العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ


ما لهذهِ الايام تراودنا وتقتلنا حتفا
وترسمنا للبُعدَ ونريد القرب زلفى
لبدت سماء الامنيات غيمها الاسود
لا برقاً يُنبأُ بفرحٍ فأرعدت علينا قصفا
استباحت عمرنا بين هجرٍ مراً وصدٍ
وقلنا ربما بيومٍ عماها عنا سيشفى
وتمدُ لنا السجادة الحمراء وإن قصرت
فسنبني لها بين الضلوع لها سقفا
ونلقى من نهوى ونكتبُ بالهوى شعراً
نصف الشفاه الغضةِ والطيب والوطفا
ونسرحُ معاً عند ضفاف دجلةَ مساءاً
ونُغني لمظفر شعراً والغناءُ بلا عزفا *
وترقدُ تحت شفاهنا كل الاحاديث التي
نودُ افصاحها وكأنها عريساً نسوهُ بالزفا
جمعت بجلستها انوثةً الكبرياء والطيبُ
وفي كفيها جمعت الرقة الحلوة والترفا
تُجلي العيون حين يراها البعض وتنعشُ
الروح. وتُلغى الاسقام بالجسدِ وتعفى
وحين تبتسمُ تارةً كأن طيوراً للجنان تطر
وإن استدارت لمرآتها تخبرُ الاخطار لُطفا
كأنها للاحلامِ احلاماً ويرجى تبقى طويلا
وكيف لمن للاحلام أمنيةً يرسمهُ الوصفا
وهذه الاقدار رزأتني بالبعدِ عنه والشوقُ
مريراً .و الخيال يعانقني بالاذرع معه لفا
تركتها فوق الاهدابِ طيفاً علها لا ترحلُ
ويعاند البعدُ في الحقيقة والاحلام تُخفى
* الشاعر العراقي
مظفر النواب
13/02/2025
العـ عقيل ـراقي