سما العراق
Well-Known Member
- إنضم
- 28 يونيو 2020
- المشاركات
- 13,633
- مستوى التفاعل
- 52
- النقاط
- 48
عناصر الإيمان وفاعليته في الحياة
لابدّ لنا من أن نربّي أنفُسنا على أساس أن يكون الصِّدق في العقل وفي القلب وفي الكلمة وفي العمل، حيث يعيش الإنسان ليكون صدقاً كلّه، ولاسيّما أنّ الإمام عليّاً (ع) كان قد عرّف الإيمان بعناصر ثلاثة:
«الإيمان معرفة بالقلب ـ والقلب هنا العقل، فالقلب في القرآن الكريم يمثِّل طاقة الوعي في الإنسان، التي قد تشمل القلب والعقل معاً، بحسب المصطلح العام للقلب والعقل ـ وإقرار باللسان، وعمل بالأركان»، يعني بالأعضاء. فأنت عندما تكفّ عن الصِّدق في أيِّ جانب، فإنّك تفقد إيمانك، لأنّ الإيمان، كما ذكرنا أكثر من مرّة، ليس خفقة قلب، وليس نبضة إحساس، بل هو كلّك؛ عقلك وقلبك وإحساسك وحركتك في الواقع.
مفهوم الإيمان وحركيته:
جاء في بعض الأحاديث، أنّ الإيمان ينقسم إلى مستقرّ ومستودع، ومن ذلك، ما رُوِي عن الإمام عليّ (ع): «فمن الإيمان ما يكون ثابتاً مستقرّاً في القلوب، ومنه ما يكون عواري بين القلوب والصدور إلى أجَلٍ معلوم، فإذا كانت لكم براءة من أحد فقفوه»، يعني: لا تستعجلوا في الحُكم عليه، «حتى يحضره الموت، فعند ذلك يقع حدُّ البراءة». في هذه الكلمة، يؤكِّد الإمام عليّ (ع)، أنّ هناك إيماناً عندما يدخل كيان الإنسان، فإنّه يتعمّق حتى يستقرّ في جذور الكيان الإنساني، بحيث يصبح جزءاً من ذات الإنسان، فيتجسَّد فكرةً في العقل، وعاطفةً في القلب، وحركةً في الواقع، ذلك أنّ العقل ينطلق ليؤصِّل معرفته بإيمانه من خلال المعادلات التي يقتنع بها، ممّا يقترب من المعادلة الرياضية التي تلتقي بالبداهة.
وربّما بسبب ذلك، نجد بعض الناس يبدأون مؤمنين، ولكنّهم ينتهون كافرين، باعتبار أنّ الإيمان لم يدخل في ذاتهم، بحيث يتحوَّل إلى جوهرة فيها، أو إلى حالة صلبة حديدية، بل يبقى شيئاً طارئاً، فإذا جاءته هزّة هنا، وهزّة هناك، وشُبهة من هنا، وشُبهة من هناك، سقط الإيمان، كأيّ شيء مستعار ليس له ثبات. وهذا ما يقوله الإمام عليّ (ع) في حديثه، أن لا تحكموا على أيّ إنسان بالبراءة إلى أن يحضره الموت، فإذا بقي إيمانه إلى حين أجله، فاعرفوا أنّ إيمانه مستقرّ، فإذا زال إيمانه قبل الموت، فاعرفوا أنّه إيمان مستعار.
وفي حديث الإمام الصادق (ع) في بيان المستقرّ والمستودع، يقول: «فالمستقرّ الإيمان الثابت، والمستودع المعار». هنا الإمام الصادق (ع) يركّز على الجانب العملي؛ لأنّ الإنسان يمثِّل وحدة متكاملة، وليس عنصراً قابلاً للتقسيم، كأن يقول البعض في الإنسان مثلاً، إنّ فيه الجانب العاطفي، والجانب العقلي، والجانب العملي، فهذا لا يمثِّل انقساماً في الذات، ولكنّه يمثِّل أبعاداً لها؛ لأنّ الجوهر الإنساني، يمثِّل قوّة واحدة، هذه القوّة يتزاوج فيها العقل مع العاطفة، ويمتدّ في الحركة، ولذا نعبّر عن الداخل الإنساني بمنطقة الوعي الداخلي، التي يتداخل فيها العقل في حركته، مع الفكر والإحساس والشعور، فالإحساس ليس مجرّد نبضة قلب، بل هو الوعي في إيحاءات الجسد والوعي للأشياء. وهذا ما نلاحظه في القرآن الكريم، الذي يتحدّث عن كثير من حقائق الإيمان بأسلوب عاطفي تارةً، وأسلوب عقلي تارةً أُخرى، ويمزج بين العاطفة والعقل في كثير من وسائله وأساليبه. ولهذا نقول: إنّ ممارسة الإنسان وحركيته قد تؤثّر في ذهنيته.. ولذلك، فالالتزام يقوّي إيمان الإنسان المؤمن؛ لأنّ الإيمان هو فكرة وقول وعمل، بينما عدم الالتزام يخرج الإنسان من إيمانه، أو يضعفه.
منقووول
لابدّ لنا من أن نربّي أنفُسنا على أساس أن يكون الصِّدق في العقل وفي القلب وفي الكلمة وفي العمل، حيث يعيش الإنسان ليكون صدقاً كلّه، ولاسيّما أنّ الإمام عليّاً (ع) كان قد عرّف الإيمان بعناصر ثلاثة:
«الإيمان معرفة بالقلب ـ والقلب هنا العقل، فالقلب في القرآن الكريم يمثِّل طاقة الوعي في الإنسان، التي قد تشمل القلب والعقل معاً، بحسب المصطلح العام للقلب والعقل ـ وإقرار باللسان، وعمل بالأركان»، يعني بالأعضاء. فأنت عندما تكفّ عن الصِّدق في أيِّ جانب، فإنّك تفقد إيمانك، لأنّ الإيمان، كما ذكرنا أكثر من مرّة، ليس خفقة قلب، وليس نبضة إحساس، بل هو كلّك؛ عقلك وقلبك وإحساسك وحركتك في الواقع.
مفهوم الإيمان وحركيته:
جاء في بعض الأحاديث، أنّ الإيمان ينقسم إلى مستقرّ ومستودع، ومن ذلك، ما رُوِي عن الإمام عليّ (ع): «فمن الإيمان ما يكون ثابتاً مستقرّاً في القلوب، ومنه ما يكون عواري بين القلوب والصدور إلى أجَلٍ معلوم، فإذا كانت لكم براءة من أحد فقفوه»، يعني: لا تستعجلوا في الحُكم عليه، «حتى يحضره الموت، فعند ذلك يقع حدُّ البراءة». في هذه الكلمة، يؤكِّد الإمام عليّ (ع)، أنّ هناك إيماناً عندما يدخل كيان الإنسان، فإنّه يتعمّق حتى يستقرّ في جذور الكيان الإنساني، بحيث يصبح جزءاً من ذات الإنسان، فيتجسَّد فكرةً في العقل، وعاطفةً في القلب، وحركةً في الواقع، ذلك أنّ العقل ينطلق ليؤصِّل معرفته بإيمانه من خلال المعادلات التي يقتنع بها، ممّا يقترب من المعادلة الرياضية التي تلتقي بالبداهة.
وربّما بسبب ذلك، نجد بعض الناس يبدأون مؤمنين، ولكنّهم ينتهون كافرين، باعتبار أنّ الإيمان لم يدخل في ذاتهم، بحيث يتحوَّل إلى جوهرة فيها، أو إلى حالة صلبة حديدية، بل يبقى شيئاً طارئاً، فإذا جاءته هزّة هنا، وهزّة هناك، وشُبهة من هنا، وشُبهة من هناك، سقط الإيمان، كأيّ شيء مستعار ليس له ثبات. وهذا ما يقوله الإمام عليّ (ع) في حديثه، أن لا تحكموا على أيّ إنسان بالبراءة إلى أن يحضره الموت، فإذا بقي إيمانه إلى حين أجله، فاعرفوا أنّ إيمانه مستقرّ، فإذا زال إيمانه قبل الموت، فاعرفوا أنّه إيمان مستعار.
وفي حديث الإمام الصادق (ع) في بيان المستقرّ والمستودع، يقول: «فالمستقرّ الإيمان الثابت، والمستودع المعار». هنا الإمام الصادق (ع) يركّز على الجانب العملي؛ لأنّ الإنسان يمثِّل وحدة متكاملة، وليس عنصراً قابلاً للتقسيم، كأن يقول البعض في الإنسان مثلاً، إنّ فيه الجانب العاطفي، والجانب العقلي، والجانب العملي، فهذا لا يمثِّل انقساماً في الذات، ولكنّه يمثِّل أبعاداً لها؛ لأنّ الجوهر الإنساني، يمثِّل قوّة واحدة، هذه القوّة يتزاوج فيها العقل مع العاطفة، ويمتدّ في الحركة، ولذا نعبّر عن الداخل الإنساني بمنطقة الوعي الداخلي، التي يتداخل فيها العقل في حركته، مع الفكر والإحساس والشعور، فالإحساس ليس مجرّد نبضة قلب، بل هو الوعي في إيحاءات الجسد والوعي للأشياء. وهذا ما نلاحظه في القرآن الكريم، الذي يتحدّث عن كثير من حقائق الإيمان بأسلوب عاطفي تارةً، وأسلوب عقلي تارةً أُخرى، ويمزج بين العاطفة والعقل في كثير من وسائله وأساليبه. ولهذا نقول: إنّ ممارسة الإنسان وحركيته قد تؤثّر في ذهنيته.. ولذلك، فالالتزام يقوّي إيمان الإنسان المؤمن؛ لأنّ الإيمان هو فكرة وقول وعمل، بينما عدم الالتزام يخرج الإنسان من إيمانه، أو يضعفه.
منقووول