أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

علم نفس الغرائب

غمزة

الأمارلس
إنضم
27 أغسطس 2017
المشاركات
170,458
مستوى التفاعل
1,626
النقاط
113
يعد علم نفس الغرائب ، أحد فروع وأقسام على النفس العام ، ولكنه فرع متخصص في دراسة التجارب الإنسانية المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بكل ما هو غريب وغير منطقي وما ورائي كما نسميه ، ولكن مع عدم وجود مسببات غامضة أو خارقة في هذا الحدث أو تلك التجربة.



مما سبق ، نستنتج أن علم نفس الغرائب ، يعمل على تفسير الظواهر غير الطبيعية والخارقة ، من خلال قواعد علمية أو منطقية ، بناء على بعض العوامل النفسية أو الفيزيائية التي تقدم تفسيرات منطقية للظاهرة ، بعيدًا عن الخرافات والشطط في جوانب أخرى ، لا يستطيع العقل أن يتأقلم مع فكرة وجودها ، فبعض الأمور التي تفسر بأنها اتصال روحي أو تناسخ أرواح أو طاقات كونية ، لا تجد صدى كبيرًا لدى الكثيرين ، ولهذا فنحن في هذا المقال نتحدث عن عم نفس الغرائب أو Anomalistic Psychology ، وتفسير الظواهر الخارقة باستخدام المنطق والعلم.

نبذة تاريخية عن علم نفس الغرائب
أول من اقترح مصطلح علم نفس الغرائب ، كان كاتبان اسمهما وارن جونز وليونادر زوسن ، وقد أطلقا هذا الاصطلاح من خلال كتاب نشراه عام 1989م تحت عنوان علم نفس الغرائب: دراسة في التفكير السحري ، وقد لاقى هذا الكتاب استقبالًا حافلًا من الأوساط العلمية ، حيث تناول الكاتبان فكرة تناول الظواهر والخوارق غير الطبيعية ، وتفسير من منظور علمي ومنطقي ، وأن هذا يفسر الكثير من السلوكيات البشرية الغريبة.

لكنها لم تكن التجرة الأولى بالفعل ، ولكن سبقها تجارب أخرى لإخضاع الظواهر غير الطبيعية ، للتفسير العلمي والمنطقي والنفسي ، حيث أشار الفيزيائي جون فيراير في إحدى مقالاته عام 1813م ، إلى أن رؤية الأشباح وا لكائنات الغريبة ما هي سوى خداعات بصرية بحتة ، تلاها سلسلة من المقالات ، قدمها الفيزيائي أليكساندر بويسمونت ، وذلك عام 1815م أي بعدها بعامين فقط ، تناول من خلالها موضوعات متعددة صنفت أنها من الخوارق ؛ مثل السرنمة والأحلام والهلاوس ، وأكد ما سبقه إليه زميله جون فيراير ، بأن كل هذا ليس سوى هلاوس بصرية وسمعية.

تلى ذلك ، عددًا من المقترحات لأكثر من كاتب على مدار السنوات التالية ، أكد فيها الخبراء من الكُتّاب والمؤلفين والعلماء ، بأن كل ما هو متعلق بالروحانية وأساليب الروحانيين ، وكل ما هو واقع تحت تصنتيف خارق أو غير طبيعي ، ماهو سوى إيهام وخداع بصري ، ييلجأ له الوساطاء الروحانيون كما يسمون أنفسهم ، لإيهام العقل لباطن للمريض ، بأنه يعاني أو يمتلك قدرات لا يمتلكها غيره من البشر ، وأن كل ما يمرون به ماهو سوى اضطرابات عقلية ، تتباين فيما بينهم من الضعف للشدة وفقًا لحالة المريض.

وقد حاول الكثير من العلماء ، التأكيد على أن كل ما يمر به البشر من تجارب وظواهر يسمونها بالخارقة ، ماهو سوى إيحاءات وتنويمات مغناطيسية ، يخضع فيها العقل لسيطرة شخص آخر ، مثلما فعل الطبيب النفسي ليونيل ويذرلي ، والساحر نيفيل ماسكيلين ، اللذان نشرا كتابًا مشتركًا لهما ، يوضحان فيه أن كل ما له علاقة بالأشباح والماورائيات ليست سوى أوهام.

وشهدت فترة التسعينات من القرن الماضي ، تأكيدًا بشكل أكبر على تلك الفكرة ، حيث أكد المؤلف ألبرت مول ، بأن كل ما يطلقه البعض بشأن العلوم المسيحية وما يتصل بها من سحر وروحانيات ، ما هي إلا خداع يستخدمه من يمارس التنويم ، لتقع الضحية بين يديه ، وتصدق أنها ذات قدرات غير مألوفة ، ومن ثم تبدأ رحلة السيطرة على عقلها بصورة أكبر وأكثر شمولًا ، مع تعزيز أكبر لفكرة الماورائيات ، البعيدة عن العلم تمامًا ، وهذا ما أكده الكثير من المتخصصين في علم النفس.[1][2][3]

الرؤية لا تستوجب التصديق
حاول باحثو علم النفس ، إثبات وجهة نظرهم بطرق شتى ، كان أبرزها الدراسات التجريبية ، لتقديم أدلة مادية على صحة معتقداتهم ، بأنه لا وجود لما يعرف بالماورائيات ، وإنما فقط اتحاد أو امتزاج لعدد من العوامل النفسية مع العوامل الفيزيائية ، فتخلق ما أشيع بأنه خوارق وظواهر ما ورائية.

ويبحث علم نفس الغرائب ، بشأن التحليل النقدي لكل ما تقع عليه عيناك ، فليس كل ما تراه الأعين يجب تصديقه ، فالأمر مرهون بتحليلك له والبحث عن الثغرات ، التي يمكنها أن تقودك كشخص إلى الحقيقة.

بعض الظواهر مثل الأشباح والأطباق الطائرة وتجارب لاوساطة الروحية ، لا تحتاج سوى لنظرة ثاقبة وتحليل منطقي لها ، بدلًا من تحويل الحقائق إلى أمور غير منطقية تناسب جلسات وسهرات العشاء فقط ، فالأشباح قد تكون مجرد اختلاف حراري فيزيائي في منطقة ما داخل الغرفة التي تجلس بها ، لسبب ما وهذا ما يجعلك تشعر بحرارة متبانية في جزء من منزلك ، وليس لأمر علاقة بوجود أشباح تظهر في أوقات محددة ، فتغير من حرارة الغرفة ، فالأمر من وجهة نظر علماء نفس الغرائب ، مرهون بتحليلات أكثر منطقية من مجرد كونها أمورًا خارقة للمعتاد.[4]

تفسير علم نفس الغرائب للظواهر الماورائية
قد علماء نفس الغرائب ، عددًا من التجارب العملية متطلعين لتفسيرات منطقية ، لعدد كبير من لظواهر التي انتشرت بين العامة ، وأطلقوا عليها ظواهر خارقة أو قدرات ما ورائية ، وفي السطور التالية نقدم أبرز التفسيرات للظواهر لماورائية من وجهة نظر علم نفس الغرائب.

الأماكن المسكونة بالأرواح Haunting
من المؤكد أنك قد قرأت أشياء كثر ، بشأن الأماكن المسكونة بالأرواح ، أو تلك التي لم تتركها أرواح معذبة ومتعلقة بها ، ولهذا بدأ كليمبيرير أحد علماء نفس الغرائب ، في عام 1992م بتجربة نفسية متعلقة بالأشباح ، خضع فيها عدد من الأشخاص للتنويم المغناطيسي ، ليخرج علينا كليمبيرير مؤكدًا أن ما يراه الناس من أشباح ، ليس سوى هلاوس تنويمية أشبه بالأحلام ، التي يعيشها بعض البشر عندما يكونوا في حالة بين النوم واليقظة.

وفي عام 1997م قدم الباحثان لانج وهوران تجربة نفسية جديدة ، متعلقة بالأشباح والأماكن المسكونة أيضصا ، حيث حصلوا على موافقة 22 متطوع للخضوة لتجربة زيارة ميدانية لأحد الأماكان ، وقاموا بالتأكيد على نصف المشاركين بأنهم سوف يقومون بزيارة مكانًا مسكونًا بالأشباح وعليهم الحذر ، في حين أنهم أكدوا على النصف الثاني منهم ، بأنهم يقومون بجولة لتجديد مكان مهدم وعليهم إعادة إعماره.

تم وضع المقايسس الإدراكية اللازمة للمشاركين ، وكانت نتيجة التجربة مذهلة ، حيث أقر المشاركون ممن اقتنعوا بوجود الأشباح ، بأنهم قد شاهدوا أشباحًا بالفعل في المكان ، بينما لم يسجل المشاركون الآخرون أية نتائج بهذا الشأن ، وأكد الباحثان مرة أخرى من خلال تجربتهما ، بأن رؤية الأشباح ما هي سوى وهم ، يتم من خلال اختراق العقل الباطن للضحية لإقناعها.

وأكد وايز مان في عام 2003م، بأن ما يسجله الناس بشأن رؤية الأشباح ، يعود لقلة معرفتهم بأمور متفرقة لها علاقة بالتفسيرات العلمية المنطقية ، مثل مستوى الإضاءة والتغييرات الفيزيائية في الحقول لمغناطيسية وخلافه ، ما يجعل شهادتهم بشأن بعض الأماكن غير منطقي ومجرد هلاوس أو مبالغات.[5]

الوساطة الروحية Medium ship
الوساطة الروحية أمر آخر يشبه الأشباح ورؤيتهم ، ويعتبرها الكثيرون من الخوارق الموجودة في العالم ، بينما أكد علماء علم نفس الغرائب ، بأن تجارب الوساطة الروحية ، ما هي إلا أمورًا تخضع لعوامل نفسية ، وذلك من خلال الدراسات التجريبية التي أجريت بهذا الشأن.

أكد علماء علم النفس ، بأن ما يقوم به الوسيط الروحاني ، ما هو إلا استخدام لما يعرف بالقراءة الباردة ؛ والتي يستطيع من خلالها التعرف على حياة الشخص الجالس أمامه ، من خلال ملبسه وطريقة حديثه ، بالإضافة إلى الحلى التي يرتديها أيضًا. وقد أكد العالم وايزمان هذا الأمر ، من خلال مجموعة من الدراسات التجريبية لجلسات وساطة روحانية مزيفة ، حيث أقنع وايزمان مجموعة من الأشخاص بالمشاركة في تجربة وساطة روحية ، منهم من يؤمنون بالخوارق وآخرون لا يقتنعون بها تمامًا ، ثم قام بالإيحاء لهم بأن الطاولة التي يجلسون ولها قد ارتفعت عن الأرض ، على الرغم من عدم حدوث ذلك ، وبالفعل أبلغ ثلث من تطوعوا للتجرة بأن الطاولة قد تحركت بالفعل ، ولكنها في الحقيقة لما يحركها أحد. وأكدت تلك التجربة بأن من يؤمنون بالظواهر الخارقة وغير الطبيعية ، هم الأكثر عرضة للتصديق بالماورائيات دون البحث عن تفسير منطقي أو علمي أو نفسي لها.[6]

الاستشفاء الروحاني (الماورائي) Paranormal Healing
أثبت العلم أن تجارب الاستشفاء الروحاني ، بواسطة وسيط روحاني أو معالج روحاني يقدم المساعدة للمريض ، كل هذا ما هو سوى وهم كبير ، فالأمر لن يتحسن ولن يحدث أي استشفاء أو معالجة للخلل العضوي ، باللجوء إلى لمعالج الروحاني فقط.

قام بيوتلر عام 1988م ، بإجراء تجربة على عدد من المتطوعين ، للخضوع لتجربة معالجة روحانية بهدف خفض ضغط الدم المرتفع ، وقام بتوزيع المشاركين على ثلاث مجموعات متفرقة ، ثم خضعت المجموعة الأولى للعلاج الروحاني باللمس ، والثانية للعلاج لروحاني عن بُعد ، ولم تخضع المجموعة الثالثة لأي معالجة روحانية ، وأثبتت التجربة أنه لا وجود لما يسمى بوهم المعالج الروحاني للاستشفاء من الأمراض ، وكان انخفاض ضغط الدم الذي تم تسجيله في التجربة ، عائدًا إلى تجربة الوهم أو تأثير البلاسيبو التي خضع لها المشاركون قبل بدء التجربة.[7]

قدرة التخاطر أو التليباثي Telepathy
التخاطر أيضًا أو القدرة على لتواصل مع الأشخاص عن بعد ، هي واحدة من كبرى الأواهم التي سيطر بها العبض على عقول من حولهم ، وقام إشينل في عام 1996م ، بإجراء تجربة بشأن قدرة لتخاطر عن بعد ، من أجل تفسير تلك الحالة وإخضاعها أولًا للسيطرة العلمية ، فقام بإحضار عددًا من المتطوعين من ذوي القدرة على التخاطر ، ومجموعة أخرى ممن لا يؤمنون بمثل تلك القدرات ، ثم طرح إشنيل مجموعة كبيرة من الأسئلة على المجموعتين ممن يؤمنون بالتخاطر وممن لا يؤمنون به ، وترميز الأسئلة بين عشرين رمزًا.

واتضح من النتائج أن من يؤمون بالتخاطر ، قد أبدوا مبالغات قوية في قدرتهم على التواصل مع الآخرين ، ونسبة نجاح تجاربهم في التواصل.[8]

وأخيرًا ؛ يمكن القول أن علم نفس الغرائب ، قد قدم العديد من التفسيرات بشأن ظواهر كثيرة تم تصنيفها بأنها من الماورائيات أو الخوارق ، ولكن التجارب العلمية قد أثبتت بالدليل القاطع ، أن أغلب ما تم التصديق فيه من هذه الظواهر ، ما هو سوى مجرد أوهام أو تنويم مغناطيسي يتم السيطرة بها على العقل اللاواعي ، فتخرج في صورة ماورائيات يؤمن بها الكثيرون ، نظرًا لافتقادهم لعنصر العلم المفسر للكثير من تلك الظواهر بالفعل.
 

البرآق

نبض آخر
إنضم
27 أغسطس 2017
المشاركات
30,221
مستوى التفاعل
497
النقاط
83
رد: علم نفس الغرائب

طرح راقي
أهنيك على هذا الموضوع الرائع
والجميل
يعطيك الف عافيه

مودتي
 

عطري وجودك

Well-Known Member
إنضم
5 أغسطس 2019
المشاركات
81,602
مستوى التفاعل
2,559
النقاط
113
رد: علم نفس الغرائب

طَرِحْ ممُيَّز جِدَاً وَرآِئعْ
تِسَلّمْ الأيَادِيْ
ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائِهاْ

إحترامي
 

قيصر الحب

::اصدقاء المنتدى و اعلى المشاركين ::
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
369,329
مستوى التفاعل
3,198
النقاط
113
رد: علم نفس الغرائب

ابدااااع راقي..
وفي منتهى الروعه والجمااال
كلمااااااااات من ذهب..
ومعطرة بعطور ساحرة..
لاعدمنا كل مايخطه قلمك لنا
تحياتي وعبير ودي
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,285,476
مستوى التفاعل
47,060
النقاط
113
رد: علم نفس الغرائب

لجهودكم باقات من الشكر والتقدير على المواضيع الرائعه والجميلة
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )