شموخ زلزل عذابي
:: عــ الدون ـــاشق ::
- إنضم
- 6 ديسمبر 2012
- المشاركات
- 218
- مستوى التفاعل
- 6
- النقاط
- 18
[frame="5 80"]
[/frame]
جمعتُ هنا بعضاً من أقوال عدد من الصحابة الكرام والعلماء والخلفاء وهم على فراش الموت، وهو الذي يُعد الباب المؤدي إلى أولى منازل الآخرة .. تذكرة لنفسي ولإخوتي ..لنأخذ منها العظة ونتذكر حقيقة هذه الدنيا.
أبو بكر الصديق رضي الله عنه :
حين احتضر أبو بكر الصديق قال : { وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد }
وقال لعائشة رضي الله عنها : انظروا ثوبيَّ هذين ، فاغسلوهما وكفنوني فيهما ، فإن الحي أولى بالجديد من الميت .
ولما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلا : إني أوصيك بوصية إن أنت قبلت عني : إن لله عزوجل حقا بالليل لا يقبله بالنهار ، وإن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل ، وإنه لا يقبل النافلة حتى تؤدي الفريضة ، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة باتباعهم الحق في الدنيا ، وثقلت ذلك عليهم ، وحق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا ، وإنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل ، وخفته عليهم في الدنيا ، وحق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن خفيفا.
عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
لما طًعن عمر بن الخطاب جاءه عبد الله بن عباس فقال : يا أمير المؤمنين، أسلمت حين كفر الناس ، وجاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس ، وقُتلت شهيدا ولم يختلف عليك اثنان ، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راض عنك.
فقال عمر: أعد مقالتك . فأعاد عليه ، فقال : المغرور من غررتموه ، والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع.
وقال عبد الله بن عمر: كان رأسه على فخذي،
فقال : ضع رأسي على الارض.
فقلت : ما عليك كان على الارض أو على فخذي ؟؟
فقال : لا أم لك ، ضعه على الارض.
فقال عبد الله : فوضعته على الارض .
فقال : ويلي و ويل أمي إن لم يرحمني ربي عز وجل.
عثمان بن عفان رضي الله عنه :
قال حين طعنه الغادرون والدماء تسيل منه :
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. اللهم إني استعديك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي.
ولما استشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا ، ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوبا عليها :
( هذه وصية عثمان ... بسم الله الرحمن الرحيم ... عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق ، وأن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه أن الله لا يخلف الميعاد. عليها يحيا وعليها يموت وعليها يبعث إت شاء الله.)
علي بن أبي طاب رضي الله عنه :
بعد أن طُعن علي رضي الله عنه قال :
ما فُعل بضاربي؟؟
قالوا : أخذناه.
قال : أطعموه من طعامي، واسقوه من شرابي ، فإن عشت رأيت فيه رأيي ، و إن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها.
وقبل موته دعا ابنيه الحسن والحسين و وصاهما بقوله :
لأوصيكما بتقوى الله ولا تبغيا الدنيا وإن بغتكما ، ولا تأسفا على شيء ذوى منها عنكما ، وقولا الحق وأرحما اليتيم وكونا للظالم خصما وللمظلوم ناصرا ، ولا تأخذكما في الله ملامة.
ثم أوصى الحسن ان يغسله وقال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تغالوا في الكفن فأنه يسلب سلبا سريعا.
وأوصى : امشوا بي بين المشيتين ، لا تسرعوا بي ولا تبطئوا ، فإنكان خيرا عجلتموني عليه ، وإن كان شرا القيتموني عن أكتافكم.
معاذ بن جبل رضي الله عنه :
حين حضرته الوفاة ، نادى ربه قائلا : يا رب إنني كنت أخافك ، وأنا اليوم أرجوك .. اللهم أنك تعلم إنني ما كنت أحب الدنيا لجري الانهار ، ولا لغرس الاشجار ... وإنما لظمأ الهواجر ، ومكابدة الساعات ، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم.
ثم فاضت روحه بعد ان قال لا إله إلا الله.
بلال بن رباح رضي الله عنه :
حينما أتى بلالا الموت.. قالت زوجته : وا حزناه ..
فكشف الغطاء عن وجهه وهو في سكرات الموت وقال : لا تقولي وا حزناه ، وقولي وا فرحاه .. ثم قال: غدا نلقى الاحبة.. محمدا وصحبه.
أبو ذر الغفاري رضي الله عنه :
لما حضرت أبا ذر الوفاة ..بكت زوجته ..فقال : ما يبكيكِ ؟
قالت : وكيف لا أبكي وانت تموت بأرض فلاة و ليس معنا ثوب يسعك كفنا ؟
فقال لها : لا تبكي ، أبشري فقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا منهم : ليموتن رجل منكم بفلاة من الارض يشهده عصابة من المؤمنين.
وليس من أولئك النفر أحد إلا ومات في قرية وجماعة ، وأنا الذي أموت بفلاة ، والله ما كذبت ولا كذبت فانظري الطريق.
قالت : أنى وقد ذهب الحاج وتقطعت الطريق؟
فقال: انظري. فإذا أنا برجال ، فألحت بثوبي فأسرعوا الي فقالوا : ما لك يا أمة الله ؟
قالت : امرؤ من المسلمين تكفونه ..
فقالوا : من هو ؟
قالت : أبو ذر
قالوا : صاحب رسول الله ؟ ففدوه بآبائهم وأمهاتهم ودخلوا عليه فبشرهم وذكر لهم الحديث .. وقال :
أنشدكم بالله ، لا يكفنني أحد كان أميرا أو عريفا أو صاحب بريد.
فكل القوم كانوا قد نالوا من ذلك شيئا غير فتى من الانصار .. فكفنه في ثوبين لذلك الفتى وصلى عليه عبد الله بن مسعود .. فقد كان معهم رضي الله عنهم أجمعين.
أبو الدرداء رضي الله عنه :
لما جاءه الموت قال : ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟ ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا ؟ ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ؟ ثم فاضت روحه .. رحمه الله.
سلمان الفارسي رضي الله عنه :
بكى سلمان الفارسي عند موته ، فقيل له : ما يبكيك ؟
فقال : عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب ، وحولي هذه الأزواد.
وقيل إنما كان حوله إجانة وجفنة ومطهرة !
الاجانة : أناء يجمع فيه الماء
الجفنة : القصعة يوضع فيها الماء والطعام.
المطهرة : أناء يتطهر فيه.
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
لما حضره الموت دعا ابنه فقال : يا عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ، إني أوصيك بخمس خصال ، فاحفظهن عني :
أظهر اليأس للناس ، فإن ذلك غنى فاضل.
ودع مطلب الحاجات إلى الناس ، فإن ذلك فقر حاضر.
ودع ما تعتذر منه من الأمور ، ولا تعمل به.
وإن استطعت ألا يأتي عليك يوم ألا أنت خير منك بالأمس، فافعل.
و إذا صليت صلاة ، فصل صلاة مودع ، كأنكلا تصلي بعدها.
الحسن بن علي رضي الله عنهما :
لما حضره الموت قال : أخرجوا فراشي إلى صحن الدار، فاخرج فقال : اللهم إني أحتسب عندك ، فإني لم اصب بمثلها !
معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه :
قال عند موته لمن حوله : أجلسوني ... فأجلسوه ..فجلس يذكر الله ، ثم بكى وقال:
الآن يا معاوية .. جئت تذكر ربك بعد الانحطام والانهدام ، اما كان هذا وغض الشباب نضير ريان ؟
ثم بكى وقال :
يا رب.. يا رب ، إرحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي .. اللهم أقل العثرة و أغفر الزلة .. وجد بحلمك على من لم يرج غيرك ولا وثق بلحد سواك.
ثم فاضت روحه رضي الله عنه.
[/frame]