكل ما يهمهم هو جذب اكبر عدد ممكن من الزوار.
بالتالي، من الطبيعي أن تقوم طبقة المثقفين والعقلاء بمهاجمة مثل هذه الظاهرة، وتعتبر علم البارسايكولوجي علم زائف، ولا أسس علمية له. رغم انهم لو كلفوا أنفسهم عناء البحث لوجدوا اختلافاً كبيراً بين حقيقة علم الباراسايكولوجي، وبين ما نشر عنه في الصفحات العربية.
البحث العلمي في مجال الباراسايكولوجي
إن أول من أسس البحث العلمي في مجال البارسايكولوجي كان عالم النبات أو بمعنى ادق عالم الفطريات الأمريكي جوزيف بانكز راين، وفي بداية الأمر قام جوزيف راين بالبحث العلمي بمفرده من خلال المراقبة والتحليل.
وكان قد زار العديد من الأماكن التي شاع عنها انها مسكونة بالأشباح، وكشف زيف وخداع الكثير من العاملين بمجال الروحانيات وتحضير الأرواح. كما كشف ايضاً الستار عن طرق الاحتيال والغش في ظواهر الانتقال الآني للمادة وما إلى ذلك. واكتشف ايضاً القدرات الخارقة التي اصبحت الآن قدرات ثابتة للعقل البشري مثل التخاطر الذهني … الخ.
لكن بعد كل هذه الجهود قابل الأساتذة في جامعة دوك يونيفرستي بأمريكا بالرفض التام وقالوا بلسان العلم: “لإثبات أو نفي أي ظاهرة عليها ان تدخل للمختبر وتخضع للبحث العلمي الجاد” وسمحوا له بتأسيس مختبره الخاص بالجامعة ومن هنا قام جوزيف راين بتأسيس فريق البحث العلمي في هذه الظواهر.
ومع الوقت انتشرت الفرق البحثية في هذا المجال وفي أكثر من دولة، وتنوعت فرق البحث ما بين فرق خاصة بالبحث الروحاني، وفرق خاصة بالبحث الديني وفرق فيزيائية تربط كل شئ بالعلم. ومع الوقت فشلت الفرق الروحانية في اثبات او نفي اي شي لإن الباراسايكولوجي كما قلت سابقاً علم وليس روحانيات او دين ولا علاقة له بكلاهما.
ونجحت الفرق البحثية العلمية نجاحات متتالية واثبتوا ونفوا الكثير من الظواهر وحازوا على اهتمام الإعلام العالمي، والآن ومنذ أكثر من ٦٥ عاماً تخضع الظواهر البارسايكولوجية كافة للبحث العلمي والاختبار المعملي الدقيق.
هل البارسايكولوجي علم حقيقي أم علم زائف؟
ستجد الكثير على الأنترنت من معارضين الباراسايكولوجي، وسوف يدرجوه تحت تصنيف العلوم الزائفة، لكن الجدير بالذكر هنا، ان البحث العلمي في مجال علم الباراسايكولوجي بدأ بالتوازي مع البحث العلمي في مجال علم النفس بفارق لا يزيد عن ثلاثة أعوام.
وبالنظر لما كتبته بالأعلى في هذا المقال حول كيفية وصول علم الباراسايكولوجي للوطن العربي، وبالنظر ايضاً للوقت الحالي واستخدام المشعوذين من أطلقوا على انفسهم منجمين وعلماء فلك وماسترات في الطاقة الحيوية، فالضحية هنا هو علم البارسايكولوجي.
دعونا لا ننحاز لفئة دون أخرى ونتعامل مع الأمر بحيادية، ونسأل أنفسنا… ما الذي يجعل العلم علماً؟ أو كيف يتم تصنيف مجال ما بأنه علماً حقيقياً مكتمل الأركان؟ الأجابة بالطبع، أن يدخل المختبر ويخضع للتجربة العلمية برقابة صارمة ويخضع لجميع مقاييس البحث العلمي، وأن يتم ذلك تحت اشراف هيئات علمية معتمدة وا وا وا … وما الى ذلك.
اذا هل خضع علم الباراسايكولوجي لكل ذلك؟
الأجابة، نعم بالطبع، خضع هذا العلم للبحث العلمي، وأشرفت الكثير من الهيئات العلمية المعتمدة على الآلاف من التجارب العلمية الموثقة، والتي سوف اقوم لاحقاً بالتحدث عنها في مقالات أخرى باذن الله في قسم البارسايكولوجي.
ومع كل هذا فحتى علم النفس بذاته، الذي يتم تدريسه في آلاف الجامعات وملايين المدارس حول العالم، لا يزال يخضع للنقد، ويقال عنه انه ليس علم نموذجي، ويقال عنه بالنص: “لا يمكن اعتبار اي دراسة كعلم مستقل إلا إذا اشترك معظم أتباعه في منظور أو نموذج مشترك. ويعتقد أن علم النفس لا يزال في مرحلة ما قبل النموذجية ، في حين يعتقد آخرون أنه ثورات علمية مجربة بالفعل، فقد استبدلت منهج فوندنت البنيوية بمنهج السلوكية لواتسون، وبدورها حل محلها منهج معالجة المعلومات”
دراسات علم الباراسايكولوجي
يرتكز علم البارسايكولوجي على ثلاثة دراسات رئيسية وكل دراسة منهم تضم العديد من الفروع أو الدراسات الفرعية، ويتم تصنيف الظواهر النفسية البارسايكولوجية أو ما يسميها البعض بالقدرات الخارقة على حسب علاقتها بكل دراسة منهما.
وقبل أن اتطرق للدراسات الثلاثة وفروعها، أود ان أوضح لكم نقطة هامة، الدراسات الفرعية منها ما تم اثباته علمياً ومنها ما لا يزال قيد البحث والدراسة، ومنها ما قد تم اثبات انه غير صحيح وفضح ممارساته. لـذا لا تتسرع بالحكم مباشرة بعد قرائتك لأسماء الدراسات الفرعية. عليك أن تقرأ أولا عن كل دراسة وفروعها أولا لتستطيع بناء حكم صحيح.
الدراسة الأولى:
الإدراك فوق الحسي
الإدراك فوق الحسي وتعرف باسم Extra Sensory Perception – EXP والتعريف العلمي لدراسة الإدراك فوق الحسي هو: حصول الشخص على المعرفة بدون الاستعانة بالحواس العادية للإنسان وبدون الاستعانة بأي وسائل خارجية. ومن فروع الإدراك فوق الحسي وليس حصراً:
الحدس.
التخاطر الذهني.
الرؤية عن بعد.
التنبؤ أو استباق المعرفة.
الجلاءات الحسية المتنوعة.
ظاهرة الديجافو.
الدراسة الثانية:
تفاعلات العقل مع المادة
تفاعلات العقل مع المادة تعرف ايضاً باسم Mind Over Matter – MOM والتعريف العلمي لهذه الدراسة هو: قدرة العقل على التفاعل مع المادة أو قوة العقل فوق المادة أو تحكم العقل بالمادة. ومن فروع هذه الدراسة وليس حصراً:
التحريك عن بعد.
التحريك النفسي.
الإيحاء التخاطري.
المغناطيس العقلي.
تحولات الطاقة الحيوية.
الدراسة الثالثة:
النجاة بعد موت الجسد أو تجربة الاقتراب من الموت
وهي الأحداث الذهنية التي مر بها الشخص اثناء مروره بظاهرة الاقتراب من الموت ولكن تم إسعاف الشخص بطريقة ما. ويمر بهذه الظواهر الألاف يومياً ومن فروع هذه الدراسات ما هو متعلق بها وما هو ليس متعلق بها. مثل:
تجربة الخروج من الجسد.
تجربة الاقتراب من الموت.
الاحتراق الذاتي للجسد.
الحيوات المتعددة.
تناسخ الأرواح والحياة بعد الحياة.
